ما هي السيارة التي تستحق لقب "رياضية خارقة" ؟
كونها ليست تعريفًا رسميًا قائمًا على أساسات علمية، فإنّ عبارة السيارة الخارقة، أو "Super Car" بالأجنبية، هي عبارة فضفاضة يمكن إطلاقها على أي سيارة سواء كانت فاخرة فخمة في تصميمها، وأدائها ومواصفاتها كسيارات "Rolls-Royce"، أو سيارات رياضية، أو حتى سيارات قد تكون فاخرة أيضًا إلا أنّ ميزتها الأساسية هي القدرة على تحقيق سرعاتٍ عالية.
ولكن بما أنّ النوع الأخير يكون في العادة هو المعني الأول في كل مرة نسمع فيها عبارة "سيارة خارقة"، لذا سنركز حديثنا عليه لنحدد تمامًا ما هي الصفات التي يجب على السيارة الخارقة أن تتمتع بها كي تنال هذا الشرف.
محرك مثبّت في الوسط إلى الخلف
تُعد هذه الخاصية أبرز ما يحدد السيارة الرياضية الخارقة ومن دونها يكون وصف أي سيارة مهما علا شأنها على أنها رياضية خارقة وصفًا فارغًا من مضمونه أو مجرد ادعاء. لذا، اعذرني عزيزي القارئ إذا أطلت الشرح عن فوائد هذه التقنية.
في البداية، يعود الفضل بتوفير هذه التقنية في عالم السيارات المخصّصة للطرقات إلى ثلاثة من كبار مهندسي Lamborghini، وهم Giampaolo Dallara، Paolo Stanzani وBob Wallace، الذين عمدوا خلال عام 1965 إلى استثمار وقتهم الخاص لتطوير نموذج أولي لسيارة تُعرف باسم "P400".
لقد تصور المهندسون سيارة للطرق تحمل مواصفات سباق، سيارة يمكن أن تفوز على الحلبة ويقودها المتحمسون على الطريق. عمل الرجال الثلاثة على تصميم هذه السيارة ليلاً، على أمل إقناع مؤسس الشركة Ferruccio Lamborghini بأنّ مثل هذه السيارة لن تكون باهظة الثمن ولن تشتت انتباه الشركة. وعندما جرى الانتهاء من عمليات التطوير، وُلد طراز "Miura" كأول سيارة رياضية خارقة، كونها كانت مجهزة بمحرك مثبّت في الوسط إلى الخلف.
وفي الحقيقة، فإنّ المكان الوسطي المائل إلى الخلف، وتحديدًا خلف مقعد السائق في السيارة، هو المكان المثالي لتثبيت المحرك. فمن جهة يساهم هذا الأمر بطبيعة الحالة بجعل أكبر وزن تعانيه السيارة مثبّتًا في الوسط. ومن جهة أخرى، وكونه مثبّتًا من جهة الخلف "خلف المقاعد مباشرة"، فهذا يعني أنه خلال الكبح القاسي وعندما ينتقل وزن المحرك المرتفع إلى الأمام يكون هذا الأمام هو وسط السيارة تمامًا، أي بعيدًا عن المحورين الأمامي أو الخلفي. وهذا ما يميز بنيويًا السيارات المجهزة بهذه التقنية عن السيارات الرياضية الأخرى التي تعتمد المحرك المثبّت في الوسط إلى الأمام.
ففي الحالة الأولى، ونظرًا لشكل جسم الإنسان "هنا السائق" ووضعية القيادة، فإنه يمكن تثبيت المحرك خلف ظهره. أما في حالة تثبيت المحرك في الوسط إلى الأمام، فإنّ الأخير يجب أن يتقدم أكثر إلى الأمام إفساحًا بالمجال لأقدام السائق ومكان تثبيت أدوات القيادة، ومن ثم يكون المحرك على مقربة من المحور الأمامي، وعند الكبح بقوة يتقدم الوزن إلى الأمام أكثر فأكثر، أي باتجاه المحور الأمامي، ومن ثم تكون الفائدة من تقنية التثبيت الوسطي للمحرك محدودة أكثر.
وهنا قد يتساءل أحدهم قائلاً: لقد ذكرتم الكبح القاسي وتأثيره على انتقال الوزن إلى الأمام، ولكن ماذا عن التسارع العنيف الذي ينتقل معه الوزن إلى الخلف؟ هنا تكون الإجابة بأنّ انتقال الوزن إلى الخلف عند التسارع العنيف يسهم إيجابيًّا بدفع العجلات الخلفية "الدافعة حكمًا في السيارات الرياضية" نحو الأسفلت وإعطائها المزيد من التماسك، ومن ثم ترجمة سرعة دورانها العالية إلى انطلاق سريع نحو الأمام.
اقرأ أيضًا: "2024 Porsche Macan".. إنجاز هندسي يواصل حصد النجاح على الطريق
التجهيزات المتطورة رياضيًا
هذا العامل دائم التطور، إذ إنّ التجهيزات المتطورة رياضيًا التي تبصر النور لأول مرة على متن السيارات الرياضية الخارقة، تُصبح عادية بعد فترة من الزمن، خاصةً عندما تعرف طريقها نحو السيارات التقليدية.
في بداية القرن الحالي، كانت "Ferrari Enzo" هي أول سيارة تجهز بمكابح مصنوعة من الكربون سيراميك. اليوم هناك كثير من السيارات التي تأتي مجهزة بهذا النوع من المكابح، لذا فإنّ السيارة الرياضية الخارقة التالية يجب أن تتمتع بمواصفات قادمة من عالم السباقات لأول مرة، أو تقنية مطورة لها تحديدًا كي يصح القول فيها أنها "رياضية خارقة".
التصميم الخارجي
يتوجب على السيارة الرياضية الخارقة أن تأتي بتصميم متطرف رياضيًا، وكلما كان هذا التصميم متطرفًا كان الوصف الذي نتحدث عنه هنا لائقًا بها. فعلى سبيل المثال، عند النظر إلى التصميم المتطرف إلى أقصى حدود الديناميكية الهوائية لطراز Valkyrie من Aston Martin، لا يمكن للمرء أن يصف ما يراه بأي شيء غير "سيارة رياضية خارقة".
لمسة العظمة البعيدة عن التصميم السباقي
رغم أنها غالبًا تحتوي على تقنيات وسمات قادمة من عالم السباقات، فإنّ السيارة الرياضية الخارقة يجب أن تتمتع بلمسة من العظمة التي تجعلها تقترب من التحف الفنية أكثر من مجرد سيارة سباق مصمّمة فقط لتوفير فعالية انسيابية، دون الاهتمام بأي عامل من عوامل الظهور بمظهر مرتب ولائق. فغالبًا تأتي سيارات السباق دون تشطيب مرتب لأجزائها الخارجية، مع مسامير وبراغي مثبتة بشكلٍ عشوائي، بينما يتوجب على السيارة الرياضية الخارقة أن تتمتع بتشطيب راقٍ وسمات جمالية عالية.