History Supreme اليخت الأغلى في التاريخ: تحفة فنية عائمة من الذهب والحجر النيزكي
يمكن وصفه بالقصر العائم، بطول 100 قدم، مُغطّى بالكامل بالذهب والبلاتينيوم ليعكس مدى ترف الإنسان. والأهم من ذلك، أنّ تكلفته تبلغ نحو 4.8 مليار دولار أمريكي، ليكون بذلك اليخت الأغلى في التاريخ. ولهذا لا عجب أنّه يُعرَف باسم "History Supreme".
يمتلك هذا اليخت رجل أعمال ماليزيّ مجهول الهوية، غير أنّ العديد من المصادر تُقدّم أدلّة مقنعة تُزيل الغموض عن هذا الشخص. فمن هو؟ نُجيبك بعد أن نستعرض كل ما تحتاج معرفته عن هذا اليخت الفاخر.
من الآيفون الذهبي إلى اليخت الأغلى في العالم
ستيوارت هيوز؛ اسم بريطاني مرادف للفخامة والترف، اشتهر بمنتجاته الفخمة وصنع لنفسه اسماً في هذا المجال حيث كان يحول الأشياء والمنتجات المستخدمة يومياً إلى أعمال فنية لا تقدر بثمن.
بدأت رحلة هيوز وذاعت شهرته عندما كان يغطي الأجهزة الفاخرة كالآيفون والآيباد وغيرهما بالذهب والألماس والمواد الثمينة عموماً، مستهدفاً نخبة رجال الأعمال حول العالم.
لم يعرف هيوز للطموح حدوداً، وبسبب براعته في تحويل الأشياء إلى منتجات فخمة واستثنائية، سرعان ما قفز قفزةً هائلة جعلته ذائع الصيت في وسط الفخامة... مباشرةً إلى اليخوت!
ما المميز بشأن يخت "History Supreme"؟
في كلّ تفاصيل هذا اليخت الفاخر ستجد مظهرًا من مظاهر الحرفية والفخامة، الثراء بيّن في كلّ مكان؛ شكل اليخت نفسه ملفتٌ وبشدة لِما يشكّله من معادن ثمينة، لا سيما وأن وزنه يُقدّر بأكثر من 100 ألف كيلوجرام؛ تخيّل كيف سيبدو وهو يتلألأ تحت أشعة الشمس!
استغرقت صناعة هذا اليخت ثلاث سنوات، أخذ فيها ستيوارت هيوز يركز جل خبراته ومجهوداته ليخرج بهذه التحفة الفنية الهائمة على وجه الماء، وذلك بداية من التصميم الذي استخدم فيه أكثر من 220,462 رطلًا (حوالي 110 أطنان) من المعادن الثمينة لتغطيته بالكامل، وحتى الشكل النهائي الأخّاذ للبشرية، الذي يظهر عليه كل مظاهر الترف والثراء الفاحش.
من الأشياء التي يجب أن نُسلط الضوء عليها هي أن اليخت مصنوع بالكامل من المعادن الثمينة، وتحديدًا الذهب والبلاتين، وذلك بدايةً من المقدمة ومرورًا بسطحه وكل ما عليه، مثل منطقة تناول الطعام، وليس انتهاءً بالقضبان والمرساة وكل شيء آخر. ما يعني أن استخدام هذه المعادن ليس لغرض الزينة فحسب، بل للاستخدامات العملية أيضًا. وهذا ما يجعل "History Supreme" أعجوبة تصميمية.
وتأخذ غرفة النوم الرئيسية باليخت مستوى التصميم إلى مرحلة متقدمة للغاية، إذ تم تزيين الجدران بالبلاتين ليخلق جوًا من الفخامة والراحة النفسية في آن واحد. وهذا ليس الأمر الأكثر إبهارًا، إذ تم تزيين الجدران بالحجر النيزكي وعظام حقيقية من ديناصور من فصيلة "تي-ريكس"، ليتم المزج بين التاريخ القديم والحديث بطريقة فريدة ورائعة.
اقرأ أيضًأ: يخت Sialia 59 Weekender السكينة والروح الرياضية
مالكٌ مجهول
ظهرت قصة هذا اليخت منذ أكثر من 10 سنوات، وتحديدًا في عام 2011، ولكن حتى يومنا هذا لم تُكشف هوية الرجل الذي دفع 4.8 مليار دولار لشرائه. غير أن جميع الوسائل الإعلامية تشير إلى شخصٍ بعينه: "رجل آسيوي... ماليزي".
تسلّم الملياردير والمالك السابق لنادي تشيلسي، رومان أبراموفيتش، يخت "Eclipse" في عام 2010؛ أي قبل عام واحد من ظهور قصة "History Supreme". وقتها كان يخت أبراموفيتش الأغلى في العالم بسعر 700 مليون دولار، ولكن ما أن ظهر "يخت الرجل الماليزي" على الساحة حتى أزاح يخت رومان عن المرتبة الأولى بسبب الفارق المهول الذي يُقدر بنحو 10 أضعاف.
التقارير تشير إلى أن هناك 3 أشخاص ماليزيين فقط هم من يمتلكون ثروةً تتجاوز الخمسة مليارات دولار أو أكثر. وعليه فمالك اليخت هو واحدٌ منهم، وهو على الأرجح الرجل الأكثر ثراءً في ماليزيا (بثروة تقدر بنحو 11.5 مليار دولار وقت كتابة هذا المقال): روبرت كيوك.
من هو روبرت كيوك؟
كان يُلقب بملك السكر "Sugar King" في ماليزيا في السبعينيات. وهو الملياردير العصامي صاحب مجموعة "Kuok Group" التي تعمل تحت مظلة ثلاث شركات قابضة تتواجد في هونغ كونغ وسنغافورة وماليزيا. غير أن كل هذا ليس السبب الأكبر في ثروته، وإنما حصته في شركة "Wilmar International" التي تُعد أكبر شركة مُدرجة لزيت النخيل في العالم.
ليس هذا فحسب، حيث يمتلك كيوك مجموعة "Shangri-La" التي تدير مجموعة من الفنادق والمنتجعات الفاخرة في جميع أنحاء آسيا. وبكل هذا، استطاع الملياردير الماليزي أن يكون الأغنى في ماليزيا.
البعض قد يتساءل عن السبب الذي دفع روبرت كيوك لدفع أكثر من ثلث ثروته لشراء اليخت الأغلى في العالم. وهذا سؤال مشروع ومنطقي تمامًا. إلا أن الإجابة عليه قد تكون مبررة بعمر الملياردير الذي وصل إلى 100 عام في أكتوبر المنصرم (كان عمره 88 عامًا عندما اشترى اليخت في عام 2011، إذا كان مالكه). ناهيك عن أن الأثرياء يفعلون أشياء خارجة عن المألوف في الكثير من الأحيان. ومع ذلك، هذا يثير سؤالًا مشروعًا للغاية:
هل يخت History Supreme موجود حقًا؟
كتلةٌ بوزن كهذا، تطفو على البحر، استُخدم فيها حوالي 220,462 رطلًا من المواد الثمينة، بغرفةٍ جدرانها من الحجر النيزكي وعظام التي-ريكس، تجعلنا نتساءل... هل هذا اليخت موجود حقًا؟
في الواقع هناك عدد من الأسباب التي جعلت الكثيرين يزعمون بأن قصة اليخت ليست حقيقية، وهذه الأسباب هي:
1. سعره المبالغ فيه: اليخت يُزعم أن سعره يوازي تقريبًا 10 أضعاف سعر اليخت الأغلى في العالم والمملوك لرومان أبراموفيتش.
2. الملكية المجهولة: صعوبة معرفة هوية صاحب اليخت الذي تم شراؤه منذ عام 2011.
3. قلة الأدلة: منذ شرائه وحتى الآن، لم تظهر سوى صور محدودة لهذا اليخت ولم تتداول غيرها.
4. التشابه مع يخت "Baia One Hundred": ادعاءات بأن الصور المنتشرة لـ "History Supreme" تشبه يخت "Baia One Hundred" الذي صُنع في عام 2008، مما يثير الشكوك في هويته الحقيقية.
بحسب موقع Megayacht News، المتخصص في أخبار اليخوت، صرح خبير لمجلة "Motor Boat & Yachting" قائلاً: "من يصدق أن قارباً يحمل 100 طن من الذهب على متنه؟". وأضاف هذا الخبير مؤكدًا أن صور اليخت مسروقة، وأنه سيتم التواصل مع من قام بنشرها دون اللجوء إلى الإجراءات القانونية لأن الأمر لا يستحق.
ختامًا: إذا كان يخت History Supreme موجودًا فقصته ساحرة وتستحق أن يعرفها كل مهتم بعالم الفخامة والثراء، إلا أن العديد من الأدلة والخبراء يرجحون أنها ليست حقيقية.
والسؤال هنا: إذا لم يكن اليخت موجودًا فعلًا، هل من الممكن أن نرى يختًا حقيقيًا بهذه المواصفات يومًا ما؟