هل تعاني صعوبة التركيز؟.. ربما تكون مصابًا باضطراب نقص الانتباه وفرط النشاط
التشتّت وصعوبة التركيز أو الاستمرار في أداء ما تفعله قد يكون علامة على اضطراب نقص الانتباه مع فرط النشاط.
نعم، هو شائع بين الأطفال أكثر، لكنّه قد يُصِيب البالغين كذلك، وهو ليس نوعًا واحدًا، فالنوع الآخر قد يتضمّن فرط النشاط أو الاندفاع الذي قد يظهر في كثرة الكلام أو عدم التفكير في عواقب الأفعال، وربّما يُعانِي بعض الناس كلا النوعَين معًا، فكيف يمكن علاج ذلك الاضطراب؟
ما هو اضطراب نقص الانتباه مع فرط النشاط "ADHD"؟
أحد الاضطرابات التي تتسم بنمط مستمر من عدم الانتباه وفرط النشاط والاندفاع، بما يتعارض مع قدرة المرء على إدارة مشاعره وأفكاره وأفعاله.
فقد يُواجِه الشخص صعوبة في التركيز على المهمة التي يقوم بها، بسبب عدم الانتباه وليس بسبب صعوبة المهمة أو عدم الفهم، كما قد يُعانِي فرط النشاط، فهو يتحرّك باستمرار، حتى لو لم يكُن الموقف ملائمًا لذلك، أو يتحدّث بشكلٍ مفرط.
كذلك قد يتصرّف المرء باندفاع دون تفكير أو قدرة على ضبط النفس، وقد يتخذ قرارات متهورة دون النظر إلى العواقب طويلة الأمد لذلك.
جديرٌ بالذكر أيضًا أنّ اضطراب نقص الانتباه مع فرط النشاط يُصِيب الأطفال غالبًا، ومع ذلك فإنّ البالغين مُعرّضون أيضًا للإصابة به.
أنواعه
ثمّة 4 أنواع مختلفة من اضطراب نقص الانتباه مع فرط النشاط، وهي تختلف بناءً على الأعراض التي تظهر على الطفل المُصاب بذلك الاضطراب:
1. غافل أغلب الوقت
يُعانِي المُصابون بهذا النوع عدم الانتباه بشكلٍ أساسي، والذي يتمثّل في صعوبة التركيز وتنظيم المهام والبقاء مستمرًا فيها، أمّا أعراض فرط النشاط أو الاندفاع فهي أقلّ لديهم، وقد يُطلَق على ذلك اضطراب قصور الانتباه "ADD"، وهذا النوع هو الأكثر شيوعًا بين البالغين.
2. فرط النشاط أو الاندفاع أغلب الوقت
قد تكون مشكلات الانتباه أقلّ لدى هؤلاء الأطفال، لكنهم يُظهِرون أعراضًا أكبر تتعلّق بفرط النشاط والاندفاع، فهو لا يستطيع الجلوس ساكنًا، ولديه الكثير من الطاقة، كما أنّه يتحدّث كثيرًا بلا داعٍ.
أمّا الاندفاع، فيتمثّل في مقاطعة الآخرين والتصرّف دون تفكيرٍ في الأمر أو عواقبه أولًا، وهذا النوع هو الأقل شيوعًا ويُصِيب عادةً الأطفال الصغار.
اقرأ أيضًا:العلاج بالواقع الافتراضي.. حل واعد لاضطرابات الصحة النفسية
3. مُشترَك
يُظهِر الأطفال المُصابُون بهذا النوع 6 أعراض على الأقل من كلا النوعَين السابقين؛ إذ تظهر عليهم أعراض عدم الانتباه وفرط النشاط والاندفاع بالتساوي، ونحو 70% من الحالات تندرج تحت هذا النوع.
4. غير مُحدّد
في هذه الحالات، قد تكون الأعراض شديدة لدرجة أنّ الأطفال يُعانُون خللًا وظيفيًا واضحًا بشأن الانتباه أو فرط النشاط أو كلاهما، لكنّهم لم يستوفوا المعايير التامة لتشخيص اضطراب نقص الانتباه مع فرط النشاط.
أعراض اضطراب نقص الانتباه مع فرط النشاط
بناءً على التقسيم السابق، وحسب الدليل التشخيصي والإحصائي للاضطرابات العقلية، الإصدار الخامس "DSM-5" الصادر عن الجمعية الأمريكية للطب النفسي "APA"، فإنّ الأعراض تنقسم على النحو التالي:
1. أعراض الغفلة أو عدم الانتباه
ينبغي أن يُعانِي المُصاب 6 أعراضٍ أو سلوكيات على الأقل، كي يُشخّص بعدم الانتباه، من مجموع السلوكيات والأعراض التالية:
- صعوبة الانتباه إلى التفاصيل أو ارتكاب أخطاء مهملة.
- صعوبة التركيز في المهام والأنشطة التي تقوم بها.
- صعوبة الاستماع جيدًا أو التشتّت، أو أحلام اليقظة.
- تجنّب أو كره المهمات التي تتطلّب جهدًا ذهنيًّا مستمرًّا.
- فقدان الأشياء بشكلٍ متكرر.
- سهولة التشتّت بالمؤثّرات الخارجية.
- صعوبة اتّباع التعليمات أو إنهاء المهمات.
- صعوبة تنظيم المهمات والأنشطة.
- كثير النسيان في الأنشطة اليومية.
2. أعراض فرط النشاط أو الاندفاع
كذلك، يتطلّب تشخيص نوع فرط النشاط أو الاندفاع أغلب الوقت، وجود 6 أعراض على الأقل من الأعراض التالية، وأن تكون مِمّا يُسبِّب مشكلات على صعيد أداء الأنشطة اليومية:
- التململ باليدين أو القدمين أو الالتواء بشكلٍ متكرر.
- ترك المقاعد بينما ينبغي أن يكون المرء جالسًا.
- الجري عندما لا يكون ذلك مناسبًا.
- صعوبة اللعب أو الانخراط في أنشطةٍ ترفيهية بهدوء.
- يبدو دائمًا متحفّزًا أو مندفعًا.
- كثرة الكلام أو الثرثرة.
- البوح بالإجابات قبل اكتمال الأسئلة.
- مشكلات متكررة بشأن صعوبة انتظار دوره.
- غالبًا ما يُقاطِع أو يتطفّل على محادثات وألعاب الآخرين.
اقرأ أيضًا:اضطرابات النمو العصبي.. الأسباب والأعراض وطرق العلاج
3. المُشترَك
يتضمّن أعراض نقص الانتباه مع فرط النشاط، وحسب الدليل التشخيصي والإحصائي للاضطرابات العقلية، فإنّه ينبغي إظهار 12 سلوكًا على الأقل من إجمالي السلوكيات (6 سلوكيات غافلة على الأقل، و6 سلوكيات مفرطة النشاط أو اندفاعية) لتشخيص ذلك النوع.
أسبابه
لم يتوصّل الباحثون بعد إلى سبب دقيق وراء اضطراب نقص الانتباه مع فرط النشاط رغم اقتراح بعض الأبحاث أنّ العوامل الوراثية قد يكون لها دور في الإصابة به.
كذلك هناك بعض العوامل التي تزيد خطر الإصابة باضطراب نقص الانتباه مع فرط النشاط، مثل:
- إصابة الدماغ.
- تعرّض الأم للرصاص خلال الحمل، أو تعرّض الطفل له باكرًا.
- التدخين أو شُرب الكحول خلال الحمل.
- الولادة المبكرة أو ولادة طفل منخفض الوزن.
وقد ذكر "Cleveland Clinic" أنّ الأمور الآتية ليست سببًا لاضطراب نقص الانتباه مع فرط النشاط:
- الحساسية.
- التطعيمات.
- الإسراف في تناول السكريات.
- كثرة التحديق في الشاشات.
- التربية السيئة.
- العوامل الاجتماعية والبيئية، مثل الفقر.
مضاعفات اضطراب نقص الانتباه مع فرط النشاط
ما لم يتلقّى المُصاب علاجًا مناسبًا لحالته، فقد يُعانِي بعض المضاعفات على الأمد الطويل، مثل:
- ضعف الثقة بالنفس.
- الاكتئاب والقلق.
- اضطرابات الأكل.
- مشكلات النوم.
- إدمان المواد المخدرة.
- السلوكيات الاندفاعية المحفوفة بالمخاطر.
- كثرة إصابات وحوادث القيادة.
- ضعف الأداء الدراسي أو الإنجاز الأكاديمي.
- عدم الاستقرار الوظيفي.
علاج اضطراب نقص الانتباه مع فرط النشاط
يهدف العلاج إلى تخفيف الأعراض حتى يتمكّن الإنسان من أداء مهامه اليومية بفاعلية دون مشكلات الانتباه والتشتت، وأيضًا التغلب على الاندفاع المُبالَغ فيه في السلوك، وذلك قد يكون من خلال:
1. العلاج السلوكي
مُناسِب للبالغين والأطفال الأصغر من 13 سنة، ويُوصِي الأطباء بتدريب الأبوين عليه، ومن أنواع العلاج السلوكي والتدريب المناسبة لهؤلاء الأطفال التدريب على المهارات الاجتماعية أو الوظائف التنفيذية.
ويهدف العلاج السلوكي إلى تعزيز السلوكيات الإيجابية والتخلص من السلوكيات غير المرغوب فيها، كما يهدف التدريب على الوظائف التنفيذية في تحسين المهارات التنظيمية ومراقبة الذات أو التركيز في إنجاز المهام.
اقرأ أيضًا:اضطراب الوسواس القهري.. الأعراض وعوامل الخطورة وطرق العلاج
2. الأدوية
قد تُساعِد الأدوية في التغلب على أعراض وسلوكيات اضطراب نقص الانتباه مع فرط النشاط، وقد وافقت إدارة الغذاء والدواء الأمريكية "FDA" على العديد من أنواع الأدوية لعلاج الاضطراب عند الأطفال الأصغر من 6 سنوات.
ومن الأدوية المُستخدَمة في العلاج:
- المُنشِّطات: هي أكثر الأدوية استخداممًا لعلاج نقص الانتباه مع فرط النشاط، إذ تتراجع الأعراض لدى 70 - 80% من الأطفال المُصابِين عند تناول هذه الأدوية، حسب ما ذكره "Cleveland Clinic".
- أدوية غير مُنشّطة: لا تعمل بنفس سرعة المُنشّطات وليس لها تأثير كبير عمومًا، لكن قد يستمر تأثيرها لمدة تصل إلى 24 ساعة، وقد يُضِيفها الطبيب إذا كانت المنشّطات لا تعمل.
- مضادات الاكتئاب: لم تقرّ إدارة الغذاء والدواء الأمريكية "FDA" استخدام مضادات الاكتئاب في علاج اضطراب نقص الانتباه مع فرط النشاط، ومع ذلك فقد يصفه بعض الأطباء أحيانًا إلى جانب الأدوية الأخرى.
نصائح لتخفيف اضطراب نقص الانتباه مع فرط النشاط
يُنصَح أيضًا - إلى جانب تلقّي العلاج المناسب- بما يلي:
- تقليل وقت التعرّض أو النظر إلى الشاشات.
- زيادة النشاط البدني أو ممارسة التمارين الرياضية.
- تناول وجبات غذائية متوازنة، ويُفضّل أن يكون الطعام مليئًا بالعناصر الغذائية، مثل الفواكه والخضراوات، واللحوم والحبوب الكاملة.
- محاولة تعلّم كيفية تنظيم الوقت لإنجاز المهمات اليومية.
- بالنسبة للبالغين، يُنصَح بالحفاظ على الروتين اليومي، وإنشاء قائمة للمهام والأنشطة اليومية، أو استخدام تقويم لجدولة المهام، وتخصيص مكان خاص للمفاتيح والأوراق، وأيضًا تقسيم المهام الكبيرة إلى خطوات صغير لإنجازها تباعًا.