استقطب عددًا قياسيًّا.. معرض الدوحة للمجوهرات يؤكد نجاح رؤية قطر للسياحة
نجاحٌ كبيرٌ حققته النسخة العشرون من معرض الدوحة للمجوهرات والساعات، ورغم انتهاء أعمال دورته الأحدث التي أقيمت خلال الفترة الممتدة من 5 إلى 11 فبراير 2024، فإن الحديث عنها لم ينتهِ، إذ استطاع المعرض هذا العام استقطاب أعداد قياسية من الزوار بلغت نحو 30 ألف زائر، بزيادة قدرها 20% مقارنة بالنسخة السابقة، فيما شهدت مبيعاته زيادة بنفس النسبة مقارنة بمبيعات العام الماضي. وقد تابعت مجلة "الرجل" الحدث، واقتربت لمعرفة أسرار النجاح، فكانت السطور التالية.
النجاح الكبير والتألق اللافت
لعل رؤية قطر للسياحة كانت أحد أهم أسباب هذا النجاح، فقد أكدت منذ البداية سعيها لتعزيز القدرات التنافسية لقطاع فعاليات الأعمال، مع توفير البيئة الضامنة لازدهاره، عبر استضافتها للمعارض والمؤتمرات عالمية المستوى. وحسب كلمات رئيس قطر للسياحة، سعد بن علي الخرجي، فإن استمرارية انعقاد المعرض على مدى عقدين، تعد شهادة على الإرث الدائم الذي أصبح المعرض يمثله في عالم الفخامة والأناقة.
ومن ثم فقد جاءت النسخة العشرون هذا العام لتقدم نموذجًا يسهم في تعزيز كل هذه الأهداف الموضوعة، مثلما يسهم في تعزيز مكانة قطر كوجهة سياحية جاذبة، مع تنمية الإنفاق السياحي المباشر وغير المباشر، بما ينعكس على دعم القطاعات المتصلة كالطيران والضيافة والمواصلات، وكذلك الاستثمار والتنمية بصورة عامة، وبما يحقق رؤية قطر الوطنية 2030.
التألق اللافت لمعرض الدوحة للمجوهرات والساعات في نسخته العشرين، والذي تمثل في حجم الإقبال والمبيعات وعدد العارضين ومستوى المعروضات، مثّل سيمفونية متكاملة عزفتها أضلاع النجاح الثلاثة، بدعم من الشركاء والرعاة الرسميين كبنك قطر الوطني QNB والقيادة القطرية، ومن ثم كان لاحتفال معرض الدوحة بمرور عشرين عامًا على انطلاقته الأولى مذاق مميز، بما شهده من فعاليات إبداعية، مع طرحه لتشكيلات فاخرة من أرقى المجوهرات والساعات، تضم أكثر من 500 علامة من 10 دول، مع مشاركة عددٍ من كبار العارضين، مثل مجوهرات: الفردان، الماجد، علي بن علي لاكجوري، المجوهرات الأميرية، فيفتي ون إيست، المفتاح، الصالون الأزرق، وبولغري.
كما شهد المعرض المشاركة الأولى لعددٍ من العلامات الجديدة، مثل مجوهرات: كي جيمس، دار الماجد، رينيه، نايلة، الكوهجي، حصة جولس، ودولتشي آند غابانا، مع عودة الجناحين الهندي والتركي، بالإضافة إلى جناح المصممين القطريين.
اقرأ أيضًا:11 ساعة من معرض Watches & Wonders تٌظهر براعة الصانع
مفاجآت النسخة العشرين
قدم معرض الدوحة للمجوهرات والساعات في نسخته العشرين كذلك عدة مفاجآت، لعل في مقدمتها نجاح قطر للسياحة في جلب أكبر زوج من الألماس في العالم، وهو الزوج الأشهر الذي قدرت قيمته بنحو 100 مليون دولار أمريكي، إذ يعد تحفة تاريخية في صناعة الألماس العالمية، بحجم لافت يبلغ 100 قيراط لكل من قطعتيه.
كما شهد المعرض تعاونًا بين مؤسسة التعليم فوق الجميع ومصممة المجوهرات البرازيلية "سيلفيا فورمانوفيتش"، بالإضافة إلى عددٍ من المصممين القطريين من مجوهرات: بابيون، ونوف، و دي تروف، وغند، ومهاين، الذين قدموا مفاجآت سارة لعشاق الإبداع، من خلال قطع فنية ومعروضات فريدة، خصصت إيراداتها لصالح دعم برنامج "علم طفلاً"، إذ وفر المعرض منصة رائعة لتقديم شراكة فريدة، نجحت في المزج بين الفخامة والعمل الخيري لدعم مبادرة تعليمية عالمية، تسلط الضوء على المجوهرات الفاخرة، بينما تركز على أهمية إيصال التعليم للأطفال المهمشين.
فيما اكتملت مفاجآت النسخة العشرين من المعرض بكشف عديد من العلامات عن قطع ومجموعات حصرية. وعلى سبيل المثال قدمت TAG Heuer ساعاتها الحصرية، فيما تباهت WITR بعين الموناليزا، بينما أتاحت ورش العمل التفاعلية فرصة التعرف على المزيد من الحرف اليدوية في هذا الإطار، كما قدم مختبر معايرة الأحجار الكريمة والمعادن للزوار خدمة فحص الألماس الخاص بهم وتصنيفه، وهي الخدمة التي شكلت فرصة كبيرة باعتباره المختبر الوحيد في البلاد.
أجواء الفخامة والتميز
سيطرت أجواء الفخامة والتميز على النسخة العشرين من معرض الدوحة للمجوهرات والساعات، فقد جاءت كل مفردات الحدث لتؤكد الرقي والاهتمام بأبسط وأدق التفاصيل، بدءًا من المكان والتوقيت ومستوى التنظيم، وصولاً إلى مشاركة مشاهير العالم من أمثال عارضة الأزياء العالمية "إيرينا شايك"، وأسطورة كرة القدم الفرنسية "تييري هنري"، وملكة جمال الكون 2023 "شينيس بالاسيوس"، ونجمي السينما الهندية "شاروخان" و"كارينا كابور"، والنجم التركي "بوراك أوزجيفيت"، ولاعب كرة القدم المغربي "ياسين بونو"، بالإضافة إلى سفراء ورؤساء العديد من العلامات التجارية المرموقة، الذين عبروا عن تطلعاتهم لمواصلة المشاركة والنجاح خلال النسخ القادمة من المعرض، فيما حظي الزوار بأجواء ممتعة، لبّت توقعات عشاق الفخامة والذوق الرفيع.
استطاع المعرض أن يتحول على مدار أعوامه المنصرمة وصولاً لنسخته العشرين إلى منصة عالمية، نجحت في استقطاب أبرز العلامات، مثلما نجحت في جذب الزوار، بينما احتفت باللغة العالمية للفخامة والتفرد والحرفية، من خلال تجربة غنية للعارضين والزوار على حد السواء، إذ استطاعت قطر للسياحة الحفاظ على إرث التألق الذي غلف تاريخ المعرض، بما يرسخ لمكانة قطر على خارطة السياحة العالمية، ويعزز حضورها كوجهة رائدة تمتزج فيها أصالة الماضي بحداثة الحاضر.