رجل الأعمال عمر السقاف: عملي الدؤوب أوصلني لما أستحق.. و"عباية إكسبو" مشروعنا لرمضان المبارك
شق طريقه في مجال يتطلب مهارات إبداعية متفرّدة، وكرس لعمله الوقت والجهد، وتمكن من بناء علامة تجارية لها اسمها ومكانتها في الأسواق، كيف لا وقد نشأ في عائلة تجارية سعودية عريقة تعمل في تجارة المنسوجات وتطل على عوالم الأزياء، فتعلم منها أبجدية السوق، يدفعه حدسه الفني وشغفه للبحث والاطلاع على مختلف خامات النسيج وأشكاله وألوانه ومميزاته وكل ما من شأنه أن يطور عمله ويتقدم به إلى الأمام.
"الرجل" التقت عمر السقاف المدير العام لشركة مجموعة السقاف للتجارة الدولية. في حوار شائق تناول أهم برامج التطوير وإنتاج المنسوجات التي تحمل علامات تجارية السقاف TEBRA-SITRA وتجربته في عالم الأعمال.
رحلة الألف ميل..
لنبدأ الحكاية، من هو عمر السقاف؟
عمر السقاف فتح عينيه في محلات الأقمشة، ونشأ بين طيّات النسيج، وعاش في عالم الأزياء من خلال عائلته التجارية التي مكنته من البحث الدائم عن مختلف أنواع النسيج أبًا عن جد، وأكسبته الخبرة من خلال التجارة المحلية والعالمية.
وكيف دخلت عالم الأعمال وأصبحت شريكًا مؤسسًا؟
تسلحت بالوعي والمعرفة من خلال العمل المتواصل والدؤوب في المجال الذي أعمل فيه، والذي أتعامل به مع الناس، وهذا ما أوصلني لما أستحق.
إلى أي حد تؤمن بالتوازن في إدارة أعمالك: لا تكن صلبًا فتُكسر ولا لينًا فتُعصر؟
بين العقل والقلب تتحقق الحكمة ومن أوتي الحكمة فقد أوتي خيرًا كثيرًا، وبين البصيرة والإيمان تصبح "الحكمة ضالة المؤمن".
محطات على الطريق
محطات مرت بحياتك أهمها؟
المحطة الأولى كانت نصيحة من والدتي بالتوجه إلى متجر والدي والتعرف على ماهية عمل والدي حيث كانت نقطة تحول في حياتي.
وجاءت المحطة الثانية بعد التخرج في الجامعة، انطلقت لاستكشاف خبايا العمل التجاري والتعرف على التجار الذين يتعامل معهم والدي، فاكتسبت الخبرة التي منحتني القوة، ومكنتني من العمل التجاري، وكيفية التعامل مع منتجات السوق لدعم صناعة الأزياء والموضة. وبناء جسر تواصل بين المنتج والمصمم والمستهلك.
دراستك الجامعية هل كانت موائمة للعمل مع والدك؟
بالتأكيد عملت بنصيحة الوالدة، حين غيرت من دراسة علوم الحاسب إلى كلية الإدارة والاقتصاد، لأكون بجانب الوالد.
متى بدأت المحطة الثالثة والانخراط في العمل؟
حين بدأت بالاحتكاك مع عملاء الوالد وتعلمت من أحدهم علم النسيج وكيفية التعامل مع الشركات، وتعرفت على المصادر التجارية محليًّا وعالميًّا، فدخلت مصانع النسيج في عديد من الدول الأوروبية، وعرفت أن هناك فريق عمل يمتلك إمكانات مذهلة موزعة بين التقنية والتصميم والطباعة والإبداع الجميل.
المحطة الأهم؟
التحول الذي حصل من خلال رؤية 2030 وتأسيس جمعية الأزياء السعودية للاستمرارية بهذا العمل الجديد الذي بدأنا به ورسمنا خارطة طريق لتطوير صناعة الأزياء من خلال سلاسل الإمداد.
برامج مهمة للتطوير
ما هي الخطوات التي تتبعها لتطوير الشركة والخدمات؟
بالتعاون المستمر بيننا وبين الشركات من خلال مفاهيم الاستدامة والتركيز عليها، والحفاظ على البيئة، والعمل على المفهوم الاقتصادي الذي يساعد المنتجين على تنفيذ أعمالهم ببعد اقتصادي وفني وإبداعي.
والتأكيد على العمل المتزن لكسب العميل كي يعود إلينا من جديد، ويثق بما نقدمه من منتجات ذات قيمة عالية ومميزة.
تعمل على تطوير المنسوجات التي تحمل علامات تجارية السقاف –TEBRA –SITRA ماذا تعني لك تلك العلامة؟
TEBRA تعني الأعمال المميزة بالتصميم والمرصعة بالزخارف. أما SITRA فتعني الخامات الأصلية للمواد الطبيعية فيها مثل الحرير الطبيعي والأقطان، لذلك نحن نركز على الخامات الطبيعية والمريحة لنقدمها للرجل العصري، والمرأة العصرية.
واليوم نتعامل أيضًا مع شركات تنفذ أقمشة صناعية ملائمة للمنطقة السعودية والخليجية.
اقرأ أيضًا: د.هاني القحطاني لـ"الرجل": العمارة فقدت بساطتها.. وخط المصحف الشريف بيدي طيف يراودني
بناء جسور للتواصل
تقوم شركة السقاف على بناء جسر تواصل بينها وبين مخرجات التعليم، ما مدى أهميته؟ وهل تتقاطع برامج الشركة مع رؤية 2030؟
سؤال جيد من "الرجل". من يضع التصميم لا يدرك الخامة الملائمة له، لذلك نبني جسر التواصل بيننا وبين مخرجات التعليم لمساعدتهم بالتعرف على كل الخامات لتوظيفها في تصميماتهم لاعتبار ثقافة التصميم مبنية على فهم واضح لنوعية الخامات وملمسها والتعرف عليها والتدريب على استخدامها في التنفيذ.
والتركيز على بناء الأفكار وتحويلها إلى منتج ذي قيمة إضافية جاهز للبيع، للسير على دعم المحاور الثقافية لرؤية 2030 التي تتضمن قطاع الأزياء الذي رصدت له هيئة وجمعية.
وقعت "شركة السقاف" أكثر من مذكرة مع عدة جامعات، ما الهدف منها؟
الهدف هو التدريب في أقسام النسيج بالجامعات، من أجل تطوير وتمكين الطلاب والطالبات من خلال برنامج عمل في شركة السقاف، ضمن المسارات التطبيقية لمساعدتهم في مجال الأزياء، وتعليمهم تقديم أنفسهم في المنصات، وصياغة المحتوى، والربط بين التعلّم والثقافة من أجل الحديث عن الأزياء. والآن جاءني خبر تدشين كلية الفنون بجميع أقسامها في إطار جهود تطوير القطاع الثقافي وتنميته تحت مظلة رؤية 2030.
هل مخرجات تصميم الأزياء والنسيج ستقوم بمشاريع صغيرة؟
سؤال مهم أيضًا من "الرجل". نتمنى لمخرجات النسيج والأزياء أن يكون لها متابَعة من أقسام الجامعات ومعرفة خططها وما هي التحديات التي تواجهها ليصبح التواصل بيننا وبينها سهلا كي نستطيع مساعدتها، ودعمها وإرشادها، كون سلاسل الإمداد من أهم عناصر نجاح مشاريعها.
كيف تتشكل تلك السلاسل؟
محور الإبداع يبدأ من الخام للتصنيع، في أماكن معينة مقرونة بأفكار جيدة وحساب للإنتاج ليتم التسليم ومن ثمّ البيع.
خبرات لدعم رواد الأعمال
ما الخبرات التي تقدمها الشركة للمنتج والمصمم في مجال صناعة الأزياء ودعم رواد الأعمال؟
لدينا ورش عمل متواصلة لدعمهم على أن تكون اختياراتهم سليمة متناسقة مع العلامة التجارية التي يسعون لبنائها، والعمل على تقديم كل ما لدينا من خبرات وإمكانيات مادية ومعنوية إلى جانب الخبرات الفكرية والفنية لإنتاج يمثل هويتهم التي يذهبون بها للأسواق.
بوصفك أحد مؤسسي جمعية الأزياء وعضو مجلس إدارة، ما أهم المشاريع التي تم تنفيذها تماشيًا مع رؤية 2030؟
كان لي شرف التكليف مع المجموعة لنقوم بمهام التنفيذ بدعم ومساندة وزارة الثقافة بكل المراحل، لتصبح الأزياء من صلب المجتمع. وتم تعيين الرئيس التنفيذي لبدء فتح الانتساب للانضمام إلى تلك الجمعية كونها تمثل كل قطاع الأزياء.
مشاريع الشهر الفضيل
لديك موهبة في الفن التشكيلي، هل من مشاريع في الشهر الفضيل لتصميم أزياء تراثية؟
هناك مشروع تحت عنوان "عباية إكسبو" خلال شهر رمضان المبارك بحيث يمثل الحفاظ على موروث العباية وتطويره من خلال معرض متخصص، وورش عمل، للتحدث عن نوعية الخامات واستخدامها وعرض المنتجات بجميع أشكالها، بعد التدريب والتمكين والتوجيه وتوفير مواد الخام والدعم المتواصل من خلال الفعاليات.
حضرت معارض دولية، وعملت صفقات تجارية محليًّا وعالميًّا، ما أهم تلك الصفقات وماذا حصدت منها؟
دعم المصمم والمبتكر المبدع، من خلال الخامات الموجودة في معارضنا لاستفادة الطرفين، والتعاون بيننا وبينهم في طرح المنتج للأسواق.
شاركت في معرض ميلانو لعام 2023 والتقيت بأفضل صناع وتجار الأزياء العالميين، بماذا خرجت؟
تعرفنا على بعض الخامات الجديدة التي ستدخل في صناعة الأزياء والمناسبة لأجوائنا الحارة والرطبة وإمكانية استخدامها والتميز بتصميمها كي تضيف للمصمم قيمة مميزة ويستطيع بناء علامة تجارية رائعة.
ماذا تحقق للمملكة العربية السعودية؟
وضعنا بصمة لثقافة الأزياء السعودية في أوروبا، وأصبحت تُتابَع من أكبر الشركات العالمية والمعارض ودور الأزياء، من خلال الخطوات التي قامت بها هيئة الأزياء بعروضها المميزة في ميلانو وباريس وغيرها من الدول الأوروبية.
صناعة الأزياء بهوية سعودية
كيف تقرأ مستقبل صناعة الأزياء في السعودية؟
عوائد اقتصادية بهوية سعودية مميزة لإحياء الثقافة وجعلها معاصرة ومنافسة من خلال الأزياء.
ماذا عن صناعة النسيج؟
المعهد الملكي للفنون يقوم الآن بإعادة إحياء صناعة النسيج بالطرق التقليدية القديمة، من خلال النول القديم، وسنفتح معهم نافذة لتدريب أشخاص على الأعمال اليدوية للحفاظ عليها وإعطاء قيمة إضافية للأزياء بجميع أشكالها.
دُعيت إلى مبادرة وزارة الثقافة السعودية، برنامج Saudi 100 Brand ماذا وراءها؟
لدعم أفكار مصممينا ومنتجاتهم على أسواق الموضة الدولية لتعريف الغرب بقطاع الأزياء السعودية، وعرض الأفكار الإبداعية، لوجودهم هناك وتكوين عملاء للتعاون معهم.