الإصابات الحرارية في الحج.. كيف تتعامل معها وتتجنّب حدوثها؟
تكثر الإصابات الحرارية في الحج، خاصةً مع اشتداد حرارة الجو وعدم شُرب كميات مناسبة من الماء باستمرار، فبعض الناس قد يتعرَّضون لضربة شمس، وغيرهم قد يُعانُون حروق الشمس، ولكل إصابةٍ حراريةٍ طريقة تعامُل مختلفة عن الأخرى، لكن ما العلامات التي تدل على المعاناة من إصابةٍ حراريةٍ بالفعل؟ وكيف تتجنَّب تلك الإصابات خلال الحج؟
أنواع الإصابات الحرارية في الحج
تنشأ الإصابات الحرارية بسبب الطقس شديد الحرارة، وتشمل الإصابات الحرارية الأكثر شيوعًا:
- ضربة الشمس: أشدّ الإصابات الحرارية التي قد يتعرَّض لها الحُجاج؛ إذ يضطرب نظام تنظيم الحرارة الداخلي في الجسم إثر درجة الحرارة العالية، ويحدث ذلك عندما ترتفع درجة حرارة الجسم عن 41 درجة مئوية سريعًا في غضون دقائق.
- الإنهاك الحراري: من الإصابات الحرارية المحتملة، وينتج عن فقدان الماء والملح بسبب التعرّق المفرط في الطقس الحار دون تعويض السوائل والأملاح بدرجةٍ كافية، كما يكون الجسم عاجزًا عن تبريد نفسه بشكلٍ صحيح، ولو تُرِك بلا علاج، قد يتحوَّل إلى ضربة شمس.
- حروق الشمس: احمرار وألم البشرة بسبب التعرَُض لأشعة الشمس لفترة طويلة.
الأماكن التي ترتفع فيها الإصابات الحرارية
يجب التزام تعليمات السلامة والوقاية من الإصابات الحرارية في الحج، خاصةً في بعض الأماكن التي قد تزداد فيها الإصابات الحرارية:
- الطواف، خاصةً ظهرًا.
- صعيد عرفات في وقت الظهيرة.
- منى (أماكن الجمرات والذبح)، بسبب طول المسافة والازدحام عند رمي الجمرات.
علامات الإصابات الحرارية أثناء الحج
قد تتشابه أعراض الإصابات الحرارية في الحج، لكن ضربة الشمس تختلف عن الإنهاك الحراري تمامًا، فلكلٍ سِماته التي تُميِّزه عن الآخر، كما يتضح فيما يلي:
علامات ضربة الشمس
ضربة الشمس هي أخطر الإصابات الحرارية التي قد يتعرَّض لها إنسان، وتنتج عن التعرَّض الطويل لدرجة حرارة عالية إلى جانب الجفاف، ما يُؤدِّي إلى فشل الجسم في التحكُّم في درجة الحرارة الداخلية، الأمر الذي قد يُسبِّب الأعراض التالية:
- الغثيان والقيء.
- الصداع.
- التشنجات.
- الارتباك والتوهان.
- الدوخة.
- قلة التبول.
- جفاف الجلد، الذي قد لا يتعرَّق.
- تسارُع التنفس أو ضربات القلب.
- فقدان الوعي أو الغيبوبة.
اقرأ أيضًا:10 نصائح للحفاظ على عينيك من حرارة الصيف
علامات الإنهاك الحراري
يحدث الإنهاك الحراري بعد التعرَُض لدرجات حرارة عالية والمعاناة من الجفاف، وهو أخفّ من ضربة الشمس، وحسب مراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها "CDC"، فإنَّ علامات الإنهاك الحراري تشمل:
- التعرُّق الشديد.
- شحوب وبرودة الجلد.
- الغثيان أو القيء.
- سُرعة النبض أو ضعفه.
- الإرهاق.
- الدوخة.
- الصداع.
علامات حروق الشمس
قد تشعر بسخونة وحرقة في بشرتك طالما كانت مُعرَّضة لأشعة الشمس لفترة طويلة، ومن أعراض حروق الشمس الشائعة:
- احمرار البشرة، وذلك قد يبدو واضحًا في البشرة الفاتحة، وربّما لا يكون ظاهرًا في حالة البشرة الداكنة.
- حرارة الجلد.
- ألم الجلد.
- التورّم.
- تقشير الجلد بعد عِدّة أيام.
أسباب الإصابات الحرارية في الحج
تحدث الإصابات الحرارية بسبب الطقس الحار وعدم قدرة الجسم على تبريد نفسه، وفيما يلي تفصيل ذلك:
1. فشل الجسم في تبريد نفسه
إذا لم يكُن الجسم قادرًا على تنظيم درجة الحرارة الداخلية بشكلٍ صحيح، فلن يتمكّن من تبريد نفسه، ولذلك فقد يُؤدِّي التواجد في بيئة حارة إلى ارتفاع درجة حرارة الجسم، خاصةً بعد التعرُّض للطقس الحار والرطب لفترة طويلة، وهو أكثر شيوعًا بين كبار السن والذين يُعانُون أمراضًا مزمنة.
2. الجفاف
يحدث نتيجة عدم وجود سوائل كافية في الجسم، نتيجة التعرّق المستمر غالبًا وعدم تعويض الماء المفقود بشُرب كميات مناسبة، وغالبًا ما يُؤدِّي الجفاف إلى جانب التعرّض لدرجة حرارة عالية إلى إصابةٍ حرارية.
اقرأ أيضًا:أسباب الحرارة الداخلية السبعة الأكثر شيوعًا وطرق العلاج
عوامل تزيد خطر الإصابات الحرارية خلال الحج
ليس كلُّ من تعرّض لطقسٍ حار مُعرّض للإصابة بكل تأكيد، لكن هناك بعض العوامل التي قد تزيد خطر الإصابات الحرارية عند بعض الناس، مثل:
1. العُمر
يُعدّ الرضع والأطفال الأصغر من 4 سنوات، وكذلك كبار السن مِمّن تجاوزوا 65 عامًا، أكثر عُرضةً للإصابات الحرارية، بسبب صعوبة تنظيم حرارة الجسم الداخلية في هذه المراحل العمرية.
2. السمنة
كُلّما زاد وزن جسمك، احتفظ بحرارةٍ أكبر، ولذلك فقد يكون من الصعب تبريد الجسم مع زيادة الوزن أو السمنة.
3. الأدوية
قد تُقلِّل بعض الأدوية قدرتك على البقاء رطبًا، مثل أدوية ضغط الدم أو أدوية القلب، ولو اجتمعت الحرارة العالية إلى جانب ذلك، فإنَّ الإصابة الحرارية ممكنة، سواء كانت ضربة شمس أو إنهاكٍ حراري.
4. ارتفاع مؤشر الحرارة
هو مؤشر لقياس عوامل الرطوبة إلى جانب درجة الحرارة الخارجية، لتحديد مدى السخونة أو الحرارة التي قد تشعر بها، فإذا كانت الرطوبة عالية، فإنَّ العرق سيتبخّر بصعوبة، وربّما لا يتمكّن الجسم من تبريد نفسه كما ينبغي، لذلك إذا كان مؤشر الحرارة أكبر من 32.8 درجة مئوية، فقد تكون هناك حاجة إلى اتّباع طرق الوقاية من الإصابات الحرارية.
اقرأ أيضًا:لماذا يستمر الشعور بالجفاف رغم شُرب الماء والسوائل؟
علاج الإصابات الحرارية في الحج
يتضمّن علاج الإصابات الحرارية في الحج:
علاج ضربة الشمس
- الابتعاد عن المنطقة الحارة إن أمكن.
- تبريد جسمك عبر رش الماء أو وضع الكمادات الباردة.
- رفع القدم.
- التشجيع على شُرب السوائل المملحة قليلًا، مثل المشروبات الرياضية أو المياه المملحة.
- عدم تناول أي أدوية، بما في ذلك الباراسيتامول أو إيبوبروفين.
- الحصول على العلاج في غضون 30 دقيقة من ظهور الأعراض.
- التوجه إلى أقرب مركز رعاية صحية.
علاج الإنهاك الحراري
- الذهاب إلى منطقة باردة مظللة.
- شُرب رشفات صغيرة من الماء البارد.
- غمر الجسم بماء بارد أو الاستحمام بماءٍ بارد إن أمكن.
علاج حروق الشمس
- تغطية الجلد المُصاب بحروق الشمس خلال شفائه.
- استخدام مواد هلامية وكريمات موضعية للترطيب، مثل كريم الهيدروكورتيزون أو هلام (جل) الصبار.
- شُرب الماء لتجنُّب الجفاف.
- أخذ حمام بارد.
- تناول الأدوية المُسكِّنة للآلام.
- إذا تكونت بثور، فلا تلمسها ودعها وحدها حتى تلتئم، ولو زاد حجمها أو أصبحت كبيرة للغاية، فاستشِر طبيبًا.
كيفية الوقاية من الإصابات الحرارية خلال الحج
ختامًا، إليك أهم نصائح للحفاظ على الصحة في الطقس الحار أثناء الحج وتجنّب الإصابات الحرارية:
- الحفاظ على رطوبة الجسم بشُرب الماء كل 15 دقيقة حتى لو لم تكُن تشعر بالعطش طالما أنّ الطقس حار، ويُفضّل شُرب 2 - 4 أكواب من الماء عمومًا كل ساعة.
- تجنُّب المشروبات الغنية بالكافيين، مثل القهوة، لأنَّ الكافيين يزيد خطر الإصابة بالجفاف.
- أخذ فترات راحة دورية في الظل أو في منطقة باردة أو مكان مُكيَّف إن أمكن.
- استخدام واقي الشمس، لأنَّ حروق الشمس قد تُقلِّل قدرة الجسم على التبريد، كما قد تُعرِّضك للجفاف أيضًا.
- تجنُّب تناول الوجبات الساخنة والثقيلة.
- تجنُّب أداء المناسك في الشمس قدر الإمكان، خاصةً من الساعة 10 صباحًا حتى 4 مساءً.
- استخدام مظلات ذات ألوان فاتحة للحماية من أشعة الشمس.
- تجنّب المشروبات شديدة البرودة، لأنّها قد تُسبِّب تقلصات المعدة.