وداعًا لتأخر استجابة الألعاب مع تقنية ALLM الجديدة
يُسعد عشاق الألعاب اليوم معرفة أنّه قد تمّ القضاء على تأخر استجابة الألعاب المُزعج بفضل تقنية ALLM الجديدة "وضع التأخير المُنخفض التلقائي".
تُقدم تقنية ALLM حلًا ثوريًا يُقلل بشكلٍ كبير من زمن الاستجابة بين إدخال اللاعب على جهاز التحكم وردة الفعل على الشاشة، ممّا يُتيح تجربة لعب سلسة وفورية بشكلٍ غير مسبوق. فما هي هذه الميزة بالضبط؟ وكيف تُشكل فارقًا بالنسبة للألعاب؟ وما الفرق بينها وبين تقنية مثل VRR؟
ما هي تقنية ALLM؟
تتميز تقينة "وضع التأخير المُنخفض التلقائي" Auto Low Latency Mode، أو ALLM للاختصار، المتوفرة في شاشات التلفاز الداعمة لمعيار HDMI 2.1، بقدرتها على تنشيط وضع اللعب تلقائيًا عند ربط جهاز ألعاب، ويُؤدي ذلك إلى تحسين مسار معالجة الإشارة بين جهاز التحكم وجهاز التلفزيون، ممّا يُقلل من زمن التأخير بشكلٍ ملحوظ ويُتيح تجربة لعب سلسة وفورية.
ولكن لِما تحتاج شاشات الألعاب هذا النوع من الإعدادات؟
تواجه الألعاب التنافسية، خاصةً ألعاب "الباتل رويال"، تحديًا كبيرًا بسبب معالجة الصورة المُدمجة في الشاشات الحديثة. فبينما تُحسّن هذه المعالجة من جودة الصورة من خلال زيادة حدة الحواف، وتحسين التباين، وضبط درجات الألوان، إلخ، إلّا أنّها تُضيف تأخيرًا زمنيًا قصيرًا قد لا يُلاحظّه البعض، لكنّه يُشكل أزمة حقيقية في هذه الألعاب.
يُمكن أن يُؤدي هذا التأخير، حتى لو كان بجزء من الثانية، إلى تفويت فرص حاسمة في اللعبة، ممّا يُعطي ميزة غير عادلة للاعبين الذين لا يعانون من هذه المشكلة.
يُسمى نوع التأخير الذي يحدث بين اتخاذ اللاعب لفعلٍ ما (مثل الضغط على زرٍ بأداة التحكم) ورؤية نتيجة هذا الفعل على الشاشة (أي حدوث الاستجابة) بـ"تأخر الإدخال- Input lag"، ويُمثل "تأخر الإدخال" هاجسًا كبيرًا للاعبين، إذ يُمكن أن يُؤدي تأخر الإدخال، حتى لو كان بجزء من الثانية (100-200 مللي ثانية)، إلى إفساد تجربة اللعب بشكلٍ كامل، خاصةً في الألعاب التنافسية مثل "الباتل رويال". لذلك، يُعدّ تقليل تأخر الإدخال أمرًا بالغ الأهمية لضمان تجربة لعب سلسة وعادلة.
ما هو الهدف المثالي لتأخر الإدخال؟
يُعتبر تأخر إدخال 40 أو 30 مللي ثانية مقبولاً، بينما تُعدّ بعض الشاشات الحديثة قادرة على تحقيق أرقامٍ مذهلة بـ11 مللي ثانية أو حتى أقل!
جرت العادة أن يتم تفعيل وضع اللعب Game Mode بالشاشات يدويًا، ولكن في حالة تفعيل خاصية الـALLM، فإنها ستتكفل بالأمر وتفعل هذا الوضع تلقائيًا، فهي تقنية ذكية كفاية لتمييز ما يحدث على الشاشة وبمجرد التقاطها لإشارة الألعاب، فإنها ستُفعل وضع اللعب مباشرة وتجعلك تحظى بأفضل تجربة ممكنة.
الشاشات وأجهزة الكونسول التي تدعم خاصية الـALLM
تُتيح تقنية ALLM تجربة لعب استثنائية وفورية على أجهزة الكونسول الحديثة والشاشات المتطورة.
أجهزة الكونسول الداعمة:
فهي أجهزة الجيل الجديد من ميكروسوفت وسوني، أي جهازيّ Xbox Series X وXbox Series S من ميكروسوفت، وجهاز PlayStation 5 من سوني، وجديرٌ بالذكر أن هذه الميزة أُضيفت مؤخرًا على الـPS5 كتحديثٍ بالسوفتوير.
الشاشات الداعمة:
هناك الكثير من الشاشات التي تتمتع بميزة الـALLM، ومن الكثير من العلامات مثل LG وSamsung.
إذا كنت تمتلك شاشة من LG (طراز 2019 فصاعدًا)، سواء OLED أو LCD، فأغلب الظن أنها تدعم خاصية الـALLM، أما شاشات Samsung فحصلت على هذه الخاصية في 2018، ولكنها كانت مُقتصرة على شاشات الـOLED وبعض شاشات الـLCD (طراز NU8000 فما فوق)، ولكن لاحقًا، أصبحت كل طرازات 2019 و2020 -تقريبًا- داعمةً لهذه الميزة.
وبعيدًا عن LG وSamsung، فشركتي Panasonic وPhilips قد أضافتا خاصية الـALLM في 2019، حيث تواجدت الميزة في شاشات الـOLED وشاشات الـLCD (من سلسلة الـ800) من Panasonic، والشيء نفسه ينطبق على كل شاشات الـOLED والـLCD من Philips.
اقرأ أيضًأ: أبرزها "Tekken 8".. أكثر ألعاب الفيديو المنتظرة في 2024
هل تدعم الأنظمة الصوتية خاصية ALLM؟
لا تدعم الأنظمة الصوتية خاصية ALLM بشكل مباشر، إذ تُركز تقنية ALLM على تقليل تأخر الإدخال بين جهاز التحكم وشاشة التلفاز، وهو أمر لا ينطبق على الأنظمة الصوتية.
ومع ذلك، قد تُقدم بعض أجهزة الاستقبال الصوتية من شركات مثل Denon وYamaha ميزة مشابهة تُسمى "وضع اللعب" (Game Mode)، ويُمكن أن يُقلّل وضع اللعب من التأخير الصوتي، ممّا يُحسّن من تجربة الألعاب بشكلٍ عام.
تقنيات مُكملة لتقنية ALLM
لم تكن تقنية الـALLM هي التقنية الوحيدة التي نتجت عن معيار الـHDMI 2.1، إذ خرجت الكثير من التقنيات الرائعة الأخرى مثل الـeARC والـVRR والـHFR، وغيرهم، ولكننا سنُركز سريعًا على تقنيتيّ الـVRR والـHFR لِما يُقدمانه من أهمية كبيرة بالنسبة للاعبين.
تقنية VRR (معدل التحديث المتغير)
أما الأولى، أو ما يُعرَف بتقنية معُدل التحديث المُتغير Variable Refresh Rate فهي تقنيةٌ تعمل على مزامنة أو موافقة عدد الإطارات التي يُنتجها جهاز الألعاب مع مُعدل تحديث الشاشة Refresh Rate، فمعظم الشاشات تأتي بمعدل تحديث 60 هيرتز، أي تستطيع عرض 60 إطارًا في الثانية الواحدة، وهو ما لا يكون كافيًا بالنسبة للألعاب المتوفرة بعددٍ أكبر من الإطارات.
إذن فبدون تفعيل خاصية الـVRR، ستكون مُقيدًا بمُعدل تحديث الشاشة، ولكن بتفعيلها، ستستطيع أن تُشغل الألعاب بمعدل الإطارات التي يوفرها الجهاز مما سيحد من عيوب "تمزق الشاشة Screen Tearing" (تحدث في حالة عدم تزامن سرعة تحديث الشاشة مع سرعة إطارات المحتوى، مما ينتج عنه ظهور خطوط أفقية مُزعجة على الشاشة تجعلها تبدو وكأنها تلفت) و"تأخر الإدخال Input lag" وهذا قاسمٌ مُشترك بينها وبين خاصية الـALLM، وإن كانت الأخيرة تُعنى بـ"البينج" وليس معدل الإطارات.
تقنية HFR (مُعدل الإطارات العالي)
أما الميزة الثانية HFR، والتي تختصر "مُعدل الإطارات العالي- High Frames Rate"، فتعمل على زيادة عدد الإطارات المعروضة على الشاشة في الثانية كما يُشير اسمها، ولا تختص هذه الميزة بالألعاب فقط، بل تمتد لتشمل الأفلام ومحتوى الفيديو عمومًا، فعادةً ما تكون الأفلام السينمائية -على سبيل المثال- مُهيئة لعرض 24 إطارًا في الثانية الواحدة، أما في حالة الـHFR، فأقل عددٍ ممكن من الإطارات المعروضة في الثانية هو 48 أو حتى 60 إطارًا، وهذا رقمٌ معتبر ومريح للعين البشرية.
الخلاصة
تعمل ميزة الـALLM على تفعيل وضع أو إعدادات الألعاب المُخصصة تلقائيًا، مما يؤدي إلى تقليل زمن الاستجابة ويضمن للاعبين تجربة أفضل وأكثر سلاسة. وبفضل الميّزات والتقنيات المُشابهة الأخرى الموجودة بالشاشات الداعمة لمعيار HDMI 2.1 مثل تقنية VRR وHFR، سيحظى اللاعبون بتجربة متكاملة. فإذا كنت تمتلك أحد أجهزة ألعاب الجيل الجديد وشاشة داعمة للمعيار المذكور، فادخل إلى الإعدادات وفعل الخصائص التي تحدثنا عنها اليوم.