أسلوب كونماري وتعلُّم الشطرنج.. 5 أشياء مفيدة يمكن فعلها خلال الصيام
شهر رمضان فرصةً ذهبية أمام المُسلمين لتغيير أسلوب حياتهم للأفضل، فعادات وسلوكيات كثيرين تتغير تمامًا في أثناء أيام الشهر الفضيل، ناهيك بأنه يُكسبنا عادات وسلوكيات جديدة ومفيدة، ليس على المستوى الروحاني فحسب، وإنما على مستوى الصحة الجسدية والعقلية كذلك. تعزيزًا لهذه الحقيقة، سنستعرض اليوم عددًا من الأشياء المُفيدة التي يمكن أن نفعلها خلال شهر رمضان لكي يزداد هذا الشهر تميزًا لكلِ واحدٍ منا، ويا حبذا لو واظبنا على هذه الأشياء طوال العام.
التطوع والعمل الخيري
لا يعرف مدى أهمية التطوع والعمل الخيري إلّا من كرَّس وقته ومجهوده لهما من قبل، لا سيّما إن كنا نتحدث عن التطوع مع المؤسسات المشهود لها بالمكانة المرموقة مثل اليونيسف، أو الهلال الأحمر، وبخاصة في شهرٍ مثل رمضان الذي يرتبط بمفاهيم كثيرة لعل أهمها العمل الخيري، الذي يُعَد بدوره قيمة مُتأصلة في المجتمع الإسلامي، والأمر له فوائد معنوية وحسية عديدة.
أما عن الفوائد العملية للتطوع، فحدث ولا حرج، إذ على مستوى الفرد:
- يُنمي التطوع المهارات الشخصية مثل: التواصل مع الآخرين، والقيادة، والعمل الجماعي، وحل المشكلات، وإدارة الوقت، إلخ.
- يُعزز من الشعور بالرضا والسعادة بُرهانًا على مقولة "السعادة في العطاء" أو "Happiness is giving" كما يقولون، وكما تشير الدراسات، ناهيك بأن ذلك الفعل -العطاء- يجعل الفرد يشعر بقيمته في المجتمع ما يأخذنا للفائدة الثالثة.
- الرضا وزيادة الثقة بالنفس، فمن ناحيةٍ تؤدي رؤية المُحتاجين ومساعدتهم على أرض الواقع إلى الشعور بالرضا، ومن الناحية الأخرى فإن الفائدة المُقدَّمة تعود على صاحبها بزيادة الثقة بالنفس.
- يُساعد الشخص على مستوى المسار الدراسي أو المهني؛ نعم فالحصول على شهادة مُعتمدة من إحدى الجهات المرموقة يُمكن أن يلعب دورًا فارقًا عندما يُقدم أحدهم طلبًا للالتحاق بوظيفة أو للظفر بمنحةٍ خارج البلاد، إلخ من الفوائد.
- توسيع الدائرة الاجتماعية: إذ كنا سنحصر فوائد التطوع في جملة أو فائدة واحدة، فستكون الاختلاط مع الآخرين وتكوين العلاقات، وحقيقة الأمر أن هذه الفائدة قد تُغير حياة الانطوائيين بشكلٍ لا يُوصَف، للأفضل طبعًا.
هناك العديد من الفوائد الفردية الأخرى للتطوع، وإذا وسّعنا النطاق ونظرنا إلى الفوائد العائدة على المجتمع، فسنجدها كثيرةً أيضًا، من ذلك نجد: تعزيز التكافل الاجتماعي، وتنمية المُحتمل، ونشر الخير وثقافة العمل الخيري عمومًا، وخلق بيئة إيجابية والمُساهمة في بناء عالمٍ أفضل، إلخ.
وبشكلٍ عام، فإن التطوع والتعاون مع الآخرين بهدف تقديم قيمة حقيقية للمجتمع يُعد من أكثر الأنشطة المفيدة والمُسلية على الإطلاق، وبخاصة إن ارتبط بمناسبة مثل شهر الخير والبركات، فقط أعط لنفسك فرصة وجرّب أن تُساعد جمعية خيرية -لا يُشترط أن تكون ذا صيت- في إفطار الصائمين أو تعبئة "شُنَط رمضان" وخلافه وستستشعر الفرق بنفسك.
تعلم مهارة أو هواية مُفيدة؛ الشطرنج مثالاً
يُصبح لدى المُسلمين مُتسعٌ من الوقت في رمضان بفضل الامتناع عن الطعام والشراب لفترات طويلة نسبيًا، فلو افترضنا أن متوسط الوقت المُستَهلك في تناول الطعام والشراب من الفجر إلى المغرب هو نصف ساعة فقط، وهذا رقمٌ متواضع مقارنة بالرقم الحقيقي، فهذا يعني أننا سنستطيع قراءة كتابٍ كامل مكون من 200 صفحة تقريبًا في الأسبوع، أي حوالي 4 كُتب في الشهر، وهذا فقط بتخصيص النصف الساعة المتوفّرة يوميًا، والتي عادة ما تكفي لقراءة 20 صفحة من كتاب ما "الكُتب المُعقدة استثناء".
إذًا فنصف ساعة فقط يوميًا -الوقت في رمضان يكون أوفر من ذلك بكثير- كافية لإحداث تغيير حقيقي بحياة الإنسان، فقط حافظ على الاستمرارية لأنها أهم شيء كما قال رسولنا الكريم: "أحب العمل إلى الله أدومه وإن قل".
وإذا كنت تبحث عن هواية أو مهارة تريد تعلمها، ولكنك في نفس الوقت تريد أن تستمتع، فيمكنك أن تضع الشطرنج في عين الاعتبار، فهذه اللعبة ممتعة جدًا، ربما ليس قبل أن تتعلم الأساسيات، وفي نفس الوقت مفيدة على عدة أصعدة مثل تقوية الذاكرة، وزيادة الانتباه، وتحسين الإبداعية، إلخ.. فقط لا تُدمنها ولا تنسَ أن رمضان هو شهرٌ للعبادة في المقام الأول.
اقرأ أيضًا: كيف تشرب القهوة بشكل صحي في رمضان؟ إليك 5 طرق رئيسة
أَسمعت عن أسلوب كونماري من قبل؟
قُلنا إن شهر رمضان يُعد فرصة ذهبية لمن يودون تغيير حياتهم إلى الأفضل، ولكن كيف يمكن للشخصٍ أن يغير حياته وينظّمها وغرفته أو عالمه الذي يعيش فيه يوميًا ليس كذلك؟ هناك نصيحةٌ تُنسب للقائد والأميرال الأمريكي "ويليام إتش مكرافن- William H. McRaven" تقول: "إذا أردت أن تُغير العالم، ابدأ بترتيب سريرك أولاً"، وهُنا يأتي دور أسلوب كونماري للترتيب أو ما يُعرَف بـ "KonMari Method".
ربما نفردُ لهذا الموضوع مقالاً مُنفصلاً في المُستقبل، ولكن باختصار، يُعَد أسلوب كونماري أحد أفضل الأساليب الفعّالة في ترتيب وتنظيم المنزل، ابتكرته الكاتبة اليابانية ماري كوندو وأصبح معروفًا على نطاقٍ واسع لفلسفته القائمة على مفهوم البساطة Minimalism.
أهم مبادئ أسلوب كونماري، باختصار:
- احتفظ فقط بالأشياء التي تُشعرك بالبهجة والتي لديها مكانة خاصة في قلبك.
- تخلص من كل الأشياء التي لا تستخدمها دُفعةً واحدة.. لا تؤجل الأمر.
- حاول أن تستغل المساحات العمودية لتوفير المساحة في أثناء الترتيب.
- طيّ الملابس يجب أن يكون بطريقة خاصة لتوفير المساحة أيضًا.
لمزيدٍ من التفاصيل، يمكنك أن تزور موقع أسلوب كونماري الرسمي، أو تبحث على يوتيوب، أو أي منصة أخرى عن "أسلوب كونماري".
إتمام مُستلزمات المنزل
تُضفي الأجواء الرمضانية سحرًا خاصًا على كل شيء وتنشر عبقها الزكي في كل مكان، والأسواق ليست استثناءً بكل تأكيد، إذ تحلو مهمة التسوق في قلوب كثيرين في شهر رمضان بالتحديد دونًا عن غيره من المُناسبات، فالأسواق تكون مليئة بالأكلات والمشروبات الرمضانية التي تشعر وكأنها تُناديك. بالعادة، يكون التسوق ثقيلاً على قلوب بعض الرجال، أما في رمضان فالوضع يكون مختلفًا، بشكلٍ أو بآخر، ولا أحد يُمكن أن يضع يده على سببٍ معين سوى "سحر رمضان". بالمناسبة، يمكنك أن تُساعد في توظيف المُشتريات في إعداد الإفطار، وهذه لذّة أخرى.
صلة الرحم ولقاء الأصدقاء
لا يخفى على أحدٍ أن صلة الرحم من أفضل الأعمال التي يتقرب بها العبد إلى الله، والقرآن والأحاديث لم يُقصّرا في إيضاح ذلك، نكتفي بذكر الحديث الشريف: "الرَّحم مُعلَّقة بالعرش تقول من وصلني وصله الله، ومن قطعني قطعه الله"، وكذلك قوله صلى الله عليه وسلم موضّحًا فوائد وأهمية صلة الرحم: "من أحب أن يبسط له في رزقه، وأن ينسأ له في أجله فليصل رحمه".
ناهيك عن المنافع التي تعود على من يصل رحمه، فإن هذا الواجب -حسب المقدرة- يمكن أن يساعدك على تقضية وقتٍ ممتع -ومفيد- في أثناء الصيام، ومن أفضل من الأهل والأصدقاء لتمضية الوقت ومعهم؟ نقاشٌ واحدٌ مع من تألفهم كفيلٌ بأن يُعينك على تمضية أي وقت، وعليه ربما تجد في هذا الاقتراح تنبيهًا لشيء كثيرًا ما نتغافل عنه بسبب مشاغل الحياة، ألا وهو صلة أقاربنا وأصدقائنا.