هل الفواكه المُعلّبة صحية؟
تُقطَف الفواكه لتعليبها بعد قطفها مباشرةً، مما يعني الحفاظ عليها طازجة وعلى قيمتها الغذائية في أوجها، مما يُزيل أيّ فارق بينها وبين الفواكه الطازجة تقريبًا. كما أنها جاهزة للأكل، ولّا تحتاج إلى تقطيع أو تقشير. لكن هل الفواكه المُعلّبة صحية تمامًا؟ وكيف تتناولها ضمن نظامك الغذائي اليومي وتحصل على فوائدها؟
كيف تُحضَّر الفواكه للتعليب؟
تُعالَج الفواكه المُعلّبة بطرقٍ مختلفة، حسب نوع الفاكهة المراد تعليبها. وعادةً ما تبدأ العملية بغسل الفواكه وتحضيرها، مثل تقشير القشرة أو التقطيع.
ثمّ تُضاف الفواكه إلى العلب مع الماء أو الشراب أو العصائر والمكونات الأخرى. وبعد ذلك، تمرّ العلب المملوءة والمغلقة بسلسلة من عمليات التعقيم الحراري للقضاء على البكتيريا والحفاظ على جودة الفواكه.
هل يُؤثِّر تعليب الفواكه في قيمتها الغذائية؟
يسعى معظم مُصنّعي الفواكه إلى تحضيرها للتعليب في أقرب وقت ممكن بعد حصادها أو قطفها، وهذا يساعد في الحفاظ على قيمتها الغذائية.
كذلك، قد تحتوي بعض الفواكه المعلبة على عصائر أو شراب إضافي، ممّا قد يُضيف المزيد من العناصر الغذائية إلى المنتج. ومع ذلك، فإنّ الاختلاف في القيمة الغذائية بين الفواكه المُعلّبة والطازجة ضئيلٌ نسبيًا في المتوسط.
اقرأ أيضًا:"الفائدة في الطبقة الخارجية".. هل تقشير الفواكه والخضراوات ضروري قبل أكلها؟
مزايا الفواكه المُعلّبة
تتمتّع الفواكه المُعلّبة بعِدّة مزايا، أبرزها:
1. الحفاظ عليها في ذروة نضجها
تُقطَف الفواكه المُعلّبة في ذروة نُضجها، ثُمّ تُعلّب في غضون ساعات قليلة، وهذا يضمن احتفاظها بأكبر قدرٍ ممكن من العناصر الغذائية والنكهة أو المذاق، كُلّما رغبت في تناولها، بمعنى آخر، أنّها تظل طازجة على الدوام.
2. مليئة بالعناصر الغذائية
تُعدّ الفواكه المُعلّبة مصدرًا للعناصر الغذائية التي تحتاج إليها كل يوم من ألياف ومعادن وفيتامينات؛ شأنها شأن الفواكه الطازجة والمُجمّدة.
وحسب مُراجعة شاملة لعام 2019، نُشِرت في المجلة الدولية لعلوم الغذاء والتغذية "International Journal of Food Sciences and Nutrition" فإنّ الفواكه والخضروات تدعم صحتك، وتُساعِد في تقليل مخاطر الإصابة ببعض الأمراض، مثل أمراض القلب والأوعية الدموية، والسرطان.
3. قد تُعزِّز الصحة النفسية
أشارت مراجعة حديثة لعام 2020، نُشِرت في مجلة "Nutrients"، إلى أنّ زيادة تناول الفواكه والخضروات "بما في ذلك الفواكه المُعلّبة" يُعزِّز الصحة النفسية، لكن لا تزال هناك حاجة إلى مزيد من البحث والاستقصاء لتوضيح العلاقة بين تناول الفواكه المُعلّبة وتعزيز الصحة النفسية.
4. سهولة تناولها
تُوصِي الإرشادات الغذائية الحالية للأمريكيين البالغين بتناول كوب ونصف إلى 2 كوب من الفواكه كل يوم، لكن 1 من كل 10 أمريكيين يتناولون ما يكفيهم من الفواكه والخضروات.
لذلك فإنّ الفواكه المُعلّبة عمومًا، تُساعِد في تناول القدر المُوصَى به من الفواكه يوميًا، والتمتّع بمذاقها، وإنعاش جسمك بفوائدها التي لا يُمكِن حصرها، فهي مُقطّعة سابقًا وجاهزة للأكل، ما يُوفِّر وقتًا ثمينًا في الغسيل والتقشير والتقطيع، كما أنّ هذا يجعل الفواكه المُعلّبة مثالية لكبار السن، وذوي القدرة المحدودة على الحركة أيضًا.
كيف تنتقي الفواكه المُعلّبة الصحية؟
كي تحصل على فوائد الفواكه المُعلّبة، وتتمتّع بمزاياها الصحية، لا بُدّ من انتقائها أولًا بعناية، وذلك من خلال:
1. التحقُّق من المُكوّنات
عند اختيار الفواكه المُعلّبة، ينبغي عليك اختيار المنتجات التي تحتوي فقط على الفاكهة المُعبّأة في 100% عصير الفاكهة، بدلًا من الشراب، الذي قد يحتوي على نسبة عالية من السكر المضاف، ممّا قد يُضرّ بصحتك على المدى الطويل.
بهذه الطريقة، ستحصل على فواكه مُعلّبة صحية، مليئة بالعناصر الغذائية المفيدة، وخالية من العناصر الغذائية التي قد تضرّك، مثل السكر المضاف.
2. تجنُّب السكر المضاف والصوديوم
لكي تكون الفواكه المعلبة مثالية، يجب أن تحتوي الفواكه المعلبة التي تتناولها، والمُعبّأة في عصير الفاكهة بنسبة 100%، على كمية قليلة من السكر المُضاف أو أن تكون خالية من السكر تمامًا.
كذلك، ينبغي أن تكون كمية الصوديوم في الفواكه المُعلّبة قليلة. فحسب إدارة الغذاء والدواء الأمريكية، تُصنّف المنتجات التي تحتوي على كمية صوديوم أقل من 25% من المنتج الأصلي على أنها "منخفضة الصوديوم". ومع ذلك، قد لا تزال بعض المنتجات المُصنّفة على أنها "منخفضة الصوديوم" تحتوي على كمية عالية من الصوديوم. لذلك، من المهم التحقق من مكونات الفواكه المعلبة لمعرفة كمية الصوديوم والسكر المُضاف.
3. اختيار الفواكه التي تتناولها
نعم، قد تستمر الأطعمة المُعلّبة عمومًا مُخزّنة لديك لفترة طويلة، لكنّها لن تدوم إلى الأبد. لذلك، لا فائدة من تخزين فواكه مُعلّبة لن تتناولها. تأكّد من اختيار الفواكه المُعلّبة التي تُفضّلها أنت أو عائلتك، كي تستمتع بتناولها لاحقًا، مهما طال أمد تخزينها.
اقرأ أيضًا: فوائد الفواكه للرجال.. أكثر من مجرد «فيتامينات ومعادن»
هل من الآمن تناول الفواكه المُعلّبة كل يوم؟
نعم، يمكن تناول الفواكه المُعلّبة كل يوم، بل يمكن أن تكون جزءًا من نظامك الغذائي اليومي. لكن تأكد من تناول مجموعة متنوعة من الفواكه والخضروات للحصول على غذاء متوازن. ويفضل تناولها مع بعض البروتين والحبوب الكاملة والدهون الصحية.
هل الفواكه المُعلّبة صحية كالمُجمّدة؟
لطالما اعتُبرت الفواكه المُعلّبة أقلّ قيمة غذائية من الفواكه الطازجة أو المجمدة، لكن في الواقع، قد تكون مساوية أو حتى تفوق الفواكه المُجمّدة في محتواها الغذائي.
أظهرت دراسة نُشرت في مجلة "Journal of Food Science" أنه بعد 3 أشهر فقط، كانت مستويات مضادات الأكسدة في المشمش المُعلّب أعلى بنسبة 47% من المشمش الطازج.
لذلك، قد تكون الفواكه المُعلّبة التي تتناولها أغنى بالعناصر الغذائية من غيرها.
لكن تأكد من اختيار الفواكه المُعلّبة في الماء أو عصير الفاكهة، بدلًا من الشراب، لتقليل كمية السكريات المضافة.
اقرأ أيضًا:أيهما أفضل.. أكل الفواكه أم شُرب العصائر؟
هل الفواكه المُعلّبة أغنى بالسكر من الفواكه الطازجة؟
تحتوي الفواكه المُعلّبة على السكر، لكن معظم هذا السكر مصدره الفاكهة نفسها، فهو أحد مكوناتها الطبيعية. أمّا كمية السكر الإضافية في الأصناف المُعلّبة فتعتمد عمومًا على عملية التعليب، وكمية العصائر أو الشراب التي تُضاف إلى الفاكهة.
وبصفةٍ عامة، تحتوي الفاكهة المُعلّبة مع العصير المُضاف أو الشراب على نسبة سكرٍ أعلى من الفاكهة الطازجة، لذلك لا ينبغي الإفراط في تناولها، خاصةً إن كُنت تخشى زيادة الوزن.
وتنصُّ الإرشادات الغذائية على أنّ الفاكهة المعلبة (دون سكريات مضافة) خيار مناسب لك للحصول على ما تحتاج إليه من الفواكه يوميًا، كما أنّها بديل مناسب ومُغذِّي إذا لم تتوفّر الفاكهة الطازجة حولك لأي سببٍ كان.