"ريجيم اللحم".. إشباع أطول وكربوهيدرات أقل لكن احذر!
بمجرد ذكر كلمة "اللحم"، فإن أول ما يتبادر للذهن هو تلك المنتجات الحيوانية، التي يفضل تناولها كثيرون، بل إنها تعد الأكثر استهلاكًا في كثير من دول العالم، لكن هل تعلم عزيزي الرجل أن الكلمة لها مفهوم أوسع وأكثر شمولية.
ومع توجه كثير من الراغبين في جسد صحي ذات وزن معين إلى اتباع أنواع معينة من الريجيم، فإن ريجيم "اللحم" ربما يكون أحد أهم تلك الأنواع رغم أنه لا يحظى بمعرفة كبيرة لدى الكثيرين.
استندت جلُّ الأنظمة الغذائية على تقليل الكربوهيدرات، وريجيم اللحم أحد هذه الأنظمة الغذائية إلَّا أنَّه أكثر عداءً للكربوهيدرات، فلا يسمح بها على الإطلاق؛ إذ يقتصر فقط على المنتجات الحيوانية، ومِنْ ثَمَّ يُتوقَّع أن يُساعِد في خسارة الوزن، بل وضبط مستويات السكر في الدم، لكن هل الاقتصار على اللحوم فقط فكرة سديدة؟ ألا يمكن أن يحتاج الجسم إلى عناصر غذائية لا تتوفَّر في اللحوم؟
ما هو ريجيم اللحم؟
نظام غذائي يستبعد الأطعمة النباتية، بما في ذلك الفواكه، الخضراوات، والبقوليات، ويعتمد فقط على المنتجات الحيوانية؛ لإمداد الجسم ببروتينٍ، يُشبِعه فترةً طويلةً، بجانب انعدام الكربوهيدرات، ما يساعد على خسارة الوزن الزائد.
هل ريجيم اللحم صحي؟
بعيدًا عن الأنظمة الغذائية الأخرى المُتضمِّنة لأطعمة غنية بالبروتين، قليلة الكربوهيدرات، فإنَّ ريجيم اللحم ليس به كربوهيدرات على الإطلاق.
ويُساعِد ريجيم اللحم على توفير بعض العناصر الغذائية الضرورية للجسم، مثل:
- البروتين.
- الحديد.
- فيتامين ب 12.
لكنَّه خالٍ من عناصر غذائية أخرى متوفرة في الأطعمة النباتية، مثل: فيتامين ج، حمض الفوليك، والألياف.
فوائد ريجيم اللحم
لا يبدو الاقتصار على تناول اللحوم فقط أمرًا ممتعًا، وما زالت الأبحاث محدودة حول فوائد هذا الريجيم، لكن تُوجَد أدلة على فوائده التالية:
1- خسارة الوزن الزائد
لا يحتوي ريجيم اللحم على الأطعمة أو المشروبات التي قد تزيد الوزن، وكون ذلك النظام الغذائي عالي البروتين، قليل الكربوهيدرات، فهو مساعد في خسارة الوزن على المدى القصير؛ إذ إن البروتين من العناصر الغذائية الكبرى المُشبِعة للجسم.
وذكر موقع "health" دراسةً أُجريت عام 2021، مُبرزةً تراجع مؤشر كتلة الجسم لدى المشاركين بعد انخراطهم في ريجيم اللحم، وهذه نتائج مُشجِّعة للغاية لاتباع ريجيم اللحم في خسارة الوزن.
لكن قد لا يتحمَّل بعض الناس تناول اللحوم فقط، كما تُوجَد أنظمة غذائية أخرى مساعدة في خسارة الوزن كالكيتو، لكن من الصعب التمسك به أيضًا كونه يحرم الإنسان أيضًا من أنواع أخرى من الطعام، كما أنَّ أغلب نتائجه تظهر على المدى البعيد.
لذا فقد يساعد يرجيم اللحم في خسارة الوزن على المدى القصير، ورؤية النتائج قريبًا، وهذا ليس مقتصرًا عليه، بل كذلك الأنظمة الغذائية الشاملة تُعزِّز خسارة الوزن وتساعد في الحفاظ عليه بنفس القدر.
2- تنظيم مستويات السكر في الدم
تساعد الأنظمة الغذائية قليلة الكربوهيدرات على ضبط مستويات السكر في الدم، وحال اتِّباع ريجيم اللحم، فإنَّ الكربوهيدرات المُتناوَلة ستكون في حدِّها الأدنى، ومِنْ ثَمَّ فقد يقل احتياج الإنسان إلى أدوية السكر.
أُجريت دراسةٌ عام 2021 على 2,029 إنسان يتبعون ريجيم اللحم لمدة 9 - 20 شهرًا، فوُجِد أنَّ المشاركين المُصابين بمرض السكري من النوع الثاني، تراجع لديهم مستوى السكر التراكمي في الدم، وكذلك قلّت حاجتهم إلى تناول أدوية السكر.
بل من بين 262 مشاركًا مصابًا بمرض السكري من النوع الأول أو الثاني، 84% منهم توقَّفوا عن تناول أدوية السكر الفموية، و92% من المصابين بمرض السكري من النوع الثاني، لم يستكملوا العلاج بالأنسولين وفقًا لمجلة "Current development in nutrition".
وهذه النتائج واعدة بالطبع، لكن لا تزال هناك حاجةٌ إلى مزيدٍ من الأبحاث؛ لتقصِّي وجود مخاطر من عدمها في اتِّباع هذا النظام الغذائي لمرضى السكري، ويجدر التنويه إلى أنَّ مرض السكري يمكن احتواؤه بأنظمةٍ غذائية أقل تقييدًا من ريجيم اللحم، وإن كانت نتائجه المبدئية مُبشِّرة للغاية.
اقرأ أيضًا: رجيم لو كارب.. نظام مثالي لإنقاص الدهون دون مخاطر
أضرار ريجيم اللحم
لا يُوفِّر ريجيم اللحم التوازن المطلوب من ناحية العناصر الغذائية، فهو فقير ببعض تلك العناصر مِمَّا يحتاجها الجسم لأداء وظائفه على أتم وجه، ما قد يُسبِّب مشكلاتٍ صحيةٍ لاحقة، ومن العناصر الغذائية المُتوقَّع أن تتراجع مستوياتها:
- فيتامين ج: يحتاجه الجسم لإصلاح الأنسجة التالفة، وتكوين الكولاجين.
- فيتامين هـ : مضاد الأكسدة الداعم لمناعة الجسم، والحامي للخلايا من التلف.
- الألياف: تُعزِّز وظائف الجهاز الهضمي، ولها دورٌ في الوقاية من مرض السكري.
- حمض الفوليك: يُستخدَم في إنتاج كرات الدم الحمراء؛ للوقاية من الأنيميا.
كذلك هناك مخاطر مُحتمَلة لتناول اللحوم بكمياتٍ كبيرةٍ، سواءٌ اللحوم الحمراء أو المُصنَّعة؛ إذ تزداد فرص الإصابة ببعض الاضطرابات، مثل:
- سرطان القولون.
- أمراض القلب.
وأمراض القلب هنا ليست بسبب بروتين اللحم، بل لأنَّ التركيز على اللحوم الحمراء الغنية بدهونٍ مُشبَّعة، قد يزيد فرص الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية.
يُتوقَّع كذلك في غياب الأطعمة النباتية أن تنشأ بعض الأعراض الجانبية، مثل:
- الإمساك.
- الإرهاق.
الأطعمة المسموحة والممنوعة في ريجيم اللحم
يقتصر ريجيم اللحم على تناول اللحوم فقط دون غيرها من أنواع الطعام الأخرى، وتفصيل ذلك على النحو التالي:
الأطعمة المسموحة في ريجيم اللحم
يتناول المرء اللحوم كلحم البقر، ولحم الضأن، مع التركيز على الأجزاء الدهنية في اللحوم؛ للحصول على ما يكفي من سعراتٍ حرارية، ومن الخيارات الإضافية في ريجيم اللحم ما يلي:
- الدواجن.
- الأسماك.
- البيض.
- الزبدة.
- الماء.
- مرق العظام.
- الصلصات أو المرق، شريطة أن تكون مصنوعة فقط من تقطير اللحم الممزوج بالزبدة أو السمن.
الأطعمة المقبولة في ريجيم اللحم
هذه الأطعمة في درجةٍ أقل من الأطعمة المسموحة، فريجيم اللحم تقييدي بدرجةٍ كبيرة، ومن أهم هذه الأطعمة المقبولة:
- اللبن.
- الزبادي.
- الجبن.
اقرأ أيضًا: «رجيم البطاطس».. أسهل الطرق للحصول على جسم مثالي خلال أسبوع
الأطعمة الممنوعة في ريجيم اللحم
الأطعمة ذات الجذور النباتية، مثل:
- الخضراوات.
- الفواكه.
- المكسرات.
- الخبز.
- الحبوب.
- الأرز.
- المعكرونة.
- كل المشروبات عدا الماء.
أي طعامٍ سوى اللحوم، الدواجن، الأسماك، أو ما كان مستمدًا من أي منهم، فليس مسموحًا به في ريجيم اللحم.
كذلك، اللحوم المُصنَّعة لا يُسمَح بها في ريجيم اللحم؛ إذ إنها تحتوي على كثيرٍ من الأملاح والمواد الحافظة، وهذا الملح قد يزيد فرص الإصابة بارتفاع ضغط الدم، مشكلات الكلى، وغيرها.
هل الاقتصار على اللحوم الخالية من الدهون مناسب لريجيم اللحم؟
اللحوم الخالية من الدهون، كالدواجن، والأسماك مسموح بها في ريجيم اللحم، لكن ينبغي تناول كميةٍ كبيرةٍ منها؛ للحصول على ما يكفي من السعرات الحرارية، كما أنَّ التركيز على هذا النوع من اللحوم يمنع الكيتوزية.
أمَّا إن كُنتَ ترغب في الوصول إلى الكيتوزية، فاللحوم الدهنية هي الأفضل، وعمومًا ليس هناك أبحاثٌ كافية حول هذا الأمر.
عينة من النظام الغذائي لرجيم اللحم
- الإفطار: البيض.
- الغداء: فطائر هامبرغر مع الجبن.
- وجبة خفيفة: السردين.
- العشاء: شرائح اللحم.
وقد لا تكون ثمَّة حاجةٌ إلى وجبة خفيفة، فمما يتميز به ريجيم اللحم، قدرته على إشباع الإنسان أطول فترةٍ ممكنة، فهذا مِمَّا يختص به البروتين.
ما الفرق بين ريجيم اللحم ونظام الكيتو؟
يتشابه ريجيم اللحم مع نظام الكيتو، لكنَّه أكثر تقييدًا؛ إذ يقتصر ريجيم اللحم على المنتجات الحيوانية فقط، بينما يحرص نظام الكيتو على دخول الجسم في الحالة الكيتوزية من خلال تناول أطعمة غنية بالدهون، فقيرة الكربوهيدرات، وكذلك تناول كميات متوسطة من البروتين.
كذلك، يُسمَح في نظام الكيتو بتناول الفواكه والخضراوات بجانب المنتجات الحيوانية الموجودة في ريجيم اللحم، ومِنْ ثَمَّ تتنوَّع العناصر الغذائية التي تصل إلى الجسم في نظام الكيتو عن ريجيم اللحم.
فارقٌ أخير، وهو أنَّ الكربوهيدرات في ريجيم اللحم في حدِّها الأدنى، بل تكاد تنعدم، أمَّا في نظام الكيتو، فمسموح بالكربوهيدرات بين 20 - 50 غرامًا في اليوم.