نظرة على عالم الواقع المختلط.. نظارة Apple vision pro تحاول..!
كان لشركة Apple بصمة في مجال الصناعة التكنولوجيّة عام 2007 عندما رفعت الستار عن هاتفها iPhone. وقتها كانت الهواتف التي تعمل باللمس شيئًا غير اعتيادي، ولو أخبرت أحدًا أنه سيلمس الهواء في 2024 ليخوض تجارب تُشبه تلك الموجودة في أفلام الخيال العلمي لَمَا كان سيصدق بالطبع.
تمر السنوات ويأتي عام 2024 لتطرح الشركة ما وعدت به، من خلال منتج جديد وصفته بالذكي هو نظارة Apple vision pro.
مرحبًا بك في عصر الحوسبة المكانية
تخيل أن ترتدي حاسوبًا خارقًا على رأسك، أو بالأحرى تضعه على عينيك. شاشة هذا الحاسوب "micro-OLED" يصل مُعدل تحديثها إلى 100 هيرتز وعدد "البكسلات" فيها إلى 23 مليونًا، أي أكثر من عدد "بكسلات" شاشة 4K. أما عن قدرات المعالج، فحدث ولا حرج، إذ يأتي الجهاز مزودًا بشريحتي M2 وR1 من Apple؛ الأولى بـ 8 أنوية والثانية مُصممة خصيصاً للواقع المُختَلط.
وبالحديث عن الواقع المُختَلط، فهذا الحاسوب الجديد يدمج بين الحقيقة والخيال، وهذا ما ليس موجودًا في معظم الحواسيب الأخرى، إذ تندرج تحت مفهوم الواقع الافتراضي VR أو الواقع المُدمَج AR، أما الواقع المُختَلط فليس مألوفا من الناحية العملية بعد.
ما الذي يستطيع هذا "الحاسوب المكانيّ" أن يفعله؟
بدايةً تُعنى "الحوسبة المكانية- Spatial computing" بالقدرة على الجمع بين العالم الحقيقي والعالم الافتراضي.
وعلى عكس النظارات الذكية المُشابهة الموجودة في السوق، يتم التحكم في جهاز Apple الاستثنائي هذا من خلال الصوت وإيماءات اليدين البسيطة وحركات العينين، فالجهاز لا يحتاج إلى أذرع تحكم أو شيء من هذا القبيل، وإنما يستجيب لمستخدميه عن طريق المُستشعرات الموجودة به والمُوزَّعة كالآتي: 6 مستشعرات لتعقب حركة الوجه، و4 مستشعرات لتتبع حركة العينين، ومُستشعرا الكاميرتين الرئيستين عاليا الجودة، وكاميرا العُمق الحقيقي TrueDepth camera، فضلًا عن مُستشعر الماسح الضوئي LiDAR، ومُستشعر الوميض، وأخيرًا وحدات القياس بالقصور الذاتي الأربعة IMUs.
تستطيع نظارات Apple Vision Pro أن تعرض المحتوى الذي نراه على شاشات حواسيبنا وهواتفنا على الهواء (هذا المقصود بالجمع بين العالمين الافتراضي والحقيقي)، نعم، وبجودة تفوق الـ 4K كما ذكرنا. هذا يعني أنك تستطيع مشاهدة الأفلام والمسلسلات وما لذ وطاب من مقاطع الفيديو بعرضٍ يفوق العروض السينمائية وكل هذا بشاشةٍ معلقة على الهواء أو بالفراغ المُحيط بك. ولا تنس أنك تستطيع التحكم في الشاشات المعروضة عن بُعد باستخدام يديك كما نرى في أعمال الخيال العلمي. تخيل أن تُحرك يدك في الهواء فتفتح تطبيقًا أو مقطع فيديو، أليس هذا مثيرًا؟
نوافذ متعددة
ولنزيدك من الشعر بيتًا؛ تستطيع أن تفتح أكثر من نافذة على الهواء في نفس الوقت، وهذا يعني أنك تستطيع إحاطة نفسك بأكثر من شاشة وتتنقل بينها كما لو كنت تستخدم أكثر من حاسوب. فإذا كُنت تُنجز مهمة روتينية مثلًا على Excel وتريد أن تُشغّل شيئًا يُسليك، فتستطيع أن ترتدي النظارة؛ تفتح برنامج Excel أمامك مباشرةً، وعلى يسارك تُشغل مقطع فيديو يُساعدك على تمضية الوقت بينما تُتابع صفحة الأخبار على اليمين، والعنان أطلقه لإبداعك.
وليس هذا فحسب، فإذا كنت تعمل في بيئة غير مريحة بالنسبة لك، تستطيع أن تستخدم النظارة وتُنشئ بيئة افتراضية تحثك على العمل، أو تُساعدك على الاسترخاء أو حتى تُسليك وتُبهرك في آنٍ واحد مثل تلك المليئة بالديناصورات التي تبدو حقيقية -ومخيفة- للغاية. والمختلف بشأن Apple Vision Pro أن مستوى الواقعية فيها يكاد يفوق المنطق، إذ بالدخول إلى هذه البيئات الافتراضية ستشعر كأنك موجود فيها بجسدك الفيزيائي حقًا، وهذا الإعجاز بعينه.
اقرأ أيضًا: بعيدًا عن "Apple Vision Pro".. ما أفضل البدائل العملية؟
وماذا أيضًا؟
نقطة أخرى تتفوق فيها نظارات Apple على منافسيها هي التفاعل مع العالم المُحيط، حيث تمتلك خاصية تُسمى "EyeSight" تُمكن المستخدمين من إظهار أعينهم عبر العدسات وهذا ما يُسهل التواصل مع الأشخاص ويحد من غرابة المظهر العام.
وحديثًا عن العين والرؤية، فالنظارة تأتي بعدسات طبية من شركة ZEISS لمن يعانون مشكلة في الإبصار، صحيحٌ أنها تُباع بشكلٍ منفصل، ولكنَّ فكرة مراعاة هذا الأمر تستحق الإشادة.
Apple Vision Pro ليست خالية من العيوب، ولكن...
لا يجب أن ننسى أن هذا أول منتجٍ جديد من Apple منذ وقتٍ طويل، وهذا يُبرر كثيرًا من المآخذ مثل اقتصار عدد التطبيقات على 600 تطبيق فقط، ووزنها الذي قد يُزعج البعض في أثناء فترات الاستخدام الطويلة، فضلا عن أهم شيء وهو السعر المُقدّر بـ 3500 دولار، بدون المُحلقات الأخرى مثل العدسات الطبية.
ومع ذلك، تظل Apple Vision Pro نقطة فيصلية في التاريخ التقني كاملًا وأداة لم يُشهَد لمميزاتها مثيل. عمل Apple الدؤوب على تحسينها سيُعالج كثيرًا من المشكلات لا ريب، والمستقبل الذي ينتظرنا فيما يتعلق بالحوسبة المكانية والواقع المُختلط مبشر للغاية، لأسبابٍ كثيرة على رأسها ما أرتنا الـ Vision Pro إياه.