وداعًا للنحافة مع حمية "جوماد" لزيادة الوزن والعضلات
تُعدّ النحافة مشكلةً صعبةً تتطلب اتباع حمية غذائية متخصصة لزيادة الوزن والكتلة العضلية، مثل حمية جوماد التي تُساعد الأشخاص النحيفين على اكتساب الوزن بطريقة صحية وآمنة.
وتهدف حمية جوماد، من خلال الالتزام ببرنامج رياضي مناسب، إلى زيادة استهلاك السعرات الحرارية اليومية، مما يُؤدّي إلى زيادة الضخامة العضلية وبالتالي زيادة الوزن بشكلٍ آمن.
ما هي حمية جوماد؟
يجب في البداية تفسير معنى مصطلح "جوماد" (GOMAD) الذي يرمز إلى عبارة "غالون من الحليب يوميًا". وبأبسط شرح، تعني هذه الحمية الغذائية ببساطة إدخال غالون واحد من الحليب كامل الدسم إلى الوجبات اليومية خلال فترة اتباع الحمية.
وتُعدّ حمية جوماد إحدى الاستراتيجيات المُستخدمة بكثرة من قبل لاعبي كمال الأجسام ورفع الأثقال، وذلك لكونها تقنية غذائية تُساعد المتدربين في مرحلة التضخيم على زيادة أوزانهم وإمداد أجسامهم بالعناصر الغذائية والمعادن الهامة بشكل طبيعي وآمن وفي مدة زمنية قصيرة نسبيًا.
وتعتمد حمية جوماد بشكل أساسي على الحليب كامل الدسم، مع إضافة مصادر أخرى للسعرات الحرارية للأشخاص الذين يعانون من النحافة، سواء كانوا غير رياضيين أو متدربين يرغبون في زيادة حجم عضلاتهم بكفاءة أكبر.
لماذا الحليب كامل الدسم؟
يُعدّ اعتماد حمية جوماد على الحليب كامل الدسم دون غيره من الأنواع الأخرى قليلة أو خالية من الدسم راجعًا إلى وجود نسبة مرتفعة من الدهون والكربوهيدرات في الألبان كاملة الدسم، حيث يحتوي الكوب الواحد على 15 غرامًا من الكربوهيدرات، بينما تحتوي الألبان الخالية وقليلة الدسم على نسبة 12% فقط.
وبشكل عام، يحتوي الحليب الطبيعي على نسب عالية من العناصر الغذائية الأساسية الهامة للجسم، مثل الكالسيوم وفيتامين د، وكلاهما ضروري لصحة العظام والمناعة العامة.
وإلى جانب الكالسيوم، فإن وفرة فيتامين أ في الحليب، خاصةً الأنواع كاملة الدسم، تُساعد على تعزيز صحة العين وزيادة القوة المناعية للجسم.
كيف تساعد حمية جوماد في التخلص من النحافة؟
لأن التخلص من النحافة واكتساب الضخامة العضلية يتطلب بالضرورة زيادة معدلات السعرات الحرارية المتناولة، وهذا ما يشكل عائقًا أمام الكثير من الأشخاص. وتُقدم حمية جوماد حلًا لهذا العائق من خلال تحويل الوجبات الصلبة إلى سائلة سهلة التناول. لذلك، يُعدّ شرب غالون من الحليب كامل الدسم يوميًا أحد الحلول الصحية الرائعة لتحقيق الهدف والتخلص من النحافة.
ويمكننا فهم سبب اختيار مبتكري حمية جوماد للحليب من خلال القيم الغذائية المميزة الموجودة في غالون واحد فقط من الحليب كامل الدسم، حيث يحتوي على 2400 سعر حراري و127 غرامًا من الدهون و187 غرامًا من الكربوهيدرات، بالإضافة إلى 123 غرامًا من البروتين.
وأظهرت العديد من الدراسات العلمية أن شرب الحليب كامل الدسم بعد ممارسة التمارين الرياضية يُساعد على زيادة الكتلة العضلية وتحسين التناسق البدني والعضلي لدى البشر. مع العلم أن نتائج تلك الدراسات اعتمدت على دراسة الكميات اليومية الطبيعية للحليب، أي خارج نطاق حمية جوماد.
وعلى الرغم من أهمية استهلاك غالون واحد من الحليب كامل الدسم عند اتباع حمية جوماد، فإن الالتزام باتباع نظام رياضي مناسب لا يقل أهمية عن اتباع الحمية. وذلك لأن فائض السعرات الحرارية للحمية قد يؤدي إلى زيادة نسبة الدهون في الجسم، وهو ما تحد منه الممارسة الصارمة للتمارين الرياضية التي تُساعد على زيادة الكتلة العضلية دون زيادة الوزن بشكل كبير، بأقصى الطرق الصحية الممكنة.
اقرأ أيضًا: من «باليو» إلى «حمية البحر المتوسط».. 5 أنظمة مُجربة لخسارة الوزن
الأضرار المحتملة لحمية جوماد
على الرغم من فاعلية حمية جوماد الغذائية في تحقيق التأثير الإيجابي المؤكد على نمو الكتلة العضلية وزيادة الوزن بشكل صحي، إلا أنها، شأنها شأن جميع الأنظمة والحميات الغذائية، قد تُسبب بعض الأضرار التي قد تجعلها غير مناسبة للبعض، مثل:
ارتفاع نسبة الدهون المشبعة
بالمقارنة مع الحليب خالي الدسم ومنتجات الألبان قليلة الدسم، فإن غالون الحليب كامل الدسم يحتوي على نسبة دهون مشبعة في الحصة الواحدة تفوق بأكثر من 4 أضعاف تلك الموجودة في منتجات الألبان الأخرى، ممّا يزيد من مخاطر ارتفاع نسبة الكوليسترول الضار في الجسم ويزيد من قابلية الإصابة بأمراض القلب والشرايين.
كما أن استهلاك كميات كبيرة من الحليب كامل الدسم، خاصةً بالنسبة للأشخاص غير الرياضيين، قد يؤدي إلى زيادة نسبة الدهون في الجسم على حساب الكتلة العضلية.
الإفراط في الكالسيوم
على الرغم من ارتفاع نسبة الكالسيوم في منتجات الألبان كاملة الدسم مقارنةً بنظيراتها الخالية أو قليلة الدسم، إلا أن الحصول على الكالسيوم بكميات مفرطة وبشكل يومي، خاصةً لغير الرياضيين، قد يزيد من خطر الإصابة بحصوات الكلى وأمراض القلب.
وفي السياق نفسه، وجدت دراسة طبية علاقة مباشرة بين الإفراط في تناول الأطعمة والمشروبات الغنية بالكالسيوم وبين التأثير السلبي على صحة وقوة العظام.
المشاكل الهضمية
تعد مشاكل الجهاز الهضمي من أبرز الأضرار المحتملة لحمية جوماد، حيث قد يؤدي الإفراط في شرب الحليب كامل الدسم إلى أعراض هضمية مزعجة مثل الغثيان والإسهال والانتفاخ، خاصةً لدى الأشخاص الذين يعانون من حساسية اللاكتوز.
ويمكن أن تظهر نفس الأعراض السلبية لحمية جوماد حتى على الأشخاص الطبيعيين الذين لا يعانون من أي حساسية تجاه منتجات الألبان بأنواعها المختلفة.
هل تستحق حمية جوماد التجربة؟
من المؤكد أن حمية جوماد تُعدّ من إحدى الاستراتيجيات الفعالة التي يستخدمها الرياضيون خلال فترات التضخيم والرغبة في زيادة الوزن دون اكتساب الدهون قدر الإمكان.
لكن شرب غالون من الحليب كامل الدسم يوميًا قد لا يُناسب الجميع كعَادة غذائية.
لذلك، تُعدّ استشارة اختصاصي تغذية يتمتع بخبرة كافية في مجال التغذية الرياضية ضرورة لا بد منها. كما يجب مراعاة عدة عوامل قبل اعتماد هذا النوع من الحميات الغذائية، مثل الحالة الصحية ومستوى النشاط البدني والقدرات الرياضية والعمر.
وَرُبّما من أهم الأمور التي يجب الانتباه لها أن حمية جوماد لا يجب تحويلها إلى عادة غذائية مستدامة، فهي تصلح فقط لفترة زمنية مؤقتة، وبالتحديد حتى يصل متبعها إلى الهدف الجسدي المُتعلق بزيادة الوزن والكتلة العضلية.
اقرأ أيضًا:«حمية العامل F».. نظامك الغذائي للعام الجديد
نصائح صحية بديلة لحمية جوماد
بالنسبة لمن لا يستطيع اتباع حمية جوماد لزيادة الوزن والكتلة العضلية، فهناك بعض النصائح الغذائية التي تساعدك عزيزي الرجل على إدخال أكثر من 1000 سعرة حرارية بشكل صحي إلى نظامك الغذائي اليومي، وهي:
- تناول كميات أكبر من البروتينات الخالية من الدهون، مثل الأسماك واللحوم الحمراء قليلة الدهون وصدور الدجاج، بالإضافة إلى منتجات الأجبان وزبدة الفول السوداني والبيض.
- استهلاك نسب مرتفعة من الكربوهيدرات المصنوعة من الحبوب الكاملة، مثل الأرز البني والمعكرونة والخبز.
- استخدام الزيوت الصحية في الطهي، مثل زيت الزيتون وزيت الكانولا.
- شرب مكملات البروتين التي تحتوي على نسبة مرتفعة من الكربوهيدرات (ماس قينر).