أبرزها "Apple" و"Google".. أشهر الشركات العالمية التي بدأت من جراج!
في عالم الأعمال، يكفي أن يكون لديك فكرة مُبتكرة وشغف دؤوبٌ بها وستصنع المعجزات، أنت لست بحاجةٍ إلى تمويل أو تعاون ضخم حتى تبدأ، هكذا يُعلّمنا "البيزنس"، وهكذا لقَّن كل من "جيف بيزوس" و"ستيف غوبز" و"بيل غيتس" و"بول آلين" و"لاري بيج" وغيرهم من رواد الأعمال الذين غيروا العالم درسًا يُحتَذى به لكل من يرى عكس ذلك.
بدأت هذه الأسماء -التي غيرت العالم؛ التكنولوجي خاصة- أفكار مشاريعها من مرائب "جراجات" وباستخدام موارد محدودة، وها هي اليوم قد وصلت إلى مليارات الدولارات، بل وبعضها تخطى حاجز التريليون دولارًا؛ تخيل أن تؤسس شركتك من "جراج" وتصل إلى شركة تُقدّر بأكثر من تريليون دولار. الفكرة في حد ذاتها لا تُعقَل في حالة المليون دولار، فما بالك بمليون ضِعف هذا الرقم!
Amazon
مُستغلاً ثورة الإنترنت في عام 1994، استقال "جيف بيزوس" من عمله بأحد صناديق التحوط بنيويورك وذهب ليستأجر منزلاً في مدينة بالفيو بالعاصمة واشنطن ليؤسس ما سيُعرَف بعد ذلك بـ "Amazon"، والذي سيصبح مستقبلاً أكبر متجر إلكتروني في العالم.
لم يأخذ "بيزوس" وقتًا طويلاً حتى يُطلق الموقع "Amazon.com" الذي صنعه من مرآب المنزل الذي استأجره؛ كل ما احتاج إليه كان عامًا واحدًا فقط ليبرمجه ثم كان الإطلاق في يوليو 1995.
والدا "بيزوس" ساعداه في البدايةِ بتمويل مبدئي، والموقع كان مُقتصرًا على بيع الكتب فقط، ومع ذلك، كانت فكرة وجود مكتبة افتراضية تعج بما لا تطقه المكتبات الحقيقية من كتب فكرة جذابة.
كان "بيزوس" يقابل زبائنه ويُجري مقابلاته في مكتبةٍ حقيقية، لأنه لم يكن ليقابلهم في مرآب بالطبع، ولكن سرعان ما تغير الوضع بنمو الشركة السريع واتجاهها نحو بيع الأقراص المدمجة CDs، والإلكترونيات، والملابس، إلخ.
في عام 2006، بدأت "خدمات أمازون ويب- AWS" التي أعادت تشكيل مفهوم "صناعة تكنولوجية" تُقدَّر قيمتها بمئات المليارات من الدولارات، وهذه الصناعة هي الحوسبة السحابية "cloud computing". اليوم، تعتمد كل شركة ووكالة حكومية تقريبًا على خدمات الحوسبة السحابية بشكلٍ أو بآخر. وبشكلٍ عام، تخطت قيمة شركة "Amazon" اليوم التريليون ونصف التريليون دولار، وها هي على أعتاب الـ 2 تريليون، ناهيك أن مؤسسها كان أغنى رجل في العالم وثروته الآن تقترب من 200 مليار دولار.
Microsoft
بدأت شركة "Microsoft" في عام 1975. اسم الشركة كان مُعبرًا عن السبب الذي وُجِدَت لأجله، حيث كانت مُتخصصة في بيع "الحواسيب الصغيرة- Microcomputers" وبرامج "السوفتوير- Software". طرأت الفكرة على بال مُنفذيها "بيل غيتس وبول آلين" عندما كانا يُطوران برنامجًا لحاسوبٍ شخصي عتيق يُسمى "Altair 8800".
"غيتس" و"آلين" كانا صديقين منذ الطفولة، وقررا أن يتشاطرا مشروعهما الذي سيغير وجه الصناعة التكنولوجية من مرأب بمدينة ألباكركي التابعة لولاية نيو مكسيكو، إلا أنهما لاحقًا انتقلا لفندقٍ ذي موقع متميز عبر شارعٍ توجد به شركة متخصصة في الحواسيب الشخصية.
صحيحٌ أن جُلَ الفضل لا يعود للجراج بالتأكيد، ولكن من يدري؛ ربما لولاه لَمَا كانت "مايكروسوفت" التي تُقدّر قيمتها اليوم بأكثر من 3 تريليون دولار والتي توظّف أكثر من 220 ألف شخص!
في زيارته لألباكركي في 2019، قال "بيل غيتس": "لا يوجد رمز أفضل من الجراج بالنسبة لرائد الأعمال. لقد أسسنا شركتنا من مرآب لادخار الأموال التي حصلت عليها من أبوي، ولكني أعتقد أن الآخرين يبدأون من المرائب لأنهم بحاجة إلى المال".
اقرأ أيضًا: من "Web 1.0" حتى "Web 3.0".. هل تعرف أجيال الإنترنت الثلاثة؟
التقى "لاري بيج" و"سيرجي برين"؛ طالبا مرحلة الدكتوراة في علوم الحاسوب بجامعة ستانفورد، وعملا على مشروعٍ معًا وكان عبارة عن محرك بحثي يسمى "BackRub".
لاحقًا، عمل الزميلان بمرآب على تأسيس شركتهما العملاقة التي نستخدمها يوميًا: Google، ولكن المفاجأة ليست هنا، وإنما بأن ذلك المرآب كان ملكًا للمديرة التنفيذية السابقة، والشهيرة، لشركة YouTube؛ سوزان وجسكي، التي انتهى بها الحال لاحقًا لتكون الموظفة رقم 16 في شركة Google!
في عام 1999، انتقل العمل على الشركة من حيز الجراج إلى المكتب، وتولّت "وجسكي" منصب الـ CEO لمنصة YouTube "التابعة لـ Google" منذ عام 2014 وحتى 2023 ليخلفها "نيل موهان".
تنحى الصديقان "بيج" و"برين" عن الشركة في 2019 وكتبا: "لم نكن لنتخيل في عام 1998 عندما نقلنا الخوادم من غرفة النوم إلى الجراج الرحلة التي ستحدث". اليوم، تقترب قيمة شركة Google من 1.5 تريليون دولار، والشركة الأم Alphabet، لديها نحو 187 ألف موظف.
The Walt Disney, Co
في صيف عام 1923، كان مؤسس شركة "Disney" يعيش في جراج صغير يملكه عمه، وفيه أسس والت ديزني استديو "Disney Brothers Cartoon Studio" الذي أنتج سلسلة أفلام "Alice Comedies"، والتي بُنيت عليها نسخة "Disney" الشهيرة "أليس في بلاد العجائب- Alice in Wonderland".
تمرُ شهورٌ قليلة وينتقل "والت ديزني" من جراج عمه إلى مساحة أكبر تقع في نفس الشارع تقريبًا، وفي تلك الفترة وقعت "Disney" عقدًا مع استديوهات يونيفيرسال Universal Studios لتوزيع سلسلة "Alice Comedies".
الجدير بالذكر أن المرآب يقع الآن على بُعد نحو 45 دقيقة من حديقة ديزني لاند الشهيرة في مدينة أنهايم بولاية كاليفورنيا، و"ديزني لاند" كانت قد افتُتِحَت في عام 1955، وبالقرب من أورلاندو بولاية فلوريدا افتُتِحَ عالم والت ديزني Walt Disney World بعام 1971.
HP
بدأت شركة "Hewlett-Packard Co"، أو كما تُعرَف بـ"HP"، قصتها من مرآبٍ في عام 1939. مهندسان كهربائيان تخرجا في جامعة ستانفورد هُما من بدآ الشركة في جراج المنزل الذي استأجراه، ومساحة الجراج كانت 12x18 قدمًا.
أول منتجات الشركة كان مذبذبًا صوتيًا، والعجيب أن أول عميل لـ "HP" كانت الشركة السابقة؛ Walt Disney Productions التي اشترت 8 أجهزة لاستخدامها في أنظمة الصوت المُثبتة على المسارح لأول فيلمٍ كاملٍ لها وهو Fantasia (1940).
تم استخدام المختبر بشكلٍ أساسي كساحة للأبحاث وورشة عمل للتطوير والتصنيع، والتأسيس الحقيقي للشركة كان في عام 1947. اليوم، يُعَد المرآب المتواضع الذي انطلقت منه أحد أضخم شركات الحواسيب في العالم معلمًا تاريخيًّا في كاليفورنيا.
اقرأ أيضًا: نموذج الذكاء الاصطناعي "Gemini".. خارق حقًا ولكن هل خدعتنا "غوغل"؟
Mattel
ربما لا يعرف كثيرون هذه العلامة التجارية الرائدة، ولكنهم بالتأكيد سيعرفون لعبة أو دُمية "باربي- Barbie" التي تُعَد "دُمية الموضة الأشهر في العالم أجمع". قبل أن تُصنّع "Mattel" هذه الدمية، كانت تعمل على تصنيع إطارات الصور في مرأبٍ بجنوب كاليفورنيا عام 1945.
أصحاب المشروع؛ "هارولد ماتسون" و"إيليوت وروث هاندلر"، بدأوا بتصنيع بيوتٍ للدمى -جنبًا إلى جنب مع إطارات الصور- من نشارة الخشب وعندما وجدوا إقبالاً عليها يفوق إطارات الصور، قرروا أن يُركزوا مجهوداتهم على هذه الصناعة ويتخصصوا في بيع الألعاب إلى أن ذاعت شهرتهم بفضل الدمية الأيقونية "باربي". وبعد أن كانت "Mattel" تُدار من جراج، الآن هي شركة عملاقة تُقدر قيمتها بمليارات الدولارات.
Apple
كانت وما زالت شركة "Apple" بشعارها المميز رمزًا للفخامة؛ أجهزتها من أفخم الأجهزة وأعلاها ثمنًا في السوق، وهذا رُغم بدايتها المتواضعة، جدًا؛ التي كانت من مرآب منزل والدي "ستيف غوبز".
لعب مرآب "السيليكون فالي" دورًا في تأسيس الشركة، وإن كان ذلك الدور ليس بكبير. والحقيقية أننا أجّلنا الحديث عن "Apple" للنهاية لأن الشريك المؤسس "ستيف ووزنياك- Steve Wozniak" قد وصف قصة المرآب بأنها "ليست حقيقية نوعًا ما"، ولكن هذه الـ "نوعًا ما" تعني بأنه كان هناك مرآب بالفعل، وهذا ما قد كان، فـ"ووزنياك" بنفسه قد اعترف بأن الجراج لعب دورًا في قصة الشركة، ناهيك أنه في 2014 قال: "إن المرآب يُمثلنا أكثر من أي شيء آخر، ولكن أيًا من التصميمات لم تخرج من هناك. لقد كنا ننقل التصميمات المُنتهية إلى المرآب، نتأكد من عملها، ثم نوفّرهم في المتجر حتى نحصل على النقود".
إذن فشركة "Apple" بدأت فعلاً من مرأب، ولكن بطبيعة الحال لم يكن كل شيء يحدث هناك. المرآب الذي نتحدث عنه كان مُلاصقًا لمنزل طفولة "ستيف غوبز" في منطقة لوس أتلوس بولاية كاليفورنيا، والآن أصبح مزارًا تاريخيًّا بعد أن تم ترميمه.
يُذكَر أن شركة "Apple" أصبحت أضخم وأغنى شركة في العالم بقيمة سوقية تقترب من الـ 3 تريليونات دولار. الشركة مُتعددة الجنسيات أصبحت كذلك رمزًا للفخامة ودلالة على المكانة الاجتماعية المرموقة. يكفي أن يحمل الشخص علامة التفاحة المقضومة وستتغير نظرة من حوله له.