من Pokémon Go إلى Meta Quest 3.. كل ما تحتاج معرفته عن الواقع المعزز
ظهرت تقنية الواقع المعزز Augmented Reality (AR) لأول مرة في ستينيات القرن الماضي، ولكنها على الرغم من ذلك لا زالت في البداية. وعلى ذكر البدايات، فشهرة هذه التقنية بدأت مع ظهور لعبة Pokémon Go على الساحة في 2016؛ اللعبة التي أُثير حولها لغط كبير بسبب إدمان أعداد غفيرة لها لدرجة أنها تسببت ببعض حالات الوفاة. بالعودة للواقع المعزز، وبعيدًا عن لعبة "البوكيمون" الآن، فالتقنية التي سنتحدث عنها اليوم هي تقنية مفيدة للغاية، فما هي تحديدًا وفيما يمكن أن تُستخدم؟ إليك كل ما تود معرفته عنها.
ما الواقع المعزز AR؟
ببساطة شديدة، الواقع المعزز (Augmented Reality - AR) هو تقنية تسمح لك بعرض العناصر التكنولوجية فوق عناصر العالم الحقيقي، حيث يمكنك أن ترى هذه العناصر كما لو كان الهواء المحيط بك هو شاشة حاسوب أو هاتف محمول. تخيل أن تستخدم تطبيقًا مثل Facebook في الهواء، أو أن تلعب لعبة مثل Fruit Ninja وتقطع الفواكه الموجودة بها بتمرير يدك في الهواء، هذا هو الواقع المعزز.
كما يتضح من التعريف، فإن الواقع المعزز يدمج بين العناصر الإلكترونية والعالم الحقيقي، أي أنك تستطيع التواجد في العالمين في نفس الوقت على عكس الواقع الافتراضي Virtual Reality (VR) الذي يُجبرك على الدخول بعالمٍ افتراضي تكون فيه معزولًا بدرجة معينة عن مُحيطك.
وعادةً ما يتم الخلط بين الواقع المعزز (AR) والواقع المدمج أو المختلط (Mixed Reality - MR). الحقيقة أن التقنيتين متشابهتان بالفعل، غير أن الأخيرة أكثر تقدمًا وتتيح لك التحكم بعناصر البيئة من حولك بشكل أكبر. تُستخدم تقنية الواقع المعزز في العديد من التطبيقات المفيدة حقًا، والتي من شأنها أن تُغير حياتنا إلى الأفضل. ولكن قبل أن نتطرق لذلك، دعونا أولًا نُلقي نظرة على تاريخ الواقع المعزز وكيف بدأ، ثم نتعرف على الآلية التي يعمل بها من منظور تقني.
كيف بدأ الواقع المعزز؟
بعيدًا عن المفاهيم التكنولوجية المعقدة، يمكن إرجاع سبب ظهور وانتشار هذه التقنية إلى 3 عوامل أو مراحل رئيسية:
المرحلة الأولى: نشأة الواقع المعزز
في جامعة هارفارد عام 1968، تم تطوير تقنية الواقع المعزز لأول مرة على يد عالم الحاسوب إيفان ساذرلاند، الملقب بـ "أبو الرسوميات الحاسوبية". أنشأ ساذرلاند نظام عرض مُثبت على الرأس، لا يختلف كثيرًا عن نظارات الواقع الافتراضي الموجودة اليوم، لكنه كان ثقيلًا نوعًا ما.
توالت السنوات وطورت الجامعات والشركات والمؤسسات الوطنية المختلفة هذه التقنية الجديدة على الشاشات الرقمية عمومًا والأجهزة القابلة للارتداء على وجه الخصوص، وتوصلوا في النهاية إلى ثمار ذلك عندما استخدموا المحاكاة لأغراضٍ عسكرية وصناعية.
وظهر أول تطبيق تجاري للواقع المعزز في عام 2008 واستطاعت وكالات ألمانية في ميونخ أن تُطوره لأغراضٍ إعلانية مُروجين لسيارة BMW Mini، ولاحقًا بدأت الشركات الأخرى باستغلال هذه التقنية وتطويرها أكثر فأكثر، ففي عالم 2011 على سبيل المثال، استطاعت ديزني أن تجعل الأشخاص يتفاعلون مع أشهر شخصياتها في ميدان "تايمز" كما هو موضح بالفيديو أعلاه.
المرحلة الثانية: الاستخدام الشخصي للواقع المعزز
بعد وصول تقنية الواقع المعزز إلى الشركات، كان من الطبيعي أن يُشاع استخدامها بين الأفراد؛ لقد ظهرت التطبيقات التي تقدم "الفلاتر- Filters" على الساحة وأصبح بإمكان الأشخاص أن يُجرّبوها على وجوههم في الوقت الفعلي real-time بفضل ما يُسمى بمرايات الواقع المعزز AR mirrors، والتي طورتها شركات مثل Holition، وModiFace، وTotal Immersion، وغيرهم ممن استخدموا تقنية مثل "النمذجة ثنائية الأبعاد- 2D modeling" وتقنيات تتبع الوجه المتقدمة لإحداث هذا التأثير.
على الرغم من أن تطبيق "الفلاتر" على الوجوه أصبح شيئًا شائعًا، وعاديًا، لدى الجميع الآن بفضل تطبيقات مثل Snapchat، وInstagram، وMessenger، وغيرهم، فإنه كان إنجازًا في الوقت الذي نتحدث عنه، ألا وهو مطلع العقد المنصرم.
المرحلة الثالثة: شيوع استخدام الواقع المعزز وكثرة تطبيقاته
وكان من المتوقع أيضًا أن تستمر تقنية الواقع المعزز بالتوسع والدخول في المزيد من المجالات والتطبيقات؛ مثل السياحة، فمتحف لندن Museum of London يقدم تطبيقًا يعمل بتقنية الـ "AR" لمساعدة الزوار الشغوفين بتاريخ البلد على اكتشافه وذلك بمجرد تأشير الهاتف على شوارع المدينة أو الأعمال الفنية وجميع المعلومات المهمة ستظهر على الشاشة. إضافة إلى ذلك، تستخدم تطبيقات مثل Google Translate وGoogle Sky تقنية الواقع المعزز لمساعدة المستخدمين على ترجمة النصوص والتعرف على الأجرام السماوية، على الترتيب؛ كل ما يتطلبه الأمر هو توجيه كاميرا الهاتف إلى النص أو السماء.
اليوم، أصبح الواقع المعزز يدخل في تطبيقات عديدة كما سنرى بعد قليل، وما كنا نحسبه شيئًا مُذهلًا منذ 10 سنوات مثلًا، لم يعد يثير دهشتنا ولو بقدر ضئيل بفضل ما توصلنا إليه من منجزات تقنية، ولكن ما هي الأسباب التي أكسبت الـ "AR" هذه الشهرة؟
لهذه الأسباب انتشرت تقنية الواقع المعزز
على الرغم من أن ظهورها الأول كان في ستينيات القرن الماضي، فإن شهرتها كانت بالكاد في السنوات القليلة الماضية، وهذا يمكن أن يرجع إلى 3 أسباب أو عوامل رئيسية:
1. ظهور الهواتف المحمولة: والذي دفع المطورين إلى العمل بجهد أكبر على تحسين تقنية الواقع المعزز وتوفيرها لجميع المستخدمين، لا سيما وأننا جميعًا نمتلك هواتف محمولة وأجهزة ذكية، ولهذا لا عجب عندما نعرف بكسر لعبة الواقع المعزز الشهيرة Pokémon Go لخمسة أرقام قياسية بموسوعة غينيس، من ضمنها أعلى لعبة تحقيقًا للأرباح في الشهر الأول من الإطلاق... الأرقام الأربعة الأخرى متعلقة بعدد التحميلات.
2. فيروس كورونا المستجد COVID-19: بعد تفشي الوباء العالمي الأخير، لم يعد العالم كما كان وأصبحت معظم المصالح تقريبًا تُقضى من المنزل، وهو ما دفع- لاحقًا- الشركات للتفكير في حلول بديلة. ولعل شركة Facebook كانت أبرز الشركات التي فعلت ذلك عندما غيرت اسمها إلى "Meta" وروّجت لما يُعرف بـ الميتافيرس Metaverse الذي سينقلنا من واقعنا الحقيقي إلى واقعٍ بديل، وهذا يأخذنا إلى العامل الثالث.
3. اهتمام المستخدمين المتزايد بالواقع الافتراض: بعد إعلان Meta الشهير في أواخر 2021، تزايد الاهتمام بالميتافيرس والواقع الافتراضي، وبالتأكيد بالواقع المعزز بشكل غير مسبوق، ما دفع الكثير من الشركات إلى شحذ همتها والدخول إلى هذا المجال الكبير من أوسع أبوابه وفي أوج ازدهاره، وإلى يومنا هذا والشركات تتسابق لإنتاج نظارات أكثر واقعية لتكون بمثابة بوابتنا إلى الواقع الافتراضي والمعزز، بل والمختلط.
أمثلة على استخدامات الواقع المعزز
في مجال الألعاب والترفيه
تستخدم تقنية الواقع المعزز لإنشاء تجارب تفاعلية وترفيهية غير معتادة مثلما رأينا في فيديو ديزني ومثلما تحدثنا بشأن لعبة Fruit Ninja في مستهل حديثنا عن الواقع المعزز، ولكي تعرف مدى ضخامة الأمر، تذكر عندما خطفت لعبة Pokémon GO الأضواء وكيف كان الجميع يتحدثون عنها عندما صدرت بـ 2016.
في مجال التعليم
يمكن للواقع المعزز أن يملأ القاعات التعليمية بالطلاب ويحولها إلى ما يُشبه المتاحف، فباستخدام هذه التقنية يمكن تجسيد الأحداث التاريخية أو المفاهيم العلمية في الهواء، فبدلًا من أن يتخيل طالب الفيزياء شكل الذرة في دماغه على سبيل المثال، يمكنه أن يراها أمامه، وهو ما يختصر الكثير على الطلاب والمعلمين في نفس الوقت.
في مجال الصحة
لقد أصبحت حياةٌ الأطباء والممرضين وجميع من يعملون بالقطاع الصحي تقريبًا أفضل بسبب الواقع المعزز، وإن لم يكن هذا واضحًا كفايةً في الوقت الراهن. يستخدم الكثير من العاملين بالقطاع الصحي تقنية الواقع المعزز لتساعدهم على تخيل البيانات الطبية، وتعزيز التواصل مع المرضي عن طريق فهم ما يعانونه بشكل أفضل، بل وحتى إجراء العمليات الجراحية بكفاءة أكبر.
في مجال التسوق
تخيل أن ترى الملابس على جسدك دون أن ترتديها، أو كيف ستبدو هذه القطعة من الأثاث إن اشتريتها لتزين بها منزلك، أو حتى كيف يمكنك أن تُركّب الأجهزة والمعدات المختلفة دون دليل. كل هذه الأشياء وأكثر أصبحت ممكنة بفضل الواقع المعزز ويمكنك أن تُجربها باستخدام شاشة هاتفك فقط.
في مجال الصناعة
أيضًا يساعد الواقع المعزز المهندسين والعمال على فهم الآلات وطبيعة عملها بشكلٍ أكبر، وهو ما يؤدي في النهاية إلى زيادة الكفاءة والدقة في التصنيع وعمليات الإصلاح. تخيل أن تفحص آلةً بكاميرا هاتفك فترى جميع المعلومات التي تحتاجها لإصلاحها مكتوبة عليها.. هذا، وأكثر، ممكن بفضل الـ "AR".
أجهزة وتطبيقات تستخدم الواقع المعزز
هناك الكثير من التطبيقات Apps والأجهزة التي تستخدم الواقع المعزز، ومنها:
Snapchat: نعم، يستخدم تطبيق التواصل الاجتماعي الشهير تقنية الواقع المعزز لتطبيق "الفلاتر" على أوجه المستخدمين أثناء تصوير الفيديوهات -في الوقت الفعلي- والصور... الشيء نفسه ينطبق على Instagram أيضًا.
Pokémon Go: ذكرناها أكثر من مرة، ولكن كيف تستخدم هذه اللعبة الواقع المعزز يا تُرى؟ عن طريق استخدام خاصية الـ GPS وتحديد أماكن كائنات "بوكيمون" المُحيطة بك في بيئتك ومن ثم الإمساك بهم.
Google Lens: لكي يتعرف تطبيق "عدسات جوجل" على الصور وعرض النتائج المُطابقة لها على محرك البحث الشهير فإنه يستخدم تقنية الواقع المعزز أيضًا.
Apple Measure app: وهو التطبيق الموجود على هواتف الآيفون لتطبيق أبعاد وأطوال الأجسام الموجودة في محيطك عن طريق تسليط الكاميرا عليه؛ لفعل ذلك فإنه أيضًا يستخدم الواقع المعزز.
Meta Quest 3: أما عن الأجهزة التي تستخدم تقنية الواقع المعزز فلعل أشهرها نظارة شركة Meta المُتخصصة، أو ما يُعرَف بالـ Meta Quest 3.
Apple Vision Pro: يعتبرها الكثير أفضل نظارة متخصصة موجودة في السوق، فهي تجمع بين الواقع الافتراضي VR والواقع المعزز AR، بل والواقع المختلط MR، كما أن لها استخدامات أقل ما يُقال عنها إنها مذهلة، ولكن كونها الأولى من نوعها فسعرها مرتفع، 3500 دولار.
Google Glass: والتي كانت المحاولة الأولى من شركة جوجل لدخول عالم الواقع المعزز، ولكنها سرعان ما تخلت عن الأمر وأوقفت المشروع في العام المنصرم. وبالمناسبة، استخدمت شركات مثل DHL وDB Schenker نظارة Google Glass وبرامج أخرى من الطرف الثالث لمساعدة العاملين بها.
U.S. Army Tactical Augmented Reality (TAR): أو نظارات الواقع المعزز التكتيكي للجيش الأمريكي، وهي عبارة عن نظارة واقع معزز يستخدمها الجنود الأمريكان تحت خوذتهم لتساعدهم على تحديد أماكن بعضهم، إلخ من الاستخدامات العسكرية.
كيف تعمل تقنية الواقع المعزز؟
تعمل هذه التقنية المثيرة للاهتمام على الكثير من الأجهزة مثل الهواتف الذكية أو أجهزة التابلت أو النظارات المُخصصة AR Glasses، ولكنها تحتاج إلى العديد من المتطلبات مثل وحدة معالجة Processor، ومستشعرات Sensors، ناهيك عن شاشة للعرض بالطبع.
إذا نظرنا للهاتف الذكي مثلًا، فسنجده يحتوي- على الأقل- على مستشعر، ومقياس تسارع، وكاميرا، وGPS، وهذا أكثر من كافٍ لعمل تقنية الواقع المعزز، أو على الأقل التطبيقات تطبيقاته البسيطة. أما بالنسبة للتطبيقات المعقدة مثل تلك التي يستخدمها الجيش الأمريكي للتدريب، فتحتاج إلى ما هو أكثر من المستشعرات، وتحديدًا إلى خاصية تُسمى رؤية الآلة machine vision (خاصية تُمكن الآلة من الرؤية وكأن، لها عينان)، وتمييز الإيماءات gesture recognition، وغيرهم، ناهيك أن الواقع المعزز المُتقدم عادةً ما يكون مُهلكًا للعتاد، وبالتالي لا يمكن لأي جهازٍ إلكتروني تحمله.
وبشكلٍ عام، تعمل تطبيقات الواقع المعزز بإحدى آليتين، إما آلية "التمييز" وهذا ما يُسمى بالـ marker-based AR، أو بآلية أخرى أكثر تعقيدًا تُسمى بـ "اللاتمييز" -هذه ترجمتنا الخاصة- أو ما يُعرف بالـ Markerless AR.
بالنسبة للآلية الأولى فيتعرف فيها الجهاز على المعالم أو الأشياء المميزة بالمكان، وبالتالي يضع التأثير أو العنصر التكنولوجي عليها ببساطة، وذلك مثل Snapchat وتعرفه على أوجه المستخدمين بسهولة، وبالتالي وضع "الفلاتر" بشكل دقيق عليها دون مشكلة. أما في النوع الثاني، والذي يكون أكثر تعقيدًا، فيكون مطلوبًا فيه من الآلة أن تتعرف على شيء غير مميز، وهذا نلاحظه في تطبيقٍ مثل Google Lens.
تحديات الواقع المعزز
لقد قطعنا أشواطًا طويلة في تقنية الواقع المعزز وها نحن ذا نقف عند نقطة متقدمة جدًا مقارنة بالوضع الذي كنا عليه منذ 10 سنوات فقط، ومع ذلك فإن هناك العديد من التحديات التي تحول دون مزيدٍ من التطور السريع، ومنها:
1. القيود التقنية: فتكنولوجيا الواقع المعزز ليست بالتكنولوجيا البسيطة إطلاقًا، إذ تحتاج إلى بطاقات رسومية قوية ومعالجات سريعة للغاية، وهو ما يمثل مشكلة أبدية لنا، والذكاء الاصطناعي واحتياجاته أثبتوا ذلك.
تجربة المستخدم UX: من الصعب التعود على الواقع المعزز أو أي تقنية جديدة مثله، وهذا تحدٍ لا شك، ولكنه في الوقت نفسه أمرٌ طبيعي للغاية ومتوقع في حال ظهور أي تقنية جديدة.
2. الخصوصية والأمان: تُعالج أجهزة الواقع المعزز كميات ضخمة من بيانات المستخدمين، وهو ما يجعلها عُرضة للاختراق، وبالنسبة لكونها تقنية جديدة، فلا بد وأن بها ثغرات قد يسهل على المخترقين "الهاكرز" اكتشافها بسهولة، وإن كان هذا أمر متوقع هو الآخر.
3. التكلفة وإمكانية الوصول: أما التكلفة، فمن حسن الحظ أن عدد الشركات والمطورين المُهتمين بهذه التقنية قد ازداد، ما يعني وفرة الخيارات وانخفاض السعر في المستقبل، ولكن إلى الآن فبعض نظارات الواقع المعزز مرتفعة الثمن قياسًا على مواصفاتها وما تقوم به. وأما إمكانية الوصول، فليس باستطاعة الجميع أن يحظوا بتجربة الواقع المعزز بسبب السعر من جهة والإعاقات الحركية من جهةٍ أخرى.
4. صناعة المحتوى: في الوقت الراهن فإن صناعة المحتوى باستخدام الحواسيب القوية أفضل كثيرًا من استخدام نظارات الواقع المعزز، وهي التي ستسهلك وقتًا ومجهودًا كبيرين، لا سيما وأن المعظم ليس معتادًا على استخدامها كما أشرنا.
مستقبل الواقع المعزز
تنمو تقنية الواقع المعزز بشكل ملحوظ ومن الواضح أن الشركات مهتمة بها للغاية. فشركة Apple على سبيل المثال تواصل تطوير وتحديث واجهة برمجية التطبيقات خاصتها، ومفتوحة المصدر، APKit. كذلك نرى شركات أخرى ليست مُختصة في التكنولوجيا أساسًا، مثل شركة الأثاث الشهيرة IKEA، تستخدم الواقع المعزز بتطبيقاتها حتى تقدم لعملائها خدمةً أفضل وتجربة تجعلهم يشترون منتجاتهم قدر المستطاع.
أيضًا من الدلالات الواضحة على تطور هذه التقنية وفرة النظارات المُختصة مقارنةً بالسابق، والأدهى أن الشركات تُطلق إصدارات مُحدثة من نفس الجهاز، فشركة Meta قد أطلقت Meta Quest 3 لتخلف سابقتها Meta Quest 2 في 2023، والشيء نفسه ينطبق على أجهزة وشركات أخرى، ولكن نظارات Meta هي الأشهر.
الحدث الفاصل في تطور الواقع المعزز، أو هكذا يبدو من تفاعل المستخدمين معه، كان إطلاق أبل لنظارات Apple Vision Pro في شهر فبراير المنصرم؛ لقد أدهش هذا الجهاز كل من استخدمه تقريبًا بفضل إمكانياته رُغم أن سعره 3500 دولار، وكونه لاقى نجاحًا مثل الذي شهدناه وسعره هكذا، فمن المتوقع وبشدة أن نشهد صراعًا شرسًا وقفزات مذهلة في هذا السوق خلال الفترة المقبلة.