علماء يستخدمون تقنيات تعلّم الآلة لفهم لغة الدجاج!
هل تساءلت يومًا عما يقصده الدجاج بنقنقته وأصواته التي تبدو عشوائية ومعقدة في نفس الوقت؟ هذه الأصوات هي الطريقة التي يتفاعل بها الدجاج مع العالم مُعبرًا عن اغتباطه، وخوفه، بل وعلاقاته الاجتماعية.
مثلنا نحن البشر، تختلف "لغة الدجاج" مع تقدم العصور واختلاف البيئات، وصدق أو لا تصدق؛ حسب طريقة التربية أو بالأحرى التدجين كذلك، وهذا يمنحنا نظرة ثاقبة نحو بنيتها الاجتماعية وسلوكياتها المختلفة التي قد تُغير من نهجنا في تربية الدواجن.
في محاولة لفك شيفرة لغة الدجاج وفهم مشاعرهم، استعان باحثون من جامعة دالهوزي Dalhousie الكندية بالذكاء الاصطناعي AI ولغة الآلة ML ليكونا بمثابة المترجم لما يقوله الدجاج، حيث يستطيع الذكاء الاصطناعي أن يُحلل كميات مهولة من العينات الصوتية، بينما تُفسّر خوارزميات تعلم الآلة الأنماط المتخلفة وتتعرف عليها. ونظرًا لأن الدجاج يمتلك طيفًا واسعًا من الأصوات المُختلفة في النبرة وحسب السياق، فإن مهمة فهم ما يقولونه هي مهمة عصية للغاية.
اقرأ أيضًا: لماذا يتخشب الدجاج عند رسم خط مستقيم أمام منقاره؟ (فيديو)
لكن مُثابرة الباحثين أفضت إلى نتيجة مُثيرة مكنتهم -باستخدام تقنية معالجة اللغة الطبيعية NLP- من وضع أولى الخُطى على طريق فهم لغة ومشاعر الدجاج؛ ما الذي يعنونه بأصواتهم؟ وما الذي يشعرون به حقًا؟
وتطرق الباحثون كذلك إلى التركيز على التواصل غير اللفظي للدجاج عن طريق مراقبة حركة أعينهم وتعابير وجوههم وربطوها بمشاعر الدجاج، وعن طريق مشاهدة عديد الفيديوهات والصور الحرارية، وجدوا أن تغير درجة الحرارة حول أعين الدجاج وأدمغتهم، إضافة إلى تغير سلوك حركة العين يبدو وكأنه دلالة على التوتر.
ويفتح هذا البحث آفاقًا جديدة حول فهم لغة الدجاج وسلوكياتهم، وبالتبعية إمكانية تربيتهم بشكلٍ أفضل وتحسين الممارسات الزراعية كما لم يكن من قبل. وبحسب الباحثين، فإن رحلتهم نحو "فك شيفرة لغة الدجاج" ليست فقط رحلة أكاديمية، وإنما وثبة للوصول إلى عالمٍ أكثر تعاطفًا.