نصائح صحية لتناول لحم الأضحية ومخاطر الإسراف في تناولها
اللحوم جزء من النظام الغذائي الأساسي، بل هي ضرورية للحفاظ على صحتك، خاصةً مع غناها بالبروتين وفيتامين ب12، ولحم الأضحية قد يساعد في الوقاية من فقر الدم وزيادة الشعور بالشبع، ومع ذلك فإنَّ الإفراط في تناوله له عواقب صحية خطيرة، فكم ينبغي أن تتناول منه؟ وما أهم نصائح صحية لتناول لحم الأضحية بأمان؟
العناصر الغذائية في اللحوم الحمراء
اللحوم الحمراء غنية بالبروتينات، والكثير من المعادن والفيتامينات الضرورية للجسم، بما في ذلك فيتامين ب12، والزنك والسيلينيوم، والحديد والنياسين.
فوائد تناول لحم الأضحية
اللحوم جزءٌ من النظام الغذائي المتوازن، فهي مصدر للبروتين أحد العناصر الغذائية الرئيسة للجسم، لذا فمن فوائد تناول لحمة عيد الأضحى:
1. زيادة الشعور بالشبع
اللحوم غنية بالبروتين، الذي يساعد على الشعور بالشبع، كما أنَّها منخفضة السعرات الحرارية فلا تزيد الوزن، وقد تُساعِد في الحفاظ على الوزن وعدم زيادته بقدرتها على إطالة فترة شعورك بالشبع.
2. بناء العضلات وتعزيز صحتها
ما العضلات إلّا بروتين، فالبروتين ضروري لبناء كتلة العضلات والحفاظ عليها، فمثلًا تحتوي شريحة لحم مشوية تزن 121 غم على 37 غم من البروتين، وهي كمية مناسبة تُساعِد في بناء العضلات إلى جانب الحفاظ على الوزن.
3. تعزيز التمثيل الغذائي والوقاية من فقر الدم
ليست لحوم الأضحية غنية بالبروتين فحسب، بل هي غنية أيضًا بفيتامين ب12، وهو من الفيتامينات الضرورية لعملية التمثيل الغذائي، التي تتضمَّن حرق سُعراتٍ حرارية والتفاعلات الحيوية التي تقوم بها خلايا الجسم.
كذلك، فإنَّ فيتامين ب12 ضروري لإنتاج كرات الدم الحمراء والوقاية من فقر الدم، خاصةً أنّ نقصه قد يُسبِّب فقر الدم الضخم الأرومات.
اقرأ أيضًا:فوائد لحم الجمل للرجال وقيمته الغذائية
أضرار الإفراط في تناول لحم الأضحية
رغم هذه الفوائد، لكن ثمّة أضرار قد تصيبك مع الإفراط في تناول لحم الأضحية، منها:
1. زيادة خطر الإصابة بأمراض القلب
أظهرت العديد من الدراسات، حسب موقع "healthline"، أنَّ الإفراط في تناول اللحوم الحمراء مرتبط بزيادة خطر الوفاة بسبب أمراض القلب.
وقد وجدت مراجعة عام 2021 لـ 13 دراسة واسعة النطاق، نُشِرت في المراجعات النقدية في علوم الغذاء والتغذية من قِبل باحثين في جامعة أوكسفورد، ارتباطًا بين الإسراف في تناول اللحوم الحمراء وزيادة خطر الإصابة بأمراض القلب.
جديرٌ بالذكر أنَّ اللحوم الحمراء غنية بالدهون المشبعة، التي يمكن أن تزيد مستويات الكوليسترول الضار في الدم، ومِنْ ثَمَّ يزداد خطر الإصابة بأمراض القلب، خاصةً مع الإفراط في تناولها.
2. زيادة خطر الإصابة بالسرطان
أيضًا ربطت العديد من الدراسات بين زيادة تناول اللحوم الحمراء وخطر الإصابة بالسرطان، بل في عام 2015، صنّفت وكالة السرطان التابعة لمنظمة الصحة العالمية "WHO" اللحوم الحمراء على أنَّها ربّما تكون مسرطنة للإنسان.
ورغم أنّه ليس من المفهوم تمامًا كيف يمكن أن تزيد اللحوم الحمراء خطر الإصابة ببعض أنواع السرطان، فإنّه يُعتقَد أنّ بعض طرق الطهي، كالتي تتضمّن درجة حرارة عالية، مثل الشواء، قد تُنتِج مُركّبات مُعزِّزة للسرطان.
وقد حدّدت دراسةٌ أُجريت عام 2021، نُشرت في مجلة "Cancer Discovery"، نمطًا مُعيّنًا من تلف الحمض النووي في أورام القولون لدى من يتناولون الكثير من اللحوم الحمراء، ما قد يجعلها أحد العوامل التي قد تُسهِم في الإصابة بسرطان القولون، لذلك فإنّ الاعتدال وعدم الإسراف أحد أهم نصائح صحية لتناول لحم الأضحية.
3. زيادة خطر الإصابة بداء السكري
أشارت بعض الأبحاث إلى أنَّ الإفراط في تناول اللحوم الحمراء قد يزيد خطر الإصابة بداء السكري من النوع الثاني، فمثلًا وجدت إحدى الدراسات أنّ استبدال حصة من اللحوم الحمراء يوميًا بحصة من البيض، كان مرتبطًا بانخفاض خطر الإصابة بداء السكري من النوع الثاني.
وبالمثل أظهرت دراسةٌ أخرى عام 2021 في المجلة الأمريكية للتغذية السريرية "American Journal of Clinical Nutrition" أنّ استبدال اللحوم الحمراء بمصادر البروتين الأخرى، كان مرتبطًا بانخفاض خطر الإصابة بداء السكري من النوع الثاني.
بل كشفت مراجعة لـ 15 دراسة أنَّ الأشخاص الذين تناولوا أكبر كمية من اللحوم الحمراء، كانوا أكثر عرضة بنسبة 15% للإصابة بمرض السكري من النوع الثاني، مقارنةً بأولئك الذين تناولوا كمية أقل.
فئات يُنصح بتقليل تناولهم لحم الأضحية
قد لا يسع جميع الناس التمتّع بلحم الأضحية، خاصةً لو كان ضررها عليهم مُحقّقًا ويتجاوز فوائدها، لذلك ينبغي للمُعرّضين للاضطرابات الآتية تقليل تناولهم لحم الأضحية أو اللحوم الحمراء عمومًا:
- قصور القلب.
- ارتفاع ضغط الدم.
- مرض السكري من النوع الثاني.
- السكتة الدماغية.
- ارتفاع مستويات الكوليسترول في الدم.
- مرض الكلى.
- النقرس.
اقرأ أيضًا:فوائد بالجملة لتناول اللحوم.. ولكن دون إسراف
نصائح صحية لتناول لحم الأضحية
تعود معظم أضرار الإفراط في تناول لحم الأضحية إلى احتوائها على دهونٍ مُشبّعة، ثُمّ الطهي بطريقة غير صحية ثانيًا؛ إذ إنّ طرق الطهي عالية الحرارة قد تُفضِي إلى تشكيل مُركّبات ضارة، قد تزيد خطر الإصابة بالسرطان.
لذلك إليك نصائح صحية لتناول لحم الأضحية بأمان:
- استخدام أساليب طهي أخف، مثل البخار بدلًا من الشوي والقلي.
- تقليل الطهي على نارٍ عالية وعدم تعريض اللحم للهب مباشرةً.
- عدم تناول اللحم المتفحم أو المدخّن، فإذا احترق اللحم، اقطع القطع المتفحمة.
- إذا كُنت ستطهو اللحم على نارٍ عالية، فقلِّب اللحم باستمرار لمنعه من الاحتراق ولا تتركه على جانب واحد لفترة طويلة.
- قبل الطهي، اخلط اللحم في تتبيلة، مثل تلك المصنوعة من الأعشاب والعسل، فقد يساعد ذلك في تقليل تكوين المُركّبات الضارة.
- عدم الإفراط في تناول لحم الأضحية، ويُفضّل تناولها ضمن نظامٍ غذائي متوازن يحتوي مجموعة متنوعة من الطعام.
كمية لحم الأضحية المسموح بتناولها
يُوصَى عمومًا بعدم تناول أكثر من 3 حصص (113 - 170 غم من الوزن المطبوخ) من لحم الأضحية أسبوعيًا، ويمكن تناول أكثر من ذلك أسبوعيًا بما يصل إلى 340 - 510 غم.
ويُفضّل تناول قطع اللحوم الحمراء الخالية من الدهون، واستخدام طرق طهي صحية، مع تضمين مجموعة متنوعة من الأطعمة الأخرى الغنية بالعناصر الغذائية، مثل الفواكه والخضروات والحبوب الكاملة كالشوفان والكينوا.
طرق تخزين لحم الأضحية بطريقة صحية
بعد أن عرفت ما يلزمك من نصائح صحية لتناول لحم الأضحية، فإنّ تخزينها بطريقةٍ صحيحة لا يقل أهمية عن ذلك:
تخزين لحم الأضحية في الثلاجة
إذا كُنت تحتفظ بلحم الأضحية في الثلاجة، فإنَّ درجة الحرارة المثالية لها تتراوح بين 3.3 - 4.4 درجات مئوية.
أيضًا ينبغي تخزين لحم الأضحية مُغطّى وعلى رف الثلاجة منفصل عن الأطعمة الأخرى المُخزّنة، ومعظم اللحوم تستمر لمدة 3 - 5 أيام في الثلاجة بأمان، ومع ذلك يجب الاحتفاظ بلحوم الأعضاء، مثل الكبد والكلى لمدة يومين على الأكثر.
كذلك، يجب تخزين اللحوم المطبوخة في وعاء مُغطّى وعلى رف منفصل عن اللحوم النيئة التي تكون مُغطّاة أيضًا.
تخزين لحم الأضحية في المُجمِّد
أمّا في حالة تخزين لحم الأضحية في المُجمِّد، فيجب أن تُضبَط حرارته على الصفر أو أقل منه، والتجميد عمومًا يحافظ على اللحوم ويحميها من الميكروبات، كما يمنع فسادها ويحافظ على قيمتها الغذائية بل يمكن أن تستمر اللحوم المُغطّاة أو المُعبأة جيدًا لأكثر من عام في المُجمِّد دون أن تتغيّر نكهتها أو جودتها أو حتى ملمسها.