"موهبة" تُطلق نجوم المملكة في سماء آيسف 2024.. مشاريع بحثية واعدة تُبشّر بمستقبل باهر
"إن الاهتمام بالعلم والابتكار، والتطوير التقني، وتطوير الكفاءات البشرية، يمثل ركيزة مهمة للتنمية المستدامة"، هكذا لخص الملك سلمان بن عبدالعزيز، خادم الحرمين الشريفين، رؤيته لـ العلم وهي ليست مقولة فقط، ولكن تُثبت المملكة دائمًا أنها حقيقة واقعية تسعى من خلالها لتنفيذ المزيد، وآخرها مشاركة المنتخب السعودي للعلوم والهندسة في معرض ريجينيرون الدولي للعلوم والهندسة "آيسف 2024".
منافسات محتدمة في "آيسف 2024"
وتحتضن مدينة لوس أنغلوس في الولايات المتحدة الأمريكية منافسات معرض "آيسف 2024"، خلال الفترة من 10 إلى 18 مايو 2024، ويمثل المنتخب المملكة في هذه المسابقة العالمية، والتي تُعدّ أكبر منافسة علمية على مستوى العالم للمرحلة ما قبل الجامعية في مجال البحث العلمي والابتكار.
يتنافس ما يزيد عن 35 من الطلاب السعوديين مع أكثر من 1700 طالب وطالبة من 70 دولة حول العالم، وذلك من خلال عرض مشاريعهم البحثية المبتكرة في مختلف المجالات العلمية، مثل: الطب، والهندسة، والطاقة، والبيئة، وتكنولوجيا المعلومات.
وقد تم ترشيح مشاريع الطلاب السعوديين للمشاركة في "آيسف 2024" بعد فوزهم في "الأولمبياد الوطني للإبداع العلمي" الذي نظمته مؤسسة الملك عبدالعزيز ورجاله للموهبة والإبداع "موهبة" ووزارة التعليم.
وتحظى مشاركة السعودية في "آيسف 2024" بأهمية كبيرة، وذلك لما تمثله من فرصة مميزة لعرض قدرات الشباب السعودي الموهوب في مجال العلوم والبحث العلمي، وتعزيز مكانة المملكة العربية السعودية على الساحة الدولية كمركز رائد للابتكار.
وقد حظيت مشاركة السعودية في المعرض بتغطية إعلامية واسعة من قبل وسائل الإعلام السعودية، والتي أبرزت إنجازات الطلاب السعوديين ومشاريعهم البحثية المبتكرة.
اقرأ أيضًا| معًا نبني مستقبلًا مُشرقًا.. مبادرة التعليم الأخضر تُطلق رحلة التغيير
كيف أهلت "موهبة" الطلاب؟
ومن جانبها، أبرزت مؤسسة "موهبة" تميز المنتخب السعودي للعلوم والهندسة، ووصفته بنخبة الموهوبين من المملكة الذين خاضوا رحلة طويلة من التدريب والتأهيل، وذلك من خلال مشاركتهم في برامج "موهبة" المتنوعة.
وأكدت المؤسسة أن هذه البرامج ساهمت في تأهيل الطلاب وتمكينهم من الوصول إلى هذا المستوى العلمي والبحثي الراقي، ما يجعلهم مؤهلين بقوة للتنافس على المراكز الأولى في معرض ريجينيرون الدولي للعلوم والهندسة "آيسف 2024".
وعبّرت "موهبة" عن تطلعاتها العالية لبلوغ الطلاب الموهوبين أهدافهم، وتحقيق نتائج مشرفة تليق بسمعة المملكة العربية السعودية كرائدة في مجال العلم والابتكار.
طريقة اختيار المشاركين بـ آيسف
وعن طريقة اختيار المواهب للمشاركة في المعرض، تكشف "موهبة" أن أكثر من 210 آلاف طالب وطالبة في المملكة العربية السعودية خاضوا رحلة الإبداع، من خلال مشاركتهم في أولمبياد "إبداع 2024"، تنافسوا خلالها بعرض مشاريعهم العلمية المميزة في 21 مجالاً علميًا.
وتمّ ترشيح نخبة من الموهوبين من بين هؤلاء الطلاب، بعد تحكيم دقيق عبر مراحل الأولمبياد المختلفة، لتمثيل المملكة العربية السعودية في معرض ريجينيرون الدولي للعلوم والهندسة "آيسف 2024".
وشهد المعرض الختامي الذي أُقيم في جامعة الملك سعود خلال الفترة من 31 يناير إلى 4 فبراير 2024، مشاركة 180 طالبًا وطالبةً من المتأهلين للنهائيات، حيث تمّ اختيار أبرز المشاريع العلمية للمنافسة على المستوى الدولي.
اقرأ أيضًا| معلومات عن خدمة التأشيرة التعليمية للطلاب الدوليين بالمملكة
المملكة راعٍ رئيس في المعرض
هذا وتُشارك المملكة العربية السعودية، ممثلةً في مؤسسة موهبة، كراعٍ رئيس في معرض ريجينيرون الدولي للعلوم والهندسة "آيسف 2024"، وتقدم "موهبة" جوائز قيّمة لأفضل المشاريع المشاركة في مجالات العلوم والتكنولوجيا والهندسة والرياضيات "STEM".
وتتمثل هذه الجوائز في منح دراسية مدفوعة التكاليف لدراسة المرحلة الجامعية في جامعة الملك فهد للبترول والمعادن، وفرصة المشاركة في برنامج "موهبة" الإثرائي العالمي، وتتولى لجنة تحكيم مختصة في "موهبة"، تضم نخبة من الخبراء والمتخصصين، مهمة تقييم جميع المشاريع المتنافسة في مجالات STEM، وتهدف هذه الجوائز إلى تشجيع الموهوبين في المملكة على الإبداع والابتكار، وتحفيزهم على التميز في مجالات العلوم والتكنولوجيا.
وتُعدّ مشاركة موهبة كراعٍ رئيس في "آيسف 2024" تأكيدًا على التزامها بدعم العلم والتعليم، وحرصها على إبراز مواهب الشباب السعودي على المستوى الدولي.
أريج القرني في آيسف
بخلاف الطلاب المشاركين فتُمثّل الطالبة أريج القرني، من الإدارة العامة للتعليم بمنطقة مكة المكرمة، المملكة في معرض "آيسف" الدولي للعلوم والهندسة ISEF.
وتشارك "أريج" في هذا المعرض العالمي من خلال مشروعها البحثي المبتكر، الذي يُسعى لحل مشكلة تراكم الغبار على ألواح الطاقة الشمسية، ما يُؤدّي إلى خسائر فادحة في الطاقة والإنتاجية، ويهدف مشروع "أريج" إلى إيجاد حلول دائمة لهذه المشكلة، من خلال تقنيات حديثة تضمن كفاءة الطاقة الشمسية وتحقيق ربحية أكبر لهذه المشاريع.
"أريج" أفصحت عن شعورها بالفخر والاعتزاز بتمثيل المملكة في هذا المحفل العلمي العالمي، مثمّنةً دعم مؤسسة الملك عبدالعزيز ورجاله للموهبة والإبداع "موهبة"، ووزارة التعليم، ومدينة الملك عبدالعزيز للعلوم والتقنية، لتمكينها من المشاركة وإبراز قدراتها البحثية المتميزة.
اقرأ أيضًا| بـ 19 ميدالية منذ 2020.. الطلاب السعوديون يتألقون في مسابقات الأولمبياد العلمية
رتاج رحمة الله في آيسف
هذا وتُشارك أيضًا الطالبة الموهوبة رتاج رحمة الله في معرض "آيسف 2024" بمشروعها المبتكر الذي يهدف إلى تسخير علوم الحاسب لمحاربة مرض السرطان، ويسعى مشروع "رتاج" إلى تطوير تقنية جديدة لتشخيص سرطان القولون في مراحله المبكرة، وتحديد مدى استجابة المريض للعلاج الكيماوي.
وتعتمد تقنية طالبة مكة المكرمة على علم الأحياء الحاسوبي، حيث تستخدم تحليل البروتينات لتمييز الخلايا السرطانية عن السليمة، وتوقع استجابة المريض للعلاج، وتُعرب "رتاج" عن سعادتها الغامرة بالمشاركة في هذا المعرض العالمي، من خلال دعم مؤسسة الملك عبدالعزيز ورجاله للموهبة والإبداع "موهبة".
"رتاج" ثمنت البرامج والورش التدريبية التي وفرتها لها "موهبة"، والتي ساعدتها على تطوير مشروعها وتحضيره للمنافسة على المستوى الدولي، وتُؤكّد "رتاج" على شعورها بالفخر والاعتزاز بتمثيل المملكة العربية السعودية في هذه التظاهرة العلمية الكبيرة.
تاريخ السعودية مع آيسف
تعود نشأة المعرض إلى عام 1950، حيث انطلق كمسابقة محلية، ثم تحول إلى مسابقة دولية عام 1958. ويُقام المعرض سنويًا في شهر مايو في الولايات المتحدة الأمريكية، مع اختلاف مكان إقامته من عام لآخر.
وتُولّي مؤسسة "موهبة" اهتمامًا كبيرًا بتأهيل الموهوبين للمشاركة في هذا المعرض، حيث تُنظّم ورشة تأهيلية لجميع الطلبة الفائزين في معرض إبداع للعلوم والهندسة لاختيار أفضل المشاريع لتمثيل المملكة على المستوى الدولي.
وتُمثّل مشاركة المملكة في "آيسف 2024" النسخة الـ 18 على التوالي، حيث بدأت مشاركتها منذ عام 2007، ضمن برنامج سنوي تنظمه "موهبة" بالتعاون مع وزارة التعليم.
ويُسجّل للطلاب السعوديين إنجازات مميزة خلال مشاركاتهم السابقة، حيث حصلوا على 133 جائزة، منها 92 جائزة كبرى و41 جائزة خاصة.
ويخضع الطلاب المشاركون لرحلة طويلة من التدريب والتأهيل، من خلال برامج "موهبة" التي يتلقونها منذ اكتشاف مواهبهم، ما يُسهم في تمكينهم من الوصول إلى هذا المستوى العلمي والبحثي المتقدم.