بعيدًا عن "Apple Vision Pro".. ما أفضل البدائل العملية؟
تتصدر نظارات الواقع المُختَلط "MR" من "Apple"؛ نظارات "Apple Vision Pro"، المشهد التقني لِما بها من مميزات ثورية تتيح لمستخدميها أن يفعلوا أشياء لا حصر لها سواء على مستوى العمل أو الترفيه أو كليهما. مُرتدو نظارات "Apple" بإمكانهم أن يتفاعلوا كُليًا مع العالمين الافتراضي والمادي كما لو كانوا في فيلم خيالٍ علمي، وهذا ما يُعرَف بـ"الحوسبة المكانية Spatial Computing"، والذي على ما يبدو، أن "Apple" قد طغت في تطبيقه.
ولكن، على الرُغم من مميزات الـ Apple Vision Pro، فإن بها عيبًا لا ينفك الجميع عن التحدث عنه، ألا وهو السعر، فبثمنها الباهظ يمكن شراء جهاز لابتوب خارق، وليكن أحدث إصدارات الـ MacBook Pro "نسخة الـ 14 إنشًا، و512 SSD" بسعر 1600 دولار، إضافةً إلى أحدث هواتف الآيفون "iPhone 15 Pro Max" بسعر 1200 دولار، وسيتبقى 200 دولار إضافية. هذا ونحن نتحدث عن أفضل المنتجات الموجودة في السوق، فما بالك لو تحدثنا عن منتجات أقل تواضعًا "ستظل قوية للغاية"؟
لحُسن الحظ أن نظارات Apple Vision Pro ليست الوحيدة من نوعها في السوق من حيث دعم الواقع المُختَلط والواقع الافتراضي VR. صحيحٌ أن نظارات Apple الثورية، التي خُطط لها منذ 2007 تقريبًا حسب بعض التقارير، بها مميزات استثنائية لا تستطيع أي نظارة أخرى أن تجاريها، ولكن من حيث السعر فالـ Vision Pro هي الأسوأ والبدائل تُثبت ذلك.
Meta Quest 3
على رأس هذه البدائل تأتي أحدث نظارات الواقع المُختَلط من شركة Meta؛ الـ Meta Quest 3، والتي تُستَخدم لنفس أغراض الـ Apple Vision Pro تقريبًا، من تصفحٍ للإنترنت ومشاهدة الأفلام والاستمتاع بالألعاب، ولكن الفارق أنها تحتاج إلى أيادِ تحكم controllers، وهذا على عكس نظارات apple التي يتم التحكم فيها بإماءات اليد البسيطة وحركة العين، فضلاً عن الصوت.
لا شك أن الفارق الأهم بين النظارتين الخارقتين يكمن في السعر، وهذا مربط الفرس، فبينما تُسعَّر نظارات Apple Vision Pro بـ 3500 دولار، نجد أن سعر الـ Quest 3 يبدأ من 500 دولار فقط لنسخة الـ 128 غيغابايت. كذلك تُركز نظارات Meta على الألعاب والاستخدامات الترفيهية أكثر من أي شيء آخر، وفي مكتبتها الضخمة من الألعاب والتطبيقات خير دليل على ذلك، أما الـ Vision Pro، فهي أكثر شمولية.
رُغم سعرها المتواضع -مقارنة بنظارات Apple-، يبدو أن الـ Quest 3 قد برعت بتطبيق الواقع المُختَلط حيث شوهد مرتديها وهم يُمارسون حياتهم بشكلٍ طبيعي في الأماكن العامة مثل المقاهي وحتى في ديزني لاند.
Xreal Air 2
يبدو أن شهرة شركة Xreal الصينية ستذيع في الفترة المُقبلة بسبب نظارات الواقع المُعزز خاصتها الرائعة، فهذه النظارات مثلاً تتميز في الحوسبة المكانية كما هو الحال مع الـ Apple Vision Pro، بل وحتى أنها تتفوق عليها. فبشراء النظارة "400$" ومُلَحق XREAL Beam الخاص بها "120$" ثم تحميل برنامج Nebula من الموقع الرسمي للشركة على ويندوز أو ماك، يمكن للشخص أن يستمتع بنفس تجربة العرض المُتعدد لأكثر من شاشة مثلما هو الحال مع نظارات Apple، بل حتى أفضل، إذ تستطيع نظارات الـ Air 2 أن تعرض حتى 3 شاشات بعرضٍ أفقي وهو ما لا تستطيع الـ Vision Pro أن تفعله حتى الآن.
بالطبع تتفوق نظارات Apple في عديد من أوجه المقارنة الأخرى كخيارات التحكم والمواصفات الداخلية، ولكن هذا لا يعني أن الـ Xreal Air 2 لا تتفوق عليها في أشياء أخرى مثل الميزة المذكورة ومثل الحجم الصغير "تُشبه نظارات Xreal Air 2 النظارات الاعتيادية"، ناهيك أنه كقيمة مقابل سعر، لا شك أن كثيرين سيفضلون نظارات الشركة الصينية، والتي ستصدر نسخة أكثر تطورًا تُسمى Xreal Air 2 Ultra.
اقرأ أيضًا: "ثوان معدودة لمظهر أكثر أناقة".. 5 أدوات لتغيير قصة الشعر باستخدام الذكاء الاصطناعي
PlayStation VR2
يُحبذ كثيرون فكرة نظارات الواقع الافتراضي لا لشيء سوى الترفيه عن أنفسهم والاستمتاع بتجربة لا تُضاهى في ألعاب الفيديو، والخيار الأفضل لهذا الغرض قد يتمثل، وبشدة، في أحدث نظارات الواقع الافتراضي من Sony؛ نظارات الـ PSVR 2. ولأن هذه النظارات من شركة Sony "صانعة كونسول البلايستيشن"، فإنها أكثر تخصصًا في ألعاب الفيديو ومكتبتها تعج بعناوين بعيدة تمامًا عن ألعاب الـ Vision Pro البدائية.
تتميز نظارات الـ PSVR 2 بنفس تقنية اللمس "الـ haptic feedback" الموجودة بأذرع تحكم PlayStation 5 "الـ DualSense"، ناهيك عن أنها تتمتع بشاشة OLED رائعة ونظام صوتي انغماسي وثلاثي الأبعاد 3D، ما يُصعِّب للغاية من إمكانية العثور على نظارات مُشابهة ويجعل نظارات Sony هذه الأفضل من حيث التوافق مع ألعاب الـ AAA.
دون PlayStation 5، فنظارات الـ PSVR 2 ليست أكثر من مجرد قطعة خردة، وهذا عيبها الأكبر -بالإضافة إلى حجمها-، ناهيك عن أن سعرها المُقدَّر بـ 550 دولارًا يفوق الـ PS5 الذي يُسعَّر بـ 500 دولار من الأساس.
نستنتج من ذلك أن أي شخصٍ لا يمتلك PS5 ويود شراء هذه النظارة، عليه أن يدفع حوالي 1000 دولار. وبالمناسبة، مكتبة الـ PSVR 2 محدودة مقارنة بمكتبة ألعاب PlayStation 5، ومع ذلك تحتوي على ألعاب قوية مثل Resident Evil Village، وHorizon Call of the Mountain، وThe Walking Dead: Saints & Sinners- Chapter 2: Retribution.
HTC VIVE XR Elite
بديلٌ آخر لنظارات الـ Vision Pro هو نظارة الواقع المُدمَج من شركة HTC، والتي تعمل بشكلٍ جيد سواء على مستوى الأعمال الافتراضية، أو حتى اللعب عن بُعد wireless gaming. سعر هذه النظارات حوالي 1100 دولار مع وجود إصدارات أقدم منها، مثل الـ VIVE Flow بسعر 500 دولار فقط.
من مميزات الـ HTC VIVE XR Elite أن وزنها خفيف وارتدائها مُريح، علاوة على محتواها البصري عالي الجودة ومعدل التحديث الذي يصل إلى 90 هيرتز، وهذا رقم جيد جدًا. بالنسبة لهؤلاء الذين يبحثون عن تجربة شاملة لا تُركز على جانبٍ أو استخدام دون غيره، فنظارة HTC ستكون خيارًا رائعًا، فبشكلٍ عام هي نظارة جيدة جدًا بالنسبة للفئة المتوسطة، ولكن نظرًا لسعرها -مقارنة بالخيارات الأخرى- فربما يعزف البعض عنها.
اقرأ أيضًا: "iPhone 15" ضد "Samsung Galaxy S24" مواجهة الكبار في عالم الهواتف..لصالح من؟
Valve Index VR Kit
خيارٌ آخر، وأخير، لمحبي ألعاب الفيديو من شركة Valve "الشركة الأم لمتجر Steam". صدرت هذه النظارات في 2019، ولكنها لا تزال تحتفظ ببريقها، بدايةً سعرها يبدأ من 1000 دولار. وتأتي بعرضٍ عالي الجودة قوامه 1440x1600 للعدسة الواحدة، إضافة إلى معدل تحديث 120 هيرتز، ومجال عرض واسع Wide field of view يُغطي 130 درجة تقريبًا، ما يُحسّن من التجربة الانغماسية المدعومة -أيضًا- بصوت محيطي عالي الواقعية، وأخيرًا وليس آخرًا، يمكن تخصيص مَلبَس النظارة حسب راحة وتفضيل الشخص.
أما عن عيوب الـ Valve Index VR Kit، فتتمثل في شيئين؛ السعر -مقارنةً بالـ PSVR 2 مثلاً والتي تُكَلِّف 1000 دولار مع الـ PS5-، وثانيًا -وهو الأهم- أن النظارة تحتاج إلى حاسوبِ ألعاب قوي حتى تعمل. وجدير بالذكر أن هذه النظارات لم تعد متوفرة على موقع Valve الرسمي، ولكن يمكن شراءها من متاجر التجزئة.
الخلاصة: تظل نظارة الواقع المُدمَج من Apple هي الأقوى في السوق حاليًا بلا منازع، أو على الأقل الأكثر جاذبية وتنوعًا، ولكن نظرًا لسعرها الباهظ فقد لا تكون الخيار الأفضل بالنسبة لعديد من المستخدمين الذين قد يجدون في البدائل المطروحة ما يبحثون عنه، وأكثر.