لماذا نشتهي الحلوى والشيكولاتة باستمرار؟ وهل لذلك مخاطر؟
لا تخلو مائدة من طعامٍ حلو المذاق، سواء كان حلوى أم شيكولاتة، والإنسان يُحبّ التنويع في الطعام، فلا يكون الأكل كله مالحًا ولا حلوًا، لكن يميل أغلبنا إلى تناول الحلوى والأطعمة الغنية بالسكر على الدوام - في غياب أي مرضٍ مُسبِّب لذلك - وهذه العادة صحيحٌ أنّها تُشعِرنا بالسعادة وتضبط المزاج، لكنّها ليست صحية على الأمد الطويل، فما سر اشتهاء الحلوى باستمرار؟ وهل لقلة النوم والتوتر علاقة بذلك؟
لماذا نشتهي الحلوى باستمرار؟
الحلوى ركن رئيس من نظامنا الغذائي اليومي، وكثيرٌ من الناس يُفضِّلها على ما سواها من أنواع الطعام المختلفة، فهي مليئة بالسكر حلو المذاق، ومن الأسباب التي تدفعنا إلى اشتهاء الحلوى أو السكر باستمرار ما يلي:
1. التعوُّد
تكرار تناول الحلوى على مدار اليوم، يُهيِئ الدماغ والجسد للقيام بذلك بصورة منتظمة، فمثلاً قد يكون روتينك الصباحي عند النهوض من النوم تناول المكملات الغذائية واحتساء القهوة، وإذا كُنتَ تفعل ذلك مرارًا وتكرارًا، فقد تستمر فيه دون أن تُفكِّر كثيرًا فيما تفعله.
والأمر نفسه مُنطبِق على أي عادةٍ، كتناول الحلوى أو السكر، فإذا اعتدت بانتظام أن تتناول الأطعمة الغنية بالسكر، فقد تجد نفسك مُشتهيًا لها بصورةٍ آلية على الدوام.
2. عدم كفاية التغذية
يرغب كثيرٌ من الناس في خسارة الوزن الزائد، ما يجعلهم يُقيِّدون ما يتناولونه من الطعام، كما يشعر بعضهم بتحمُّل ضغطٍ، أو عبءٍ نفسي عند الاقتصار على تناول أنواعٍ مُعيّنة من الطعام دون غيرها، وهذا قد يجعل الجسم لا يحصل على كفايته من العناصر الغذائية، بل قد يُعانِي الإنسان سوء التغذية.
لذلك يرتد أثر ذلك باشتهاء الأطعمة عالية السعرات الحرارية، الغنية بالسكر المُضاف والدهون، إذ يُحاوِل الجسم تعويض أي كتلةٍ جسديةٍ فُقدت مع التقييد الشديد للطعام.
3. المُحلّيات الصناعية
صُنعت المُحلّيات الصناعية لتوفير المذاق الحلو دون إضافة سعرات حرارية إلى الجسم، فهي إمّا منخفضة السعرات الحرارية أو خالية منها، ويُفضِّل جلُّ الناس المُحلّيات الصناعية، إذ تسمح لهم بتناول الأطعمة المُفضّلة لديهم دون أن تدخل أجسامهم سعرات حرارية عالية، والمُحلّيات الصناعية أحلى من السكر بما يُقدَّر بـ 180 - 13,000 مرة!
وتُشِير الأبحاث إلى أنّ تناول المُحلّيات الصناعية بانتظام قد يُصبِح ذا أثرٍ إدماني من خلال تغيير توازن بكتيريا الأمعاء، ما يخفض الشعور بالشبع عند الإنسان، ويجعله يميل إلى الإفراط في تناول الطعام، على الأرجح من فئة السكريات.
4. التوتر
التوتر من الأسباب النفسية التي تدفع الإنسان إلى تناول الطعام، خاصةً المليء بالسكريات، إذ يزداد نهم كثير من الناس تجاه السكريات في أوقات التوتر، وقد وجدت إحدى الدراسات، حسب "verywellhealth" أنّ الاستهلاك المُفرِط للسكر ابتداءً، قد يُؤثِّر في دماغ الإنسان، بما يُفاقِم رغبته في تناول السكريات عندما يكون متوترًا.
5. النوم
يُشعِل الحرمان من النوم النهم تجاه السكريات، إذ تتأثّر مسارات المكافأة في الدماغ، كما أنّ المزاج العام يكون سيئًا مع قلة النوم، ويُحاوِل الدماغ تعويض ذلك بالاندفاع تجاه تناول الحلوى والسكريات.
ووجدت الدراسات أيضًا أنّ الأنظمة الغذائية الغنية بالدهون المُشبّعة والسكر المضاف، وقلة الألياف مُرتبطة بقلة النوم، ما يعني أنّ المعاناة من قلة النوم ثُمّ اشتهاء السكر إثر ذلك، ثُمّ تناول الأطعمة السكرية، قد يُؤدِّي إلى استمرار مشكلات النوم.
اقرأ أيضًا:فوائد السكر البني والأبيض.. خيار مثالي للحفاظ على صحة الجسم والبشرة
6. إدمان السكر
وجدت بعض الدراسات أوجه تشابه بين طريقة استجابة الدماغ للعقاقير المُسبِّبة للإدمان وطريقة استجابته لاستهلاك السكر، إذ يُحفِّز السكر نظام المكافأة في الدماغ، ما يُشعِل النهم تجاه السكريات، وهذا بدوره قد يخلق نوعًا من الإدمان للسكر والإفراط في الأكل المُنذِر باكتساب الوزن.
وخلص المؤلفون في دراسةٍ أخرى إلى وجود أدلّة حقيقية على أنّ إدمان السكر حقيقي، فهو جزءٌ من طبيعة الإنسان والوسائل الدفاعية التي يتّخذها الجسم للنجاة، خاصةً إذا صعب العثور على طعام.
ما سر الرغبة الشديدة في تناول الشيكولاتة أحيانًا؟
حسب موقع "verywellmind"، عزل الباحثون بعض القلويات في الشيكولاتة التي يُظنّ أنّها تزيد مستويات السيروتونين في الدماغ، وتكّهنت هذه الدراسات بأنّ الرغبة الشديدة في تناول الشيكولاتة قد تنطلق من بعض الأسس، مثل نقص السيروتونين في الجسم.
وفي بعض الأحيان قد يكون اشتهاء الشيكولاتة دليلاً على حاجة الجسم إلى المغنيسيوم، ورغم أنّ الشيكولاتة - خاصةً الداكنة - غنية بالمغنيسيوم، فإنّ هناك أطعمة أخرى غنية أيضًا بالمغنيسيوم وأقل في السكر، مثل المكسرات والبقوليات.
جديرٌ بالذكر أيضًا أنّ الشيكولاتة بها مُكوِّنات شبيهة بالعقاقير، مثل الأنانداميد، والكافيين، وفينيثيلامين، والتي لها تأثير هائل على مزاج الإنسان، ما قد يُفسِّر إدمان بعض الناس للشوكولاتة، خاصةً أنّها غنية بالسكر إلى جانب ذلك، وتُسهِم في تعزيز مستويات هرمون السيروتونين.
كيف تُوقِف نهمك تجاه السكريات؟
يستغرق تقليل النهم تجاه السكر والحلوى بعض الوقت، ولا ينتهي بين عشيةٍ وضحاها، وقد تُساعِدك النصائح الآتية في إعادة تهيئة الدماغ لتقليل النهم تجاه السكريات:
- خلط الأطعمة: قد يُساعِد تناول مجموعة مُنوّعة من الطعام مع مذاق أقل حلاوة في تهدئة الرغبة الشديدة في الحلويات، فمثلاً يُمكِن غمس التفاح أو الفراولة في الشيكولاتة، أو تناول حفنة من الجوز مع رقائق الشوكولاتة والزبيب، بدلاً من الاكتفاء بقطعة من الحلوى مليئة بالسكر.
- قراءة ملصقات الطعام: ربّما لا تدري كمية السكر المضاف في الطعام الذي تتناوله، وما إن تبدأ في الأكل وتعتاد على ذلك، إلّا ويزداد نهم الجسم باستمرار تجاه السكر؛ لذا ينبغي قراءة ملصقات الطعام أولاً ومعرفة ما يحتويه من السكر المضاف.
- تغيير الروتين: قد يتناول بعض الناس السكر بسبب الملل فقط؛ لذلك جدِّد نشاطك، وغيِّر ما تفعله، وبإمكانك أخذ نزهة سريعة، أو ممارسة بعض التمارين، وعلى الأرجح ستزول الرغبة العارمة في السكريات.
- شُرب الماء: أحيانًا نُفسِّر حاجتنا إلى الماء على أنّها رغبة في تناول الطعام؛ لذلك جرِّب أن تشرب قليلاً من الماء لتعرف ما إذا كان ذلك سيخفض الرغبة في تناول السكريات أم لا.
- القيلولة: بدلاً من الانهماك في أكل الحلوى، جرِّب أن تأخذ قيلولة واستعِد نشاطك الجسدي.
- لا تُفوِّت الوجبات: ينبغي تناول الطعام بانتظام وعدم تفويت الوجبات، فهذا قد يُشعِل الرغبة في تناول الطعام، ما قد يدفع الإنسان إلى تناول السكريات بنهم.
- استشارة الطبيب: إذا لم تنجح في التوقف عن الإفراط في تناول الحلوى، وبتّ تخشى من الإصابة بأمراضٍ مزمنة، مثل السمنة أو مرض السكري من النوع الثاني أو غير ذلك، فينبغي استشارة الطبيب لمعرفة الطريقة الأمثل لتناول الحلوى والسكريات بما لا يضر صحة الجسم.