شريحة إيلون ماسك قد تعالج العمى والشلل ولكن أمامها مشوار طويل
يعد الدماغ البشري أحد أكثر البُنى تعقيدًا إن لم يكن أعقدها، ومع ذلك فإنه لا يزال قاصرًا والعلماء يحاولون تطويره باستمرار حتى يصبح قادرًا على التعامل مع المشكلات الأكثر تعقيدًا وحتى يكون متصلًا بالإنترنت!
تحمل شركة Neuralink، التي أسسها الملياردير الغني عن التعريف إيلون ماسك في 2016، لواء هذه المهمة ولقد أعلنت عن هدفها بوضوح على لسان ماسك، وهو: تحقيق حالة من "التكافل" مع الذكاء الاصطناعي.
ولكن، الطريق نحو تحقيق هذا الهدف شائكٌ وطويل للغاية.
في عام 2023، أعلنت Neuralink للمرة الأولى عن خططها لبدء استخدام الشرائح الدماغية على البشر، ومعرفة المخاطر الصحية المُحتملة والمترتبة على هذا الأمر. وفي يناير من الشهر الجاري، استُخدِمَت الشريحة فعلًا بدماغ المريض الأول الذي أكد ماسك وقتها أنه "يتعافى جيدًا".
مؤخرًا، وتحديدًا في هذا الشهر، نشرت Neuralink بثًا مباشرًا يظهر فيه رجلٌ مُصاب بالشلل وهو يلعب الشطرنج الأونلاين بدماغه بعدما أُجريت له العملية.
كيف تعمل شريحة إيلون ماسك؟
وتعمل الشريحة الدماغية على رفع قدرات الشخص الإدراكية ويمكنها التغلب على أعتى الأمراض مثل الشلل، والذي يسعى ماسك إلى علاجه عن طريق "تخطي" أجزاء العمود الفقري التالفة و"تحويل" الإشارات مباشرة من القشرة الحركية إلى أجزاء الجسم المختلفة، ومن ثم استعادة الحركة.
اقرأ أيضًا: شريحة إيلون ماسك تساعد مشلولاً على لعب الشطرنج باستخدام "التخاطر"
كذلك تدعى Neuralink أن بإمكان شريحتها أن تُساعد المكفوفين على الرؤية وتعالج العمى بمساعدة الكاميرات، ويدعى ماسك أن هذا ليس خيالًا علميًا وإنما حقيقة طُبِّقَت بالفعل على القرود.
الشريحة التي نتحدث عنها هي شريحة صغيرة جدًا؛ بحجم الربع دولار الأمريكي تقريبًا، وتتكون من 64 جهاز استشعار صغير تخرج منه الأقطاب الكهربائية، ومن شدة دقة وحساسية هذه المكونات، فإن العملية لا تتم بواسطة جرَّاحين بشر، وإنما روبوتات دقيقة صُممت خصيصى لهذه المهمة.
وتتميز شريحة Neuralink بقدراتها على التفاعل المباشر مع أجهزة الكمبيوتر وغيره من الأجهزة، وفي الوقت الحالي، تقوم الشركة باختبار التصاميم الأولية وتسعى جاهدةً إلى فهم قدرات الدماغ البشري بشكلٍ أفضل.
ما يجعل الطريق طويلًا أمام Neuralink رغم ما قطعته من أشواط، أن الدماغ البشري معقد لدرجة يصعب علينا استيعابها، إذ يتألّف من 100 مليار خلية عصبية neurons لكلٍ منها آلاف الوصلات ليتمكن من معالجة قدرٍ مهول من البيانات بكفاءة تفوق أجهزة الحاسوب.
وبعيدًا عن الاعتبارات العلمية والطبية، فهناك اعتبارات أخلاقية كثيرة يجب مناقشتها، وهذا ما يتم الآن بالفعل، لا سيّما وأن أكثر من 1500 حيوان قد نفقت جرّاء التجارب التي أجريت عليها بحسب أقوال موظفي Neuralink لشبكة رويترز.
شاهد أيضًا: