لتجربة طبيعية مميزة.. ضوابط التنزه والتخييم في محمية الأمير محمد بن سلمان الملكية
حُددت ضوابط صارمة للتنزه والتخييم في محمية الأمير محمد بن سلمان الملكية، تحظر بموجبها عدة أنشطة للحفاظ على البيئة والموارد الطبيعية. وصار يُمنع بشدة الانتفاع بالمحمية أو مواردها دون الحصول على موافقة الهيئة، وأي نشاط مثل الرعي أو الزراعة يتطلب الموافقة أيضًا.
الضوابط تشمل منع صيد الكائنات الفطرية دون ترخيص، وتحظر ترك النفايات أو دفنها أو حرقها في أماكن غير مخصصة، بالإضافة إلى منع استخدام المبيدات أو التلوث البيئي. وكذلك تم اصدار قرارات بحظر تدمير الغطاء النباتي، أو استخدام الحطب، أو الفحم المحلي دون تصريح.
تشمل الممنوعات أيضًا استخدام الطائرات دون طيار ووسائل النقل في أماكن غير مخصصة، ويُحظر استخدام الألعاب النارية أو الأسلحة داخل المحمية. ويُطلب من الزوار الحصول على تصريح قبل ممارسة أي نشاط، مع التأكيد على ضرورة الامتثال لتعليمات الهيئة والتعاون مع المفتشين. وفي حالة الطوارئ، يُطلب من الزوار إخلاء الموقع والامتثال للتوجيهات.
وتشدد قائمة المحظورات أيضًا على ضرورة توفير وسائل اتصال والحفاظ على بيئة تخييم صديقة وآمنة. كما يجب على الزوار الحصول على تصاريح لأنشطتهم، ويتوجب عليهم احترام الشروط المحددة للحفاظ على المحمية، وتعاونهم مع الهيئة لضمان استمتاع الجميع بتجربة طبيعية مميزة.
أبرز المحظورات في المحمية
1. الانتفاع غير المصرح به:
يُمنع القيام بأي أنشطة تستفيد من المحمية أو مواردها دون موافقة الهيئة، بما في ذلك الرعي والزراعة.
2. صيد الكائنات الفطرية:
يُمنع صيد الكائنات الفطرية دون الحصول على موافقة الهيئة، مع فرض تراخيص نظامية.
3. إدارة النفايات:
يُمنع ترك النفايات أو استخدام المواد البيئية بشكل يؤدي إلى التلوث أو الأذى للبيئة.
4. الحفاظ على الطبيعة:
تُحظر الأنشطة التي تسبب تلفًا في الغطاء النباتي أو تشوه الملامح الطبيعية للمحمية.
عقوبات الانتهاك
في حالة مخالفة هذه الضوابط، تحتفظ الهيئة بحق رفض التصاريح وإخلاء الموقع، مع التأكيد على أهمية الالتزام في حالات الطوارئ.
الالتزام بالتصاريح
يتوجب على الزوار الحصول على تصريح قبل ممارسة أي نشاط داخل المحمية، مع الالتزام بالشروط والتعليمات الواردة في التصريح.
اقرأ أيضًا: محمية جبل شدا الأعلى.. التفرد في الطبيعة والتاريخ يتجسد في قلب تهامة
إطلاق 85 كائنًا فطريًا في محمية الأمير محمد بن سلمان
كان المركز الوطني لتنمية الحياة الفطرية قد بادر في انطلاقته الأولى للموسم الحالي 2023-2024 بإطلاق 85 كائنًا فطريًا مهددًا بالانقراض، بالتعاون مع محمية الأمير محمد بن سلمان الملكية.
ويأتي هذا الإطلاق، الذي تم أواخر العام الماضي، في إطار برنامج لإكثار وإعادة توطين الكائنات الفطرية المهددة بالانقراض، وإعادة تأهيل النظم البيئية وتعزيز التنوع الأحيائي في المملكة.
وقد شملت الكائنات المُطلقة، التي استقبلتها المحمية الفترة الماضية، مجموعة متنوعة تشمل المها العربي، وظبي الريم، وظباء إدمية، ووعول جبلية، بالإضافة إلى طيور تم إعادة تأهيلها في وحدة الإيواء، مثل عقبان السهول، ونسور سمراء، ونسر أذون، وطيور البوم الفرعوني الصحراوي.
وهي الخطوة التي تهدف إلى إعادة الأنواع المحلية المهددة بالانقراض إلى بيئاتها الطبيعية، وتأتي كجزء من مبادرات "السعودية الخضراء"، مساهمة في تحقيق استراتيجية الحفاظ على البيئة، وتعزيز التنمية المستدامة والثروات الفطرية.
الرئيس التنفيذي للمركز، الدكتور محمد علي قربان، أكد أن البرنامج يُعد خطوة إيجابية نحو تحقيق أهداف الحفاظ على التنوع الأحيائي، ويشير إلى التكامل والتعاون بين المركز والجهات ذات الاهتمام المشترك.
كما أن المركز يعد من الرواد في مجال إكثار الكائنات المهددة بالانقراض وتوطينها، ويُجري أبحاثًا حديثة لمتابعة وفهم الممكنات والتحديات التي تواجه الحياة الفطرية.
محمية الملك سلمان بن عبد العزيز الملكية.. جوهر التنوع والتراث
تقع محمية الملك سلمان بن عبد العزيز الملكية في شمال المملكة العربية السعودية، وتعد أكبر محمية من بين المحميات الملكية بمساحة تبلغ 130,700 كم². وتشمل 3 محميات سابقة، وهي الخنفة والطبيق وحرة الحرة، والمناطق المجاورة لها.
وفي يونيو 2018، أُصدر الأمر الملكي القاضي بضم جميع هذه المحميات تحت اسم "محمية الملك سلمان بن عبد العزيز الملكية"، وذلك برئاسة الأمير عبدالعزيز بن سعود بن نايف بن عبدالعزيز آل سعود.
تتميز المحمية ببيئتها البكر وهوائها النقي، إضافة إلى التنوع الجغرافي والتراثي. وتحتفظ بآثار نادرة تعود إلى 8000 سنة قبل الميلاد، مثل منطقة جبة وكلوة.
وفي 22 نوفمبر 2022، أُعلن عن تسجيل هيئة تطوير محمية الملك سلمان بن عبد العزيز الملكية في قاعدة البيانات العالمية للمحميات الطبيعية، كأول محمية ملكية سعودية يتم تسجيلها على هذا الموقع العالمي.
وقد تأسست هيئة تطوير محمية الملك سلمان بن عبد العزيز الملكية بقرار مجلس الوزراء رقم "437" في 01 رجب 1441هـ، والتي تهدف إلى تنظيم وتطوير المحميات الملكية والمساهمة في الحفاظ على التراث البيئي والثقافي، علمًا بأن رئاسة المجلس مسؤولية الأمير عبد العزيز بن سعود بن نايف بن عبد العزيز.
ومع وضع تلك الضوابط الصارمة، تبرز محمية الأمير محمد بن سلمان الملكية التزامها بالحفاظ على الطبيعة، وهو النهج الاستراتيجي الذي تتبناه باعتباره مسارًا لأعمالها خلال الفترة المقبلة.
وتشدد القوانين على الاحترام المتبادل بين الزوار والهيئة لضمان استمتاع الزوار والحفاظ على تنوع البيئة، مع الدعوة للتعاون والالتزام بالضوابط والتصاريح، لتجسيد رؤية مستدامة للاستكشاف والاحتفاظ بالموارد الطبيعية.