BMW M5 بقوة عاتية وتكنولوجيا حديثة: هل تُحافظ على أسطورة الأداء؟
قصة BMW M5 لم تبدأ اليوم، بل قبل عشرات السنين، وتحديدًا في عام 1984. ومنذ ذلك الحين وحتى يومنا هذا، تتمتع هذه السيارة الرياضية الخارقة بأداء استثنائي وتجهيزات عائلية، مما يجعلها تتميز بحالة استثنائية في سوق السيارات المميزة.
هذه الحالة، توفرت لها بفضل قدرتها على توفير تجربة قيادة مثيرة تترافق مع مستويات رحابة ممتازة وموثوقية عالية.
اليوم، وبعد فترة طويلة من التطوير، وصل أحدث جيل من M5 ليحطم رقمين قياسيين في تاريخ السيارة. الرقم الأول هو رقم يُعدّ تحطيمه أمرًا إيجابيًا، إذ يتمثل بالقوة القصوى التي توفرها المنظومة الهجينة المتوفرة للسيارة والتي تبلغ 717 حصانًا.
أما الرقم الثاني فهو الذي يُعدّ تحطيمه أمرًا سلبيًا، كونه يتعلق بالوزن العام للسيارة الذي يدور في فلك الـ 2500 كيلوغرام في حال أردنا احتساب وزن السيارة مع خزان وقود ممتلئ وجميع السوائل الضرورية لتشغيلها، أي باختصار الوزن الفعلي للسيارة على الطريق، دون احتساب وزن السائق أو وزن مرافقيه.
فإذا كان وزن BMW M5 الجديدة مرتفعًا، فهل ستتمكن من توليد نفس الشعور المثير في القيادة الذي لطالما وفرته أجيالها السابقة؟ الإجابة السريعة هي نعم بكل تأكيد، لكنّ العبرة في التفاصيل... فما هي التفاصيل؟
خطوط خارجية مثيرة
من الناحية التصميمية، فإنّ M5 هي سيارة رياضية تتمتع بحضور قوي على الطريق.
يتميز هيكلها الرياضي بكونه أعرض بمقدار 3 بوصات في الأمام و 1.9 بوصة في الخلف، بينما أعيد تصميم الجوانب مقارنةً بالسلسلة الخامسة للمساعدة في منحها مظهرًا أكثر عدوانية.
وتتواجد مخارج العادم الرباعية في الخلف، بينما تتميز الواجهة الأمامية بفتحات تهوية وزوايا متناغمة.
تجربة قيادة ديناميكية
في البداية، تتمتع BMW M5 بنفس الصفات الوراثية للشقيقة XM، أي محرك من ثماني أسطوانات بسعة 4.4 لتر مع توربو مزدوج ومحرك كهربائي واحد مدمج في علبة التروس ذات الثماني سرعات، ليُنتج قوة إجمالية تبلغ 717 حصانًا، أي بزيادة 110 حصانًا عن قوة الجيل السابق من فئة M5 Competition.
وبالإضافة إلى هذه القوة العالية التي تُعاكس الوزن المرتفع عند التسارع، جرى ضبط إعدادات السيارة بهدف تعزيز الأداء الديناميكي ومقاومة الوزن المرتفع عند المنعطفات من خلال تحويل نظام الدفع الرباعي XDrive إلى الدفع الخلفي. فعند إيقاف تشغيل نظام التحكم في التماسك، يتم توجيه القوة نحو العجلات الخلفية.
وبفضل قفل تفاضلي يتم التحكم فيه إلكترونيًا في الخلف، يتم إرسال الطاقة إلى العجلة اليسرى أو اليمنى حسب الحاجة لإنجاز المهمة. ويعمل هذا النظام بنفس الطريقة التي يعمل بها نظام التحكم في التماسك، ولكن بدلاً من كبح العجلة التي تفقد تماسكها، يتم تحويل الطاقة إلى العجلة التي تتمتع بتماسك أفضل للحفاظ على سلامة مسار M5، مما ينتج عنه انعطاف أسرع وثقة أعلى.
نظام التفاف العجلات الخلفية
من جهته، يساعد نظام الدوران بالعجلات الخلفية في تأمين الرشاقة للسيارة. وبالتالي، تجتمع كل هذه العوامل مع بعضها البعض لجعل BMW M5 الجديدة وفية لتراثها العريق في مجال متعة القيادة الخالصة، ضمن علامة تجارية رفعت دومًا شعارات تتمحور حول هذا الأمر.
اقرأ أيضًا: BMW Skytop ألمانية أنيقة في بلاد الأناقة
أداء عالي
عن BMW M5 الجديدة، تقول الشركة إنها يمكنها الانطلاق من صفر إلى سرعة 100 كيلومتر في الساعة خلال 3.4 ثانية.
وتستمر السيارة بعد ذلك في عملية التسارع حتى تصل إلى سرعة قصوى محددة إلكترونيًا عند 250 كيلومترًا في الساعة، وذلك التزامًا بالاتفاق المعقود بين صناع السيارات في ألمانيا.
أما مع حزمة M Driver، ترتفع السرعة إلى 305 كيلومترات في الساعة.
وفي الجانب العملي الذي يتوجب على سيارة تحمل شعار M5 على جسمها أن تقدمه، بالإضافة إلى أدائها القوي الصاخب، هناك الجانب الهادئ للسيارة عند ضبطها على وضعية القيادة الكهربائية. وعندها، توفر السيارة إمكانية التنقل الصامت لمسافة 40 كيلومترًا فقط باستخدام طاقة البطارية.
ومع ذلك، إذا ضغطت على دواسة الوقود أو قررت تغيير نسب علبة التروس يدويًا، فستفترض السيارة أنك جاهز للانطلاق بسرعة وتُشغّل محرك الاحتراق الداخلي تلقائيًا لتوفير المزيد من القوة.
ودائمًا في سياق الأداء العالي، تتمتع M5 بمكابح متطورة تعمل من خلال ملاقط بستة مكابس على أقراص مقاس 16.1 بوصة في الأمام، مقابل ملاقط بمكبس واحد تقبض على أقراص مقاس 15.7 بوصة في الخلف.
وتُعتبر مكابح M المصنوعة من كربون سيراميك اختيارية، مما يزيد قطر القرص الأمامي إلى 16.5 بوصة مع خفض 24 كيلوغرامًا من الوزن في هذه العملية.