منعًا لعُسر الهضم أو حُرقة الصدر.. 4 نصائح لتحضير قهوة لا تضر معدتك
هَل شعرتَ بُحرقة في صدرك بعد احتساء القهوة من قبل؟ بينما تستمتع بمذاق قهوتك، فإنّ المعدة قد تصرخ بإطلاق كمية أكبر من حمض المعدة إثر وصول القهوة إليها، فالقهوة غنية بالكافيين والأحماض الكلوروجينية التي تزيد إفراز حمض المعدة، وهذه الكمية الزائدة من الحمض تشعر بأثرها في عُسر هضمٍ، أو حرقة صدرٍ عقب احتساء القهوة، فكيف تُحضِّر قهوة لا تضر معدتك وتستمتع بفوائدها الصحية في آن واحد؟
هل تضر القهوة المعدة؟
إذا احتسيت قهوتك على معدة فارغة في الصباح، فمن الطبيعي أن تتضرّر المعدة، كما قد تضرُّ بعض مُكوِّنات القهوة المعدة من حيث لا تدري، وأبرز المُكوّنات التي قد تمسّ المعدة ببعض الضرر ما يلي:
1. الكافيين
الكافيين هو المادة المُنشِّطة الطبيعية في القهوة، والتي تُعزِّز نشاط الإنسان ويقظته، ويحتوي فنجان القهوة الواحد "240 مل" على 95 مغم من الكافيين.
ورغم أنّ الكافيين مُنبِّه دماغي بالأساس، فإنّ بعض الأبحاث أشارت إلى قدرته على زيادة الانقباضات في جميع أنحاء الجهاز الهضمي، ففي دراسةٍ قديمة عام 1998، ثبت أنّ القهوة المحتوية على الكافيين تُحفِّز القولون بنسبة 23% أكثر من القهوة منزوعة الكافيين، وبنسبة 60% أكثر من الماء، وأشارت بعض الأبحاث أيضًا إلى أنَّ الكافيين قد يزيد إنتاج حمض المعدة، ما قد يُزعِج المعدة، ويُسبِّب لك حرقة المعدة.
2. أحماض القهوة
صحيحٌ أنّ الكافيين هو المُتهم الأول في إضرار القهوة بالمعدة والجهاز الهضمي، لكن أحماض القهوة لها دورٌ أيضًا في إحداث ذلك الضرر.
تحتوي القهوة على بعض الأحماض، مثل حمض الكلوروجينيك، وغيره من الأحماض التي تزيد إفراز حمض المعدة، وهذا مُفِيد في هضم الطعام، لكن مع ذلك قد يُعانِي كثيرٌ من الناس حرقة المعدة، أو تتفاقم أعراضها لديهم بعد احتساء القهوة، ولا يزال الرابط غير واضحٍ بدرجةٍ كافيةٍ بين أحماض القهوة وحرقة المعدة.
3. المواد المُضافة الأخرى
لا يُفضِّل كثيرٌ من الناس احتساء القهوة على حالها دون أن يُضِيف إليها بعض المواد علّها تُحسِّن طعمها بالنسبة إليه، أو تُحسِّن مزاجه بصورةٍ أفضل، مثل الحليب والكريمة والسكر، وغير ذلك.
وربّما يكون الكافيين وأحماض القهوة بُرآء من إضرار المعدة، لكن المواد المُضافة قد تكون هي سبب اضطراب المعدة بعد شُرب القهوة، إذ إنَّ 65% من الناس حول العالم لا يتمكّن جهازهم الهضمي من هضم اللاكتوز "سُكّر اللبن"، ما يُؤدِّي إلى انتفاخ البطن والتقلصات بعد احتساء القهوة، وما يعني أيضًا أنَّ القهوة باللبن قد تكون مُضرّة لبعض الناس، خاصةً لمعدتهم.
هل تضر القهوة منزوعة الكافيين المعدة أيضًا؟
إذا كان الكافيين هو المشكلة، فماذا عن القهوة منزوعة الكافيين؟ أَتضرُّ المعدة أيضًا؟ الحقيقة أنّ القهوة منزوعة الكافيين لا تزال تحتوي على أحماض القهوة، مثل حمض الكلوروجينيك، الذي ارتبط بزيادة إنتاج حمض المعدة وتقلّصات الأمعاء.
علاوة على ذلك، فإنّ إضافة الحليب، أو الكريمة، أو السكر إلى القهوة منزوعة الكافيين قد يُسبِّب مشكلات في المعدة لدى الأفراد الحسّاسين لهذه المواد المُضافة.
اقرأ أيضًا:أعراض انسحاب الكافيين.. احذر الانقطاع المفاجئ عن القهوة
نصائح لتحضير قهوة لا تضرُّ المعدة
ثمّة طرق عدّة يُمكِنك من خلالها تحضير قهوة لا تضرُّ معدتك، فلن تقلق من حُرقة المعدة أو اضطرابات الجهاز الهضمي عمومًا مع اتّباع بعض تلك النصائح:
1. اختيار قهوة قليلة الأحماض
رغم أنّ دور أحماض القهوة في إضرار المعدة غير واضح بصورةٍ كافية، فإنّ اختيار قهوة قليلة الأحماض قد يكون خيارًا مناسبًا لبعض الناس، فهي في العادة أخفّ وأكثر اعتدالاً من القهوة عالية الأحماض.
ويُمكِن في ذلك السياق تجربة القهوة الباردة، فقد أشارت الأبحاث، حسب "healthline"، إلى أنَّ القهوة الباردة أقل حمضية من القهوة الساخنة، وإن كان المرء سيفتقِد حتمًا مذاق القهوة الساخن، لذلك هذه ليست النصيحة الوحيدة لتحضير قهوة لا تضرُّ معدتك.
2. القهوة المُحمَّصة الداكنة
أظهرت دراسةٌ أُجريت عام 2014 أنّ القهوة المُحمَّصة الداكنة تتزّن فيها المواد الكيميائية التي تُحفِّز إنتاج حمض المعدة وتُوجَد بكميةٍ أقل مُقارنةً بالقهوة مُتوسِّطة التحميص.
ولتوضيح ذلك، فإنّ القهوة الداكنة تحتوي على كميات أعلى من مُركّب "NMP"، كما أنّها تحتوي على كميةٍ أقل من أحماض القهوة، مثل حمض الكلوروجينيك، وقد وجد الباحثون أنّ ارتفاع نسبة مُركَّب "NMP"، وانخفاض الأحماض الكلوروجينية يُسهِم في تقليل إنتاج حمض المعدة، ما يعني تراجُع فرص الإصابة بحُرقة المعدة واضطراباتها بعد شُرب القهوة.
ومُركّب "NMP" وحده غير كافٍ في تلاشي أضرار القهوة على المعدة، بل التوازن الكيميائي في القهوة المُحمَّصة الداكنة بينه وبين العناصر الأخرى هو ما ساعد في حماية المعدة من أضرار القهوة.
3. إضافة الحليب إلى قهوتك
يحتوي الحليب على بعض البروتينات التي ترتبط مع الأحماض الكلوروجينية في القهوة، وهذا الارتباط يمنع الأحماض الكلوروجينية من زيادة حمض المعدة، إذ يتعذّر امتصاصه بعد ارتباطه بالبروتينات، وحسب دراسةٍ منشورةٍ عام 2019، فإنّ إضافة الحليب إلى القهوة لا يُحفِّز حُرقة المعدة.
لكن إضافة الحليب إلى القهوة ليست خيارًا مناسبًا لكل الناس، فالمُصابون بعدم تحمُّل اللاكتوز لا يُلائمهم ذلك الخيار، إذ إنّ الحليب سيُسبِّب لهم مشكلات أخرى فور وصوله إلى الجهاز الهضمي، مثل انتفاخ البطن والإسهال.
وإذا كان ذلك الحليب مُضرًّا لك، فيُمكِنك تجربة الحليب النباتي وإضافته إلى قهوتك، مثل حليب الصويا أو حليب اللوز، والاستمتاع بمزيج القهوة واللبن.
اقرأ أيضًا:حبوب الكافيين.. هل هي آمنة وما الفرق بينها وبين القهوة؟
4. تجربة نوع جديد من القهوة
ثمّة أنواع جديدة من القهوة تُعرَض في الأسواق باستمرار، فلم لا تُجرِّب صنفًا جديدًا منها؟ قد تحمل بعض أنواع القهوة لك أضرارًا أقل لكنّك لم تُجرّبها بعد.
القهوة مُزدوجة التخمُّر
عادةً تُخمّر القهوة مرة واحدة، إذ بعد قطف حبوبها، تُوضَع في الماء، إذ تكسر البكتيريا الفاكهة وتفصلها عن حبوب البن، لكن بعض صانعي القهوة يُخمِّرونها مرة ثانية فيما يُعرَف بـ"النقع المُزدوج"، إذ يدّعي هؤلاء الصُّنّاع أنّ النقع المزدوج يُنتِج قهوة أخفّ على المعدة، ويُزِيل شيئًا من مرارة القهوة، لكن لا تُوجَد أدلة علمية تُثبِت أنّ ذلك التخمير المزدوج يخفض إنتاج حمض المعدة بعد شُرب القهوة.
القهوة الخضراء "غير المُحمَّصة"
لا يتغيّر محتوى القهوة غير المُحمّصة من الأحماض الكلوروجينية ولا من مُركّب "NMP"، ومِنْ ثَمّ فاحتمال خفضها لإنتاج حمض المعدة ليس مُؤكّدًا بنسبة 100%. الأمر وما فيه أنّ بعض الناس قد يحتسون قهوة غير مُحمّصة ويجدونها أخفّ على معدتهم، بينما يُلاحِظ آخرون أنّه لا فارق كبير بينهما، والاختيار في النهاية عائد إليك وإلى تجاوب معدتك مع نوع القهوة التي تحتسيها.
بالنهاية يُمكِنك احتساء القهوة ببطء على عِدّة رشفات، فذلك أسهل على المعدة، كما يُفضّل عدم شُربها في الصباح الباكر على معدة خاوية وإنّما مع الطعام أو بعده.