Porsche Panamera Rolls-Royce Spectre Maserati GranTurismo فخامة سحر وروح رياضية.. ثلاث سيارات مميزة في 2024
شهد العام الماضي ظهور عددٍ من السيارات الفاخرة، أحيانًا ضمن معارض عالمية، وغالبًا من خلال بث مباشر على الإنترنت، سيارات ذات تصاميم مميزة ينتظر لها أن تؤدي دورًا محوريًّا بالنسبة للشركات القادمة منها في هذه المرحلة الدقيقة التي نعيش فيها على صعيد الصناعة، والتي تتمثل بالانتقال من الاعتماد على محرك الاحتراق الداخلي وسيلة وحيدة لدفع السيارة وبين الاعتماد على محركات تعمل بالكهرباء.
ومن بين جميع تلك السيارات التي سنتناولها بالتفصيل خلال العام الحالي، اخترنا كلاً من Porsche Panamera التي نالت مؤخرًا عملية إعادة تصميم، Maserati GranTourismo التي أُعيد إطلاقها بجيل ثان بعد 16 عامًا على ظهور جيلها الأول الطيب الذكر وRolls-Royce Specter التي تنتمي لعلامة تجارية ترى أنّ صمت المحركات العاملة بالكهرباء "فضيلة".
Porsche Panamera 2024
عملية وفية للتراث الرياضي
على مدى أكثر من 15 عامًا أثبتت Panamera أنّ سيارة Porsche ذات الأبواب الأربعة هي سيارة رياضية حقيقية تحاكي بأدائها ما يتوفر للأسطورة 911 كاريرا، مع فارق ما تفرضه ضرورات كونها عملية.
اليوم، ومع تطور سيارة السيدان فاست باك الخاصة بالعلامة التجارية إلى المرحلة الثانية من جيلها الثاني، فإنها تظل وفيّة للمهمة الرياضية العملية التي وُلدت من أجلها، مع خيارات ميكانيكية عديدة. منها الهجينة التي أصبحت تتمتع بأداء أعلى، ومدى أطول وكفاءة أكبر، كالفئة Panamera Turbo E-Hybrid التي تأتي مع محرك يتألف من ثماني أسطوانات سعة 4.0 لترات معزّز بمحرك كهربائي جديد بقوة 190 حصانًا، ينتجان معًا قوة 680 حصانًا مع 930 نيوتن متر من عزم الدوران. ومنها التقليدية، كالفئتين Panamera وPanamera 4 اللتين تعملان من خلال محرك يتألف من ست أسطوانات سعة 2.9 لتر خضع لتعديلات عززت قوته ليصبح قادرًا على توليد قوة 353 حصانًا و500 نيوتن متر من عزم الدوران، علمًا أن عملية نقل القوة من المحرك إلى العجلات تتم من خلال علبة تروس أوتوماتيكية من ثماني نسب تتميز بسلاسة وسرعة عملها.
على صعيد الشكل الخارجي، نالت Panamera 2024 جملة من التغييرات الخارجية على المقدمة وبعض تفاصيل المؤخرة. ففيما يبرز الخط النافر في الأمام الذي يحيط بالمصابيح الأمامية التي نالت نصيبها من التعديل، تستفيد المقدمة أيضًا من مدخل هواء إضافي فوق لوحة الترخيص الأمامية، الأمر الذي ساهم بتعزيز الحضور الرياضي للسيارة أكثر فأكثر.
أما القسم الجانبي للسيارة فقد حافظ على تصميمه الناعم الذي يحاكي النمط العام للشقيقة الأسطورية 911 كاريرا، خاصةً على مستوى انحدار السقف نحو المؤخرة التي خضعت لعملية إعادة تصميم لتفاصيلها، وتحديدًا المصابيح الخلفية التي جرى الاعتماد معها على التصميم نفسه الذي نجده على مختلف طرز Porsche الحديثة.
في الداخل، جرى تجهيز مقصورة Panamera لتتسع لأربعة أو خمسة ركاب، وهي تتوافر إما بمقعدين خلفيين منفصلين أو مقعد طويل. ويُعد الكساء الجلدي ذو الجودة العالية فيها تجهيزًا قياسيًا، مع توافر جلود أكثر فخامة لتغليف المقاعد والأبواب ولوحة القيادة والمقود إذا كنت ترغب في مزيد من الفخامة. المقاعد الأمامية قابلة للتعديل كهربائيًّا، وتأتي إما بتصميم موجه نحو توفير الراحة، وإما بتصميم موجه نحو احتضان جسم الجالسين عليها مع عناصر قابلة للتعديل تهدف إلى إبقائك أكثر إحكامًا في أثناء القيادة الحماسية.
ومن جهتها، نالت وحدة التحكم المركزية عملية تجديد وباتت تتوافر مع مقبض علبة تروس مثبّت على لوحة القيادة إلى يمين المقود، تمامًا كما هي الحال في طراز Taycan الكهربائي بالكامل. هذا ونالت المقصورة أيضًا شاشة عرض اختيارية للركاب مقاس 10.9 بوصة، ما يسمح بالاطلاع على بيانات أداء السيارة، فضلًا عن إمكانية التحكم بنظام المعلومات والترفيه.
قياسيًا، تأتي Panamera مع نظام تعليق هوائي يتألف من حجرتين وصمامين، وهو يعمل على الموازنة بين ضغط المخمد والتحكم في الارتداد بهدف توفير مزيج من الراحة والتماسك. ويمكن للنظام ضبط الحركة الديناميكية للسيارة وتعزيز مستويات الراحة، ليس فقط عبر تخفيف التمايل عند المنعطفات، بل أيضًا مقاومة غوص المقدمة نحو الأمام عند الكبح، أو ارتفاعها عند التسارع.
وبفضل هذا التعليق، الذي يستفيد أيضًا من هيكل سيارة مدروس بعناية ليعزز الأداء، توفر لك Panamera تجربة قيادة شبيهة بعض الشيء بما توفره 911 كاريرا ولكن مع مقصورة رحبة في الخلف. كما أنّ هناك مجموعة واسعة من التعديلات التي يمكن تنفيذها على مقعد السائق والمقود للحصول على وضعية القيادة المثالية. هذا ويعد التحكم الكهربائي بحركة المقعد قياسيًا، حتى على فئة القاعدة.
اقرأ أيضًا: المنافسة صعبة للغاية.. "Porsche Cayenne S" في مواجهة "Range Rover Sport"
Rolls-Royce Spectre
قمة الفخامة الكهربائية
إذا كان هناك من صانع سيارات واحد تنسجم فكرة الدفع الكهربائي الصامت مع شخصية سياراته الفاخرة فهو Rolls-Royce. هذا الكلام ليس نابعًا فقط من أنّ فكرة السيارة الكهربائية هي فكرة راودت مؤسسي الشركة في الماضي، بل لأن مميزات السيارات الكهربائية الهادئة والنظيفة بالكامل، التي لا تُصدر أي روائح أو اهتزازات، هي مميزات تنسجم تمامًا مع فكرة الريادة فوق بساط سحري يندفع نحو الأمام بكل قوة وراحة، كالتي تقوم عليها منتجات العلامة التجارية الأكثر فخامة وتميزًا وسحرًا Rolls-Royce.
واليوم، حان الوقت لتوفر العلامة البريطانية الأرستقراطية أول سيارة كهربائية من خلال طراز Spectre الذي لم يشذ عن قاعدة Rolls-Royce بتوفير تصاميم ساحرة جذابة. فالخطوط الخارجية لـ Spectre تزهو بحزام مرتفع للغاية مع مساحات زجاجية ذات تصميم ناعم، وزجاج خلفي منحدر بسرعة نحو الخلف لإعطاء مظهر جانبي يوحي بالسرعة، والانسياب والأناقة بطبيعة الحال، فيما تتزين المقدمة بشبكة التهوية الأمامية المميزة من الصانع البريطاني.
وتعتمد Spectre على قاعدة العجلات نفسها التي تستخدمها الشقيقة Phantom سيدان ومركبة الاستخدام المتعدد Cullinan، ولكن هنا يجري دفع السيارة نحو الأمام من خلال مجموعة محركة كهربائية بالكامل تتكوّن من محركين كهربائيين يضخان قوة تبلغ 577 حصانًا.
وكونها تنتمي إلى علامة تجارية لا تقبل المساومة، كان من الضروري على Spectre أن تستجيب لأكبر تحدٍّ يواجه السيارات الكهربائية، أي قدرة البطاريات على الصمود لأكبر مسافة ممكنة. لذا فهي تتمتع بمدى عملي يصل إلى 520 كيلومترًا لكل شحنة كهربائية، الأمر الذي يضعها بين مجموعة السيارات الكهربائية طويلة المدى.
يتمتع جسم Spectre المصقول بعناية بمزيد من الكفاءة الديناميكية الهوائية، وبشكلٍ يتفوق على أي سيارة Rolls-Royce تمّ إنتاجها حتى الآن. ففي سياق الانسيابية المعزّزة هذا، جرى تعديل مجسم روح السعادة ليُصبح أكثر انخفاضًا، إذ يبلغ ارتفاع التمثال الجديد 17 ملم أقل من قبل. بدلاً من الانحناء في اتجاه الريح مع وضع القدمين معًا، فإنّ الشعار الجديد له قدم واحدة للأمام، ويتقدم بقوة بنظرة تركز على الأفق، علمًا أنّ تفاصيله التي لم تتغير طوال الـ 111 عامًا تمّ نحتها مع وضع قوانين الانسيابية الهوائية في الاعتبار هذه المرة.
تأتي قوة الـ 577 حصانًا التي ذكرناها وعزم الدوران الذي يبلغ 900 نيوتن متر بفضل عمل محركين كهربائيين، علمًا أنّ السيارة قادرة بفضل ذلك على الانطلاق من صفر إلى سرعة 100 كيلومتر في الساعة خلال 4.5 ثانية.
في الداخل، وبالإضافة إلى إمكانية تزويد مقصورة السيارة بأقصى ما يمكن أن يوفره برنامج Bespoke للتصميم حسب الطلب من مميزات، جرى ولأول مرة في سلسلة سيارات مخصّصة للإنتاج من Rolls-Royce توفير أبواب مرصّعة بالنجوم تضمّ 4796 نجمًا مضاءً بشكلٍ ناعم. كما يمكن طلب أبواب السيارة بكسوة كاناديل الخشبية التي سُمِّيت تيمّنًا بخليج صغير في جنوب فرنسا اعتاد السير هنري رويس تمضية فصل الشتاء فيه مع فرق التصميم والهندسة.
وضمن تركيبة تضمن توفير Spectre لتجربة قيادة تليق بسيارة تحمل على مقدمتها مجسم روح السعادة من حيث السلاسة والهدوء، جرى تزويد جديدة الصانع البريطاني بنظام إلكتروني يعمل على تعزيز فعالية جهاز التعليق وضبطه تبعًا لمعلومات ترد إليه بدقة من مدخلات السائق وحالة الطريق لتوفير الخمد المناسب، الذي يضمن أعلى مستويات التماسك والراحة. وبما أنّ نظام التعليق هذا يفصل بين العجلات بشكلٍ يسمح لكل عجلة أن تتحرك بمعزل عن الأخرى، فهو يوفر توازنًا أفضل للجسم ويحد من تأرجح السيارة في حال عبرت عجلة ما من عجلات السيارة الأربع فوق سطح غير مستوٍ. علمًا أنه وبمجرد الكشف عن وجود منعطف قريب، يتم ربط العناصر من جديد وتعود المخمدات إلى الوضعية القاسية التي تسمح بالسيطرة على جسم السيارة وتساعده على مقاومة التحدي الديناميكي للانعطاف.
اقرأ أيضًا: Rolls-Royce Ghost.. سيارة مهيبة تعانق الطرقات
Maserati GranTurismo
الأناقة الساحرة
استغرق الأمر أكثر من 15 عامًا قبل أن تُعيد Maserati إطلاق طراز GranTurismo بجيل ثانٍ. وعندما حدث ذلك ظهرت السيارة الجديدة بتصميم مشابه لما كان يتوفر في الجيل السابق. ولكن ما قد يبدو لك هنا أنه أمر سلبي هو في الحقيقة الإيجابية بعينها، وذلك لأن الخطوط الخارجية للجيل الأول من GranTurismo التي لم تتغير على مدى كل تلك السنوات كانت تحمل أناقة معززة بروح شبابية بقيت عصية على الزمن حتى موعد خروج آخر نسخة من نسخ السيارة عن خطوط الإنتاج. لذا، وعندما قرر الصانع الايطالي إعادة إطلاق السيارة، وجد نفسه بحاجة لعصرنة تصميمها العام لا لتغييره. وهكذا كان، لتأتي GranTurismo بخطوط خارجية عصرية ناعمة كي تستمر بطرح نفسها خيارًا معززًا بأناقة استثنائية في سوق سيارات الكوبيه الكبيرة الفاخرة.
ومن الخطوات التي جرى اعتمادها في تصميم السيارة لتعزيز تصميمها وأدائها على حدٍ سواء، قام فريق التصميم بدمج غطاء المحرك بأقواس العجلات الأمامية ليفتح كقطعة واحدة، وهو أمر من شأنه أن يساعد في تعزيز مستويات الأناقة، والشعور الرياضي وتوفير وزن أخف، ومن ثم أداء أفضل.
ميكانيكيًّا، تتوافر GranTurismo الجديدة بثلاثة خيارات ضمن ثلاث فئات. الأولى بينها، التي تحمل اسم GranTurismo Folgore، هي كهربائية بالكامل مع ثلاثة محركات كهربائية يولد كل واحد منها قوة 403 أحصنة، ليكون إجمالي القوة المتوفرة للسيارة 1212 حصانًا، وهي تتوزّع على الشكل التالي: محرك واحد في الأمام ومحركان في الخلف لإرسال الطاقة لكل عجلة من العجلات الخلفية.
مهمة تزويد محركات الفئة Folgore الكهربائية الثلاثة بالطاقة تقع على عاتق بطارية تبلغ سعتها 92.5 كيلوواط/ساعة، تتخذ شكل الحرف تي باللاتينية. أما بالنسبة لتوزيع قوة المحركات، فبناءً على رغبة Maserati بتوفير تجربة قيادة تليق بسيارة إيطالية عصبية، ضبطت عملية توزيع القوة بشكلٍ جعلها تتوجه نحو العجلات الخلفية حصرًا عند الحاجة لذلك.
أما الخياران الثاني والثالث فيعملان من خلال محرك احتراق داخلي من نوع Nettuno الشهير، والمستعار من الشقيقة الرياضية الفائقة MC20، ويتألف من ست أسطوانات سعة 3.0 لترات مع شاحني هواء تيربو ولكن بعد إعادة ضبطه ليولد قوة أقل ويستفيد من سلاسة أكثر في العمل.
وبذلك تأتي الفئة Modena مع الصيغة المخفّفة من المحرك، التي تولد قوة 489 حصانًا و600 نيوتن متر من عزم الدوران. أما الفئة Trofeo فترتفع فيها القوة لتبلغ 550 حصانًا و650 نيوتن متر من عزم الدوران. وفيما يتعلق بنقل القوة من المحرك إلى العجلات، فهي تتم في كلتا الفئتين نحو العجلات الخلفية، ومن خلال علبة تروس أوتوماتيكية ثنائية القابض الفاصل تتألف من ثماني نسب.
تتمكّن السيارة مع الفئة الكهربائية Folgore من التسارع إلى سرعة 100 كيلومتر في الساعة خلال 2.7 ثانية، مع سرعة قصوى تبلغ 320 كيلومترًا في الساعة. وهو أمر لافت بالنسبة لسيارة كهربائية. أما الفئة Modena فتتمكّن من إنجاز المناورة نفسها خلال 3.9 ثانية. فيما ينخفض هذا التوقيت ليصبح 3.5 ثانية في الفئة Trofeo.
تستمر أناقة الخارج داخل المقصورة مع مساحة رحبة نسبيًا ومكونات متينة ذات جودة عالية. وبما أنّ لوحة القيادة مستوحاة من طراز Grecale، فهذا يعني أنها حصلت على عدد من الشاشات، مع شاشة عرض رقمية قياس 12.2 بوصة خلف المقود، وشاشة معلومات وترفيه مركزية قياس 12.3 بوصة وشاشة لمس أخرى قياس 8.8 بوصة أسفل ذلك للتحكم في جهاز التكييف وبعض الخيارات الإضافية. أما الساعة الشهيرة من Maserati فهي في الواقع شاشة رابعة، يمكن تغييرها إلى ساعة توقيت أو بوصلة أو مقياس التسارع. فيما يرفع نظام عرض معلومات القيادة على الزجاج الأمامي عمليًا عدد الشاشات إلى خمسة.
توازيًا، تتمتع المقصورة بإمكانية التواصل لاسلكيًا مع نظامي Apple Car Play و Android Auto، وبنظام استماع موسيقي متطوّر مع 19 مكبرًا للصوت.