مشروع الحفاظ على مدينة الحجر الأثرية في العُلا.. تكامل حقيقي مع رؤية المملكة 2030
أعلنت الهيئة الملكية لمحافظة العُلا عن إطلاق مشروع ضخم للحفاظ على مدينة الحجر الأثرية، الموقع الأول في المملكة العربية السعودية المُدرج على لائحة "اليونسكو" للتراث العالمي.
يأتي هذا المشروع في إطار التعاون مع شركة إيطالية رائدة في مجال الحفاظ على التراث، ويهدف إلى ترميم وصون الآثار القديمة، وتعزيز جاذبية الموقع كوجهة ثقافية وفنية.
الشراكة مع شركة "إستيا" الإيطالية
تمثل هذه الخطوة استمرارًا للجهود الرامية للحفاظ على التراث الثقافي، حيث دخلت الهيئة الملكية في شراكة استراتيجية مع شركة "إستيا" الإيطالية ذات الخبرة الواسعة التي تزيد على 30 عامًا في مجال الحفاظ على المواقع الأثرية.
والملاحظ طبقًا لآراء كثيرين هي أن المهمة المشتركة بين العلماء والخبراء في هذا المشروع تعكس مدى التفاني والرغبة الحقيقية في الحفاظ على التراث الثقافي وجعله يلمع بكامل مجده أمام الجميع.
أهداف المشروع
تهدف الهيئة الملكية من خلال هذا المشروع الضخم إلى دراسة وتحليل أسباب تدهور المدافن المنحوتة في موقع الحجر الأثري الذي يمتد لأكثر من ألفي عام. ويعد المشروع إحدى أهم الركائز التي تعزز رؤية المملكة 2030 وتحقق طموحات "رؤية العُلا" في تحويل المدينة إلى وجهة عالمية مشهورة بالفنون والتراث والثقافة.
فريق العمل والإشراف
يُشرف على المشروع فريق متخصص من العلماء والخبراء والفنيين في التراث الثقافي، بقيادة المختص الإيطالي "ماورو ماتيني"، الذي يتمتع بخبرة طويلة في مجال الحفاظ على المواقع الأثرية.
ويُتوقع أن يقوم الفريق بدراسة عميقة للمدافن وتحليل الظروف التي أدت إلى تدهورها، بحيث يمكن وضع إجراءات فعّالة للمحافظة على هذا التراث الفريد.
اقرأ أيضًا:معرض 'العلا واحة العجائب' في الصين .. عبق التاريخ ينبعث في الشرق
جاذبية الحجر الأثرية
تعد مدينة الحجر الأثرية واحدة من أبرز المواقع التاريخية في المملكة، حيث تحتوي على تراث وحضارات وآثار نبطية تعود للعصور القديمة. وتتضح أهمية هذه المدينة من خلال وجود 111 مدفنًا منحوتًا داخل الجبال، والتي تزخر بالنقوش والرسومات التي تحمل دلالات حضارية مهمة.
التكنولوجيا ووسائل التواصل
يتيح المشروع للعالم فرصة فريدة للاطلاع على جمال وهيبة الآثار في العُلا والجوانب العلمية والفنية المتعلقة بحفظها. وهو ما يتم عبر الموقع الإلكتروني الرسمي للمشروع "www.hegraconservation.com"، ومنصات التواصل الاجتماعي. ويُنتظر أن يتم أيضًا تنظيم جلسات حوارية ميدانية لتشجيع التواصل المباشر مع الجمهور.
ويمكن القول إن مشروع "الحفاظ على الحجر" يمثل خطوة ذكية ومدروسة نحو الحفاظ على التراث الثقافي الغني في المملكة.
وعبر توجيه الجهود والموارد نحو دراسة وصيانة المواقع الأثرية، يعكس هذا المشروع التزام السعودية بالمحافظة على تاريخها وثقافتها، ويُتوقع أن يكون للمشروع تأثير إيجابي على جاذبية المملكة كوجهة ثقافية وسياحية عالمية.
تكامل المشروع مع رؤية المملكة 2030
تأتي خطوة الهيئة الملكية لمحافظة العُلا في مشروع الحفاظ على مدينة الحجر الأثرية تحقيقًا لأهداف رؤية المملكة 2030، التي تطمح إلى تنويع اقتصاد المملكة وتعزيز قطاعات الترفيه والثقافة. ويُنتظر أن يسهم المشروع بشكل كبير في تطوير السياحة الثقافية، حيث يستهدف جذب زوار من مختلف أنحاء العالم للاستمتاع بتاريخ وثقافة المملكة.
التأثير الاقتصادي والسياحي
من خلال ترميم وحماية مدينة الحجر الأثرية، يُتوقع أن يسهم المشروع في تعزيز الاقتصاد المحلي، إذ يُفترض أن تشكل السياحة الثقافية مصدرًا مهمًا للدخل، ويُنتظر أن يتيح المشروع فرص عمل للمحليين في مجالات مثل السياحة والفنون والحرف اليدوية، ما يعزز التنمية المستدامة ويخدم الأهداف الاقتصادية لرؤية المملكة.
تكنولوجيا المعلومات ووسائل الاتصال
تأخذ الهيئة الملكية لمحافظة العُلا خطوات إيجابية نحو استخدام تكنولوجيا المعلومات في التواصل مع الجمهور. ويُعد الموقع الإلكتروني ووسائل التواصل الاجتماعي والجلسات الحوارية الميدانية جزءًا من استراتيجية اتصالية تهدف إلى تشجيع التفاعل وتعزيز الوعي بأهمية الحفاظ على التراث الثقافي.
اقرأ أيضًا:جزيرة "سندالة" في "نيوم".. رحلة تلهم الحواس وتأسر العقول
التعليم والبحث العلمي
تشجع الهيئة على التفاعل مع المشروع بشكل تعليمي، إذ يمكن للطلاب والباحثين الاستفادة من نتائج الدراسات والأبحاث التي ستجرى ضمن إطار المشروع، وسيسهم ذلك في تعزيز مفهوم الحفاظ على التراث بين الشباب وتحفيز الابتكار في مجالات الحفاظ الثقافي.
الاستدامة البيئية
تركز رؤية المملكة 2030 على التنمية المستدامة، وهو ما يتضح في مشروع "الحفاظ على الحجر"، الذي يهدف إلى تحقيق التوازن بين الحفاظ على التراث الثقافي والحفاظ على البيئة المحيطة. وباعتماد ممارسات صديقة للبيئة، يسعى المشروع للحفاظ على التوازن البيئي وضمان استمرارية الموقع للأجيال القادمة.
وأخيرًا يمكن القول إن مشروع الحفاظ على مدينة الحجر الأثرية في العُلا يعد مثالاً رائعًا على كيفية تحقيق أهداف رؤية المملكة 2030 من خلال الاستثمار في الثقافة والتراث. كما يعد هذا المشروع خطوة مهمة على طريق تحويل المملكة إلى وجهة ثقافية عالمية وتعزيز مكانتها كقوة اقتصادية وسياحية متقدمة.