تطوير أقمار اصطناعية حديثة من الخشب!
يدور حول الأرض أكثر من 10 آلاف قمر اصطناعي معظمها مصنوع من الألومنيوم، إذ إن هذا المعدن هو المادة المستخدمة في تصميم الأقمار الاصطناعية لسنوات كثيرة، وذلك نظرًا لأنه خفيف الوزن ومتوفر بكثرة، ويمكن دمجه مع معادن أخرى ليصبح متينًا بشكل لا يُصدق.
تلوث البيئة الفضائية
تسببت هذه التصاميم في مشكلة بيئية، حيث إنه عندما تحترق المركبات الفضائية المصنوعة من الألومنيوم في الغلاف الجوي، فإنها تترك وراءها دقائق صغيرة يمكن أن تلحق الضرر بطبقة الأوزون للأرض.
اقرأ أيضاً..تطوير أقمار اصطناعية جديدة ترصد المنازل والأشخاص.. ما القصة؟
وجعل ذلك التلوث العلماء يشعرون بالتوتر، ففي نهاية المطاف، هناك سبب وراء تسمية طبقة الأوزون بـ "الدرع الشمسية الطبيعية في العالم"؛ إذ إنه من دونها، سنتعرض جميعًا لمستويات خطيرة من الأشعة فوق البنفسجية.
أقمار يابانية من الخشب
واقترح فريق من الباحثين من جامعة كيوتو اليابانية، أن يتم تصميم قمر اصطناعي خشبي صغير، يعتقدون أنه يمكن أن يكون بديلاً صديقًا للبيئة أكثر من الأقمار الاصطناعية المصنوعة من الألومنيوم المستخدمة اليوم.
ويخطط الباحثون لوضع واحد من الأقمار الاصطناعية الخشبية في المدار في وقت لاحق من هذا العام، وصرح الباحث في جامعة كيوتو الذي يقود المبادرة، كوجي موراتا: "عندما يستخدم الخشب على الأرض، فإنه يواجه مشاكل الاحتراق والتآكل والتشوه، لكن في الفضاء لا يواجه هذه المشاكل، حيث إنه لا يوجد أوكسجين في الفضاء، لذلك فإنه لا يحترق، ولا تعيش في الفضاء كائنات حية، فإنه لا يتآكل".
وفي عام 2021، وصلت عينات الخشب إلى محطة الفضاء الدولية، حيث أمضت 290 يومًا في وحدة التجارب اليابانية "كيبو"، وتعرضت لدرجات حرارة شديدة، و"أشعة كونية شديدة ودقائق شمسية خطيرة".
ولكن لم تظهر عينات الخشب أي علامات للتلف، مثل التكسير، أو تقشير، ويقول العلماء: "من المحتمل استخدام خشب الماغنوليا للقمر الاصطناعي المقترح في وقت لاحق من هذا العام، حيث إن تركيبته الفريدة تجعل العمل معه أسهل وأكثر صلابة بشكل خاص".