هل للسرير الذكي فوائد صحية؟
شغلت التكنولوجيا الحيّز الأكبر من حياتنا اليوم، وهي لا تزال في تقدّم على مدار الساعة، ومِمّا برعت في إنشائه الأَسرَّة الذكية، التي تتمتّع بمزايا فريدة لضمان الحصول على نومٍ جيد ودفع الأرق بعيدًا عنك، فهل تُحدِث تلك الأسرّة ثورة في نوم الإنسان اليوم أم لا يزال الطريق طويلًا أمامها؟
ما هي الأسرّة الذكية؟
أسرَّة مُدمَج بها تكنولوجيا في المرتبة أو إطار السرير نفسه بهدف تحسين جودة النوم، ونوع تلك التكنولوجيا يختلف بين أنواع الأسرّة، لكن يحتوي بعضها على مستشعرات تتبّع النوم، بينما يضبط غيرها درجة الحرارة خلال النوم.
مزايا الأسرّة الذكية
يتمتّع السرير الذكي بمزايا عديدة وخصائص تقنية متنوعة، مثل:
1. تقنية تتبُّع النوم
قد تحتوي بعض الأسرَّة الذكية في مراتبها على مستشعرات مُدمجة، تجمع بعض البيانات الحيوية عن النائم، مثل مُعدّل ضربات القلب، ومُعدّل التنفس، وأيضًا الحركة خلال النوم.
وهذه البيانات تُستخدَم لإنشاء تقرير مُخصَّص عن حالة نوم الإنسان، بما يُعطِيه صورة كاملة حول نمط نومه، ومكامن القصور فيه، بما يُساعِده على تغيير عادات نومه لمواجهة ذلك القصور بما يُناسِبه.
2. إمكانية تعديل وضع الجسم
يتمتّع السرير الذكي بقدرة على التحكم في وضع الجسم خلال النوم، مثل رفع الرأس تلقائيًا عند الشخير، فهذه الحركة قد تُساعِد في فتح مجرى الهواء وتخفيف المشكلة.
كما تُوفِّر هذه الأسرَّة أوضاعًا مُخصَّصة للرأس والقدمين بزوايا مختلفة، وهذا قد يُساعِد في العثور على وضع مناسب يُخفِّف الضغط عن الظهر والرقبة، ويُعِين على الراحة.3
3. قابلية تعديل درجة صلابة المرتبة
تحتوي المرتبة الذكية على غرف هواء في إحدى طبقاتها، يمكن ملؤها أو تفريغها باستخدام وحدة تحكّم عن بُعد، وهذا يسمح بتعديل درجة صلابة تلك المرتبة بناءً على تفضيلات المرء الشخصية وما يُناسِب جسمه ونومه.
4. التحكم في درجة الحرارة
يتطلّب النوم الجيد درجة حرارة مناسبة، وتحتوي بعض المراتب الذكية على أجهزة استشعار، تستشعر حرارة الجسم، وتستخدم نظام تبريدٍ قائمٍ على الماء لتنظيم درجة الحرارة.
فيُمكِن تبريد الماء أو تسخينه للوصول إلى درجة الحرارة المطلوبة التي يحتاج إليها الجسم لنومٍ مثالي، فالنوم الجيد لا تُناسِبه درجات الحرارة العالية ولا شديدة البرودة.
اقرأ أيضًا: هل تسهر رغمًا عنك؟ تعرف على اضطراب "طور النوم المتأخر"
5. سهولة الاتصال بتطبيق الهاتف
كثير من الأسرة الذكية بمقدورها الاتصال بالشبكة اللاسلكية "واي فاي"، بما يسمح بنقل البيانات التي يجمعها السرير الذكي عن حالة نومك إلى الهاتف الذكي والاطلاع على تلك البيانات بسهولة.
هل للسرير الذكي فوائد صحية؟
إلى جانب أنَّ السرير الذكي يُساعِد على تتبُّع مشكلات النوم ويُوفِّر تقريرًا عن نمط النوم خلال الليل، فإنّه يُسهِم أيضًا في تعزيز الإنتاجية، فإذا لم تنم جيدًا بالليل، فمن المُرجّح أن تكون متعبًا خلال يومك.
ونوم الإنسان مراحل مُختلفة، لكل منها وظيفته، والسرير الذكي يساعد في معرفة مقدار الوقت الذي تقضيه في كل مرحلة نوم، ويمكن لبعضها تقديم اقتراحات مناسبة لضمان المرور بمراحل النوم، خاصةً مرحلة النوم العميق، بما يُساعِدك على النهوض نشيطًا، وبإنتاجية عالية في إتقان مهامك.
لكن لا تزال هناك بعض العيوب
رغم المزايا التي تتمتّع بها الأسرَّة الذكية، لكن لا تزال هناك بعض العيوب المتوقعة مع استخدامها:
1. هوس تتبُّع النوم
قد نرغب في النوم الصحي، لكن أن نكون مهووسين بشأنه ليس أمرًا جيدًا بالمرة، وهذا قد يحدث مع السرير الذكي، فقد تستيقظ من نومك مرتاحًا ونشيطًا، ثُمّ عندما تنظر إلى بيانات نومك وترى الأرقام على غير ما كُنت تتوقّع، فتشعر بخيبة أمل لبُعدها عمّا يُفترَض أن تكون عليه رغم أنّك حقّقت المُراد من نومك.
2. تشتُّت الانتباه
مهما كانت تقنية السرير الذكي مُتقدِّمة ومُعِينة لك على النوم، فلن تحل مكان آليات الجسم الطبيعية في النوم، فمطالب النوم الرئيسة توفير غرفة هادئة مظلمة بدرجة حرارة مناسبة وخلو غرفة النوم من الأجهزة الإلكترونية.
ومع كثرة الأجهزة الإلكترونية في غرفة النوم، يتشتَّت الانتباه، فبعض الأسرّة الذكية بها جهاز تلفاز يخرج من نهاية السرير، يبعث ضوءًا من شاشته، فهذا قد يعيق نومك رغم أنّك تنام على سرير ذكي.
اقرأ أيضًا: كل ما تحتاج إلى معرفته عن جهاز دودو Dodow للنوم السريع
3. الاعتماد على النفس قد يكون أفضل من التكنولوجيا
ربّما ليست التكنولوجيا خيارًا مُفضّلًا دائمًا، فقد لا تكون بحاجةٍ إلى سرير يُنظِّم درجة الحرارة، بل إذا شعرت بحرارة الجو، ألقِ لحافك بعيدًا عنك، أو افتح نافذة الغرفة وستنخفض حرارتك وستنام بسهولة، أمّا لو كُنت تشعر ببرودة قارسة، فاستخدِم لحافًا أو أكثِر من أغطية التدفئة دون سريرٍ ذكي.
نصائح للنوم جيدًا
سواء كُنت تنام على سرير عادي أو سرير ذكي، ستظلّ تلك النصائح ركُنًا رئيسًا للحصول على نومٍ صحي:
محاولة النوم في موعدٍ ثابت كل يوم.
النوم 7 - 8 ساعات كل ليلة.
تجنّب النظر إلى شاشات الأجهزة الإلكترونية، كالهواتف الذكية والتلفاز، قبل النوم بنحو 60 دقيقة على الأقل، لأنّ الضوء الأزرق المنبعِث منها يُسبِّب الأرق.
تجنّب احتساء القهوة قبل النوم بـ 4 ساعات على الأقل.
التأكّد من ملاءمة درجة حرارة الغرفة للنوم (19 - 20 درجة مئوية)، وأن تكون مظلمة.
تجنب التوتر من خلال التنفس العميق، أو قراءة كتاب، أو أي نشاطٍ يُساعِدك على الاسترخاء.