جدة التاريخية.. هنا العراقة والميادين التاريخية والحدائق المتنوعة
طفرة كبرى تعيشها مدينة جدة بعد أن تحولت لوجهة عالمية بفضل جمعها بين العراقة التاريخية والحداثة المتمثلة في حدائقها النوعية، لتشهد قدرًا كبيرًا من التفاعل من جانب الزوار والسائحين من كل مكان.
مدينة جدة صارت عنوانًا مميزًا بكل ما تحمل الكلمة من معنى على صعيد العراقة، واستعراض عبق الماضي بلمحاته التاريخية التي تأسر القلوب، وتجذب الأعين، وتسبي العقول بفضل جمال ملامحها في كل مكان.
جدة تتزين بميادينها وأزقتها التاريخية، إلى جانب دكاكينها القديمة وأسواقها الشعبية، وهي التركيبة التي حولت المدينة الساحلية الشهيرة إلى مقصد استثنائي يجذب الكثير من الزوار إليها من كل صوب وحدب.
زيادة الزوار والسائحين إلى جدة
وبدأت تشهد مدينة جدة زيارات متزايدة خلال الآونة الأخيرة، وبالأخص خلال فترة إجازة العام الدراسي، مع تزايد وفود الكثير من الزوار والوافدين من داخل المملكة وخارجها.
كما بدأت تجذب جدة الكثير من هواة المقتنيات الأثرية والتقليدية، بما يعكس مدى حرص المسؤولين على استثمار تلك الأجواء ذات الطابع التاريخي التي تشتهر بها جدة لتنشيط الوضع السياحي هناك.
ومن أبرز الأماكن التي يقصدها الزوار لدى وصولهم جدة هي الأسواق الشعبية التي لا زالت تحتفظ بطابعها التقليدي القديم في شتى ديكوراتها، وإذ يحرص الزوار المحبون للثقافة الشعبية على الذهاب إلى هناك من أجل الاطلاع على المقتنيات الأثرية الموجودة هناك.
ومن أكثر الأشياء التي تحظى باهتمام الزوار هي قطع الأثاث المنزلي التي كان يشتهر بها البيت الحجازي، ومن أبرزها المساند، المفارش، والأدوات التي تستخدم لتقديم الأطعمة والمشروبات لدى استقبال الضيوف.
وبخلاف ذلك، هناك أيضًا مصابيح الإنارة والفوانيس النمطية التي كانت تُستخدم قديمًا في إنارة الشوارع والمنازل، وهي بطبيعة الحال من القطع التراثية التقليدية التي تستهوي كثيرين وتثير اهتمامهم وشغفهم.
بالإضافة إلى بعض القطع الأثرية المميزة التي من ضمنها "صندوق السيسم" الذي يتألف من عدة أدراج من الداخل على شكل أرفف، وهو الصندوق الذي كان يُستخدم سابقًا في حفظ الأمتعة والأغراض الخاصة، وتخزين الملابس وأدوات الزينة والمجوهرات، فضلاً عن كثير من المنتجات التراثية الأخرى.
اقرأ أيضًا:لتجربة لا تُنسى.. أفضل 5 أماكن تسوق فاخرة في المملكة
محلات الفضيات والإكسسوارات
ومن ضمن المقاصد الأخرى التي صارت تحظى بمكانة خاصة بين الأسر والعائلات على وجه الخصوص في مدينة جدة هي محلات الفضيات القديمة، والمحلات المتخصصة في عرض وبيع الإكسسوارات التراثية التقليدية، وهي المنتجات التي يغلب عليها طابع النحت اليدوي الفني مميز الشكل والتفاصيل.
وينصب اهتمام العائلات في تلك المنتجات على القلائد التي تأتي بأنماط وأشكال غاية في الجمال بفضل النقوشات والمنحوتات التي تبرز عليها، إلى جانب السبح وبعض الأدوات المنزلية ذات الطابع العتيق ومن أبرزها أباريق الشاي، المباخر، ودلالات مشروب القهوة.
وهناك أيضًا فريق من الزوار والسائحين يفضل الذهاب إلى الأسواق المتخصصة في بيع السيوف، الخناجر، البراويز والديكورات القديمة والجميلة في الوقت نفسه التي تعكس ثقافة وتراث المدينة بشكل كبير.
وكذلك هناك بعض الزوار الذين ينصب تركيزهم على المنتجات التي تُصنع من الفضة، والنحاس، والخواتم، والعقود، والميداليات التي تتسم بجمعها بين الشكل التراثي والنقش الدقيق، ولهذا تحظى باهتمام الكثيرين.
جدة قبلة الحداثة
وبعيدًا عن جزئية الطابع التاريخي وعبق الماضي الذي يشع نورًا في مدينة جدة، وصار من أبرز ملامحها على صعيد الخريطة السياحية المحلية، الإقليمية والعالمية، فقد صارت المدينة قبلة للحداثة والمعاصرة، في ظل التطويرات والتحديثات التي تجرى هناك بصورة لم تحدث من قبل.
أمانة محافظة جدة تبذل قصارى جهدها خلال الفترة الماضية لإضفاء الطابع العصري المتوافق مع خطط الحداثة والاستدامة التي تتبناها المملكة ضمن رؤيتها لعام 2030، وهو ما بدأ يظهر أثره جليًا خلال الآونة الأخيرة.
أمانة جدة وفي إطار مشاريعها المستحدثة لأنسنة المدينة وتحسين جودة الحياة هناك، بما يتوافق مع الأهداف التي تتطلع إليها المملكة في رؤية 2030، كشفت عن ثلاث حدائق نوعية جديدة في ثلاثة أحياء.
وتلك الأحياء الثلاثة هي الرياض، الريان، والفضيلة، حيث شيّدت هناك تلك الحدائق الجديدة على مساحة إجمالية قدرها 36,745 متر مربع، وقد بدأت بالفعل في استقبال الضيوف من السكان المحليين والوافدين.
واللافت أن الزوار تفاعلوا مع جماليات الحدائق، وما بها من خدمات بصورة لافتة للأنظار، خاصة أن الحدائق تم تجهيزها على أفضل مستوى مع تزويدها بكل عناصر الجذب التي تستهوي كل شرائح المجتمع.
وأكدت أمانة محافظة جدة أن خططها لتطوير وافتتاح تلك الحدائق على هذا النحو هو من ضمن أهدافها التي تسعى من ورائها إلى الارتقاء بمستوى الخدمات العامة ضمن مخططها لتحسين جودة الحياة هناك.
وتابعت أمانة جدة بتأكيدها أن كل هذه الخطط المبذولة على صعيد تطوير الشكل الحضاري للمدينة تأتي نتاج دراسات متواصلة كان الهدف من ورائها السعي الجاد لتحسين الشكل الجمالي لمختلف أنحاء المدينة، والعمل في الوقت نفسه على رفع كفاء الغطاء النباتي، وزيادة الرقعة الخضراء داخل الأحياء.
ولفتت الأمانة إلى أن حديقة الفضيلة القابعة في جنوب جدة، على سبيل المثال، جرى تنفيذها بكافة مراحلها على إجمالي مساحة قدرها 19,700 متر مربع، جنبًا إلى جنب مع حديقة الرياض القابعة شمال المحافظة وذلك على مساحة إجمالية قدرها 11,500 متر مربع، لتشكلا معًا متنفسًا رائعًا وحيويًا للسكان.
ونوهت الأمانة في السياق عينه إلى أن الحديقتين تستهدفان في المقام الأول مختلف شرائح المجتمع، بمن فيهم ذوو الإعاقة، الأطفال، العائلات والشباب الصغير والكبير، والمميز فيهما أنهما مجهزتان بكل المرافق والخدمات.
وتشمل تلك المرافق مقاعد للجلوس، ساحات عامة، مسطحات خضراء مميزة، ملعبا رياضيا متعدد الاستخدامات، مسار للدراجات الهوائية، مسار مخصص للمشاة، دورات مياه، بالإضافة لتخصيص أماكن هناك للعربات التي تقدم الأطعمة والوجبات السريعة، وكذلك مناطق مخصصة للرياضات وألعاب الأطفال.
أما الحديقة الثالثة فهي التي تم الانتهاء من تنفيذها في حي الريان "شرق جدة" وأُقيمت على مساحة إجماليها قدرها 5,545 مترًا مربعًا، وكان الهدف من ورائها توفير نفس الخدمات المتنوعة للجميع، وزُودت أيضًا بمناطق للجلوس، مساحات خضراء، ساحة عامة، مسار مشاة، مسار دراجات، ألعاب رياضية وألعاب أطفال.
وأفادت تقارير محلية بهذا الخصوص أن أمانة جدة إذ تسعى بكل ما لديها من قوة أن تحقق أقصى استفادة من تنفيذها لتلك الحدائق النوعية بغية الإسهام في تحسين جودة الحياة، وتعزيز أجواء الرفاهية في الأحياء السكنية، وتشجيع السكان على المشاركة في الأنشطة المجتمعية والفعاليات الترفيهية، وتعزيز الأنشطة الرياضية.