القضاء البريطاني ينتصر للبشر على الذكاء الاصطناعي.. ما القصة؟
أعلنت المحكمة العليا البريطانية أنه لا يمكن تعيين الذكاء الاصطناعي كمخترع في براءات الاختراع، وأكدت أن هذا اللقب حكرًا للبشر، والحكم الصادر يثير أسئلة وجودية حول دور الآلات الذكية في مجالات الابتكار وحقوق الملكية الفكرية.
تفاصيل القضية
بدأت القضية في 2018 وكانت تدور حول محاولة تسجيل الذكاء الاصطناعي المُسمى "DABUS" كمخترع لحاوية طعام صديقة للروبوت، مع ضوء تحذير يومض لجذب الانتباه في حالات الطوارئ، وعلى الرغم من التأكيد على أن الذكاء الاصطناعي هو من ابتكر ذلك، إلا أن مكتب البراءات الأوروبي ومكتب الملكية الفكرية في المملكة المتحدة رفضا الفكرة، وأكدا أن المخترع يجب أن يكون إنسانًا.
اقرأ أيضًا: "فك تشفير الدماغ".. علماء يرسمون أول "صورة ذهنية" في العالم بمساعدة الذكاء الاصطناعي
قرار المحكمة العليا هو الأول من نوعه عالميًا، ويعزز فكرة أن الذكاء الاصطناعي لا يحظى بالوضع القانوني للسماح بتسجيله كمخترع، وعبر المعارضون للقرار عن خيبتهم، وأشاروا إلى التحيز الاجتماعي ضد الآلات، كما يوجد مشروع يُدعى مشروع "المخترع الاصطناعي" الذي يدعو إلى منح حقوق الملكية الفكرية لنواتج الذكاء الاصطناعي في غياب المخترع البشري، وأكد أعضاء المشروع أن هذه الحقوق ستشجع الشركات على الاستثمار في تطوير الذكاء الاصطناعي، وستعزز الثقة في تحقيق براءات الاختراع لابتكارات الذكاء الاصطناعي.
وعلى الرغم من رفض هذه الفكرة إلا أن الذكاء الاصطناعي استطاع الحصول على براءات اختراع في جنوب أفريقيا وأستراليا، وهذا أثار الكثير من الاعتراضات، ويشير الخبراء إلى أنه في ظل التقدم السريع للذكاء الاصطناعي، فقد يكون من الضروري التعامل مع هذه القضية مجددًا في المستقبل.
وأوضح يوهان ليانج -شريك في شركة محاماة- أنه إذا أرادت المملكة المتحدة تحقيق الريادة في الذكاء الاصطناعي، فقد تحتاج إلى تدخل تشريعي للسماح بنسب براءة الاختراع إلى الذكاء الاصطناعي للابتكارات التي أنشأها بعيدًا عن التدخل البشري.