ماذا تعرف عن تمزُّق العضلة ثلاثية الرؤوس؟.. إليك الأسباب وطرق العلاج
العضلة ثلاثية الرؤوس، تقع في الجزء الخلفي من الذراع، ويستهدف بعض الرياضيين تقويتها مع باقي عضلات الذراع خلال ممارسة التمارين. لكن قد تُصاب هذه العضلة أحيانًا بالتّمزّق خلال ذلك. فما علامات ذلك التّمزّق؟ وكيف يُمكن علاجه واستعادة حركة المرفق وقوة العضلة؟
ما هي العضلة ثلاثية الرؤوس؟
هي العضلة الموجودة في الجزء الخلفي من الذراع وتسمح بتمدُّده أو ضمّ الذراع باتجاه الجسم، لكن الوظيفة الرئيسة لها هي تمدّد الذراع.
درجات تمزُّق العضلة ثلاثية الرؤوس
يحدث التمزُّق في أي مكان في العضلة، أو حتى في الوتر الذي يصلها بالعظام، وغالبًا ما يُصِيب تمزّق العضلة ثلاثية الرؤوس الوتر الذي يصلها بمؤخرة المرفق، رغم ندرة تلك الإصابة.
وتشمل درجات تمزُّق العضلة ثلاثية الرؤوس:
- الدرجة الأولى "خفيف": تمزّقات صغيرة تزيد الألم في أثناء الحركة، وقد يصحبها بعض التورّم والكدمات.
- الدرجة الثانية "متوسط": التمزّقات أكبر، وهناك قدر أكبر من التورّم والكدمات، مع فقدان وظيفة العضلة بنسبة تصل إلى 50%، كما أنّ الألياف العضلية تكون مُمزّقة جُزئيًا.
- الدرجة الثالثة "شديد": أسوأ درجات تمزُّق العضلة ثلاثية الرؤوس، إذ تتمزّق العضلة بالكُلّية أو وترها، ما يُسبِّب ألمًا شديدًا وإعاقة واضحة.
أعراض تمزُّق العضلة ثلاثية الرؤوس
يُؤدّي تمزُّق العضلة ثلاثية الرؤوس إلى بعض الأعراض المُزعجة، والتي تختلف شِدّتها، حسب درجة التمزّق الذي أصاب العضلة:
- ألم في الجزء الخلفي من المرفق والعضد، والذي يزداد سوءًا مع تحريك المرفق.
- قد يشعر المرء أيضًا بـ"فرقعة" أو يسمع صوتها إثر تمزّق العضلة.
- التورّم والاحمرار.
- الكدمات.
- صعوبة تمديد المرفق.
ولو كان تمزُّق العضلة جزئيًا، فقد يشعر الإنسان بضعف الذراع، أمّا لو كان كاملاً، فقد تكون هناك كتلة في مؤخرة الذراع، حيث تتجمّع الرؤوس الثلاثة للعضلة.
أسباب تمزُّق العضلة ثلاثية الرؤوس
عادةً ما تتمزّق العضلة ثلاثية الرؤوس مع تلقِّي صدمة في أثناء انقباض أو شدّ العضلة، ومحاولة قوة خارجية دفع المرفق إلى وضعٍ مُنحني، وأحد أشهر أسباب ذلك السقوط على ذراع ممدودة.
كذلك قد تتمزّق العضلة ثلاثية الرؤوس في أثناء الأنشطة الرياضية، مثل:
- رمي البيسبول.
- الملاكمة.
- كرة القدم.
- الجمباز.
- سقوط اللاعب على ذراعه.
- استخدام الأوزان الثقيلة جدًا التي تستهدف العضلة ثلاثية الرؤوس.
والسبب الأقل شيوعًا لتمزّق العضلة ثلاثية الرؤوس هو تلقّي ضربة مباشرة إلى العضلات، كما في حادث سيارة مثلاً.
عوامل خطر الإصابة بتمزّق العضلة ثلاثية الرؤوس
قد تزيد بعض العوامل خطر الإصابة بتمزّق العضلة ثلاثية الرؤوس، فبعض الأمراض قد تُضعِف أوتار الإنسان، وتجعلها مُعرّضة للإصابة، مثل:
- التهاب المفاصل الروماتويدي.
- مرض الذئبة الحمراء.
- فرط الدُريقات "زيادة نشاط الغدة الجار درقية التي تُفرِز الهُرمون الدُريقي المُنظِّم لمستويات الكالسيوم في الدم".
- الورم الأصفر "عبارة عن ترسُّبات من الكوليسترول أسفل الجلد".
- مرض السكري.
- الفشل الكلوي المزمن.
وذكر موقع "verywellhealth" أنَّ التهاب الأوتار المزمن، أو التهاب الجراب في المرفق قد يزيد فرص تمزّق الأوتار، ومن ذلك وتر العضلة ثلاثية الرؤوس.
بل إذا كان الإنسان يتلقّى حقن الكورتيون في الوتر، أو يستخدم المُنشِّطات البنائية "تُستخدَم في بناء العضلات ولها آثار جانبية"، فقد يكون مُعرّضًا لتمزّق وتر العضلة ثلاثية الرؤوس.
علاج تمزُّق العضلة ثلاثية الرؤوس
يختلف علاج تمزّق العضلة ثلاثية الرؤوس حسب الجُزء المُتأثِّر من العضلة ومدى الضرر الذي لحق بها، فقد يحتاج بعض الناس إلى إراحة المرفق بضعة أسابيع فقط، بينما قد يحتاج غيرهم إلى تدخُّلٍ جراحي، وتفصيل الخيارات العلاجية التالي:
1. علاج غير جراحي
يُمكِن علاج تمزّق العضلة ثلاثية الرؤوس الجُزئي، الذي يتضمّن أقل من 50% من الوتر دون عملية جراحية، وذلك من خلال:
- يبدأ العلاج بتجبير المرفق في وضع مُنحني قليلاً "حوالي 30 درجة" لمدة 4 - 6 أسابيع، لمساعدة الأنسجة المُصابة على الشفاء.
- يُمكِن وضع الثلج في المنطقة المُصابة خلال هذا الوقت لمدة 15 - 20 دقيقة عِدّة مرات في اليوم، لتخفيف الألم والتورّم.
- يُمكِن تناول الأدوية المُسكِّنة للآلام للمساعدة في تخفيف الالتهابات والشعور بالألم، مثل إيبوبروفين وباراسيتامول.
- العلاج الطبيعي بعد إزالة الجبيرة لاستعادة قوة وحركة المرفق.
يُتوقّع أن يستعيد المفصل قدرته الحركية الكاملة في غضون 12 أسبوعًا، لكن لن يعود إلى قوته التامّة إلّا بعد 6 - 9 أشهر من الإصابة.
2. التدخُّل الجراحي
أمّا لو شمل تمزّق وتر العضلة ثلاثية الرؤوس أكثر من 50% من الوتر، فهنا سيحتاج المُصاب إلى عملية جراحية، كما قد تكون الجراحة خيارًا مناسبًا مع صغر حجم التمزّق عن ذلك، لكن مع حالات خاصة، كأن تكون وظيفة المُصاب شاقة وتتطلّب أن يكون المرفق على أعلى مستوى، أو لرغبة المُصاب في استئناف ممارسة الرياضة بمستوى عالٍ.
ويكون التدخل الجراحي من خلال خياطة التمزّق في العضلات، وضمّ العضلة مع الوتر، وإذا كان الوتر قد انفصل عن العظام، فسيُثبِّته الطبيب مرة أخرى كما كان قبل الإصابة.
لكن الجراحة ليست نهاية المطاف، إذ يقضي المُصاب أسبوعين مُرتديًا دعامة، وبعد 4 أسابيع من الجراحة، يبدأ في تحريك مرفقه مرة أخرى.
ورغم كل ذلك، لن يتمكّن المُصاب من البدء في رفع الأوزان الثقيلة لمدة 4 - 6 أشهر، كما سيحتاج إلى اتّباع خطة علاج طبيعي بعد الجراحة.
كم يستغرق شفاء تمزّق العضلة ثلاثية الرؤوس؟
يختلف الوقت الذي يستغرقه الشفاء من تمزّق العضلة ثلاثية الرؤوس، حسب شِدّة التمزّق، وما إذا خضع المُصاب لتدخلٍ جراحيٍ أم لا.
فإذا عُولِج التمزّق بأساليب غير جراحية، فعادةً ما تستعيد العضلة قوتها الكاملة في غضون 6 - 9 أشهر منذ بدء العلاج، وقد يتحوّل التمزّق الجزئي أحيانًا إلى تمزّق كامل، ما قد يُؤخّر الشفاء.
ولو أُصلِح تمزّق العضلة ثلاثية الرؤوس بالجراحة، فقد يستغرق الشفاء شهورًا، ويُمكِن بدء التمارين الخفيفة التي ليس بها مقاومة أو جهد كبير بعد حوالي 8 - 12 أسبوعًا، كما يُمكِن للإنسان استئناف الأنشطة الرياضية والترفيهية بعد 5 - 6 أشهر من العملية.