المخرج المسرحي ماهر الغانم: طموحي تأسيس مسرح للدراما السعودية.. المرأة هي السند والدافع للنجاح
تتنوع مواهب المخرج والممثل السعودي ماهر الغانم الفنية وتطرح أعماله قضايا من صلب حياة المجتمع السعودي، كما في مسرحية «ذاكرة الشيطان» الصادرة أخيرًا بمهرجان الرياض المسرحي الأول 2023، وتتناول قضية إنسانية على الساحة من منظور إنساني بحت. وكان قد عرضت له من قبل مسرحيات للأطفال أبرزها «سامور»، كما حاز مع فرقته "مواهب" أكثر من 55 جائزة متنوعة في عدة مهرجانات محلية ودولية. منصة الرجل التقت الفنان ماهر الغانم في الحوار التالي.. فإلى التفاصيل:
بطاقة تعريف
الاسم: ماهر حسن الغانم
العمر : 53 عامًا
الحالة الاجتماعية: متزوج له 3 أولاد وبنت
التعليم:
دبلوم عال من كلية الجبيل الصناعية عام 1997م.
حاصل على عدة ورش تدريبية في الإخراج المسرحي وإعداد الممثل ومدارس المسرح وغيرها.
الوظيفة:
مخرج وممثل وماكير ومدرب إعداد ممثلين وفنيين
مؤسس فرقة مواهب 1412 هـ.
مدير عام مهرجان المسرح للجمعية العربية للثقافة والفنون.
مدير عام متحف الخط الحضاري بالقطيف.
الهوايات:
التمثيل، الملاكمة، الكشافة.
ما تأثير نشأتك في تنمية مواهبك الفنية؟
والدي ووالدتي (رحمهما الله) كان لهما الدور الكبير في تنمية مهاراتي وتوجهي لتحقيق أهدافي، وكان والدي أول من ابتعثتهم أرامكو للدارسة بالخارج، ويعد أول ممثل سينمائي بالمملكة وأعتقد بالخليج من خلال أول عمل قدمته أرامكو وهو فيلم وثائقي حول تفادي الأمراض في عام 1950م، وكذلك كان أول من قدم في تلفزيون أرامكو القناة الثالثة، وتلفزيون الدمام، برامج عن الصحة، حيث كان تخصصه أستاذًا في مجال التوعية ورئيس التثقيف الصحي بأرامكو. كما قام والدي بدعمي لتأسيس فرقة مواهب في 1992، من خلال توفير مقر للفرقة وتجهيزه بما يحتاج إليه، ودعمه الدائم لجميع المواهب، وكذلك دعم من ابن العم المرحوم المخرج الكبير عبد الخالق الغانم وغيرهما. وبالنسبة للمسرح على رأسهم الأستاذ علي المصطفى، الذي كنا في البدايات معه حتى اليوم بين التمثيل وإخراج أعمال كثيرة من كتاباته أناشيد وأوبريت وطني ومسرحيات.
أهم محطاتك المهنية وأيها الأقرب إليك؟
محطاتي المهنية بدأت بعد التخرج في كلية الجبيل الصناعية بدبلوم عالٍ تخصص إدارة مكاتب، وعملت فترة قصيرة مع أحد الفنادق المعروفة بالدمام، ثم مع شركة استشارات هندسية، ثم شركة تأمين ألمانية عالمية، قضيت مع الجميع 22 عامًا عملًا مع ممارسة للفن، وحاليًا استقلت منذ سنتين للتفرغ للفن بشكل أكبر وأسهل مع إدارتي وشراكتي لبعض الأعمال التجارية والسياحية، وتقلدت منصب مدير عام لمتحف الخط الحضاري بالقطيف، وهو الأكبر بالقطيف، مع شريك صديق مهتم بهذا المجال الفني.
كانت البداية مع مدرسة الحسين بن علي الابتدائية بالقطيف، وأعمال النشاط المدرسي الفني، مع حفلات السمر الكشفية ثم مع أعمال رعاية الشباب 1992م، مع المخرج والكاتب علي المصطفى، ثم الشركات والمؤسسات الفنية الخاصة، ثم جمعية الثقافة والفنون فرع الدمام وغيرها، والآن مع أنشطة وزارة الثقافة والفنون.
ما أبرز الإنجازات التي تفخر بها؟
أفتخر بأنه حصدنا مع الفرقة وبشكل فردي نحو 55 جائزة فنية للمسرح والأفلام في عدة فئات، على المستوى المحلي والدولي، وفزنا في مهرجان الريف بالبحرين في مسرحية (الصمت المزعج) التي حازت مجموع 20 جائزة في مسرحيتين للكبار ومسرحيتين للأطفال، كل عمل حصد 5 جوائز ومنها "المزبلة الفاضلة" فزنا بها في مسابقة العروض القصيرة بجمعية الثقافة والفنون بخمس جوائز، ومسرحية "مكران والسندباد" فزت بها في مهرجان الرياض بخمس جوائز (كأفضل نص وإخراج وعرض متكامل وديكور وأفضل أزياء)... وحققنا نجاحًا أخيرًا في مسرحية (ذاكرة الشيطان) بمهرجان الرياض المسرحي الأول التابع لهيئة المسرح والفنون الأدائية بوزارة الثقافة.
ما التحديات التي واجهتها وكيف تغلبت عليها؟
التحديات التي واجهتها كثيرة منها: ضغوط العمل وصعوبة الموازنة بين الحياة العملية والأسرية، بالإضافة إلى المعوقات في الإنتاج والممنوع سابقًا بجانب الرعاية المالية والميزانية، والبنية التحتية للمسارح، ونقص الكوادر المتمرسة في صناعة الأفلام وإنتاج الأعمال والمهرجانات والبعثات الدراسية التي لها دور في القفز بالإنتاج الفني المقدم في الجودة والاحتراف الأكاديمي.
لكني متفائل جدًا بالمستقبل خاصة الجهود التي تبذلها وزارة الثقافة لتطوير الشباب الموهوب من الجنسين، وكذلك إنتاج الأعمال والمهرجانات والبعثات.
قفز الإنتاج الفني المقدم كثيرًا جدًا من حيث الجودة والاحتراف الأكاديمي، وتغلبت على التحديات بالعمل المتواصل وقوة الإرادة.
بوصفك مدير متحف الخط الحضاري كأول متحف مرخص من وزارة الثقافة ما أهميته؟ وما الهدف منه؟
المتحف شغف وحلم لم يكن بالسهولة إنجازه ويعد الأضخم بالقطيف، حيث أخذ مني وشريكي أ. حسين العوامي، كثيرًا من الوقت والجهد والمال، طوال 7 سنوات من العمل الجاد والتنظيم، وتبرز أهميته بكونه يحتوي على أكثر من ربع مليون قطعة من المحتويات الأثرية والتراثية والتاريخية، التي يعود بعضها إلى آلاف السنين ويهدف إلى حفظ الموروث الشعبي ويحاكي الماضي ويوثق التاريخ للأجيال القادمة. ولله الحمد تم افتتاحه، ولاقى استحسان الجهات الحكومة متمثلة بوزارة الثقافة وزوار المتحف من داخل المملكة وخارجها.
اقرأ أيضًا: د.هاني القحطاني لـ"الرجل": العمارة فقدت بساطتها.. وخط المصحف الشريف بيدي طيف يراودني
ما رأيك بالاستراتيجية التي جرى إطلاقها أخيرًا لتطوير المسرح والفنون الأدائية؟
الاستراتيجية التي جرى إطلاقها أخيرًا لتطوير القطاع المسرحي والفنون الأدائية اليوم لدعم المسرح لم نتوقعها، ونحاول أن نستوعب سرعتها في التقدم، لنجاري التطور والمستجدات بالساحة الفنية، وأنا سعيد حقًا بهذا الدعم الثقافي لنلحق بالركب بدعم من صناع القرار، وصولًا بمتابعة وإشراف معالي وزير الثقافة سمو الأمير بدر بن فرحان آل سعود.
ما الجديد في أجندة أعمالك القادمة؟
نحضر حاليًا لعمل مسرحي جديد للكبار بعنوان "طنج"، بجانب الفيلم القصير "أمي لا تطبخ" وسوف نشارك به في مسابقة الأفلام السعودية العاشرة، وهنالك مشاريع لعدد من المسرحيات الخاصة بالأطفال قريبًا بإذن الله تعالى.
ما دور المرأة في حياتك؟
دورها أساسي، هي الأم والزوجة وبالنسبة لي دعم وسند ودافع قوي لتحقيق كل ما أطمح له كرجل، وكفنانة تأخذ دورها ومكانها الطبيعي كممثلة في المسرح أو الأفلام لتجسد من خلالها ما يقدم للجمهور، ويكون مقنعًا ويصل بالرسالة بالشكل لائق.
كيف تقيم اهتمام المجتمع السعودي بالمسرح والفنون؟ وما الأقرب إليه؟
المجتمع السعودي لديه شغف واهتمام كبير بالمسرح والفنون، وهناك تعطش لكل منتج سعودي بشكل خاص، لأنه الأقرب للبيئة من عادات وتقاليد وعادات تلامس قضايا المجتمع السعودي، بكل حب وعطاء صادق، المتلقي بشكل عام يفضل الفنان السعودي، بجانب الفنانين من الدول الأخرى.
مواهب ورؤية
أخبرنا عن فرقتك "مواهب" كيف يمكن استثمار المواهب الشابة خاصة مع رؤية 2030؟ ما الذي يميزها؟
أسست فرقة (مواهب) عام 1992 مع الأخ والزميل الفنان مهدي الجصاص، وابن العم الفنان عاطف الغانم، والفريق تشكل من عدة مواهب متميزة من مختلف مدارس المنطقة في البداية ثم فتح المجال لكل المناطق بالمملكة، وبتشجيع من والدي الذي منحنا مقرًا، وقدم لنا احتياجاتنا وسهل لنا سبل النجاح، واستمرت الفرقة لليوم مع إنجازات كثيرة وانبثق من الفرقة فرقتان: "نادي مواهب" التابع لمنصة "هاوي"، والتابع لوزارة الثقافة، وفرقة "رؤية" بقيادة أختي الصغيرة المخرجة والملحنة والكاتبة سمح الغانم التي شاركت أخيرًا في مهرجان الرياض الأول بعمل أبهر الجميع، ونعمل حاليًا على استخراج ترخيص فرقة "ممارسين للفنون الأدائية".
ما طموحاتك المستقبلية؟
أطمح بتأسيس بنية تحتية للمسرح خاصة بالدراما السعودية، بجانب فتح معاهد متخصصة وجامعات لتعليم فن المسرح والسينما، وقد رأينا حاليا ثمار الرؤية بدعم ولي العهد الأمير محمد بن سلمان -حفظه الله– والاهتمام بفتح تخصصات فنية في بعض الجامعات لمواكبة التغييرات في العالم.