"التفكير قبل اتخاذ القرار".. تعلم دروس النجاح من الملياردير وارين بافيت
يبرز الملياردير المعروف، وارين بافيت، في عالم المال والاستثمار كشخص يتبنى عادة فريدة من نوعها لها تأثير كبير في نجاحاته، ألا وهي "التفكير قبل اتخاذ القرار"، ونوضح فيما يلي كيف يمارس هذه العادة وكيف تعزز من نجاحاته.
ومن المهم معرفة أن العادات التي يتبعها الأفراد الناجحين هي أحد العناصر الرئيسة التي تسهم في تحقيق النجاح الشخصي والمهني. في هذا التقرير، سنستعرض عادة ذهنية مميزة تتبناها الشخصيات الناجحة، وهي عادة "التفكير قبل اتخاذ القرار" التي يتبناها الملياردير الشهير وارين بافيت.
ونستعرض فيما يلي كيف يمارس "بافيت" وغيره من الأثرياء هذه العادة اليومية، وكيف يمكن للأفراد تبنيها لتحقيق النجاح.
ما هي عادة "التفكير قبل اتخاذ القرار"؟
التفكير والقراءة
يشتهر وارين بافيت، المستثمر العالمي، بأنه قارئ نهم، كونه يخصص 80% من يومه للقراءة. ويرى "بافيت" أن أي شخص يسعى لتحقيق النجاح لا بد أن يقضي وقتًا طويلاً يوميًا في القراءة، إذ يشجع على قراءة 500 صفحة يوميًا، بما يعني رغبته في توسيع المعرفة والتعلم المستمر كجزء أساسي من النجاح.
وإلى جانب القراءة، يشير "بافيت" إلى أهمية التفكير قبل اتخاذ القرار، وذلك من منطلق أنه يفضل الحصول على الحقائق أولاً، ومن ثم التفكير فيها، وهو ما يعتبره أسلوبًا صحيحًا لاتخاذ قرارات مدروسة في حياته أو عمله.
يعتمد "بافيت" وشريكه، تشارلي مونجر، على التفكير العميق قبل اتخاذ أي قرارات سريعة، وهو ما يسهم في تفادي الأخطاء وتحقيق النجاح على المدى الطويل، وهو درس لا بد من تعلمه وتطبيقه في أي من المجالات.
التفكير التأملي والإبداع
تشير دراسات إلى أن الأفراد الذين يمنحون أنفسهم الوقت للتفكير التأملي يكونون أكثر قدرة على تحقيق الإبداع وحل المشكلات بشكل إبداعي.
ويؤكد "بافيت" من جانبه أهمية تخصيص وقت للتفكير في روتينه اليومي، موضحًا أنه يقضي وقتًا كبيرًا يوميًا في التفكير فقط، وأن هذا النهج الفعّال يعزز التفكير الإبداعي ويساهم في الابتكار والنجاح المستدام.
التفكير التأملي وتوازن الحياة العملية
القيادة سمة مطلوب توافرها في أي رائد أعمال، لكنها عادة ما تكون مرهقة، ولكن الاهتمام بالتوازن بين العمل والحياة الشخصية من الممكن أن يحد من احتراق الوظيفة.
ويحث "بافيت" وغيره من الناجحين على منح الوقت للتفكير وتقييم التوازن بين العمل والحياة والراحة العامة، كون ذلك يعكس رؤيةً شمولية للنجاح تنطوي على الجوانب الشخصية والمهنية.
اقرأ أيضًا: التفكير المنطقي.. ما هو؟ وما أنواعه ومراحله وخصائصه؟
عوامل إضافية تشحذ قدرات الأفراد الذهنية
التطور التكنولوجي:
على الرغم من التركيز الكبير على القراءة والتفكير، لكن وارين بافيت يُظهر أيضًا فهمًا عميقًا للتطور التكنولوجي ومدى تأثيره على الأعمال.
ويتضح استخدامه للتكنولوجيا الحديثة في متابعة أحدث الأخبار الاقتصادية والمالية، وهو التوازن الحاصل بين التفكير التقليدي والتكنولوجيا الحديثة، وهو ما يعكس أيضًا استراتيجية متنوعة للحفاظ على حافة تنافسية في عصر التغيير السريع.
التحضير للمستقبل:
سبق أن أكد "بافيت" في إحدى المقابلات الإعلامية التي أجراها من قبل على أهمية التفكير والتحضير للمستقبل. واتفق مع زميله، تشارلي مونجر، في أنهما لا يتخذان قرارات سريعة دون وقت للتفكير والتحضير.
وتحدث متابعون عن ذلك النهج بقولهم إن ذلك التناغم الذي يتبعه "بافيت" بين التفكير التأملي والتحليل المستقبلي يُظهر بوضوح تلك الرؤية الاستراتيجية التي تميز القادة الناجحين في حياتهم الخاصة والعملية.
تأثير البيئة الهادئة على القرارات:
يشدد وارين بافيت كذلك على أهمية البيئة الهادئة، ومدى ارتباطها بتحقيق التفكير الفعّال، موضحًا أنه يفضل الجلوس في أماكن هادئة خالية من التداخلات الرقمية والبشرية لتحسين جودة التفكير، وأن هذا الروتين اليومي يُظهر كيف يمكن للبيئة أن تؤثر على عمق وجودة التفكير واتخاذ القرارات.
النجاح على المدى الطويل:
يؤكد "بافيت" على أن عادة "التفكير التأملي" تُساهم بشكل مباشر في تعزيز النجاح على المدى الطويل. وأضاف أنه يتجنب الاجتهاد الفوري، ويرى أن الاستثمار في التفكير والتحليل يؤدي لقرارات أكثر حكمة واستدامة، وهو النهج الذي يعكس رؤية استراتيجية لتحقيق النجاح الدائم بدلاً من الركض وراء النجاح السريع
توظيف الاستراحة لتجنب الاحتراق:
يتفق "بافيت" مع تشارلي مونجر في أن استراتيجية التفكير التأملي تسهم بشكل رئيس في منع الاحتراق الوظيفي، ويُنظر إلى الاهتمام بالتوازن بين العمل والحياة وتخصيص وقت للراحة على أنه جزء أساسي من استراتيجية النجاح، وأن هذا التوازن يبرز كمفتاح للتحفيز الدائم والابتعاد عن الإرهاق المهني.
القيادة الشخصية:
يتضح أن القادة الناجحين الذين يتبنون عادة التفكير التأملي يكونون قادرين على توجيه رؤيتهم واتخاذ قرارات فاعلة، وهو النهج الذي يساعد في إبراز القيادة الشخصية وتحفيز الفرق لتحقيق أهدافها.
نصائح ذهبية من وارن بافيت للنجاح والاستثمار
بخلاف ما سبق، يمكنك كمهتم بعالم البيزنس وريادة الأعمال أن تستفيد من نصائح وارن بافيت، الرئيس التنفيذي لـ "بيركشاير هاثاواي"، كونها تلعب دورًا كبيرًا في سعيك للاستثمار بذاتك وضمان بلوغ النجاح.
ونستعرض فيما يلي أهم نصائح "بافيت" في مجال المال والأعمال وهي كما يلي:
1. تحلَّ بالشجاعة: فالخوف أمر معدٍ، ولهذا يتعين عليك تحدي الظروف.
2. استثمر في تعلم المحاسبة: اعتبرها لغة تسهم في تحليل الأعمال.
3. حافظ على محفظتك: استثمر للأبد وتجنب الإسراف في الشراء والبيع.
4. ثق بشركاتك: اختر الشركات التي تثق بها واستمتع بالاستثمار.
5. فرق بين السعر والقيمة: لا تدفع أكثر مما تحصل عليه.
6. السمعة أمر حيوي: حافظ على سمعة شركتك، وكن صارمًا إذا لزم الأمر.
7. كن متشككًا: لا تأخذ كل شيء على وجه الثقة، وتوقع أي شيء، حتى تكون متأهبًا للتعامل مع أي ظرف.
8. افهم ما تستثمر فيه: ولهذا يجب أن تتسلح بالعلم، وأن تفهم ما تشتري وتستثمر فيه.
9. تعامل مع الأشخاص الذين تثق بهم: ولا تتعامل مع أولئك الذين لا يمكنك الوثوق بهم.
10. استغل الانخفاضات: انظر إلى الانخفاضات كفرصة لتعزيز مراكزك.
11. اختر صناديق المؤشرات: تفادَ الاستثمار في الأسهم الفردية بتحديد صناديق المؤشرات.
12. استخدم دلوًا وليس ملعقة: استفد من الفرص ولا تفوتها بسبب الاستثمارات الضعيفة.
13. اغتنم الفرصة وكن حذرًا: لا تفوت الفرص الجذابة في انتظار ما هو أفضل.
14. احتفظ بالهدوء: التصرف الرزين في الأوقات الصعبة هو مفتاح النجاح.
15. اقرأ وفكّر بشكل مستمر: استثمر وقتك في القراءة والتفكير المستمر.
16. اعلم أن المعرفة أهم من الذكاء: المعرفة أكثر قيمة من الذكاء حين يتعلق الأمر بالاستثمار.
17. اتبع القواعد: لا تخسر المال أبدًا وتذكر القاعدة الأولى دائمًا.
18. كن مقتصدًا: اعلم أن الثراء لا يمكنه جلب السعادة، بل يُنصح أن تستمتع بعيش حياة ميسورة وراقية.
19. الثيران وليس الديك: عند اختيار المديرين، ابحث عن القيادة القوية التي تفيد سير الأعمال.
20. اعلم أنك أفضل استثمار: لذا اهتم بتطوير نفسك، وتيقن أنه أفضل استثمار يمكنك القيام به.
في نهاية المطاف، يظهر من خلال عادة التفكير قبل اتخاذ القرار كيف يلتزم وارين بافيت بمبادئ تفكيرية تعزز النجاح، وتسهم في تكوين ذاته وتقويتها على صعيد المال والأعمال الذي يتطلب صلابة شخصية من نوع خاص.
ويمكن للأفراد أن يتعلموا من تجاربه ويستوحوا من عاداته لتحسين أسلوب الحياة وتحقيق الأهداف المستقبلية، واعلم أن تبنيك لعادة التفكير التأملي سوف تضعك على طريق النجاح المستدام والتطور المهني والشخصي.