دراسة حديثة تكشف: عدم إصابة الإنسان بالتهابات يمكن أن يؤدي للوفاة
أكدت دراسة علمية حديثة نشرها موقع Live Science أهمية الالتهاب كقوة عظمى في الجسم، حيث أوضحت أنه يمكن أن يكون استجابة منبهة وفعالة لمكافحة الأمراض وشفاء الجروح، إلا أن الالتهاب المزمن يمكن أن يتسبب في زيادة الأمراض المزمنة مثل تليف الكبد والتهاب المفاصل الروماتويدي وأمراض القلب.
وأشار إد رينجر، أستاذ الالتهابات المزمنة في جامعة برمنغهام ببريطانيا، إلى أن الالتهاب له دور حيوي في الجسم، حيث قال: "إذا لم يكن لديك التهاب، فسوف تموت"، ولكنه أكد أيضا على أهمية مراقبة وتحكم في هذه العملية الحيوية، خاصة عندما يتحول الالتهاب إلى حالة مزمنة.
وقد كانت الجهود السابقة في علاج الأمراض المزمنة تركز على إيقاف الالتهابات تمامًا، مما كان ينجم عنه آثار جانبية سلبية وفشل في عديد من الحالات، ولكن البحث الحديث يركز على تطوير علاجات تعيد برمجة الخلايا للتحكم بالالتهاب دون القضاء عليه بشكل كامل.
ويعتبر الالتهاب استجابة طبيعية للجسم للصدمات والعدوى والسموم، وقد وصفه الأطباء منذ العصور القديمة بكلمة "Inflammare" في اللغة اللاتينية والتي تعنى "إشعال النار"، في حين تشمل العلامات الأساسية للالتهاب الحرارة والاحمرار والتورم والألم وفقدان الوظيفة.
اقرأ أيضا: المرض «X».. الوباء الأكثر فتكًا في العالم
هدف الالتهاب
وأوضح روبرت أنتوني، أستاذ مساعد في كلية الطب بجامعة هارفارد، أن الهدف الأساسي من الالتهاب هو السيطرة على العدوى والسماح ببدء عملية الشفاء، مشيرًا إلى أن خلال الالتهاب الحاد، تقوم الخلايا التالفة بإرسال إشارات تجذب الخلايا المناعية لمواجهة الهجوم.
وتشمل هذه الخلايا المستجيبة الأوائل البلاعم الشبيهة بالأميبا والتي تلتهم الأجسام الغريبة، وتقوم بإنتاج مواد كيميائية تعزز الالتهاب، وبينما يمكن أن يكون الالتهاب الحاد ذروته بعد حوالي سبعة أيام ويبدأ في الشفاء بعد ثلاثة أيام، فإن الالتهاب المزمن يمكن أن يتسبب في مجموعة من الأمراض المزمنة مثل التهاب المفاصل وتليف الكبد.
ومنذ الخمسينيات، كانت العلاجات تهدف إلى تثبيط الالتهابات تماما، حيث تعتبر الستيرويدات علاجا أساسيا للأمراض الالتهابية المزمنة، ومع ذلك، فإن لديها آثارًا جانبية سلبية تشمل ارتفاع ضغط الدم وقرحة المعدة.
وبفضل التطورات العلمية الحديثة، يأمل العلماء في تطوير علاجات تعيد برمجة الخلايا للتحكم الفعال في الالتهابات دون الإضرار بالصحة العامة، ما قد يفتح الباب أمام علاجات جديدة وفعالة لمجموعة واسعة من الأمراض المزمنة المرتبطة بالالتهابات.