المدير التقني لـ"مايكروسوفت": الذكاء الاصطناعي بحاجة إلى ذاكرة ليصبح شبيهًا بالبشر
أكد "كيفن سكوت"، المدير التقني لدى "مايكروسوفت"، أن دور مديري المنتجات في العصر الحالي يشهد تحولًا جذريًا مع صعود وكلاء الذكاء الاصطناعي، مشيرًا إلى أنهم بحاجة إلى التخصص العميق في هذا المجال ليؤدوا دورهم بكفاءة.
وفي حديثه خلال بودكاست Twenty Minute VC، أوضح سكوت أن على مديري المنتجات قيادة عملية بناء تُمكن وكلاء الذكاء الاصطناعي من التحسّن المستمر، معتبرًا أن هذا التخصص لم يعد خيارًا بل ضرورة.
وكلاء الذكاء الاصطناعي يدخلون سوق العمل
يشير مصطلح "وكلاء الذكاء الاصطناعي" إلى نماذج ذكية قادرة على اتخاذ القرارات وتنفيذ المهام بصورة مستقلة، وهو ما بات يحظى باهتمام متزايد في قطاعات التكنولوجيا وسوق العمل.
وكان "جنسن هوانغ"، الرئيس التنفيذي لشركة "نيفيديا Nvidia"، قد صرح في يناير الماضي بأن "عصر وكلاء الذكاء الاصطناعي قد بدأ بالفعل"، متوقعًا أن يتمكن فريقه المؤلف من 50 ألف موظف من التعاون مع نحو 100 مليون وكيل ذكي.
مايكروسوفت تكشف عن تقنيات الذكاء الاصطناعي لتحسين الصناعة في معرض هانوفر
من جهته، توقع "سام ألتمان"، الرئيس التنفيذي لـ"أوبن إيه آي OpenAI"، أن تبدأ هذه الوكلاء في دخول سوق العمل خلال هذا العام، مشيرًا إلى دورها المحتمل كمساعدين رقميين في قطاعات مثل الرعاية الصحية، وسلاسل التوريد، والأمن السيبراني، وخدمة العملاء.
افتقار الذاكرة: التحدي الأكبر أمام الوكلاء
ورغم الطموحات المرتفعة، يرى سكوت أن وكلاء الذكاء الاصطناعي يعانون من مشكلة جوهرية تتمثل في افتقارهم للذاكرة. وقال موضحًا: "الوكلاء الحاليون يتعاملون بآلية تبادلية صرف، لأنهم يفتقرون إلى الذاكرة"، مضيفًا أن بعض النماذج التي تمتلك ذاكرة حالياً لا تزال قدرتها محدودة للغاية.
ويأمل سكوت أن تتطور هذه الوكلاء لتتمكن من تذكّر تفاعلات المستخدمين بمرور الوقت، مما يتيح لها التكيّف مع تفضيلاتهم بشكل أفضل، وهو ما سيمكنها من امتلاك "التجريد والتركيب"، وبالتالي الانتقال من كونها مجرد روبوتات دردشة إلى زملاء رقميين حقيقيين.
مايكروسوفت تطور مراكز بيانات تحت الماء عبر مشروع ناتيك
نحو مهام أكثر تعقيدًا... وأكثر بشرية
ويرى سكوت أن الهدف النهائي يتمثل في تمكين وكلاء الذكاء الاصطناعي من التعامل مع المهام المعقدة كما يفعل أي زميل عمل حقيقي.
ويعكس هذا التصور تحوّلاً في فلسفة تطوير الذكاء الاصطناعي، من مجرد أدوات استجابة إلى أنظمة تشاركية تعتمد على التعلّم المستمر والسياق الشخصي، ما يتطلب إعادة تعريف أدوار البشر والتكنولوجيا داخل المؤسسات.