"تساعدك على المنافسة بقوة".. 7 استراتيجيات غير تقليدية لنجاح الأعمال
تطورت بيئة الأعمال بتطور عالمنا على مدى العقود الماضية، وصارت أكثر تنافسية من ذي قبل، ومن ثم أصبح على أصحاب الأعمال وروادها الخروج من الإطارات المألوفة، بالبحث عن استراتيجيات وطرق غير تقليدية لتحقيق التميز والنجاح، في ظل تلك المنافسة الشرسة التي تشهدها الأسواق حول العالم.
استراتيجيات غير تقليدية لنجاح الأعمال
بالرغم من أن الأساليب التقليدية لا تزال تحتفظ بقيمتها، فإن استكشاف البدائل يمكن أن يؤدي إلى نتائج متميزة، قد تساعد الشركات على الازدهار، فلم يعد التفكير خارج الصندوق ترفًا في زمننا هذا، بل أصبح ضرورة، قد يعنى تجنبها توقف مشروعك وانتهاء رحلته نحو الاستدامة، وهنا تصحبك مجلة "الرجل" بين 7 من الاستراتيجيات غير التقليدية التي أثبتت نجاحها من وجهة نظر الخبراء.
1- تقبل الفشل باعتباره طريقًا للنجاح
قد تندهش من بدء هذه الاستراتيجيات بتلك النصيحة العميقة، والحقيقة أن العديد من رواد وقادة الأعمال الناجحين أرجعوا إنجازاتهم إلى الدروس المستفادة من إخفاقاتهم السابقة خلال محاولاتهم الدؤوب لتحقيق النجاح، ولذلك يعتبر الخبراء أن قبول الفشل واحتضانه كجزء لا مفر منه خلال هذه الرحلة الشاقة، يمكن أن يساعد رواد الأعمال على التطوير والتعلم، خذ "توماس إديسون" مخترع المصباح الكهربائي مثلاً، لقد استغرق الأمر منه آلاف المحاولات الفاشلة قبل أن ينجح أخيرًا في إبداع مصباح كهربائي قابل للتطبيق تجاريًا، فكل فشل جعله أقرب إلى الحل، حتى أنه قال عبارته الشهيرة: "أنا لم أفشل، لقد وجدت للتو 10,000 طريقة لم تنجح".
يقتضي ذلك تشجيع موظفيك على تحمل المخاطر، والتعلم من أخطائهم، وإنشاء بيئة يُنظر فيها إلى الفشل على أنه نقطة انطلاق نحو النجاح وليس سببًا للاستسلام، وكذلك تعزيز ثقافة التجريب، وخلق مساحة للإبداع داخل مؤسستك، لاستكشاف أفكار جديدة، مع التعلم من الفشل، بتحليل الأخطاء وضمان عدم تكرارها في المستقبل، وتحفيز فريقك على المثابرة في مواجهة التحديات.
2- الاستفادة من الشبكات الاجتماعية بطرق غير تقليدية
تلعب الشبكات الاجتماعية عمومًا دورًا حاسمًا في بناء العلاقات المهنية وتنمية الفرص التجارية، ولتحقيق أقصى استفادة هنا يجب استكشاف فرص التواصل غير التقليدية، بما يمكن من فتح أبوابًا جديدة للتعاون، من خلال مجتمعات الإنترنت ذات الصلة بمجال عملك، والمشاريع التعاونية مع الشركات والمهنيين الآخرين، بما يعنيه ذلك من مشاركة الموارد والمعرفة والخبرة، بالإضافة إلى البحث عن شراكات استراتيجية مع الشراكات التكميلية التي تشاركك الجمهور المستهدف نفسه أو الجمهور المماثل، ما يعمل على توحيد القوى وتضخيم النفوذ وتحقيق المنافع المتبادلة لطرفي الشراكة، فتبني التعاون بدلاً من المنافسة يؤدي إلى النمو الجماعي وتعزيز الشعور بالانتماء.
كما يشجع الخبراء على الانخراط في الأنشطة أو الهوايات التي تتوافق مع اهتماماتك الشخصية، ويمكن أن يكون ذلك من خلال الفرق الرياضية، أو المنظمات الخيرية، أو حتى نوادي الكتب، فغالبًا ما يؤدي بناء العلاقات في البيئات غير التجارية إلى فرص عمل غير متوقعة، ومساحات عمل مشتركة في بيئة عمل مواتية مع تعزيز الشعور بالانتماء للمجتمع، إذ يتجاوز نهج التواصل هذه الأحداث المهنية التقليدية، ويوفر بيئة أكثر تنظيمًا واسترخاءً للتفاعلات الهادفة.
3- تسخير تحليل البيانات لتحقيق ميزة تنافسية
توفر البيانات الموثوقة قاعدة رائعة لمعرفتك، وبتحليل هذه البيانات ستتشكل لديك رؤى قيمة تدفع عملية صُنع القرار المستنير، إذ يمكن للشركات من خلال تسخير قوة هذه التحليلات الحصول على ميزة تنافسية، ولعل اتخاذ القرارات المستندة إلى البيانات تحتاج إلى أدوات ومهارات للجمع والتحليل والتفسير، من خلال تقسيم العملاء بناءً على سلوكهم وتفضيلاتهم وتركيبتهم السكانية، ما يسمح بوضع استراتيجيات تسويق مناسبة، مع الاستفادة من التحليلات التنبؤية، للتنبؤ بالاتجاهات والنتائج المستقبلية وتوقع احتياجات العملاء، بالإضافة إلى تحسين إدارة المخزون واتخاذ القرارات الاستباقية.
ولعل "Netflix" تعد مثالاً في تسخير قوة تحليل البيانات لدفع استراتيجية أعمالها، إذ يمكنها من خلال تحليل سلوك المستخدم أن توصي المشتركين لديها بمحتوى مخصص، ما يؤدي إلى زيادة تفاعل المستخدمين والاحتفاظ بهم، وكذلك تلعب هذه البيانات دورًا حاسمًا في إنتاج المحتوى، إذ تساعد في تحديد الاتجاهات والتفضيلات، ومن ثم تحديد العروض أو الأفلام التي سيتم إنتاجها أو الحصول عليها.
اقرأ أيضًا: استراتيجية المحيط الأزرق.. ابحث عن سوق لا ينازعك فيه أحد
4- تبني العمل عن بُعد والمرونة مع ضمان رفاهية الفريق
أدى التقدم التكنولوجي السريع إلى جعل العمل عن بُعد خيارًا قابلاً للتطبيق بشكل متزايد بالنسبة للشركات، وهو ما يوفر طرقًا غير تقليدية للعمل، مع قدرٍ كبير من المرونة، يمكن الأعمال من الوصول إلى المواهب المتميزة حول العالم، ومن ثم بناء فرق واسعة التنوع لا تقتصر على الحدود الجغرافية، يغلف تعاونها ويكمله استخدم أدوات سحابية، لتمكين الاتصال والتعاون السلس بين أعضاءها، بما يضمن قدرة الفرق على العمل معًا بشكل فعّال، بغض النظر عن موقعهم الفعلي.
ما يضمن تحويل التركيز من تتبع ساعات العمل إلى تقييم النتائج، إذ يسمح هذا النهج للأفراد بالعمل وفقًا لجداولهم الخاصة، ومن ثم يمكنهم من تقديم مخرجات عالية الجودة، وهنا يبرز مثال "Buffer" وهي منصة لإدارة وسائل التواصل الاجتماعي، إذ تتبنى الشركة العمل عن بُعد بشكل كامل، فيما ينتشر فريقها عبر مناطق زمنية وقارات مختلفة، بينما تمنح الأولوية لرفاهية الموظفين كقيمة أساسية، مع توفير التوازن بين العمل والحياة، بما يسمح للموظفين بإدارة مسؤولياتهم الشخصية والمهنية بفعالية، مع وضع برامج للعافية الشاملة، والاهتمام بالتقدير، وتوفير فرص التعلم والنمو المهني.
5- استكشاف طرق استثمار بديلة أبعد من المقاييس المالية التقليدية
يعد استكشاف طرق بديلة للاستثمار، والبحث في مصادر معلومات غير تقليدية، مع النظر إلى ما هو أبعد من المقاييس المالية المتعارف عليها، استراتيجية متميزة يمكن من خلالها العثور على جواهر خفية في طرق الاستثمار غير التقليدية، مثل رأس المال الاستثماري، والأسهم الخاصة، والاستثمار الملائكي، وهي السبل التي توفر إمكانية الوصول إلى الشراكات في مرحلة مبكرة، فيما توفر نظرة إلى ما هو أبعد من المقاييس المتعارف عليها، والتي قد لا تعكس القيمة الحقيقية أو إمكانات النمو، بينما توفر المؤشرات غير التقليدية -كنسبة السعر إلى الأرباح، أو معدلات الاحتفاظ بالعملاء، أو براءات الاختراع- نظرة ثاقبة للقيمة المخفية للشركات، وكل ذلك يتكامل بالطبع مع الاعتماد على مصادر معلومات غير تقليدية، كالتواصل مع المحترفين في المجال المختار، أو غير ذلك من الأمور التي يمكن أن توفر رؤى قيمة.
ولنفترض مثلاً أنك مهتم بالاستثمار في صناعة الألعاب، بدلاً من التركيز على شركات الألعاب المتداولة علنًا فقط، يمكنك استكشاف طرق استثمار بديلة مثل الاستثمار في ستوديوهات تطوير ألعاب الفيديو أو فرق الرياضات الإلكترونية، إذ يمكن لهذه السبل غير التقليدية أن توفر إمكانية الوصول إلى الجواهر المخفية في صناعة الألعاب، ومن المحتمل أن تدر عوائد كبيرة.
6- تحديد فرص السوق من خلال عدسة مناقضة
يجب أن ترى السوق بعدسة أخرى مناقضة للسائد، إذ توفر الأسواق المتخصصة ثروة من الإمكانات غير المستغلة، التي تتميز بخصوصيتها الشديدة، حيث تلبي احتياجات شريحة ضيقة من المستهلكين، وبتحديد هذه السوق وتلك الشريحة من خلال عدستك الخاصة، ومن خلال فهم الجمهور المستهدف كذلك يمكن للشركات إنشاء حلول مخصصة تناسب هؤلاء العملاء، وتتضمن هذه الاستراتيجية تحدي الوضع الراهن والتفكير خارج الصندوق، وغالبًا ما تتعارض مع معايير وممارسات الصناعة السائدة، ومن خلال ذلك يمكن للشركات أن تميز نفسها وتجذب انتباه المستهلكين، بينما تستفيد من قوة التجارة الإلكترونية للتواصل المباشر معهم، وتقديم تجارب مخصصة.
إن التركيز على شريحة معينة من المستهلكين، يمكن الشركات من تلبية الاحتياجات الفريدة، ووضع نفسها في موضع الخبراء في هذا المجال، بعد التعمق في سلوك المستهلك لتطوير استراتيجيات فعّالة، تتحدى معايير الصناعة التقليدية، من خلال التفكير بشكل مختلف وإنشاء حلول مبتكرة، مع الاستفادة من التكنولوجيا وأدواتها الرقمية، وهو ما يتطلب المراقبة المستمرة للسوق والمرونة، استعدادًا للتكيف بما يضمن بقائها في صدارة المنافسة.
اقرأ أيضًا: مفهوم الربح في الأعمال وأنواعه واستراتيجيات زيادته
7- الاستفادة من إمكانات المؤثرين ووسائل التواصل الاجتماعي في التسويق
إحدى الاستراتيجيات غير التقليدية التي اكتسبت شعبية كبيرة في السنوات الأخيرة هي الاستفادة من قوة المؤثرين ووسائل التواصل الاجتماعي للترويج، وتشير التجارب إلى استخدام هذه الإمكانات بأكثر من شكل، إذ استخدمت الشركات الناشئة ذات الميزانيات التسويقية المحدودة أسلوب المستضعف، من خلال تشجيع المستخدمين على مشاركة تجاربهم، وعرض قصصهم بشكل تفاعلي جاذب، ومن ثم عرضت شهادات أصلية تلقى صدى لدى العملاء المحتملين، بينما اختارت أخرى الوصول إلى الثقة من خلال توصيات الأقران وما لها من صدى واسع، أو إرسال الرسائل المخصصة، أو إثارة الاهتمام من خلال الغموض والتشويق أو عقد الشراكة مع حلفاء غير متوقعين، مستثمرة فضول البشر، بينما بنى بعضها ازدهاره من خلال تحدي المعايير الراسخة.
فيما اتخذت بعض الشركات نهج الحرب، وشنت هجماتها الدعائية على عمالقة الصناعة، لتضربهم في نقاط ضعفهم بعيدًا عن القواعد التقليدية المتعارف عليها، وفي بعض الأحيان، احتاجت بعض الشركات الناشئة إلى إحداث صدمة لجذب الانتباه، بعد فهم الجمهور، ثم أسره من خلال تميزها ونهجها الفريد، وباختصار يتطلب كسر القالب الجرأة والإبداع والرغبة في تحدي التقاليد، وهو ما قد يدفع شركتك إلى آفاق غير مسبوقة بمساعدة عملائك أنفسهم.
وبالرغم من أن كل ما سبق من طرق واستراتيجيات جاء مخالفًا للتقاليد الراسخة في عالم الأعمال، فإنها حققت رغم ذلك نجاحًا، استثمر التقدم التكنولوجي واستخدم كل أدوات المعرفة المتاحة، ليثبت أن للإبداع مكان الصدارة في قلب أي عمل ناجح.