حلاوةٌ طبيعية دون سِمنة.. كل ما تريد معرفته عن الإريثريتول
لطالما سعى الناس إلى بدائلٍ صحيةٍ للسكر لتحلية الأطعمة والمشروبات، سعيًا للحدّ من استهلاك السعرات الحرارية والتقليل من مخاطر الإصابة بالأمراض المزمنة. ولكن، واجهت المُحليات البديلة مشكلةً مزمنةً تتمثل في ترك مذاقٍ غير مستحبٍّ عند تذوق المواد الغذائية المُحلاة بها.
ويُمثل الإريثريتول حلًا مُبتكرًا لمشكلة تحلية الأطعمة والمشروبات، فهو مُحلٌٍّ خالٍ من السعرات الحرارية تمامًا، ولا يُسبب أيّ ارتفاعٍ في مستويات السكر في الدم، ممّا يجعله خيارًا مثاليًا لمرضى السكري وللمُتبعين أنظمةٍ غذائيةٍ منخفضة السعرات الحرارية.
يُعدّ الإريثريتول من المُحليات القليلة التي تتميز بمذاقٍ مُقاربٍ للسكر الطبيعي، فلا يترك مذاقًا معدنيًا أو مُصطنعًا عند تذوق الأطعمة المُحلاة به، ممّا يجعله خيارًا مُفضّلًا لدى الكثير من الناس.
ما هو الإريثريتول؟
يُعدّ الإريثريتول أحد أنواع كحوليات السكر، وهي عائلة من المُحليات الطبيعية التي تضم البوليولات والزيليتول والسوربيتول.
تتواجد مركبات هذه العائلة بشكلٍ طبيعيٍّ في بعض الفواكه، مثل البطيخ والعنب، بالإضافة إلى الفطر وبعض أنواع الجبن المُعتقة.
تصنف إدارة الغذاء والدواء الأمريكية جميع العناصر المُكونة لكحوليات السكر كمُحليات طبيعية. وإنتاج محليات الإريثريتول يتمّ من خلال تعتيق نشا الذرة المُعدل وراثيًا، ممّا يمنحه حلاوةً طبيعيةً بنسبة 70% من حلاوة السكر الطبيعي، دون ترك مذاقٍ غير مُحببٍ مثل بعض المُحليات الأخرى.
تُستخدم مُحليات الإريثريتول، والتي تمّ استخدامها للمرة الأولى في اليابان عام 1990، في العديد من الصناعات الغذائية، مثل الحلوى، والعلك، والمخبوزات، ومكملات البروتين، كما يتمّ استخدامها كبدائل صحية لسكر المائدة.
مُحلٌٍّ طبيعيٌّ يُمتصّ بسهولة
تتميز مُحليات الإريثريتول عن جميع عناصر كحوليات السكر الأخرى باعتبارها مُحليات طبيعية يتم امتصاص نسبة 60-90% منها عن طريق الأمعاء الدقيقة، ثمّ تمرّ هذه النسبة عبر الكليتين، وأخيرًا يتخلص الجسم منها عبر التبول.
فوائدُه لمرضى السكري
أظهرت الدراسات الطبية أن مُحليات الإريثريتول لا تؤثر على مستويات الجلوكوز أو الأنسولين في الدم. وبالتالي، لا ترتفع نسبة السكر في الدم، ممّا يجعله خيارًا رائعًا للأشخاص الذين يعانون من مرض السكري من النوع الثاني والسِمنة.
القيم الغذائية لمُحليات الإريثريتول
تحتوي كمية تعادل ملعقة صغيرة واحدة أو 4 غرامات من مُحليات الإريثريتول على 4 غرامات من الكربوهيدرات، بينما تخلو تمامًا من البروتينات والدهون والسكر.
يُعدّ هذا الأمر ميزةً كبيرةً لمُتبعي نظام الكيتو الغذائي، حيث أنّهم يسعون للتقليل من استهلاك الكربوهيدرات، وخاصةً السكريات، لزيادة حرق الدهون في الجسم.
الفوائد الغذائية لمُحليات الإريثريتول
مع تواصل الدراسات الطبية على الإريثريتول، أحد أنواع المُحليات الطبيعية، أشارت النتائج إلى احتمالية وجود مميزاتٍ طبيةٍ تتجاوز كونه مُحلّيًا، وتشمل هذه الفوائد المُحتملة الحفاظ على صحة الفم، والوقاية من ارتفاع نسبة السكر في الدم، وفوائد أخرى مثل:
1- المساعدة على فقد الدهون
استهلاك المواد الغذائية المُحلاه بمادة الإريثريتول قد يساعد على فقدان الدهون لعدة أسباب أهمها خلو تلك المُحليات الطبيعية من السعرات الحرارية ومن تحقيق عجز لصالح السعرات الحرارية المفقودة بالمقارنة مع المُكتسبة.
اقرأ أيضًا: أفضل تمارين حرق دهون البطن للرجال.. هكذا تتخلص من الكرش
2- مُحليات الإريثريتول وفقدان الدهون
أظهرت العديد من الدراسات العلمية علاقةً مُباشرةً بين استهلاك الإريثريتول وفقدان الدهون من خلال تأثيره على الهرمونات المُنظمة للشعور بالجوع والشبع.
- زيادة إفراز هرمونات الشبع: يُساهم الإريثريتول في زيادة إفراز هرمونات الشبع، مثل هرمون الببتيد الشبيه بالغلوكاكون-1 (GLP-1) وهرمون الكوليسيستوكينين (CCK).
تُنتج هذه الهرمونات في الأمعاء وتُرسل إشاراتٍ إلى الدماغ تُشعره بالامتلاء والشبع، ممّا يُقلّل من رغبة الشخص في تناول الطعام.
- إطالة عملية الهضم: يُساعد الإريثريتول على إطالة عملية الهضم، ممّا يُساهم في الشعور بالشبع لفترةٍ أطول.
يُعدّ هذا التأثير مُفيدًا للأشخاص الذين يُعانون من مشكلة الشراهة في تناول الطعام أو الذين يرغبون في التحكم بكمية الطعام التي يتناولونها.
- تقليل إفراز هرمون الجوع: أظهرت الدراسات أن استهلاك مشروبات مُحلاة بالإريثريتول يُقلّل من إفراز هرمون الجريلين، وهو أحد الهرمونات المسؤولة عن الشعور بالجوع.
يُساهم هذا التأثير في تقليل الرغبة في تناول الطعام، ممّا قد يُساهم في إنقاص الوزن.
- نتائجُ مُثبتةٌ علميًا: أجريت دراساتٌ مُقارنةٌ على أشخاصٍ نحيفين وأشخاصٍ يعانون من السمنة لتقييم تأثير مُحلياتٍ مثل الإريثريتول والزيليتول مقارنةً بالسكر العادي.
أظهرت النتائج أن استهلاك الإريثريتول والزيليتول أدّى إلى ارتفاعٍ ملحوظٍ في إفراز هرمونات الغلوكاكون- 1 وهرمون الكوليسيستوكينين المسؤولان الشبع (GLP-1 وCCK) بالمقارنة مع السكر العادي.
3- الإريثريتول ومعدلات السكر في الدم
الإريثريتول ليس له تأثيرات سلبية على مستويات السكر والأنسولين في الدم، نظرًا لعدم امتصاصه من الجهاز الهضمي، مما يعني أنه لا يسبب ارتفاعًا في نسبة السكر أو الأنسولين. وبالتالي، يُعَدُّ بديلًا جيدًا للأشخاص المصابين بداء السكري من النوع 2.
4- حماية وتعزيز صحة الفم
فيما يتعلق بحماية وتعزيز صحة الفم، فقد أظهرت الدراسات أن استخدام الإريثريتول يمكن أن يساعد في منع تسوس الأسنان عن طريق منع تكوين البكتيريا العقدية التي تُسبب التسوس.
وأظهرت بعض الأبحاث أن الأشخاص الذين استخدموا العلكة المُحلى بالإريثريتول كانت لديهم نسبة أقل من الترسبات السوداء (البلاك) على أسنانهم، مما يُظهر فعالية الإريثريتول في الحفاظ على صحة الأسنان.
5- الإريثريتول ومضادات الأكسدة
الإريثريتول قد يساهم في القضاء على الجذور الحرة، وهي جزيئات غير مستقرة تفتقد الإلكترونات وتسبب الأضرار لخلايا الجسم عندما تسلب إلكتروناتها، وهو ما يُعرف بالإجهاد التأكسدي.
يتدخل الإريثريتول لإعادة الإلكترونات المفقودة إلى الخلايا التالفة، مما يساعدها على التعافي وإصلاح الضرر الناتج عن التأكسد وإصلاح الحمض النووي.
عندما يُعاني الأشخاص المصابون بمرض السكري من النوع الثاني من مستويات عالية من الالتهاب التأكسدي، يمكن للاستهلاك اليومي للإريثريتول أن يساعد في تحسين وظائف بطانة الأوعية الدموية والحد من الضرر الناتج عن التأكسد، والذي يكون بشكل خاص لدى مرضى السكري.
بالإضافة إلى ذلك، يمكن للإريثريتول الموجود في مكملات البروتين أن يُسهم في عملية الاستشفاء العضلي والتقليل من الإجهاد التأكسدي.
اقرأ أيضًا: ريجيم قاسٍ لمدة أسبوع.. نظام غذائي لإنقاص الوزن بين الفوائد والأضرار
هل الإريثريتول آمن؟
نعم، يُعتبر الإريثريتول منتجًا آمنًا وفعّالًا بحسب تقييمات منظمات الصحة العالمية وإدارة الغذاء والدواء الأمريكية. تشير الدراسات والاختبارات التي أُجريت على الإريثريتول إلى أنه سهل الهضم وسريع الامتصاص من الجسم، ولا يتداخل مع نسب الأنسولين والسكر في الدم.
ما هي الآثار الجانبية المحتملة للإريثريتول؟
قد تظهر بعض الآثار الجانبية البسيطة عند تناول كميات كبيرة من الإريثريتول، مثل الغازات، والانتفاخات، والشعور بالغثيان. لذا، يُنصح بتجنب تجاوز الكمية الموصى بها، والتي عادةً ما تكون أقل من 50 غرام يوميًا، لتجنب حدوث هذه الآثار الجانبية.