أجهزة عصبية صناعية تنجح في استدعاء ذكريات مُحدَّدة
أظهر فريق من العلماء من كلية الطب بجامعة ويك فورست وجامعة جنوب كاليفورنيا أول استخدام ناجح لجهاز عصبي اصطناعي لاستدعاء ذكريات مُحدَّدة؛ إذ نُفِّذ نظام اصطناعي ناجح يستخدم أنماط الذاكرة الشخصية لتسهيل قدرة الدماغ على ترميز الذاكرة واستدعائها.
وفي دراسةٍ سابقة، استند نظام الأجهزة الاصطناعية الإلكترونية للفريق إلى نموذج رياضي متعدد المدخلات والمخرجات، وأثّر الباحثون في إطلاق أنماط الخلايا العصبية المُتعدِّدة في الحُصين، وهو جزء من الدماغ يُشارِك في صُنع الذكريات الجديدة.
أمّا في تلك الدراسة، بنى الباحثون نموذجًا جديدًا للعمليات التي تُساعِد الحصين في مساعدة الناس على تذكُّر معلومات مُحدّدة، فعندما يُحاوِل الدماغ تخزين أو استدعاء معلومات مثل "أين وضعت مفاتيح السيارة؟"، تعمل مجموعات الخلايا معًا في جماعات عصبية تنشط، لتخزين المعلومات أو استدعائها، وباستخدام تسجيلات لنشاط خلايا الدماغ تلك، ابتكر الباحثون نموذجًا لفك تشفير الذاكرة، يسمح لهم بفك تشفير النشاط العصبي المُستخدَم لتخزين أجزاء مختلفة من المعلومات المُحدَّدة.
اقرأ أيضًا:دراسة: الكتابة اليدوية تعزز نشاط الدماغ وتحسن الذاكرة
ثُمّ استُخدِم النشاط العصبي الذي فُكَّ تشفيره لإنشاء نمط أو رمز، لتطبيق التحفيز العصبي على الحُصين عندما كان الدماغ يُحاوِل تخزين تلك المعلومات، وأجرى الباحثون تحفيزًا كهربائيًا في أثناء مهام ذاكرة التعرُّف البصري لمعرفة ما إذا كان سيُساعِد الناس على تذكُّر الصور بشكلٍ أفضل أم لا، ووجدوا أنّه مع استخدام هذا التحفيز الكهربائي، كانت هناك تغيُّرات كبيرة في مدى تذكُّر الناس للأشياء، وفي حوالي 22% من الحالات، كان هناك اختلاف ملحوظ في الأداء.
وعندما دقّقوا النظر إلى المشاركين الذين يُعانُون ضعف الذاكرة، أظهر ما يقرب من 40% منهم تغيُّرات كبيرة في أداء الذاكرة بعد التحفيز، ورغم أنّ هناك حاجة إلى مزيدٍ من البحث، فإنّ التحفيز القائم على نموذج فك تشفير الذاكرة، لديه القدرة على تعديل الذاكرة بصورةٍ كبيرة، فهذا البحث بُنِي على مدار أكثر من 20 عامًا، وتلك كانت نتائجه الأولية المذهلة.