ريادة وحداثة في نبض جديد.. "آرت دبي" 2024 الفن من أجل الشفاء
على مدى 17 دورة استطاع "آرت دبي" أن يعزز مكانته محفزًا للحوار الفني المحلي والإقليمي والدولي، وباعتباره جزءًا من بيئة فنية ديناميكية نابضة بالحياة، يؤكد ريادته نسخة تلو أخرى، واضعًا فن الشرق الأوسط وشمال إفريقيا وجنوب آسيا في مكانه الصحيح، وحجمه المناسب على الخريطة العالمية، من خلال العمل والتعاون الوثيق مع كثير من المؤسسات التي تمثل القلب النابض للإنتاج الفني في دولة الإمارات العربية المتحدة.
الفن يشفي!
يعود اليوم المعرض الدولي الرائد، الذي تحتضنه الأجواء الفريدة لمدينة جميرا خلال الفترة من 1 إلى 3 مارس، ليطلق نسخته الأحدث لعام 2024، طارحًا فلسفته بين هذا الصخب العالمي الهادر، في شكل سؤال بسيط ولكنه ملهم: هل يمكن للفن أن يشفي؟
سؤال لا ينتظر معرض "آرت دبي" إجابته، إذ يؤمن أن الفن قادرٌ على تحقيق ذلك الشفاء، حتى وإن كان الوقت مليئًا بالتحديات والقضايا الكبرى والصراعات العنيفة، يجيء المعرض حاملًا رسالة واضحة، وهي أنه يمكن أن يكون هناك شفاء وتحول من خلال الفن، الذي يُفترض أن يكون في متناول الجميع وفي جميع الأوقات.
"بوابة آرت دبي"
الفن من أجل الشفاء، لعلها الجملة الأكثر تعبيرًا عن نسخة 2024 من "آرت دبي"، إذ سيتم تخصيص قسم كامل من المعرض هذا العام -تحت عنوان "بوابة"- ليقدم سلسلة من الممارسات الفنية المتنوعة، من رسم ونحت وفيديو وأداء، تختبر جميعها كيف يمكن للفن أن يؤدي إلى التحول والتغيير، مع مقارنة كيفية تغير هذه العمليات من بلد إلى آخر ومن شعب إلى آخر.
كما ستعرض "بوابة آرت دبي" المفتوحة على العالم، التي تم تنظيمها تحت شعار الشفاء Sanación/Healing، من قبل إيميليانو فالديس من متحف الفن الحديث (MAMM) في ميديلين بكولومبيا، مشاريع فردية لفنانين من جنوب العالم، ممن يستخدمون الفن وسيلة للمحاسبة والشفاء وتعزيز الوحدة، حيث يعالجون القضايا الاجتماعية والسياسية، بينما ينخرطون في حوار نقدي، يسهمون من خلاله في بناء الشعور المجتمعي والعدالة الاجتماعية.
وهنا تبرز قائمة تضم مجموعة مميزة من الفنانين المشاركين، منهم: ديباشيش بول، وهو فنان هندي معاصر معروف بلوحاته الفريدة وتصوير الأداء الذي يستكشف الجنس والهوية، وسيقدم أعمالًا مع إمامي آرت، وكذلك نيكولا جانوفسكي، وهو فنان وعالم أنثروبولوجيا يعتمد على العدسات من بوينوس آيرس. أما معرض Blueprint 12، ومقره دلهي، فيعرض أعمالًا عن تجارب النساء تحت الضغوط، في حين ستقدم خبيرة الخزف الموزمبيقية ريناتا ساديمبا الفخار كمساحة طقسية متصلة بالأرض والمادية.
بالإضافة إلى مجموعة كبيرة من الفنانين الذين يقدمهم المعرض عبر بوابة 2024، مثل: لاكشميبريا بانيجراهي، وAVAF، ومانويل شافاجاي، ومانجوت كور، وأبو هشام، حيث يسهم كل منهم بوجهات نظر ووسائط فريدة لموضوع الشفاء.
الأمل وقوة الفن
برنامج التكليفات الفنية في "آرت دبي" هذا العام امتدادًا لتلك البوابة المليئة بالإلهام، حيث سيجلب موضوع الشفاء نفسه إلى الحياة، من خلال عروض جديدة تدور حول الأمل والمجتمع وقوة الفن.
بينما سيجري تنفيذ مفاهيم الرفاهية الداخلية، من خلال أحد أبرز معالم المعرض: مساحة القلب، وهو تركيب فني رقمي للفنانة الكندية الكورية كريستا كيم، بتكليف من جوليوس باير، وباستخدام برنامج الذكاء الاصطناعي يتتبع التصميم الفريد نبضات قلوب الزائرين ويعكسها على جدار LED، وبذلك يبرز التشابه والوحدة الإنسانية في تجربة آسرة.
كذلك فإن التركيب الكبير للوسائط المتعددة الذي أنشأته الفنانة المفاهيمية والنحاتة سارة نعيم لصالة Clinique La Prairie يوفر مكانًا للتأمل الهادئ، حيث عرض حركة شروق الشمس وغروبها.
ثقافة الاكتشاف
كل هذا يؤكد حقيقة أن "آرت دبي" عمل خلال نسخه المختلفة بشكل دؤوب على توسيع التزامه بتعزيز ثقافة الاكتشاف، وتقديم وجهات نظر عالمية جديدة ومثيرة، مع توسيع المحادثات حول الفن بما يتجاوز النطاقات والروايات الجغرافية التقليدية.