ماذا يحدث للجسم عند استخدام المُلّينات كل يوم؟
المُليّنات على اختلاف أنواعها من الأدوية الفعّالة في التغلُّب على الإمساك، وقد يعتاد البعض استخدامها كل يومٍ للتخلص من انتفاخ البطن والإمساك في آنٍ واحد، وصحيحٌ أنّها تُوفِّر راحة للجسم والأمعاء مع استخدامها كل يوم، لكن قد يعتاد الجسم عليها، ويصير القولون شِبه مشلول من دونها، فما الذي يحدث للقولون وللجسم مع تناول المُليّنات كل يوم بالضبط؟ وكيف تمنع الإمساك دون استخدامها؟
ما هي المُليّنات؟
هي أدوية تُساعِد في التغلب على الإمساك من خلال تليين البراز، بما يُسهِّل خروجه من القولون، أو بطرقٍ أخرى تسمح في النهاية بطرد البراز خارج الجسم دون عناء.
أنواع المُليّنات
تنقسم أنواع المُليّنات إلى:
- المُليّنات الحجمية: تزيد كمية الماء في البراز وحجمه، ما يُسهِّل طرده عبر القولون، مثل السيليوم.
- المُليّنات المُنشّطة: تُسرِّع حركة الأمعاء، مثل السينا والبيساكوديل.
- المُليّنات التناضحية: تُساعِد في سحب الأمعاء من الأنسجة القريبة إلى داخل الأمعاء لتليين البراز وتسهيل خروجه من القولون، ومن أمثلتها اللاكتولوز والبولي إيثيلين جليكول.
- المُليّنات المزلقة: تُغطِّي سطح البراز وبطانة الأمعاء للحفاظ على البراز رطبًا ومساعدته على التحرك عبر الجهاز الهضمي، مثل الزيت المعدني.
- مُحفِّزات السيروتونين: تُحفِّز إطلاق المزيد من السوائل في الأمعاء وتسريع حركة الأمعاء، مثل بروكالوبرايد.
فوائد الحصول على المُليّنات
تشمل فوائد المُليّنات للجسم وصحة الجهاز الهضمي:
1. التغلب على الإمساك وزيادة عدد مرات قضاء الحاجة
تتمثّل فوائد الحصول على المُليّنات في التخلص من الأعراض المؤلمة للإمساك، فمن خلال تسهيل حركة البراز عبر الأمعاء، فإنّها لا تُساعِد فقط في التخلّص من الفضلات، بل تُحافِظ على صحة الجهاز الهضمي عمومًا، وذلك وفقًا لمراجعة عام 2023 في الطب الباطني "Internal Medicine".
2. تعزيز صحة ميكروبات الأمعاء
طالما أنّ المريض يحصل على المُليّنات بجرعات منضبطة دون إفراط، فقد يُساعِد تناولها في دعم توازن ميكروبات الأمعاء، لا سيما من خلال تعزيز حركات الأمعاء المنتظمة، لكن هناك حاجة إلى مزيدٍ من البحث لتأكيد ذلك.
جديرٌ بالذكر أنّ صحة الأمعاء تعتمد على عِدّة عوامل بخلاف انتظام حركة الأمعاء، مثل النظام الغذائي، ومدى توتر الإنسان وغير ذلك.
اقرأ أيضًا:كيف تخسر الوزن مع القولون العصبي؟
3. المساهمة في خسارة الوزن
أفاد بعض الناس بفقدانهم الوزن عند استخدام المُليّنات، فقد يلجأ إليها بعض الناس لخسارة الوزن رغم أنّ هذه ليست وظيفتها الرئيسة، لكن نظريًا، تُحفِّز الملينات حركة البراز، وخلال ذلك تكون الأمعاء قد امتصت معظم العناصر الغذائية والسعرات الحرارية، لذلك فإنّ فقدان الوزن المرتبط باستخدام المُليّنات عائد في الغالب إلى فقدان الماء والمعادن وبعض الألياف غير القابلة للهضم من القولون.
ولا يُوصَى عمومًا باستخدام المُليّنات لخسارة الوزن الزائد، بل يجب مناقشة ذلك مع الطبيب.
4. تعزيز الوظائف المعرفية
قد يُساعِد تناول المُليّنات في تنظيم حركة الأمعاء، وهناك علاقة مباشرة بين صحة الأمعاء وصحة الدماغ، فحسب دراسةٍ منشورة في عام 2023 في مجلة "Neurology" لبحث الارتباط بين مدى تكرار حركة الأمعاء والوظائف المعرفية (الذاكرة والتعلم والانتباه والتفكير وغيرها).
وأظهرت النتائج أنّه مقارنةً بأولئك الذين كانوا يقضون حاجتهم مرة واحدة على الأقل، فإنّ الذين يقضون حاجتهم مرة واحدة فقط كل 3 أيام أو أكثر لديهم وظائف معرفية أسوأ بدرجةٍ ملحوظة.
ورغم أنّ هناك حاجةٌ إلى مزيدٍ من الأبحاث لتأكيد ذلك إلّا إنّ الدراسة كشفت عن ارتباطٍ وثيق بين انتظام حركة الأمعاء وصحة الدماغ.
5. تقليل انتفاخ البطن
ما دُمت تستخدم المُليّنات لعلاج الإمساك، فسيقل انتفاخ البطن بالضرورة، فغالبًا ما يُعانِي المُصابون بالإمساك انتفاخ البطن.
اقرأ أيضًا:تعرف على أفضل الطرق الطبية والطبيعية لتنظيف القولون وفوائده
أضرار المُليّنات
تناول المُليّنات كل يوم يُكافِح الإمساك بلا شك، لكن قد يكون لها بعض الآثار الجانبية:
1. الاعتماد على المُليّنات
ينشأ الاعتماد على المُليّنات من اعتياد الجسم على استخدامها لتحريك الأمعاء أو قضاء الحاجة، فقد يُؤدِّي الإفراط في استخدامها إلى فقدان الأمعاء قدرتها الطبيعية على تحريك البراز، ما يُؤدِّي إلى الحاجة الدائمة إلى استخدامها لقضاء الحاجة.
فمثلًا السينا أحد مُكوِّنات المُليّنات، قد يعتادها الجسم، ولذلك لا تُستخدَم إلّا على المدى القصير، أمّا المُليّنات التناضحية مثلًا، فتسحب الماء إلى داخل القولون، ما يُسهِّل طرد البراز خارج الجسم، كما أنّها مفيدة في علاج الإمساك والوقاية منه على الأمد البعيد، ولا تتسبَّب في نشوء حالة الاعتماد.
2. الجفاف
الجفاف أحد مخاطر الإفراط في استخدام المُليّنات، فهي تُحفِّز حركة القولون من خلال زيادة كمية الماء في البراز، وهذا قد يُؤدِّي إلى خسارة الماء سريعًا من الجسم، ما يُؤدِّي إلى الجفاف، الذي من أعراضه:
- جفاف الفم.
- التعب والإرهاق.
- الدوار.
- العطش الشديد.
- تلف الكلى في الحالات الشديدة.
3. اختلال توازن بكتيريا الأمعاء
انتظام حركة الأمعاء يعني الحفاظ على صحة بكتيريا الأمعاء النافعة وتوازنها، لكن قد يُؤدِّي الاستخدام المزمن للمُليّنات إلى تأثيرات معاكسة، إذ وجدت دراسة أُجريت عام 2023 على النساء المُصابات باضطرابات الأكل، قلّة تنوّع بكتيريا الأمعاء مع استخدام المُليّنات.
4. نقص العناصر الغذائية
كذلك قد يُؤدِّي استخدام المُليّنات كل يوم لفترةٍ طويلة إلى نقص العناصر الغذائية في الجسم، فهي تُسرِّع عبور الطعام عبر الأمعاء، ما يُقلِّل الوقت المُتاح للجسم لامتصاص العناصر الغذائية من الطعام، ومِنْ ثَمّ قد يتعرّض الإنسان لنقص بعضها.
اقرأ أيضًا:ساعات اليد.. رفيقك الذكي لمواجهة نوبات التهاب القولون
5. تملُّن القولون (Melanosis coli)
قد يُؤدِّي استخدام المُليّنات على مدار فترة زمنية طويلة إلى تملُّن القولون، وهي حالة تتميّز بتعتيم بطانة القولون، وغالبًا ما يرتبط بأنواعٍ مُعيّنة من المُليّنات، ويحدث ذلك الاضطراب بسبب تراكم صبغة الليبوفوسين.، ورغم أنّ ذلك الاضطراب غير ضار وغالبًا ما يزول بعد التوقف عن استخدام المُليّن، إلّا إنّ وجوده دليل على الإفراط في استخدام المُليّنات.
من الذين لا ينبغي لهم استخدام المُليّنات؟
تُساعِد المليّنات في علاج الإمساك بلا شك، لكن ينبغي لبعض الناس تجنُّبها أو تناولها بحذر، كما في حالة الإصابة ب:
- أمراض القلب.
- أمراض الكبد.
- أمراض الكلى.
- مرض كرون.
- التهاب القولون التقرُّحي.
كذلك لا ينبغي تناول الملينات خلال فترة الحمل عند السيدات إلّا تحت إشراف الطبيب، خاصةً أنّ بعض الأنواع قد تُحفِّز تقلصات الرحم، وربّما تُؤدِّي إلى الولادة المُبكِّرة.
نصائح عامة للتغلُّب على الإمساك
المُليّنات ليست الطريقة الوحيدة لتخفيف الإمساك، بل هناك بعض الطرق الطبيعية التي يُمكِن من خلالها تعزيز حركة الأمعاء دون أدوية، والأفضل دون منافس في ذلك الشأن تناول الأطعمة الغنية بالألياف، إذ تُحافِظ على صحة الأمعاء على المدى الطويل، وتُساعِد في طرد البراز، وتحسين ميكروبيوم الأمعاء أيضًا.
ومن أمثلة الأطعمة الغنية بالألياف:
- الحبوب الكاملة، مثل الأرز البني والشوفان.
- الفواكه، مثل التفاح والكمثرى والموز.
- الخضروات، مثل السبانخ والجزر والبطاطا والبروكلي، وغيرها.
- البقوليات، مثل الفاصوليا والعدس والحمص.
- البذور، مثل بذور الشيا وبذور الكتان.
- المكسرات.
ومِمّا يُنصَح به أيضًا للتغلّب على الإمساك دون استخدام المُليّنات:
- شُرب كميات مناسبة من الماء والسوائل للوقاية من الجفاف؛ الذي يُعدّ من الأسباب الشائعة للإمساك.
- ممارسة التمارين الرياضية بانتظام، إذ تُساعِد في تحفيز عضلات الأمعاء، لطرد الفضلات.
- الذهاب إلى دورة المياه عند الحاجة إلى ذلك دون تأجيل.
- تناول الأطعمة الغنية بالبروبيوتيك، مثل الزبادي، أو الحصول على مكملاته.
- استشارة الطبيب حال استمرار الإمساك وصعوبة التغلُّب عليه، وكذلك قبل الانخراط في أنظمة غذائية جديدة لمعرفة تأثيرها في القولون.