الزواج الثاني.. "صفحة جديدة" لإعادة ترتيب الأوراق مرة أخرى
عندما لا تنجح علاقة الزواج الأولى، قد يكون من الصعب معرفة أي جزء من هذا الانهيار قد يكون له علاقة بأنفسنا، وغالبًا ما نرغب في إلقاء اللوم على شريكنا السابق في كل العلل، أو خيبة الأمل، أو كسر ثقتنا.
لذا فإن أحد المخاطر في أي علاقة جديدة هو المضي قدمًا في التوقعات، أو المشكلات، أو السلوكيات من العلاقة السابقة.
ولأنه يمكننا أن نجد أنفسنا نستعيد الماضي بكل أنواع الطرق عندما يتعلق الأمر بكوننا زوجين، فمن الجيد عادة التعامل مع العلاقات الجديدة كصفحة بيضاء، وأن تتقبل أن شريكك الجديد هو شخص مختلف عن الشريك الأول، بل إنك شخص مختلف عما كنت عليه في ذلك الوقت أيضًا.
ومن هذا المنطلق فإن أفضل طريقة للتغلب على الصعاب، وإنجاح زواجك الثاني هي خلق ثقافة التقدير والاحترام في منزلك، ومن المهم أيضًا المخاطرة بالتعرض للخطر مع شريكك حتى تتمكن من بناء الثقة، فالتصميم والاحترام والقبول والتواصل الإيجابي والتمتع بروح الدعابة يمكن أن يقطع شوطًا طويلاً في التأكد من أن زواجك الثاني سيستمر مدى الحياة.
التقرير التالي يرصد أبرز النصائح في حال الخروج من علاقة زواج إلى أخرى جديدة خاصة لمن يجد صعوبة في بدء زيجة جديدة بعد فترة زواج ممتدة.
كيف تبدأ زواجًا ثانيًا ناجحًا؟
بداية وقبل التطرق للنصائح الخاصة بالزواح الثاني وكيفية إنجاحه، لا بد من الإشارة إلى عدة عوامل تتعلق بك كشخص وهي كالتالي:
1- أنت لست شخصًا بل مجموعة مكونات "باكدج"
عندما يتزوج الناس مرة أخرى، فإنهم غالبًا ما يجلبون معهم أنماط علاقات غير صحية ومشكلات ثقة من زواجهم الأول والتي يمكن أن تخرب العلاقة الجديدة. وفي بعض الأحيان قد تؤدي هذه المجموعة "الباكدج" إلى اندفاع الأزواج إلى عقد قرانهم دون التعرف على بعضهم حقًا.
2- الضعف يجعلك عُرضة للخطر
من المنطقي أن الخوف من الضعف والفشل ثانية يمكن أن يكون معضلة حقيقية في الزواج الثاني، ولكن عدم التعبير عن مشاعرنا وأفكارنا ورغباتنا العميقة يمكن أن يعرض العلاقة للخطر لأننا نفقد الثقة والحميمية التي يوفرها الضعف.
كونك ضعيفًا مع شريكك يمكن أن يجعلك تشعر بأنك مكشوف، لكنه أهم عنصر في العلاقة الحميمة القائمة على الثقة.
في كتابه "الجرأة الكبيرة"، يعرّف الدكتور "برينيه براون" الضعف بأنه "عدم اليقين، والمخاطرة، والانكشاف العاطفي". وبالنظر إلى هذا التعريف، قد يكون حب شخص ما والسماح له أن بحبك هو الخطر النهائي.
ويكتب الدكتور "جون جوتمان" في كتابه "ما الذي يجعل الحب يدوم؟" أن "الحياة تميل إلى أن تكون أفضل بالنسبة لأولئك الذين لديهم الشجاعة للثقة بالآخرين".
اقرأ أيضًا:ماذا لو زوجتك نرجسية؟.. 6 طرق فعّالة للتعامل معها
3- خلق توقعات واقعية
تقبل أن هناك صعودًا وهبوطًا لا مفر منه في الحياة الزوجية، فالحب الجديد شعور رائع، لكنه لا يعوض ألم الطلاق، ولا يعيد الأسرة تلقائيًا إلى وضعها السابق.
ووفقًا لـ"ماجي سكارف"، خبيرة شؤون الأسرة الربيبة، قالت: "على العكس من ذلك، فإن الزواج مرة أخرى سيعرض الأزواج لعدد من مشكلات التصميم غير المتوقعة مثل ارتباطات الولاء، وانهيار مهام الأبوة والأمومة، وتوحيد الثقافات العائلية المتباينة".
إحدى القضايا الرئيسة التي يجب على الأزواج المتزوجين معالجتها هي التواصل بين الأشخاص. وينطبق هذا بشكل خاص عندما يتعلق الأمر بالشؤون المالية، وكيفية تربية الأطفال وأبناء الزوج، والصراعات الشخصية في الأسرة المنشأة حديثًا، والتنافس بين أفراد الأسرة.
10 قواعد لزيجة ثانية ناجحة
يقدم موقع "gottman" عشر نصائح أو بالأحرى قواعد من أجل ضمان زيجة ثانية ناجحة، والتي جاءت على النحو التالي:
1. بناء ثقافة التقدير والاحترام والتسامح
عبّر عمّا تعتز به في شريك حياتك، الفكرة هي أن تدعم شريكك وهو يفعل شيئًا صحيحًا وتقول له: "شكرًا على فعل ذلك".
مثال: "لقد لاحظت أنك أفرغت غسالة الأطباق وأنا أقدر ذلك حقًا".
2. تدرب على أن تكون شريكًا حقيقيًا
بناء الثقة في أن تكون أكثر انفتاحًا مع شريك حياتك، إذ تعد مناقشة المشكلات البسيطة مثل الجداول الزمنية والوجبات مناسبة رائعة للبدء قبل معالجة الأمور الأكبر مثل تربية الأطفال أو إدارة الشؤون المالية.
3. خصص وقتًا وجوًّا مريحًا مع شريك حياتك
اطلب ما تحتاج إليه بطريقة حازمة وغير عدوانية، وكن على استعداد لرؤية الجانب الآخر من القصة. في "المبادئ السبعة لإنجاح الزواج"، يشجعنا الدكتور "جوتمان" على الاستجابة "لطلبات" شريكنا من أجل الاهتمام والمودة والدعم.
يمكن أن يكون هذا شيئًا بسيطًا مثل "من فضلك قم بإعداد السلطة"، أو "مرافقة شريكنا في رحلة لزيارة أحد الوالدين المريض".
اقرأ أيضًا:علامات حب الزوجة لزوجها.. هل يمكن اختبارها؟
4. ناقش التوقعات لتجنب سوء الفهم
خاطر وتعامل مع مشاعر الأذى، خاصة إذا كانت قضية مهمة، بدلاً من المماطلة والإغلاق. في "قواعد الزواج"، تفترض "هارييت ليرنر"، أن الخلاف الجيد يمكن أن ينقي الأجواء، وتقول إنه "من الجيد أن نعرف أنه يمكننا النجاة من الصراع وحتى التعلم منه".
5. الاستعداد للصراع
افهم أن الصراع لا يعني نهاية زواجك. اكتشف بحث الدكتور جون جوتمان، الذي أُجري على آلاف الأزواج، أن الصراع أمر لا مفر منه في جميع العلاقات، وأن 69% من المشكلات في الزواج لا يتم حلها. وعلى الرغم من ذلك، يمكن إدارة الخلاف بنجاح ويمكن أن يزدهر الزواج! وينصح بأخذ استراحة قصيرة إذا شعرنا بالإرهاق "فالإرهاق وسيلة لاستعادة التواصل الإيجابي مع شريكنا".
6. التواصل بشكل فعّال
تقبل المسؤولية عن دورك في الخلاف، استمع إلى طلبات شريكك واطلب توضيحًا بشأن القضايا غير الواضحة، واستخدم عبارات "أنا" بدلاً من عبارات "أنت" التي تميل إلى الشعور باللوم، مثل "شعرت بالأذى عندما اشتريت السيارة دون مناقشة الأمر معي".
7. تقبل دورك كزوج الأم
دور زوج الأم هو دور صديق بالغ ومرشد وداعم وليس دورًا تأديبيًا. تعلم استراتيجيات جديدة وشارك أفكارك مع شريك حياتك. لا يوجد شيء اسمه الحب الفوري، فعندما يشعر زوج الأم بعدم التقدير أو عدم الاحترام من قبل أطفال الزوج، سيواجهون صعوبة في الارتباط بهم، ما يسبب التوتر للجميع.
8. تناغم مع شريك حياتك
يُظهر التواصل البصري ووضعية الجسم نيتك في الاستماع والتسوية، لذا فإن ممارسة ما يسميه الدكتور جون جوتمان بالتناغم العاطفي في أثناء الاسترخاء معًا يمكن أن يساعدك على البقاء على اتصال على الرغم من خلافاتكما.
وهذا يعني "التوجه نحو" بعضنا وإظهار التعاطف بدلاً من "الابتعاد".
وأظهر بحث "جوتمان" الذي دام 40 عامًا، أن الأزواج السعداء لديهم نسبة 5: 1 من التفاعلات أثناء الخلاف، ما يعني أنه مقابل كل تفاعل سلبي، تحتاج إلى خمسة تفاعلات إيجابية.
9. إقامة حوار مفتوح
لا توجه تهديدات أو تصدر إنذارات نهائية، وتجنب قول الأشياء التي ستندم عليها لاحقًا، المال هو أحد الأشياء الأكثر شيوعًا التي يتجادل حولها الأزواج مرة أخرى، كما أن الكشف الكامل عن الأمور المالية هو مفتاح نجاح الزواج مرة أخرى حتى لا يتراكم الاستياء.
10. تمتع بالغفران
تقبل أن لدينا جميعًا عيوب، فالتسامح ليس مثل التغاضي عن الأذى الذي لحق بك، ولكنه سيسمح لك بالمضي قدمًا وتذكر أنك في الفريق نفسه.