أرامكو وأدنوك تجريان محادثات للاستثمار في مشروعات بالولايات المتحدة
قالت مصادر مطلعة إن شركة أرامكو للنفط وشركة بترول أبوظبي الوطنية "أدنوك" تجريان محادثات بشأن الاستثمار في مشروعات للغاز الطبيعي المسال بالولايات المتحدة، وذلك في إطار مواجهة اشتداد المنافسة مع شركات النفط الكبرى وقطر في سوق الغاز فائق التبريد.
ووفقًا لموقع العربية، تأتي هذه المحادثات في ظل سعي عملاقي الطاقة للاستفادة من مواردهما الوفيرة من الوقود الأحفوري، مع توقعات بارتفاع الطلب على الوقود فائق التبريد بنسبة 50% بحلول عام 2030، ما يدفعهما لاستغلال الفرص المتاحة في الولايات المتحدة، التي أصبحت أكبر مصدر للغاز الطبيعي المسال في العالم وترسل كميات كبيرة منه إلى أوروبا.
وأفادت المصادر، التي طلبت عدم نشر أسمائها بسبب حساسية الأمر، أن أرامكو السعودية تجري محادثات للاستثمار في المرحلة الثانية من مشروع بورت آرثر للغاز الطبيعي المسال، التابع لشركة سيمبرا للبنية التحتية بولاية تكساس، والذي يمثل توسعة مقترحة للمرحلة الأولى المنتجة بالفعل.
وأضافت المصادر أن شركة أدنوك تجري في الوقت نفسه محادثات مع شركة نيكست ديكيد الأميركية للغاز الطبيعي المسال لشراء وحدة معالجة رابعة مقترحة في منشأة ريو جراندي لتصدير الغاز الطبيعي المسال البالغة قيمتها 18 مليار دولار.
ومن المتوقع أن تتضاعف قدرات الغاز الطبيعي المسال في الولايات المتحدة خلال السنوات الأربع المقبلة، لكن واجه عديد من مطوري مشروعات الغاز الطبيعي المسال في البلاد عقبات مالية تحول دون تدشين محطات التصدير المقترحة، في وقت ازدادت فيه طلبات المستثمرين، فضلا عن الضغوط التنظيمية على البنوك للتركيز على أهداف الحوكمة البيئية الاجتماعية.
اقرأ أيضًا: أبرزها الروبوت "محمد".. "ليب 2024" يكشف عن قفزة نوعية في التفاعل الآلي بالسعودية
وفي هذا السياق، قال كوشال راميش، نائب رئيس شركة ريستاد إنرجي لبحوث الغاز الطبيعي المسال: "الرسالة مفادها أنه إذا لم تمول البنوك التي تركز على الحوكمة البيئية والاجتماعية المشروعات الأمريكية، فسيقوم شخص ما بذلك".
ضغوط نشطاء المناخ
وبعد ضغوط من نشطاء في مجال المناخ، أوقف الرئيس الأمريكي جو بايدن في يناير موافقات وخططًا مستقبلية لتصدير الغاز الطبيعي المسال من مشروعات جديدة.
ولم يتضح بعد ما إذا كانت المحادثات مع أرامكو وأدنوك تدور حول حصص مباشرة أم اتفاقيات بيع وشراء أم كليهما.
ونقلت رويترز عن أحد مصادرها قوله، إن أرامكو تجري محادثات لشراء بعض أو كل الكميات من إحدى وحدتي التسييل بالمرحلة الثانية من مشروع بورت آرثر، وبإمكان كل من الوحدتين إنتاج ما يصل إلى 13.5 مليون طن سنويا.
وتحاول أرامكو دخول مجال الغاز الطبيعي المسال عالميا، فيما تحولت أدنوك الإماراتية بالفعل إلى كيان فاعل في السوق، وتتنافس الشركتان مع قطر، وهي من أكبر مصدري الوقود المنقول بحرًا في العالم.
وكشفت شركة قطر للطاقة مؤخرا عن خطط توسعية قد تعزز حصتها في سوق الغاز الطبيعي المسال العالمية إلى نحو 25% بحلول 2030، كما يقول محللون.
اقرأ أيضًا: السعودية تسجل 6 شركات مليارية رقمية خلال 3 سنوات
وقال راميش: "أرامكو وأدنوك من الكيانات الكبيرة في سوق النفط، وبوسعهما دائما فعل المزيد في مجال الغاز الطبيعي المسال... وتمويلهما للمشروعات المناسبة في هذا المجال لن يكون مفاجئا".
ونقلت رويترز عن مصادر مطلعة أن شركة تماسيك هولدنجز السنغافورية أدرجت شركتي الطاقة العملاقتين أرامكو السعودية وشل ضمن قائمة تضم عددًا قليلا من الشركات المرشحة لشراء معظم أصول شركة بافيليون إنرجي، في خطوة قد تعني انطلاق أنشطة أرامكو في مجال الغاز الطبيعي المسال.
وقال فيليكس بوث، رئيس قسم الغاز الطبيعي المسال في شركة فورتيكسا لمعلومات الطاقة: "ستدعم هذه الصفقة جانب الطلب في المعادلة لبناء محفظة عالمية للغاز الطبيعي المسال، ومن المرجح أن تكون مرتبطة بمشتريات إمدادات ساحل الخليج الأمريكي في المستقبل القريب".