"لا استثناءات".. هل يمكن أن يُصاب الشباب بالتهاب المفاصل؟ ولماذا؟
الشباب ليسوا مُستثنين من التهاب المفاصل، بل أحيانًا قد يكونون أكثر عُرضةً له، خاصةً مع النشاط البدني وممارسة التمارين الرياضية، وتأتي خشونة المفاصل على رأس أنواع الالتهابات التي قد تُصِيب الشباب، لكن هل كل الشباب مُعرّضون لالتهاب المفاصل بنفس الدرجة أم أنّ هناك عوامل تزيد خطر إصابة بعضهم بها؟ وكيف يمكنك التمتّع بحركة جسمك ومفاصلك خلال فترة الشباب دون خوفٍ من التهابها؟
ما هو التهاب المفاصل؟
التهاب مزمن في المفاصل، يُؤدِّي إلى الشعور بالألم أو تورُّم المفاصل، وغالبًا ما يُصِيب كبار السن، لكن الشباب قد يُعانونه أيضًا، وعندما تلتهب المفاصل، يتآكل الغضروف بمرور الوقت، وهو النسيج الذي يحمي العظام في أثناء احتكاكها ببعضها، ورغم صعوبة استعادة تلك الغضاريف مجددًا، فإنّه قد تُساعِد بعض العلاجات على تخفيف الأعراض، ومنع تدهور المفصل.
أنواع التهاب المفاصل
تُعدّ خشونة المفاصل هي الشكل الأكثر شيوعًا لالتهابه، ومع ذلك فهناك أنواع أخرى من التهاب المفاصل قد تُصِيب الشباب أيضًا، مثل:
1. النقرس
يشعر المريض بألمٍ مفاجئ في مفصل واحد، مثل إصبع القدم الكبير أو الكاحل، وقد يستمر ذلك الألم لعدة أيام، ومن العوامل التي تزيد خطر الإصابة به، تناول الأطعمة الغنية بالبيورين، مثل اللحوم الحمراء والمأكولات البحرية، وكذلك السمنة.
2. التهاب المفاصل الناتج عن العدوى
تلتهب المفاصل بسبب عدوى بكتيرية أو فيروسية أو فطرية، وقد يصعب تحريك المفصل، كما قد يُعانِي المريض القشعريرة والحمى وتورُّم المفصل، وقد تكون العدوى آتية من مكان آخر في الجسم، مثل المثانة أو المعدة أو غيرها.
اقرأ أيضًا:أفضل 5 فيتامينات لتقليل آلام المفاصل.. وأهم الأطعمة الغنية بها
3. التهاب المفاصل اليفعي
نوع مختلف من التهاب المفاصل، يُصِيب الأشخاص الأصغر من 16 سنة، وعادةً ما يكون مرض مناعة ذاتي؛ إذ يُهاجِم الجهاز المناعي المفاصل، ما يُؤدِّي إلى آلامها وتيبُّسها وتورُّمها.
4. التهاب المفاصل الصدفي
قد تلتهب المفاصل عند المُصابين بالصدفية، وهو مرض جلدي يُسبِّب حكّة وبقعًا حمراء سميكة من الجلد وقشورًا فضية.
5. التهاب المفاصل الروماتويدي
يبدأ هذا الالتهاب في المفاصل الصغيرة عادةً، مثل الأصابع، ثُمّ يتقدّم إلى المفاصل الكبيرة، مثل الوركين والركبتين، وبمرور الوقت قد تتلف عظام وغضاريف المفصل، ما يُؤدِّي إلى ضعف الحركة والألم.
أعراض التهاب المفاصل عند الشباب
بغض النظر عن العُمر، فإنّ أعراض التهاب المفاصل واحدة، لكنّها تتفاقم مع التقدُّم في العمر، ومن هذه الأعراض:
- ألم المفاصل.
- تورُّم المفاصل.
- محدودية المدى الحركي للمفصل.
- صعوبة تحريك المفصل بعد مضي فترة طويلة بلا حراك.
- ضعف العضلات حول المفاصل المُصابة.
- التعب والإرهاق.
- صوت طقطقة في المفصل.
أغلب الشباب يُعانُون أعراضًا قليلة، أو لا يُعانُون أي أعراضٍ على الإطلاق، وحتى حال الشعور بألم، فقد يفترض بعضهم أنّ ذلك بسبب النشاط البدني، أو ممارسة بعض التمارين، ولن يخطر على باله أن يكون التهاب المفاصل هو السبب.
وجدت الأبحاث أنّ الشباب أقدر على تحمُّل الألم من كبار السن، ومِنْ ثَمّ من غير المُرجّح أن يتوجّهوا إلى الطبيب للحصول على استشارته، ما يُؤدِّي إلى تأخُّر تشخيصهم بالتهاب المفاصل.
اقرأ أيضًا:طقطقة الأصابع والمفاصل.. هل هي آمنة؟
أسباب التهاب المفاصل
تتلف المفاصل عند الشباب بسبب وضع قوة على المفاصل، أو الضغط المُتكرِّر عليها، وهذا يحدث عادةً مع ممارسة الرياضة.
كذلك فإنّ خشونة المفاصل الباكرة عند الشباب قد تنجم عن إصابات المفاصل، والتي تُقلِّل ثبات المفصل واستقراره، والرياضيّون عمومًا أكثر عُرضةً لإصابات المفاصل أكثر من غيرهم.
وبمرور الوقت بعد التهاب المفاصل، قد تفقد شكل العظام والمفاصل الطبيعي، وتُصاب بنتوءات عظمية أو ما شابه ذلك.
عوامل خطر الإصابة بالتهاب المفاصل
قد تزيد بعض العوامل خطر الإصابة بالتهاب المفاصل عند الشباب، منها:
- الرياضيون: يُعدّ الرياضيُّون، مثل لاعبي كرة القدم أو الهوكي أو غيرها، أكثر عرضةً للإصابة بالتهاب المفاصل أكثر من غيرهم، فنحو 80% من لاعبي كرة القدم في الولايات المتحدة الأمريكية مثلاً مِمّن تعرّضوا لإصابة في الركبة، عانوا خشونة المفاصل بعد 10 - 30 سنة.
- الجينات: قد يزداد خطر الإصابة بخشونة المفاصل عند الشباب مع سبق إصابة أحد أفراد العائلة بخشونة المفاصل.
- السمنة: تضع السمنة ضغطًا هائلاً على المفاصل، خاصةً لو أُصيب بها المرء في مرحلة المراهقة، وهذا يزيد خطر الإصابة بخشونة المفاصل في الكاحلين والركبتين.
أمراض مرتبطة بخشونة المفاصل عند الشباب
قد تزيد خشونة المفاصل خطر الإصابة بأمراض أخرى، منها:
- داء السكري: يزيد التهاب المفاصل خطر الإصابة بداء السكري من النوع الثاني بنسبة 61%، والذي لو تُرِك بلا علاج، قد يزيد التهابات المفاصل.
- السقوط والكسور: يُؤثِّر التهاب المفاصل في التوازن، كما قد تضعف العضلات، ما يزيد خطر السقوط والكسور.
- أمراض القلب: أظهر بحثٌ أنّ خشونة المفاصل تزيد خطر الإصابة بأمراض القلب، وربّما يكون ذلك بسبب تناول المسكنات لتقليل الألم؛ إذ قد تزيد خطر الإصابة بالنوبات القلبية والسكتات الدماغية، كما أنّ قلة الحركة إثر خشونة أو التهاب المفاصل يزيد خطر الإصابة بأمراض القلب.
علاج التهاب المفاصل
تُعدّ خشونة المفاصل هي النوع الأكثر شيوعًا من التهاب المفاصل، وقد تكون أعراضها خفيفة أو تُؤثِّر سلبًا في حياة الإنسان، ما يجعل ممارسة الأنشطة العادية أمرًا صعبًا، وهناك بعض الخيارات العلاجية التي تُساعِد على تخفيف الأعراض، مثل:
- الدعامة: تُساعِد الدعامة في تخفيف ألم المفصل، ومنع وقوع مزيدٍ من الضرر والتلف في بعض المفاصل، مثل الركبة.
- التمارين الرياضية: يُساعِد الحفاظ على نشاط المفاصل في تقليل الألم والحفاظ على وظيفتها، وينبغي أن يكون ذلك تحت إشراف مختص العلاج الطبيعي.
- الأدوية: قد يصف الطبيب بعض الأدوية المُسكِّنة للآلام، للتغلُّب على ألم المفاصل وتخفيف التهاباتها.
وقد تختلف الطرق العلاجية، حسب نوع التهاب المفاصل وشدة ذلك الالتهاب.
نصائح للشباب للوقاية من التهاب المفاصل
يُمكِن للشباب أن يحموا أنفسهم من الإصابة بالتهاب المفاصل في سنٍ باكرة من خلال:
- تجنُّب إصابات المفاصل: قد لا يكون ذلك ممكنًا دائمًا، لكن يمكن تقليل خطر الإصابة بالتهاب المفاصل وإصابتها من خلال ارتداء المُعدّات المناسبة قبل ممارسة التمارين الرياضية، أو سُرعة الاعتناء بالمفاصل عند تعرُّضها لإصابةٍ ما.
- ممارسة التمارين الرياضية بانتظام: تُوصِي مراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها "CDC" بممارسة التمارين الرياضية 150 دقيقة أسبوعيًا "30 دقيقة يوميًا، 5 أيام أسبوعيًا"، فالبقاء مُحافِظًا على النشاط البدني، يُحافِظ على المفاصل ويُقوِّي العضلات.
- الحفاظ على الوزن: يُساعِد فقدان الوزن الزائد في تقليل الضغط على المفاصل، وتخفيف التهاباتها، خاصةً مفاصل الوركين والركبتين، كما أنّ الدهون تزيد السيتوكينات المُسبِّبة للالتهابات، والتي قد تُؤثِّر في الغضاريف، ما قد يُؤدِّي إلى خشونة المفاصل، لذلك فالوقاية من السمنة ضروري للحفاظ على المفاصل.
- التحكُّم في سكر الدم: قد تُؤدِّي زيادة مستويات السكر في الدم إلى تفاقم التهابات المفاصل وتيبُّسها.