كيف تعمل أشرطة الحركة على علاج آلام العضلات؟
أصبحت أشرطة الحركة علاجًا لآلام العضلات شائعة على أجساد الرياضيين في الفترات الأخيرة بكثرة حتى أصبحت من المشاهد المألوفة للجميع، حيث يُرى الجميع تلك الأشرطة السوداء أو الملونة وهي تُلف وتُوضع حول مناطق مُعينة في أجسام الرياضيين.
وبالطبع، لا تُعتَبَرُ أشرطة الحركة مجرد اكسسوار رياضي، بل هي واحدة من علاجات الطب الرياضي التي تُساهم في تعزيز الأداء البدني وعلاج الإصابات العضلية.
ما هي أشرطة الحركة؟
على الرغم من اكتساب أشرطة الحركة شعبية كبيرة بين الرياضيين المحترفين والهواة في الفترات الأخيرة، فإن تاريخ ابتكار تلك الأشرطة يعود إلى عقود مضت، وتحديدًا في السبعينيات حيث استطاع الطبيب الياباني كينسو كاسي من تقديمها للطب الرياضي، ومن ثم استخدمت في مراكز التأهيل وإصابات الملاعب في ذلك الوقت.
واعتمد الطبيب "كاسي" على الأنسجة القطنية المُضاف إليها مواد لاصقة قوية على سطحها لتلتصق بقوة في الجلد وتتحمل النشاط البدني المبذول للرياضيين، حيث توفر لهم حرية الحركة الكاملة دون تقييد.
ما هي طريقة عمل أشرطة الحركة الطبية؟
استخدام أشرطة الحركة علاجيًا يتم كإجراء طبي وبدني يُنفَّذ من خلال مُعالج فيزيائي وطبيب أخصائي في مجال الطب الرياضي، حيث يتم لصق أشرطة الحركة مباشرة على المفصل أو موقع الأنسجة الرخوة المصابة حسب موقعها في الجسم.
وأوضحت دراسة طبية نُشرت في المجلة الدولية للعلاج الطبيعي والطب الرياضي أن استخدام أشرطة الحركة يساعد الرياضيين في 3 نقاط رئيسة خلال ممارسة أنشطتهم الرياضية وهي:
- علاج ما بعد الإصابة.
- تقليل الشعور بالأوجاع العضلية خلال ممارسة الرياضة.
- تعزيز ردود الفعل الحسية العصبية.
وبالنسبة لتعزيز ردود الفعل الحسية العصبية، يظهر أن استخدام الرياضيين لأشرطة الحركة الطبية يحمل تأثيرات إيجابية على مدى إدراك الرياضي لتجنب نطاقات الحركة المؤلمة التي قد لا يتمكن من القيام بها بكفاءة. وبذلك، يساعد في تجنب الشعور بالألم والحد من فرص إعادة تفاقم الإصابة الحالية وتمديد فترة العلاج.
اقرأ أيضًا: "لا تنخدع بعد اليوم".. هذه المكملات غير ضرورية في بناء العضلات
ما هي فوائد أشرطة الحركة الطبية؟
على الرغم من الاستخدام القديم لأشرطة الحركة، فإن الدراسات والأبحاث الطبية ما زالت تراقب مدى فعالية تلك الأشرطة في علاج الإصابات العضلية. لا تزال النتائج متباينة، ولكن استخدام تلك الأشرطة أظهر نتائج إيجابية في بعض المحاور، مثل:
تعزيز الإحساس العميق
يمنح استخدام أشرطة الحركة المزيد من الإدراك للرياضيين فيما يتعلق بمعرفة وضعيات أجسامهم خلال الحركة والشعور بها. وفي الوقت نفسه، يستطيع الرياضي تجنب القيام بحركات ووضعيات خاطئة قد تؤثر سلبًا على درجة إصابته العضلية. يعود ذلك إلى أن تصاق أشرطة الحركة على الأماكن المصابة تمنحه تنبيهات حسية سريعة يمكنه من خلالها تغيير وضعيته الجسمانية والحركية، وتجنب أي حركات مفاجئة قد تتسبب في الشعور بالألم.
أشرطة الحركة وإعادة التأهيل البدني
ربما يكون استخدام أشرطة الحركة في عمليات التأهيل البدني أثناء وبعد الإصابات العضلية بحد ذاته غير كافٍ، حيث يجب أن تكون أحد أجزاء الخطة العلاجية للطبيب المُعالج. ومع ذلك، فهي تعتبر من بين الطرق الآمنة في علاج بعض المشكلات العضلية مثل الشعور بالألم، التي تواجه الرياضيين خلال عملية التأهيل العضلي الأساسية.
تقديم الدعم النفسي
اتصال القوة العضلية بالصفاء الذهني هو من الخطوات المهمة في العلاج الطبي الرياضي لخلق حافز وإرادة قوية للوصول إلى الشفاء من الإصابات، وهذا الأمر هو ما توفره أشرطة الحركة. تعطي أشرطة الحركة شعورًا بالاطمئنان لدى مستخدميها، وخاصة الرياضيين، مما يؤثر إيجابيًا على سرعة الاستجابة للعلاج بسبب وجود الحافز النفسي.
هل أشرطة الحركة فعالة؟
مع استخدام أشرطة الحركة بشكل مُوسع في عيادات العلاج الطبيعي وداخل مراكز تأهيل إصابات الملاعب في مجال الطب الرياضي وانتشارها بين الرياضيين خلال خوضهم المنافسات الرياضية، رأت بعض الدراسات البحثية التي نشرتها جمعية الطب الأمريكية عام 2014 أن اتساع تأثير أشرطة الحركة على الجانب الطبي له تأثير على التقليل من الألم العضلي وتجنب تفاقم الإصابات بنسبة محدودة.
ومع ذلك، أظهرت دراسات أُخرى فعالية أشرطة الحركة في المساعدة على علاج حالات مرضية عضلية مثل انحشار الكتف، الذي يُعَدّ أحد الأسباب الرئيسية في أوجاع مفصل الكتف.
كما تساهم أشرطة الحركة في علاج الوذمة اللمفية، وهي تورم الأنسجة نتيجة تراكم سوائل بروتينية قادمة من الجهاز اللمفاوي، وتظهر تأثيرات تلك الحالة على أعضاء الجسم المُختلفة مثل الذراعين والرقبة وصولًا إلى البطن والصدر والأعضاء التناسلية.
وبالرغم من تضارب نتائج الدراسات العلمية حول فعالية أشرطة الحركة طبيًا، فإنها تتفق في معظمها على أن استخدام عدم الاعتماد الكلي على أشرطة الحركة كوسيلة رئيسة في العلاج، بل يجب أن تكون أحد المراحل العلاجية جنبًا إلى جنب مع العلاج الطبيعي وبروتوكولات طبية أُخرى.
اقرأ أيضًا:تمارين بناء العضلات.. دليلك لجسم قوي ومتناسق
كيفية استخدام أشرطة الحركة
لا يقتصر استخدام أشرطة الحركة على رياضيين محترفين أو لاعبين في الألعاب الرياضية، بل يمكن للأشخاص غير الرياضيين أيضًا الاستفادة منها لتخفيف آلام المفاصل والعضلات.
وعلى الرغم من أن استخدام أشرطة الحركة يبدو بسيطًا، فإنه يحتاج إلى مراجعة طبيب علاج طبيعي أو اختصاصي في إصابات الملاعب، لوضع تلك الأشرطة على الجزء الصحيح من الجسم، وعبر تطبيق الخطوات التالية اعتمادًا على موقع الإصابة وطبيعتها:
الخطوة الأولى تتلخص في تنظيف وتجفيف المنطقة المصابة جيدًا .
قص الشريط وإزالة الغطاء الخلفي الذي يُغلف الجانب اللاصق من أشرطة الحركة، ووضع الشريط على المنطقة المستهدفة.
ضع مقدمة شريطة الحركة واضغط للأسفل على الجزء الباقي بحيث يكون الجلد مشدودًا تحت الشريط.
اضغط بلطف بطول الشريط، وذلك لتفريغ أي فقاعات أو فراغات هوائية، وضمان الالتصاق التام بين الجلد وشريط الحركة.
ومن المهم مراعاة تجفيف المنطقة بلطف بعد الانتهاء من الاستحمام أو في حالة التعرض للبلل خلال استخدام أشرطة الحركة، وعدم تجفيف المنطقة المصابة بشكل عمودي على اتجاه وضع الشريط على البشرة.
ما هي أشكال أشرطة الحركة؟
تأتي أشرطة الحركة بأشكال وأنماط مختلفة، ولكن هناك ثلاث قطع رئيسية لتلك الأشرطة تتواجد على شكل حرف "I" و "Y" باللغة الإنجليزية، بالإضافة إلى القطعة التي تأتي على شكل مروحة. تُستخدم كل قطعة على مناطق مختلفة من الجسم حسب طبيعة الإصابة ومكانها.
على سبيل المثال، فإن إصابات اللفافة الأخمصية، وهي منطقة باطن القدم تمتد من الكعب إلى أصابع القدمين، تحتاج إلى أشرطة الحركة التي تأتي بشكل المروحة لتغطية كافة النقاط المصابة في القدم.