"أكثر فائدة مما تظن".. ماذا يحدث للجسم عند تناول خل التفاح يوميًا؟
خل التفاح أحد المُنتجات التي لا ينبغي أن تخلو منها مائدة طعامك، خاصةً إذا كُنتَ تُعانِي داء السكري، أو زيادة الوزن وترغب في خسارة ذلك القدر الزائد، فمع تناول خل التفاح يوميًا -باعتدالٍ دون إفراط- يتحسَّن الهضم، وتُضبَط مستويات السكر والكوليسترول في الدم، بما يعود على الإنسان بأثرٍ إيجابي في صحته على العموم. ومع ذلك هل من الآمن تناول خل التفاح كل يوم؟ وما القدر المُوصَى بتناوله منه يوميًا؟
ما هو خل التفاح؟
أحد أنواع الخل، المصنوع من عصير التفاح المُخمَّر، ويحتوي زيت خل التفاح على كمية ضئيلة من السعرات الحرارية، كما لا يُوجَد به تقريبًا أي دهون أو كربوهيدرات أو بروتين، فهو نكهةٌ إضافية للطعام دون أي سعرٍ حراريٍ إضافي.
ويحتوي خل التفاح على مجموعة متنوعة من الفلافونويدات، مثل حمض الغاليك، والكاتشين، وحمض الفيروليك، ما قد يُفسِّر سرّ الفوائد الصحية لخل التفاح.
فوائد تناول خل التفاح يوميًّا
ينطوي خل التفاح على فوائد عديدة لا حصر لها، خاصةً مع تناوله يوميًا، ومن أهم تلك الفوائد التي يمد جسم الإنسان بها ما يلي:
1. ضبط مستويات السكر في الدم
يُساعِد خل التفاح في ضبط مستويات السكر في الدم، فالمُرجَّح أنّ حمض الخليك الموجود في خل التفاح يُبطِئ هضم الكربوهيدرات، ما يُقلِّل مُعدّل دخول السكريات إلى مجرى الدم، ويَحفظ مستويات السكر مُعتدلة.
كذلك يُسهِم خل التفاح في تحسين حساسية الأنسولين، وهو الهرمون الذي يُدخِل الغلوكوز إلى الخلايا، ويمنع تراكمه في الدم، وتراجُع حساسية الأنسولين = مقاومة الأنسولين، التي قد تُفضِي لاحقًا إلى مرض السكري من النوع الثاني.
وليست فوائد خل التفاح محصورة في ذلك فقط، بل إنّه يُساعِد أيضًا على تحسين مستويات السكر التراكمي في الدم "مؤشر على متوسط مستوى السكر لديك على مدار 3 أشهر ماضية"، ورغم هذه الفوائد المُثمرة لخل التفاح، فإنّه ليس بديلاً عن أدوية السكر بالنسبة للمُصابِين بداء السكري من النوع الثاني.
2. تعزيز صحة الجهاز الهضمي
خل التفاح مصدر للبروبيوتيك، وهو اسم البكتيريا النافعة التي تعيش بصورةٍ طبيعية في الأمعاء، وحسب مراجعة منشورةٍ في مجلة "Cureus" في عام 2022، فإنّ البروبيوتيك يُعزِّز الهضم، وامتصاص العناصر الغذائية من الطعام المُتناوَل.
كذلك يُساعِد حمض الخلّيك الموجود في خل التفاح في إنتاج إنزيمات الجهاز الهضمي، التي تُساعِد على تكسير وامتصاص العناصر الغذائية من الطعام.
3. خسارة الوزن
كشفت مُراجعة في مجلة "Nutrients" عام 2019، أنَّ خل التفاح يُثبِّط الشهية لاحتوائه على حمض الخليك، ومِنْ ثَمّ فقد يُساعِد في خسارة الوزن، وقيّم تحليل تلوي عام 2022 الدراسات قصيرة وطويلة الأمد التي أُجريت على خل التفاح وعلاقته بالشهية، فأظهرت النتائج أنَّ 4 من 6 دراسات قصيرة المدى أكدت تثبيط خل التفاح للشهية، لكنّ لم تُورِد الدراسات طويلة الأمد أي فائدة تُذكَر على صعيد كبح الشهية.
لذا يُمكِن لخل التفاح أن يُكمِّل نظامًا غذائيًا متوازنًا، إلى جانب ممارسة التمارين الرياضية؛ لتعزيز خسارة الوزن، لكن من غير المُرجَّح أن تكون إضافة خل التفاح فقط إلى النظام الغذائي مُفقِدة للوزن دون أن يُغيِّر الإنسان نمط معيشته.
4. الحفاظ على صحة القلب
حسب بعض الدراسات، فإنّ إضافة خل التفاح إلى النظام الغذائي، قد يكون ذا فوائد عديدة لصحة القلب، إذ يُساعِد خل التفاح في تقليل مستويات الكوليسترول الكُلِّية.
وأظهرت نتائج تجربة سريرية عشوائية عام 2023، أنّ تناول 30 ملليلترًا من خل التفاح بين المُصابِين بداء السكري من النوع الثاني لمدة 8 أسابيع، أدَّى إلى انخفاض نسبة الكوليسترول السييء إلى الكوليسترول الجيد، وهو مؤشِّر إيجابي في الحفاظ على صحة القلب؛ لأنّ زيادة الكوليسترول السيي تزيد خطر الإصابة بأمراض القلب.
5. الحفاظ على رائحة الفم
يحمل خل التفاح فوائد أخرى إضافية غير المذكورة، مثل التخلُّص من رائحة الفم الكريهة بسبب البكتيريا التي تعيش في الفم، وحيث إنّ خل التفاح مُقاوِم للبكتيريا، فإنّ تناوله يُساعِد على التخلص من هذه البكتيريا والحفاظ على رائحة فم طيِّبة.
اقرأ أيضًا:فوائد التفاح للصحة.. يطهر الكبد ويقوي العظام
ما هو أفضل وقت لشُرب خل التفاح؟
لا يُوجَد توقيت مثالي لتناول خل التفاح، لكن يقترح بعض الخبراء تناوله في الصباح مع بداية اليوم، بينما يقترح غيرهم تناوله في الليل، خاصةً أنّه قد يُساعِد في ذلك الوقت في تقليل مستويات السكر المرتفعة في الدم، وبالنهاية ينبغي استشارة الطبيب لمعرفة الموعد المُناسِب لتناول خل التفاح.
هل يحرق خل التفاح دهون البطن؟
قد يُساعِد خل التفاح في خسارة الوزن، من خلال تعزيز الشبع واستهلاك سعرات حرارية أقل، لكن لم يثبت دور خل التفاح في حرق الدهون، خاصةً دهون البطن.
هل هناك مخاطر لتناول خل التفاح يوميًا؟
رغم الفوائد المُتعدِّدة لخل التفاح، فإنّه قد يحمل بعض الآثار الجانبية والمخاطر، خاصةً مع الإفراط في تناوله كل يوم، فالقدر المُوصَى به من خل التفاح يوميًا 1 - 2 ملعقة كبيرة "15 - 30 ملليلترًا"، وتجاوُز ذلك قد يزيد خطر الإصابة بآثارٍ جانبية، مثل:
- تفاقُم قرحة المعدة عند المُصابِين بها.
- بطء عملية هضم الطعام.
- انخفاض مستويات البوتاسيوم في الدم، ما قد يُؤثِّر سلبًا في صحة القلب.
- تآكل مينا الأسنان.
- التفاعل مع بعض الأدوية، خاصةً أدوية السكري، ومُدرّات البول، وأدوية القلب.
نصائح لتناول خل التفاح يوميًا بأمان
لا يُنصَح بتناول أكثر من ملعقتين كبيرتين يوميًا من خل التفاح، ويُمكِن تناوله كل يومٍ بأمان مع اتّباع النصائح الآتية:
- التدرُّج في تناول خل التفاح: يُفضَّل البدء بكميةٍ صغيرة والزيادة تدريجيًا بحدٍ أقصى 2 ملعقة كبيرة يوميًا.
- حماية الأسنان من حمض الخلّيك: وذلك عبر تخفيف خل التفاح في الماء، وشُربه من خلال قشّة "ماصة".
- المضمضة أو غسل الفم: يُنصَح بغسل الفم بعد تناول خل التفاح مباشرةً؛ للحفاظ على مينا الأسنان، كما ينبغي الانتظار 30 دقيقة على الأقل قبل تنظيف الأسنان بالفرشاة.
- تجنُّب خل التفاح إن كُنتَ تُعانِي حساسية تجاهه: نادرًا ما يُعانِي أحدٌ حساسية تجاه خل التفاح، لكن إذا عانَيت رد فعلٍ تحسسي بعد تناول خل التفاح، مثل طفح جلدي أو ضيق التنفس، فلا تتناوله، واستشِر طبيبك على الفور.