رئيس أوليفر وايمان بالرياض سيف سماقية: محظوظ بزملاء أذكياء.. والتحديات فرصة لتطوير الذات
يرى في التحديات فرصة لتطوير الذات، وينظر إلى الأشياء انطلاقًا من نصف الكوب المملوء، ويربط بين حق الحصول على ما يريد والسعي الجاد للوصول إليه.
قبل أن يخوض غمار العمل الخاص، عمل موظفًا في مواقع عامة أتاحت له المساهمة والاطلاع عن كثب على مشروع التحول الكبير الذي تشهده المملكة العربية السعودية، ثم انطلق مع شركة أوليفر وايمان معتبرًا نفسه محظوظًا بزملاء أذكياء، وبدور الشركة في الحراك الجاري في المملكة للوصول إلى مستهدفات رؤية 2030 .
إنه رائد الأعمال سيف سماقية الشريك ورئيس مكتب الرياض في شركة الاستشارات الإدارية أوليفر وايمان في حوار مع مجلة الرجل، يتناول تجربته ورؤيته للنجاح وآفاق الاستثمار، إلى نص الحوار.
بطاقة تعريف:
الاسم: سيف سماقية
تاريخ الميلاد: 21 أكتوبر 1982
مكان الولادة: مصر- الإسكندرية
العمل: شريك ورئيس مكتب الرياض في شركة الاستشارات الإدارية أوليفر وايمان
الشهادات: بكالوريوس في علوم الاقتصاد وماجستير في الدراسات المالية
الجامعة: جامعة بوسطن وجامعة سري Surrey
الخطوات الأولى
قبل أن تخوض غمار الحياة العملية، ماذا راكمت من معرفة، أو لنقل بأي معرفة وطموح دخلت حياتك العملية؟
أعتقد أنها كانت عقلية تبنيتها من عدد قليل من الأفراد كان لهم تأثير علي. كانت هذه العقلية ترتكز على أن لا شيء تريده سيقدم نفسه لك فقط، يجب أن تسعى جاهدًا من أجله وعندها فقط لديك الحق في كسبه.
من منظور الآن كيف تصف خطواتك الأولى في عالم الأعمال؟
كانت تجربة مثيرة وغنية بالفرص، كنت محظوظًا لأنني كنت في وضع يجعلني أرى الأمر بطريقة إيجابية، أعتقد أنه بمقدورنا تحديد طريقة نظرتنا للأشياء، ومن ثم التأثير بشكلٍ فعال على التجربة التي نخوضها. كنت أسأل نفس الأسئلة التي قد يطرحها أي شخص في بداية حياته المهنية؛ هل هذا ما أريد حقًا أن أفعله؟ هل أعِدُّ نفسي لتحقيق النجاح في المستقبل؟ هل يمكنني تحسين وتطوير ما أفعله؟ ولكن ما جعلت له أولوية على كل شيء هو التعلّم، وأعتقد أن هذا الحِراك كان أساس تطوري المستمر حتى يومنا الحالي.
تجارب التحول الكبير
عملت وراكمت خبرات في المجال المالي (الخدمات المصرفية)، ثم غادرته، لماذا؟
بعد متعة التعلّم التي استمرت لسنوات عدة، لم أعد متحمسًا للاستيقاظ باكرًا والذهاب إلى العمل، وقد كان ذلك بالنسبة لي علامة واضحة لمدى حاجتي إلى إحداث تغيير في حياتي، حيث أدركت أنني أريد أن أكون جزءًا من شيء أكبر من نفسي فقط، وأن أساهم في أجندة أكبر وأكثر تأثيرًا، لكي أفخر بدوري وأشعر بأثر مساهمتي على حياة الناس. وهو ما أخذني في رحلة استكشاف، وكانت الخطوة الأولى في هذه الرحلة الانضمام إلى مدينة الملك عبد الله الاقتصادية، وقد كان هذا المشروع رؤية مصغرة لرؤية المملكة 2030، حيث رأيت فيه بذرة للتغيير الاجتماعي والاقتصادي في المملكة. شعرت لأول مرة أنني أساهم وأضيف قيمة لرؤية أكبر. وبعد مرور عامين من بدء هذه الرحلة، جاءتني فرصة غير متوقعة للانضمام إلى وزارة الاقتصاد والتخطيط عام 2015 لدعم جهود التخطيط لتحوّل المملكة، وكانت هذه فرصة في العمر لا ينبغي تفويتها! فقررت أن أخوض هذه المغامرة، دون أن أعرف تمامًا ما الذي يجب توقعه، وكان هذا أفضل قرار اتخذته على الإطلاق. فقد أحببت العمل في مجال القطاع العام، وشعرت بأنني محظوظ لإتاحة فرصة المساهمة في التحّول الكبير الذي تشهده المملكة. ويستمر هذا الشغف إلى اليوم مع أوليفر وايمان في خدمات القطاع العام.
أوليفر وايمان
ما أهم ما يميز عملك الحالي في أوليفر وايمان، ماذا أضافت لك هذه التجربة؟
ثلاثة أشياء أود أن أقولها عن هذه التجربة:
أشعر بأنني محظوظ لأنني مُحاط بزملاء أذكياء ومتحمسين وطموحين وشغوفين بعملهم.
عملنا في القطاع العام يدعم تحقيق رؤية المملكة 2030 التي تُشكّل مستقبل المملكة، ولا يمكنني إلا أن أشعر بكوني محظوظًا للمساهمة في ذلك.
عملي مليء بالتحدّيات، وهو ما يجعلني شاكرًا لله حيث توجد فرصة للتطوير الذاتي بشكلٍ مستمر.
أنت شريك ورئيس مكتب أوليفر وايمان في الرياض، ما أهم إنجاز تفخرون بتحقيقه في السعودية؟
عندما توليت إدارة مكتب الرياض لأول مرة منذ حوالي 4 سنوات، كنا فريقًا صغيرًا نسبيًّا في مدينة الرياض. واليوم نحن نمثل واحدًا من أكبر مكاتب أوليفر وايمان في العالم! وكانت إحدى أهم الركائز لتحقيق ذلك هي إعداد برنامج تطوير استشاري للسعوديين؛ وهو برنامج مدته عام واحد لتدريب الخريجين الجُدد (على رأس العمل بشكلٍ رئيس) وتنمية الأسس الضرورية للنجاح في مجال الاستشارات. وأعتقد أن هذا البرنامج سهّل دخول كثير من السعوديين إلى أوليفر وايمان، ومن الفخر رؤية بعض الأعضاء الأوائل في المجموعة الأولى والثانية يترقون الآن إلى مناصب قيادية في أوليفر وايمان.
لكل عمل هناك تحديات، ما هي أهم تحديات عملك الحالي وكيف تتعامل معها؟
أعتقد أنه عندما تشعر أنك محظوظ لوجودك حيث أنت، لن يخيفك أي تحدٍّ. لكن ربما التحدّي الأكبر الذي أواجهه شخصيًّا هو موازنة طاقتي بين العمل والأسرة والصحة. وبطبيعة الحال، فإن الثلاثة مترابطون، ولكن عليك أن تكون واعيًا بالاختيارات التي تتخذها والطاقة التي تمنحها، وهو ما يعني التحكّم بشكلٍ مباشر في مستويات الطاقة العامة لديك إما باستنزافها وإما شحنها مع مرور الوقت.
شركتكم توجد في نحو 30 دولة، ما الذي يميز وجودكم في المملكة العربية السعودية عن غيرها من الدول؟
ما يميز وجودنا في المملكة العربية السعودية هو رؤية 2030، ووقوف أبناء المملكة وراء قائد مُلهم. ونحن نشعر بذلك في عملنا كل يوم.
كيف تنظرون إلى بيئة الأعمال والاستثمار في المملكة في ظل ما تشهده من حراك وتحديثات؟
أعتقد أننا نضع الأسس لتكون المملكة وجهة استثمارية جذابة للمستثمرين المحليين والدوليين في كثير من القطاعات مثل السياحة والترفيه والثقافة والخدمات وغيرها الكثير من القطاعات. ومن الرائع أن نرى نمو منظومة ريادة الأعمال بشكلٍ واضح ووجود عدة أمثلة مُلهمة للنجاحات التي تتيح فرصة التعلّم واستلهام دورة جديدة لمزيد من الاستثمار والابتكار.
ما هي مشاريعكم المستقبلية في السعودية، هل لديكم خطة لتطوير أعمالكم في المملكة وبأي اتجاه؟
أهم أولوية هو الاستمرار في تنمية قدراتنا المحلية في الرياض، إذ نعتبر ذلك أساسَ نمونا في المملكة. وإننا اليوم نخدم أسواقًا أخرى انطلاقًا من مكتبنا في الرياض، وأعتقد أن دور مكتب الرياض في خدمة المنطقة سوف يزداد أهمية مع مرور الوقت.
رؤية ونصيحة
بماذا تنصح رواد الأعمال ورائدات الأعمال في المملكة، ماذا عليهم أن يتجنبوا وماذا عليهم أن يتبعوا؟
بصفتي الشخصية، أستثمر في الشركات الناشئة في المملكة العربية السعودية وحظيت بفرصة لقاء كثير من رواد الأعمال. ونصيحتي الأولى هي أن ريادة الأعمال هي أصعب رحلة يمكنك القيام بها، ومثل أي رحلة صعبة إذا لم تكن مستعدًا لها، من المرجح أن تفشل. فاستثمر في الاستعداد لهذه الرحلة، ولا تضيّع فرصة القيام بها. ولا تقفز فجأة من الجامعة إلى ريادة الأعمال؛ اكتسب أولًا خبرة العمل مع رواد أعمال آخرين أكثر رسوخًا في القطاعات التي تهتم بها، واحصل على دورات وبرامج حول ريادة الأعمال، وابحث عن مرشدين حصلوا على نصيبهم من الفشل والنجاحات وتعلّم منهم. ففي نهاية الأمر النجاح لا يأتي بسهولة، بل يجب أن تكسبه بجهودك، والخطوة الأولى لكسبه هو الاستعداد له جيدًا.
قيل إن الريادة هي ابتكار وإبداع، أو تلبية مبتكرة متفردة لحاجة لدى المجتمع، ما هي فلسفتك للريادة؟
ببساطة، الإبداع هو أن تحلّ مشكلة تواجهك في سوق العمل وأن تكون قادرًا في الوقت ذاته على منح قيمة كبيرة لجميع الأطراف المعنية.
ما هي الموهبة التي لا غنى عنها لرجل الأعمال من وجهة نظرك؟
الاستماع والتواضع.. فمن دون هاتين السمتين، سيصبح نموك محدودًا أو غير مُستدام.
اقرأ أيضًا:رائد الأعمال عبد الله سحاب: القبول بالمفاهيم الابتكارية هو التحدي.. رافق خطواتي أم حكيمة وزوجة حبيبة
هل يمكن أن تخبرنا بأهم 5 مواصفات يتمتع بها أي مشروع ناجح؟
- معالجة مشكلة تستحق الحل
- سوق مؤثر ومتنامٍ
- فريق متماسك وقوي
- الحيطة المالية
- الاعتماد على البيانات
كمراقب وخبير برأيك ما أهم القطاعات الجديدة الناهضة أو المغرية للاستثمار في المملكة، التي تنصح المستثمرين بالتوجه إليها؟
أعتقد أن هناك فرصة في كل قطاع. أنا شخصيًّا أقرب إلى قطاع السياحة والترفيه، وفي ظل كل التغييرات التنظيمية واستثمارات البنية التحتية واستثمارات رأس المال البشري التي تقوم بها حكومة المملكة، أعتقد أن المستثمرين على مستوى سلسلة القيمة يجب أن يفكروا بجدية في كيفية أداء دور فعّال في رحلة النمو الفريدة هذه.
ما أهم الدروس التي تعلمتها خلال مسيرتك العملية؟
التركيز على التعلّم والتعاون وكل شيء آخر سوف يتوالى تباعًا.
جوانب شخصية
من كان الداعم والمساند لك في نجاحك المهني؟
كل شيء وكل شخص. لقد كنت محظوظًا لأنني أتيحت لي الفرصة للذهاب إلى مدارس رائعة، ولدي عائلة وأصدقاء وزملاء ما زلت أتعلم منهم إلى الآن.
ماذا يعني لك مفهوم السعادة؟ وأين تجدها؟
الرضا، وعدم الشعور بأن من حقك الحصول على أي شيء، ومن ثم ما سيأتيك سيشعرك بأنك محظوظ للحصول عليه.
كيف تنظر إلى الغد؟ هل أنت متفائل وإلى ماذا تستند؟
أركز في الغالب على الحاضر، حيث أركز على التعلّم ومواجهة التحدّيات والمشاركة فيما هو مثير للاهتمام، وإذا قمت باستغلال ذلك، سيأتي المستقبل تباعًا.