لمحبي القراءة.. هل يستحق "الكِنْدِل" الشراء؟
في ظل توغل التكنولوجيا في حياتنا، لا بد أن كل قارئ نهم قد بحث عن بديلٍ للكُتب الورقية، لا سيّما أن بعضها بعيد المنال، من هنا نقول إن لا صوت يعلو فوق صوت الكِنْدِل Kindle. ولكن لحظة، ما هو الكندل بالضبط؟ هل الاستثمار فيه يستحق؟ وإن كان كذلك، فما الذي يميزه عن الهواتف المحمولة كونها أصبحت تعج بالتطبيقات المُخصصة للقراءة؟ والأهم من ذلك، ما الذي قد يجعله يتفوق على تجربة القراءة الورقية نفسها؟
ما هو الكندل؟
أطلقت شركة "أمازون" قارئها الإلكتروني المعروف بـ "الكندل-Kindle" لأول مرة في نوفمبر 2007، والكندل هو جهاز إلكتروني محمول، خفيف الوزن، ومُخصص للقراءة فقط "يمكن تصفح الإنترنت من خلاله، ولكن بطريقة غير عملية تُصعّب على حامله فعل أي شيء سوى القراءة". هناك موديلّات أو إصدارات مختلفة من الكندل مثل "الكندل العادي- Standard Kindle"، "كندل بيبر وايت- Kindle Paperwhite"، و"كندل أُويسيز- Kindle Oasis"، وعلى الرغم من اختلاف الموديلات، فإنّ الوظيفة واحدة.
يعد الكندل أشهر قارئ إلكتروني موجود في العالم، فهو من إنتاج شركة "أمازون" كما ذكرنا، ولمن لا يعلم، فهذه الشركة العريقة تسيطر على حوالي ثُلثي سوق الكُتب الإلكترونية وفقًا للتقديرات.
اقرأ أيضًا: رهانات المستقبل ورؤية المملكة في أربعة كتب | إنفوجراف
ما الذي يُميز الكندل عن الهواتف المحمولة والكُتب الورقية؟
كثيرة هي المميزات التي تجعل الكندل خيارًا أفضل من الهواتف المحمولة والكتب الورقية. بدايةً، يأتي هذا القارئ الإلكتروني بحجم ممتاز، أكبر من الهواتف وأصغر من بعض أجهزة التابلت "أي مثل ورقة الكتاب تقريبًا"، كما أن وزنه خفيف إذا ما قُورِن بوزن الكُتب والكثير من الهواتف المحمولة. يمكنك أن تأخذه معك في حقيبة صغيرة وتستخدمه في أي وقت وفي كل مكان. ما يُساعد على ذلك أن بطاريته تدوم لفترات طويلة جدًا؛ حتى بضعة أسابيع.
ولعل أهم ميزة تُرجّح كفة الكندل على الهواتف المحمولة أن شاشاته صديقة للعين؛ هي أشبه بورقة كتابٍ، بل حتى أفضل من ذلك، إذ تتيح لك تعديل حجم ونوع الخط "وتخصيص الورقة كما تشاء عمومًا" وبهذا لن تضطر إلى تضييق عينيك كما تفعل في حالة الصفحات المكدّسة بالكلمات والتي لا تفصل بينها مساحة تُذكَر تقريبًا. لا تَبُثُ شاشات الكندل أشعة ضارة مثل شاشات الهواتف المحمولة، والتي على الرُغم من تطورها، فإنها ما زالت تؤذي العينين عند الاستخدام لفترات طويلة، خصوصًا عند استخدام الهاتف في الظلام، أما الكندل، وبفضل الوضع الداكن "dark mode" وإمكانية تعديل الإضاءة بسهولة، يمكنك أن تستخدمه في ظروفٍ كهذه وأنت مطمئن على بصرك.
على الهامش: تأتي شاشات الكندل بتكنولوجيا الـ "E Ink display"، وهذه التكنولوجيا تُحاكي شكل الورق، وتعطيك إحساس القراءة الاعتيادية مما يُقلل من الإجهاد.
إذا أُعجِبت بالميزة السابقة، فإليك هذه الميزة، البديهية، والتي لن تشعر بها إلا عندما تستخدم الكندل: الجهاز خالٍ من المشتتات -تقريبًا-؛ صحيحٌ أن الكتب الورقية تتفوق عليه في هذا الأمر، ولكنه يكتسح الهواتف الذكية المليئة بالمُشتتات، وكل شخص جرب القراءة على الهاتف يعلم هذا الأمر جيدًا، فَمَا أن تُحاول الاستفراد بصفحات كتابٍ ما، حتى تسمع صوت إشعار يفصلك عن التجربة، وخصوصًا لو استجبت له، ربما الحل الوحيد أن تُفعّل وضع الطيران "Airplane mode"، وجميعنا نعرف أن هذا القرار ليس سهلاً على معظمنا.
يرد الكندل الصاع صاعين للكتب الورقية التي تتفوق عليه في جزئية التشتت بفضل شموليته، حيث يمكنك تحميل آلاف الكُتب المتنوعة وتَحمِل مكتبة كاملة في يدك، وكل هذا بوزن أخف من الكُتب. من حيث حجم الذاكرة، يأتي الكِندل بأكثر من نسخة للموديل الواحد، فهناك نسخة الـ 8 غيغابايت، والـ 16 غيغابايت، والـ 32 غيغابايت، ناهيك أنك تستطيع تحميل آلاف الكُتب المجانية بأكثر من طريقة، ولكن هذا ليس موضوعنا.
إضافة إلى المميزات المذكورة التي تُعزز من تجربة القراءة نفسها، يأتي الكندل بمميزات تحريرية فوق الممتازة؛ تستطيع أن تُحدد النصوص وتضع الملاحظات بسهولة شديدة، وهناك ميزة تحريرية جبارة هي إمكانية البحث عن معاني الكلمات، وذلك بإيماءة بسيطة، فإذا واجهتك كلمة غريبة أثناء القراءة، ليس عليك سوى الضغط عليها ضغطةً مطولة وسيظهر لك تعريفها أو معناها في القاموس، وبمناسبة القاموس، تستطيع إضافة ما شئت من القواميس المختلفة، واستخدام الترجمة بعدة لغات.
ميزة أخرى قد لا تُهم البعض ناهيك أنها ليست موجودة بكل إصدارات الكندل "متوفرة في بعض الإصدارات فقط مثل الجيل التاسع من الأويسيز والعاشر من الوايت بيبر" هي ميزة مقاومة السوائل، فكثير من القراء مُعرضون لسكب الماء -مثلاً- على الكُتب أو حتى على الهواتف أثناء القراءة، خصوصًا أن القراءة لا تحلو لدى البعض إلا باحتساء بعض المشروبات، مثل القهوة.
نزيدك من الشعر بيتًا؛ تستطيع أن تستمع إلى الكُتب الصوتية أيضًا على الكندل، فإذا كنت ممن لا يستسيغون قراءة الكُتب، يمكنك أن تستمع إليها وتُخصص تجربة الاستماع كما تُريد أيضًا. يمكنك كذلك أن تنضم إلى مجتمع القرّاء على "جود رييدز- Goodreads"، ولمن لا يعلم، فهذا مجتمعٌ يضم القرّاء المختلفين من شتى بقاع الأرض ليناقشوا ما لذ وطاب من الكُتب.
اقرأ أيضًا:كن مستعدًا "معلمك" الجديد قادم!.. 4 كتب عن استفادة قادة الأعمال من الذكاء الاصطناعي
هل الكندل يستحق الشراء؟
إذا لم تحسم قرارك بعد وترى أنك بحاجة إلى بعض الوقت للتفكير، فدعنا نُسهل عليك الأمر قليلاً. سل نفسك: هل أنت قارئ نهم؟ هل تستهدف قراءة عددٍ معين من الكتب كل سنة؟ هل ترتاد المكتبة كثيرًا؟ هل تُسافر كثيرًا؟ أتُريد تجربة متكاملة لقراءة، بل الاستماع للكُتب؟ هل من الصعب عليك أن تحصل على كُتب معينة نظرًا لعدم توافرها في بلدك أو لأي سبب آخر؟ إذا كانت الإجابة على كل هذه الأسئلة بنعم، فالكندل خيار ممتاز لك.
ربما يكون العيب الوحيد أن الكتب الموجودة عليه ليست مجانية، بالطبع هناك آلاف الكُتب المجانية، ولكن أغلب الظن أن الكتب التي تُنشدها ستكون مدفوعة. وعلى الرغم من أن هذا خبر مُحبط قد يجعل الكثيرين يعزفون عن شرائه، فدعونا نخبركم بأن أسعار الكثير من الكتب في المتناول وتتراوح ما بين الـ 2 إلى 4 دولارات تقريبًا، أي أرخص من سعر الكُتب الورقية، بل والإلكترونية الموجودة على الهواتف، بكثير.
ومع ذلك... إذا كنت من عُشّاق الكتب ورائحتها وتُصنّف نفسك ضمن هؤلاء الذين لا تحلوا القراءة لهم إلا بتحسس الورق، فالكندل ليس لك بالطبع، أضف إلى ذلك أن القارئ المتوسط، أو القارئ المُجبَر على هذه العادة لأي غرض، لن يُناسبه هذا الجهاز الذي يصل متوسط سعره إلى حوالي 150 دولارًا على متجر "أمازون".