"المعنى الحقيقي لإعادة الاستخدام".. كيف تحولت طائرة بوينغ متقاعدة إلى فيلا فاخرة؟
الطائرات تجوب العالم ثم تحال إلى التقاعد حين تنتهي مدة خدمتها مثل الإنسان تمامًا، فهل فكر أحد في إعطائها فرصة أخرى؟ نعم، حوّل رائد أعمال شاب طائرة بوينغ خاصة إلى فيلا فاخرة ونقلها إلى منحدر يطل على شاطئ "نيانغ نيانغ" في جزيرة بالي الإندونيسية.
اشترى رجل الأعمال الروسي "فيليكس ديمين" طائرة من طراز "بوينغ 737" متقاعدة عام 2021، ثم نقلها إلى موقع ناءٍ على شواطئ إندونيسيا. ولم تكن عملية النقل بالسهلة أو اليسيرة، إذ صرح فيليكس ديمين لشبكة "سي إن إن": "نقل الطائرة من موقعها في بالي إلى قمة منحدر على بُعد عدة أميال لم يكن بالمهمة السهلة. فقد كان علينا تفكيكها بعد التشاور مع فريق بوينغ. اضطررنا لفك 50,000 مسمار".
وأضاف: "عملية النقل استغرقت شهرين من التخطيط، في حين أن عمليات النقل الفعلية بما شملته من روافع ومنصات ضخمة وتأمينات الشرطة، لم تستغرق سوى 5 أيام. وكانت الأيام الخمسة الأكثر أرقًا في حياتي ذلك أن تلك العمليات كانت تتم في أثناء الليل".
اقرأ أيضًا:"Global 6500" من "Bombardier".. هدوء وراحة فوق السحاب
اختيار موقع خطير لتستقر عليه الطائرة
وأوضح فيليكس ديمين: "في الواقع مثّلت الطرق في العاصمة الإندونيسية تحديًا لنا، فهي ضيقة للغاية وتتدلى منها كثير من الأسلاك على ارتفاع منخفض. ومن ثم احتجنا إلى إيكال مهمة رفع الأسلاك باستخدام معدات خاصة إلى مجموعة مختصة حتى لا تعترض الأسلاك طريق نقل الطائرة".
وبمجرد إعادة تجميع الطائرة في الموقع على الساحل الجنوبي لبالي، تمكن الفريق من إزالة معظم أجزاء الطائرة من الداخل حتى يتسنى لهم استكمال أعمال التجديد التي استغرقت وقتًا طويلاً حتى تتحول في النهاية الطائرة إلى فيلا فاخرة. ويشير "ديمين" إلى أنه بذل جهودًا كبيرة للتأكد من أن التصميم الداخلي يتوافق مع رؤيته الأصلية.
اقرأ أيضًا:"ترفيه الزمن الجميل".. اركب طائرتك في الستينيات واستمتع مع أصدقاء الجو
الفيلا من الداخل
تدخل إلى الفيلا عبر درج يأخذك إلى جناح الطائرة ثم إلى المدخل الرئيس. وفي الداخل، تجد أمامك غرفة معيشة، وسرير يتحوّل لأريكة، ومدخل زجاجي، وغرفتي نوم مع خزانة ملابس منفصلة. وجدير بالذكر أن قمرة قيادة الطائرة تحولت لحمام كبير.
لاقى المشروع رواجًا كبيرًا على مواقع التواصل الاجتماعي، حيث أنشأ "ديمين" للفيلا حسابًا مخصصًا على موقع "إنستغرام" لعرض صورها والترويج لها ليراها الناس حدثًا غير مألوف ومثيرًا للاهتمام، بل يحبون مشاهدته وتجربة قضاء عدة أيام فيه على أرض الواقع.
وأكد "ديمين" أن الطائرة خضعت لكثير من إجراءات السلامة والأمان نظرًا لموقعها الخطر على شفا جرف، ومع هذا فإن الصور ومقاطع الفيديو التي ينشرها بعض المؤثرين وهم يسيرون على جناح الطائرة أو يدلون أرجلهم من فوقها تثير دهشته.
وأوضح "ديمين" أن فريقه ركّب حاجزًا على الصخرة الموضوعة عليها الطائرة تماشيًا مع إجراءات السلامة، ومع ذلك فهو ينوي تركيب حاجز زجاجي على جناح الطائرة المطل على المنحدر لزيادة الأمان.
ويقول: "المشكلة الرئيسة هي أن الحاجز الزجاجي سيكون بطول محيط الجناح نفسه وبطول محيط الصخرة أيضًا"، معترفًا أن "الجميع يخاف المخاطرة لتركيبه".
وقال: "ليس هناك خطورة خاصة في تنفيذ هذه المهمة، خاصة في الجزء الخاص بالجناح. لكننا سننجز تلك المهمة في كل الأحوال بمجرد أن نجد شخصًا شجاعًا بما يكفي ليخوض غمارها".
وبعد سنوات من العمل المضني في المشروع، استطاع "ديمين" أن يتيح الفيلا الطائرة للإيجار في إبريل من العام الماضي.
يأتي ذلك بعد عام من إعادة إحياء طائرة الخطوط الجوية البريطانية التي خرجت من الخدمة وجعلها مساحة فريدة يمكن لأي شخص تأجيرها من مطار كوتسوولد المملوك للقطاع الخاص في المملكة المتحدة.
والطائرة بوينغ 737 (Boeing 737) هي أحد أنواع الطائرات متوسطة الحجم من إنتاج شركة بوينغ الأمريكية. وتعد الطائرة الأكثر بيعًا في العالم، حيث بيع منها نحو 5000 طائرة، لكونها الطائرة المفضلة لشركات الطيران الاقتصادية.
وقد أُعلن رسميًا عن الطائرة عام 1964، وأول شركة خطوط جوية استخدمتها كانت لوفتهانزا الألمانية عام 1969. لاحقًا، احتوى صنف 737-300 من الطائرة على محركات سي إف إم 56 مستبدلة محركات برات آند ويتني ذات الصوت المرتفع. كما احتوت على كابينة طيار مختلفة.
واعتُبر طراز 737-600 أول طائرات "الجيل الجديد"، واحتوت على كابينة طيار زجاجية وشاشات تلفزيونية. وعُرض صنف 737-900 مؤخرًا ليستبدل بوينغ 757-200 ولينافس طائرات إيرباص إيه 321-200.