كنزة ليلي... أول مؤثرة طورها الذكاء الاصطناعي في المغرب
منذ أيام قليلة، احتفلت كنزة ليلي أول مؤثرة طورها الذكاء الاصطناعي في المغرب، بتجاوز عدد متابعيها على منصة إنستجرام حاجز الـ100 ألف متابع، أطفأت كعكة صغيرة ووجهت رسالة ترحيب وشكر لمتابعيها المخلصين.
ومنذ اليوم الأول لظهورها على منصات التواصل المختلفة، أثارت كنزة اهتمام الآلاف بتصويرها لنموذج الفتاة المغربية المحافظة في أسلوب حياتها وعاداتها وأزيائها.
وعلى الرغم من أنها شخصية افتراضية، فإنّها نجحت في بناء علاقات قوية مع متابعيها، بتفاعلها المستمر ونقاشاتها البناءة في مختلف المناسبات لعل أبرزها تشجيعها للمنتخب المغربي في منافسات كأس إفريقيا ونشرها لأكثر من 80 منشورًا في ديسمبر الماضي.
تتابع كنزة أكثر من 225 شخصية مؤثرة على موقع إنستغرام، بين مشاهير وفنانين وإعلاميين ورياضيين، وتهتم بنشر محتوى متنوع يتناول أسلوب الحياة، والموضة، والجمال، والتغذية، وتستخدم لهجة دارجة مغربية في تواصلها مع جمهورها.
وبفضل أسلوبها الجذاب ومحاكاتها المثالية للمؤثرات الواقعيات بأدق حذافيرها ، نجحت كنزة في جذب الآلاف من المتابعين من داخل وخارج المغرب في وقت قياسي.
على الرغم من التفاعل الإيجابي الذي نالته كنزة ليلي، تثار تساؤلات حول من قام بتصميم الشخصية الافتراضية، وما الذي يقف وراء هذا الإبداع؟
مَن هي كنزة ليلي أول مؤثرة طورها الذكاء الاصطناعي؟
بين السخرية والفضول، بدأ المتابعون في طرح تساؤلات تتعلق بهوية كنزة ليلي والأشخاص الحقيقية التي قامت بابتكارها وطرحها على إنستجرام.
يقف وراء شخصية كنزة الافتراضية عشرة شباب مغاربة موهوبين أشرفوا بالكامل على عملية تصميم كنزة تفاصيل تنبض من قلب الشارع المغربي عاكسة الهوية العربية الملتزمة بأدق تفاصيلها بداية من الثياب والملامح ووصول اللهجة المغربية المحلية.
يعمل الفريق حاليا على تطوير روبوت دردشة خاص بكنزة لزيادة تفاعلها مع المتابعين والرد على تعليقاتهم ورسائلهم.
اقرأ أيضًا برنامج ذكاء اصطناعي يُقلِّد أي صوت في 3 ثوانٍ من مايكروسوفت
ووفقًا لتصريحات مريم بيسا، قائدة الفريق المسؤول عن المؤثرة الافتراضية، ظهرت كنزة للنور في ديسمبر 2023، وكانت الرغبة الأولى في الفريق تتمثل في ترك كنزة في الظل لكن الظروف أجبرتهم للخروج للعلن والكشف عن تفاصيل أول مؤثر افتراضي في المغرب.
كنزة ليلي ليست الوحيدة بالسوشيال ميديا
بطريقة غير متوقعة، قررت كنزة مفاجأة متابعيها عبر إضافة اسم "زينة ليلي" في البايو الخاص بها، معلنة أن لديها شقيقة في خطوة أثارت اهتمام وتساؤل متابعيها ومنحتهم نظرة أكثر قربا عن تطور الشخصيات الرقمية.
لم يمض ساعات معدودة على الإعلان عن شخصية "زينة"، حتى نجحت في جذب أكثر من 31 ألف متابع.
تختلف زينة عن شقيقتها " كنزة" حيث إنها لا ترتدي الحجاب، وتعرف كطالبة ومنتجة محتوى، وتولي اهتمامًا بالحياة اليومية وتحب القراءة، وتصف نفسها بأنها روح افتراضية.
وتظهر متابعة زينة لعدة صفحات لمشاهير ومؤثرين، خاصة الحسابات الموثقة، بالإضافة إلى صفحات تتعلق بالموضة والجمال.
وبالرغم من أن كنزة ليلي نجحت في جذب انتباه النشطاء على وسائل التواصل الاجتماعي بسرعة كبيرة، واصفة نفسها كأول مؤثرة مطورة بواسطة الذكاء الاصطناعي، فإنها ليست الوحيدة التي قامت بهذه الخطوة فقد سبقتها "راضية بنسودة" بتقديم نفسها كمؤثرة بالذكاء الاصطناعي.
وعلى الرغم من ذلك، تختلف نتائجهما بشكل كبير، حيث لا يتابع راضية إلا قرابة ألفي شخص على الرغم من وجودها على منصة إنستغرام، واللافت أنها لا تتابع أي شخصية أخرى على هذه المنصة.
تعتبر راضية نفسها شخصية افتراضية تجمع بين الأصالة والمعاصرة، وتعمل كبلوجر وصانعة محتوى تركز على الموضة والجمال ونمط الحياة، دون تقديم أي معلومات إضافية حول الشخص أو الجهة التي قامت بتطويرها.
ما الهدف من تصميم مؤثرت بالذكاء الاصطناعي؟
التسويق الإلكتروني في المقام الأول، حيث يلعب المؤثرون دورا مهما في تسويق السلع والخدمات، خاصة على منصة إنستغرام وساهم هؤلاء المؤثرون في ترويج 3.7 مليون إعلان في عام 2018 بالإضافة إلى الإعلانات الرسمية؛ ويروج لعدد هائل من المنتجات بطرق غير مباشرة، ويتوقع أن يزيد هذا الحجم إلى 6.8 مليون إعلان في عام 2028.
وتعتمد الشركات على المؤثرين الذين يزيد عدد متابعيهم على 10 آلاف متابع لتسويق منتجاتها مقابل مبالغ نقدية.
اقرأ أيضًا: "غروك".. أول نموذج ذكاء اصطناعي من "إيلون ماسك"
تتميز استراتيجيات الترويج للمنتجات عبر المؤثرين بتنوعها، حيث يمكن أن يظهر المنتج بشكل طبيعي في الخلفية للصور أو الفيديوهات، أو يقوم المؤثر بأداء دور المشتري للمنتج لإظهار ثقته فيه.
صراع الإعلانات بين المؤثرين الواقعيين والافتراضيين
حققت ظاهرة المؤثرين الافتراضيين، نجاحًا كبيرًا في بعض الدول مثل اليابان وإسبانيا وأمريكا، وتزايد الصراع بين المؤثرين الواقعيين على حصة الإعلانات والتأثير على الجماهير.
وقد يشهد سوق المؤثرين الرقمين في المغرب قريبًا الصراع نفسه، خاصة في ظل التراجع الكبير في مصداقية المؤثرين التقليديين وتصاعد الخلافات بينهم حول الإعلانات والعائد المادي.