المرأة في تاريخ الجريمة.. أخطر المجرمات في التاريخ الحديث
ارتبطت صورة النساء باللطف واللين، حتى أُطلق عليهن "الجنس اللطيف" أو "الجنس الناعم". لكن الأمر ليس كذلك على طول الخط، فلكل قاعدة شواذ. فليست الجريمة حكرًا على الرجال. بل إن هناك بعض النسوة أخطر من الرجل مرات ومرات. وعلى مر التاريخ ارتكبت بعض النساء جرائم يشيب لها الولدان.
من القتل المتسلسل إلى المخدرات والتهريب وقيادة العصابات، كلها جرائم نتخيل مرتكبها في عقولنا أنه رجل بالطبيعة، لكن الحقيقة أن النساء لهن نصيب من كل ذلك.
في السياق ذاته، تسرد "هانا فراي" في كتابها "أهلا بالعالم" الطريقة التي تتخذ بها الخوارزميات المستخدمة في السلك القضائي في الولايات المتحدة قرارها للمساعدة في إصدار أحكام الخروج بكفالة للمتهمين. إذ تقول الدراسات إن معظم مرتكبي جرائم القتل من الرجال؛ وبالتالي إذا كان المتهم رجلاً، فاحتمالية أن يصنفه الخوارزم "عالي الخطورة" ولا يعطيه إذن الخروج بكفالة أعلى بكثير من لو كانت المتهمة امرأة.
لكن هل هذا صحيح في كل الأحيان؟ بالطبع لا، فمن النساء من ارتكبن جرائم لا يصدقها عقل؛ ونستعرض فيما يلي بعض الأمثلة على ذلك:
بيل غانيس.. شبيهة ريا وسكينة في الولايات المتحدة
"بيل غانيس" قاتلة محترفة وصل مجموع من قتلتهم إلى حوالي 40 شخصًا، بمن فيهم زوجها وأولادها في ولاية إنديانا الأمريكية. وُلدت "بيلي غانتس" في النرويج في 11 نوفمبر 1859، وانتقلت إلى الولايات المتحدة عام 1881. ما لبثت أن تزوجت أولى زيجاتها حتى مات زوجها سريعًا بسكتة قلبية. وتبعه الزوج الثاني وطفلتها، للمصير نفسه.
بعد ذلك بدأت "غانيس" في نشر موضوعات تحكي فيها مدى وحدتها في المجلات المحلية لجذب عدد أكبر من الرجال إلى بيتها. وهناك تسرق منهم أموالهم وتقتلهم. وفي يوم من الأيان احترق منزلها لتكتشف الشرطة 40 جثة لرجال وأطفال داخله.
اختفت "غانيس" في ظروف غامضة، ولم يسمع عنها أحد مرة أخرى. وفي عام 1908، كشف أحد عمال مزرعة "غانيس" أن أمر حادثة الحرق كان متعمدًا بأكمله، وأن "غانيس" خططت له لتهرب بفعلتها وأموال ضحاياها.
اقرأ أيضًا:نهب متاحف وجرائم مخدرات وسرقات إلكترونية.. جرائم هزت العالم في 2023
جوانا بارازا.. سفاحة العجائز
في عام 1998، ازدادت حوادث القتل التي بدت أنها تستهدف العجائز في المكسيك على يد قاتل غامض عرف حينها بـ"سفاح العجائز". وعلقت مخرجة فيلم "سيدة الصمت The Lady of Silence" الذي تناول القصة نفسها قائلة: "العجائز هم الأكثر ضعفًا في المجتمع، وحين بدأ قتل الجدات، انتفض المجتمع وتأثر بشدة". ضغط السياسيون ووسائل الإعلام على الشرطة لمعرفة هوية القاتل والكشف عنه للعامة ووضع حد لهذه التصرفات الشنيعة.
وتحت ضغط الجمهور اعتقلت الشرطة المتهمين الخطأ، من بينهم ممرضة أطلقوا سراحها فيما بعد عندما تأكدوا من براءتها. ومع مرور الوقت، وتراكم الوفيات، أصبحت الشرطة شبه متأكدة من أن الفاعل رجل بسبب طبيعة عمليات الخنق التي تُنفذ بها عمليات القتل. فقد بدا من غير المنطقي أن تتمكن امرأة بأيدي ضعيفة من القيام بذلك.
بعد مرور 8 سنوات كاملة، وتحديدًا عام 2006، وبعد أن قتلت أكثر من 47 امرأة عجوز، ذهب رجل يدعى "لوبيز" لزيارة جارته العجوز ليجد الباب مفتوحًا. دخل مندهشًا ليتفقد الوضع فوجد امرأة ترتدي معطفًا أحمر. تلقى صدمته الكبرى حين دخل إلى غرفة النوم ليجد جارته ملقاة على الأرض مقتولة.
وفي الخارج صادف أن هناك سيارة شرطة كانت تمر في الأرجاء. لاحظ أفراد الشرطة فزع "لوبيز"، وفي الوقت نفسه كانت هناك امرأة بمعطف أحمر تسرع في خطاها، فأوقفها رجال الشرطة قبل أن تختفي داخل محطة مترو.
بعد التحقيق تبين أن اسمها الحقيقي "خوانا بارازا"، وهي أم عزباء تبلغ من العمر 48 عامًا، ولها ماض مضطرب دفع الشرطة إلى الاعتقاد بأنها مصارعة محترفة. وفي عام 2008، أدان أحد القضاة "برازا" بارتكاب 17 جريمة قتل وحُكم عليها بالسجن لمدة 759 عامًا. ويُقال أن دافعها للقتل كان ينبع من كراهيتها لوالدتها، لأنها سمحت لبعض الرجال باغتصابها عندما كانت طفلة.
ساندرا أفيلا بيلتران.. ملكة المحيط الهادئ
"ساندرا أفيلا بيلتران" يُطلق عليها "ملكة المحيط الهادئ". ألقت السلطات المكسيكية القبض عليها في 28 سبتمبر 2007، واتُهمت بالجريمة المنظمة والتآمر لتهريب المخدرات. أُسقطت بعض التهم الموجهة إليها فيما بعد لكنها ظلت محتجزة بتهمة حيازة أسلحة غير مشروعة وغسل الأموال. ثم سُلمت إلى الولايات المتحدة في 10 أغسطس 2012 لتدلي بشهادتها في التهم الجنائية الموجهة إليها من الحكومة الأمريكية. يعتبرها المسؤولون المكسيكيون والأمريكيون رابطًا مهمًا بين "كارتل سينالوا" في المكسيك و"كارتل نورتي ديل فالي" الكولومبي.
"ساندرا" كانت واحدة من النساء القلائل اللائي وصلن إلى أعلى المستويات في تجارة المخدرات. فقد عاشت وعملت وأحبت داخل عالم المخدرات المكسيكي منذ أواخر السبعينيات. وأمضت "ساندرا" السنوات السبع الأخيرة في السجن بتهمة غسل الأموال، يتخللها عامان كاملان في الحبس الانفرادي.
عُرفت بـ"ملكة المحيط الهادئ" بعد تكوينها أسطولاً من قوارب التونة كل منها محمل بـ 10 أطنان من الكوكايين لتبحر شمالاً بطول ساحل المحيط الهادئ بالمكسيك نحو سوق الكوكايين رقم واحد في العالم وهو الولايات المتحدة.
الجدير بالذكر أن "ساندرا" في مرحلة ما من شبابها حين كانت إبنة الـ 17 عاما، تركت حياة العصابات واتجهت لدراسة الصحافة الاستقصائية. لكن بعد ثلاث سنوات من دراسة الاتصالات في جامعة غوادالاخارا المستقلة، اختطفها حبيبها الذي كان متورطًا في أعمال العصابات والمخدرات بدافع الغيرة. ثم غادرت المدينة وانتهت آمالها في العمل مراسلة استقصائية.
أنتجت منصة "Netflix" فيلمًا تحكي فيه قصة حياة "ساندرا" أطلقت عليه اسم "Queen of the South" أو "ملكة الجنوب". والجدير بالذكر أن "ساندرا" قررت مقاضاة المنصة، مؤكدة أن المسلسل التلفزيوني مقتبس من حياتها، حسبما قال محاميها لصحيفة "ميلينيو" المكسيكية. وقالت إن قصتها استُخدمت دون موافقتها، وطالبت بالحصول على 40 في المئة من أرباح المسلسل.
اقرأ أيضًا:"دي بي كوبر".. اللغز الذي ما زال يُحيّر الـ "FBI"
جين توبان.. ممرضة تحقن مرضاها بالمورفين
ولدت "جين توبان" في 31 مارس سنة 1854 فى بوسطن بالولايات المتحدة الأمريكية. وامتهنت التمريض وكانت معروفة وسط عائلات منطقة نيو إنجلاند. ورغم أن مهنتها تطلب اللين ورقة القلب فإنها أبدعت في قتل مرضاها، ولم يُكشف أمرها إلا بعد أكثر من 20 عامًا.
كانت "توبان" تحقن مرضاها بكميات مميتة من المورفين والأتروبين بغرض الاستمتاع والتجربة عليهم. لكن بعد أن ماتت عائلة بأكملها وهي تحت رعايتها، بدأ الشك يساور السلطات بشأن "جين". وبعد تشريح جثث الضحايا، اكتشف المحققون مدى اتساع رقعة الجرائم التي نفذتها "جين".
على مدار 20 عامًا، نفذت "توبان" ما لا يقل عن 31 جريمة قتل، مع أنها اعترفت بارتكاب ما قد يصل إلى 70 جريمة.
آندريا ييتس.. أم أغرقت أطفالها الخمسة واحدًا تلو الآخر
استحوذت قضية "آندريا ييتس" على اهتمام الرأي العام الأمريكي عام 2001، حين تبينت السلطات أنها تعمدت إغراق أطفالها الخمسة، أصغرهم 6 أشهر وأكبرهم 7 سنوات، واحدًا تلو الآخر بطريقة ممنهجة.
ووفقًا لما أوردته صحيفة "ديلي ميل" البريطانية، فإن المحكمة أدانت "آندريا ييتس" بتهمة القتل العمد عام 2002، لكن محكمة الاستئناف ألغت الحكم لاعتبارها مختلة عقليًا، وقضت بعقوبة تضطرها لقضاء باقي حياتها في مستشفى السجن.
ماريا ليتشاردي.. إحدى زعيمات المافيا في نابولي
تبلغ "ماريا ليتشاردي" من العمر الآن حوالي 73 عامًا، ومع ذلك تطلق عليها الصحافة الإيطالية "المرأة الصغيرة" نظرًا لقصر قامتها وصغر حجمها. بينما يُطلق عليها زملاؤها داخل العصابات اسم "العرابة" وتسميها نساء منطقتها "الأميرة".
تولت "ماريا" قيادة عشيرة ليتشاردي بعد وفاة زوجها واعتقال إخوتها. أصبحت فيما بعد واحدة من أقوى زعماء مافيا كامورا في نابولي منذ عام 1993 حتى قُبض عليها عام 2001.
وقعت "ماريا" في الفخ حين أدخلت إلى نابولي شحنة هيروين نقية أكثر من اللازم، ما تسبب في قتل عدد من المستخدمين. وحدثت بعد ذلك بعض حروب العصابات نتج عنها مقتل ما يقرب من 120 شخصًا.