كيف تنال السيارات صفة "الكلاسيكية"؟ ومن أين تأتي أهميتها؟

كثيرًا ما يقف البعض عاجزين عن تحديد ما إذا كانت السيارة القديمة التي ينوون شراءها هي سيارة كلاسيكية ذات قيمة عالية، أم أنها مجرد سيارة مرّ عليها الزمن وأفقدها قيمتها. وقد يكون السبب بذلك هو أنّ مفهوم السيارة الكلاسيكية ارتبط دائمًا بالسيارات القديمة، أو بالسيارة التي نراها مختلفة اختلافًا جذريًا عن السيارات التي اعتدنا رؤيتها يوميًا. فهل كل سيارة قديمة هي سيارة كلاسيكية؟ وما هي تحديدًا السيارة الكلاسيكية؟

في التقرير التالي سنجيب على هذه التساؤلات ونحدد ما هي العوامل التي تجعل السيارة قادرة على انتزاع لقب "سيارة كلاسيكية":

عمر السيارة

في البداية، لا بد لنا أن نعترف بأنّ قدم السيارة هو أحد العناصر المهمة في تحديد ما إذا كانت كلاسيكية أم لا، وذلك لأنه حتى ولو لم تكن السيارة التي نتحدث عنها تحتوي على مواصفات فريدة أو تصميم جذاب، فإنها تنال قيمتها من الذكريات التي تربطها مع الناس. فكثيرًا ما يرتبط المرء عاطفيًا بسيارة حلم في طفولته بأن يقتنيها عندما يكبر، فتراه يقدم على تحمل تكلفة اقتنائها المرتفعة "سواء كانت هذه التكلفة تتعلق بالسعر، أو بتكلفة إعادة ترميمها العالية، أو أي عامل آخر" فقط كي يحقق حلم الطفولة. وبطبيعة الحال، يحتاج هذا الأمر لسنوات طويلة كي يحصل. ومن هنا يأتي الارتباط الوثيق بين السيارات القديمة والصفة الكلاسيكية.

وهنا تجدر الإشارة إلى أنّ العديد من دول العالم تفرض حظر على استيراد السيارات التي يزيد عمرها على خمس أو عشر سنوات "تبعًا للبلد المعني"، على أن يُرفع الحظر عندما يمضي 20 سنة على إنتاج السيارة. فهذا يعني أنّ السيارات التي يتراوح عمرها ما بين 5 وبين 20 سنة هي بطبيعة الحال ليست سيارات كلاسيكية.
 

عامل الندرة

يُعد هذا العامل من أبرز العوامل التي تحدد السيارات الكلاسيكية، لذا نجد بأنّ عديدًا من الصانعين يعمدون لحصر إنتاج طرزهم الخاصة بعدد قليل من النسخ، كما أنّ هناك صانعين يفرضون سقفًا معيّنًا على إنتاجها عملاً بـ القاعدة التي وضعها "Enzo Ferrari" مؤسس شركة "Ferrari"، التي تفيد بوجوب توفير نسخة واحدة أقل مما هو مطلوب من قبل العملاء، أضف إلى ذلك أنه وفي كثير من الأحيان يمكن أن تجد فئة معيّنة من سيارة أغلى ثمنًا بأضعاف مضاعفة من فئة أخرى تنتمي إلى نفس الطراز، كالفرق الكبير بالقيمة والسعر بين كل من "Ferrari 458" التي أُنتج منها 20 ألف نسخة و"Ferrari 458 Speciale A" المكشوفة التي حُدد إنتاجها بـ 499 نسخة فقط.

اقرأ أيضًا: "هذا أفضل أيام الأسبوع للحصول عليها".. ما أنسب وقت لشراء سيارة؟

عامل المواصفات الأصلية 

يتوجب على أي سيارة وقبل أن يُطرح السؤال ما إذا كانت كلاسيكية أو لا أن تكون متمتعة بنفس الحالة الأصلية التي خرجت فيها عن خطوط الإنتاج، كأن تحتوي على نفس العجلات، نفس القطع الخارجية والداخلية وأيضًا نفس الطلاء، إلا أنّ الأهم يبقى أن تكون متمتعة بنفس المحرك، الهيكل وعلبة التروس، وأن تتطابق أرقامها معًا تمامًا كما كانت هذه الأرقام عند إنتاج السيارة في البداية. فهنا لا يكفي الحصول على محرك أصلي لسيارة ما ثم تركيبه على هيكل آخر لنفس الطراز ولكن بنسخة مختلفة عن النسخة التي جُهز بها هذا المحرك كي تُعتبر السيارة أصلية، وبمن ثم ترتفع قيمتها المادية والمعنوية.

أهمية الطراز

تتمتع السيارات التي تحمل مواصفات تتوفر لأول مرة على سيارة إنتاج تجاري، أو تلك التي تنال اهتمام كبير من قبل العملاء عند إطلاقها، بحظ أوفر كي تنال الرتبة الكلاسيكية. وهذا تحديدًا ما حصل مع طراز "BMW 850i" الذي نال اهتمامًا كبيرًا من قبل عشاق الصانع البافاري عند الكشف عنه في عام 1990، والذي بدأت أسعاره في الآونة الأخيرة بالارتفاع مجددًا. أو طراز Honda NSX "الجيل الأول" الذي افتتح عند إطلاقه في عام 1989 مرحلة جديدة في عالم السيارات الرياضية، مرحلة عنوانها التزاوج بين المواصفات الرياضية العالية وبين العملانية المتفوقة والاعتمادية العالية.

القيمة الرياضية

للقيمة الرياضية أهمية كبيرة في عالم السيارات الكلاسيكية، وخير دليل على هذا الأمر هو طراز "Ferrari 250 GTO" الذي وُلدت أسطورته ليس فقط من كونه يتمتع بإنتاج محدود، بل أيضًا لتمكنه من تحقيق الفوز في سباقات التحمل، وأبرزها سباق 24 ساعة لومان.

وإذا كان الطراز الأخير هو المثال الأكبر على هذا الأمر، فالأمثلة الأخرى عديدة، كطراز Lancia Delta HF integrale، 1955 Mercedes-Benz 300 SLR Uhlenhaut Coupé أو Aston Martin DBR 1.

اقرأ أيضًا: أسرار من خلف المقود.. القصة الحقيقية لـ "بورشه 928"

المشاركة في الأعمال التمثيلية

يُعد هذا العامل على أهميته مثير للجدل. فمن الطبيعي أن تنال أي سيارة رياضية مثيرة أو فاخرة تنفيذية تشارك بأحداث مسلسل تلفزيوني ما أو فيلم سينمائي اهتمام الناس، خاصةً إذا كان العمل التمثيلي الذي شاركت فيه قد جمع حوله كثيرا من المعجبين، أو حقق نجاحًا كبيرًا. تمامًا كما حصل مع طراز "Lotus Esprit" الذي قاده العميل السري "James Bond"، أو سيارة "Pontiac Trans AM" التي كانت بطلة مسلسل السيارة الخارقة "Knight Rider". ولكن أن تتمكّن سيارة اقتصادية من تحقيق الحالة الكلاسيكية كما حصل مع "Volkswagen Bettle" بسبب سلسلة أفلام "Herbie"، فهذا أمر يؤكد أنّ الأعمال التمثيلية الناجحة قادرة على تحويل سيارة عادية إلى كلاسيكية مميزة.